كتاب: الحقيقة وأخواتها. المجـلات السياسية الفـلـسطـينيـة في الولايات المتحدة
ملاحظات ختامية
د. عدلي الهواري
عندما يحصل تباين كبير في المواقف تجاه أمر واحد، كالموقف من الانتفاضة في حركة فتح، لا تتبنى أغلبية الناس مواقفها بناء على ما تقرأه في النشرات من معلومات وتحليلات مهما كانت موضوعية. ولكن هذا لا يلغي أهمية صدور نشرات في مثل هذه الأوقات، فمناقشة المواقف والتحذير من المخاطر ضروري. وفي المستقبل تصبح النشرات الدليل المادي على خطأ أو صواب الموقف الذي تم التعبير عنه في تلك الظروف.
جميع المجلات السبع الموثقة في الكتاب ليست مجلات تجارية، أي هي لم تصدر بغية نشر إعلانات والحصول على عائد مالي منها أو من بيع الأعداد. كلها صادرة من منطلق وطني يهدف إلى تعزيز الانتماء والتعبير عن مواقف سياسية متعلقة بالقضية الفلسطينية. هناك إعلانات في بعض أعداد مجلة «فلسطيننا»، وهي في اعتقادي إما كانت مجانية، أو أن أي دخل منها قد استخدم في دفع جزء من تكاليف طباعة المجلة وتوزيعها بالبريد.
إذا بحثنا عن سمة لمحتويات الأعداد الصادرة قبل خروج م ت ف من بيروت، سوف نجد التصاقا بالموقف الرسمي للمنظمة والتيار الذي تؤيده المجلة. ويلاحظ أيضا غلبة النبرة التفاؤلية في تحليل الأوضاع السياسية والحديث عن انتصارات ومكتسبات. تتغير هذه السمة في الأعداد التي ظهرت بعد الخروج من بيروت، وتزداد وضوحا بعد حدوث الانتفاضة في فتح، فالمحتويات أصبحت تعكس واقعية أكبر في تحليل الأمور، وتطور التعبير عن المواقف إلى حد توجيه انتقادات مباشرة وصريحة للقيادة الفلسطينية، والتحذير من نتائج النهج التي سارت عليه بعد الخروج من بيروت.
رغم وجود نقد مباشر للقيادة الفلسطينية في أعداد ما بعد الانتفاضة في حركة فتح، لم يكن النقد يلجأ إلى تقارير إخبارية مجهولة المصادر، أو مصادر إسرائيلية، بل كان يعتمد على وثائق فلسطينية مثل الميثاق الوطني الفلسطيني، أو برنامج حركة فتح السياسي، وغير ذلك من وثائق تعتمد الإشارة إليها على موضوع المقالات المنشورة.
عندما يحصل تباين كبير في المواقف تجاه أمر واحد، كالموقف من الانتفاضة في حركة فتح، لا تتبنى أغلبية الناس مواقفها بناء على ما تقرأه في النشرات من معلومات وتحليلات مهما كانت موضوعية. ولكن هذا لا يلغي أهمية صدور نشرات في مثل هذه الأوقات، فمناقشة المواقف والتحذير من المخاطر ضروري. وفي المستقبل تصبح النشرات الدليل المادي على خطأ أو صواب الموقف الذي تم التعبير عنه في تلك الظروف.
اتضح لي أثناء الحصار الإسرائيلي لبيروت أن القيادة الفلسطينية، بما فيها قادة كل الفصائل، لا تملك القدرات القيادية اللازمة. ولذا وصفها بالقيادة مقتصر على معنى المنصب، وليس على ملكة القيادة التي تأخذ الشعب من وضع إلى آخر يعيد له حقوقه أو يحسن أوضاعه. ولذا من ظل يسير مع هذه القيادة من منظمات وأفراد، بحجة التأثير عليها مثلا، أو على بعد خطوات منها دون أن يعارضها، لا يجوز له أن يتظاهر بأنه فوجئ بأن هذه الطريق قادت إلى اتفاق أوسلو الكارثي. ومن وجهة نظري، تفتقر للمصداقية السياسية مواقف الذين استقالوا من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد الإعلان عن اتفاق أوسلو. المصداقية السياسية كانت تقتضي موقفا منذ الخروج من بيروت. ولذا يمكن القول إن في مجلتي «الحقيقة» و«فتح» الدليل الملموس على تبني الموقف السياسي الصحيح مبكرا، فالتحذير من الهاوية ذكر أكثر من مرة.
توثيق المقتطفات من الكتاب في الهوامش (أسلوب شيكاغو):
النسخة الورقية:
1. عدلي الهواري، الحقيقة وأخواتها. المجـلات السياسية الفـلـسطـينيـة في الولايات المتحدة: 1980-1984 (لندن: عود الند، 2018)، ص - -.
توثيق النقل من الموقع:
يحذف من التفاصيل أعلاه رقم الصفحة، ويضاف إليها رابط الصفحة المنقول منها.
توثيق الكتاب في قائمة المراجع:
الهواري، عدلي. الحقيقة وأخواتها. المجـلات السياسية الفـلـسطـينيـة في الولايات المتحدة: 1980-1984. لندن: عود الند، 2017.
عنوان الكتاب يكتب بخط مائل أو يوضع تحته خط.
- الحقيقة وأخواتها: المجلات السياسية الفلسطينية
- غلاف كتاب الحقيقة وأخواتها. المؤلف: د. عدلي الهواري