كتاب: المجلات الثقافية الرقمية
المشهد الثقافي العربي
د. عدلي الهواري
الانفتاح على الثقافات الأخرى والتلاقح معها أمر جيد، ولكن الملاحظ أن هذا الانفتاح لا يشمل إطلاق الحريات في الدول العربية. دون وجود الحريات، ينحصر تطور الثقافة والفنون في أطر ضيقة، في حال حدوث تطور. ومن المفارقات أن يكون بوسع الطالب الأجنبي (الفرنسي أو الأميركي أو غيرهما) تنظيم مظاهرات في بلاده، أما الطالب العربي في فرع الجامعة الأجنبية في بلده فهو غير قادر على فعل ذلك.
كانت القاهرة عاصمة الثقافة والفنون في العالم العربي، ولكن بيروت أيضا أصبحت عاصمة ثقافية ثانية، فالطباعة في العاصمتين كانت مزدهرة، وما لم يكن ممكنا طبعه في القاهرة كان يطبع في بيروت. ظل للقاهرة نقاط تفوق، وخاصة في مجال الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والغناء، وتفوقت بيروت في المسرح الغنائي، وخاصة نتيجة وجود ظاهرة الرحابنة وفيروز.
منذ اختيار الرئيس المصري أنور السادات أن يسير على درب عزل مصر عن بقية العالم العربي بتوقيعه مع إسرائيل معاهدة كامب ديفيد في عام 1979، تأثر موقع القاهرة السياسي والثقافي. وبالنسبة إلى بيروت، فقد عانت من الحرب الأهلية التي بدأت في عام 1975. وكان لخروج فصائل المقاومة الفلسطينية من بيروت في عام 1982 ضربة قوية للوضع الذي تميزت به بيروت التي احتضنت المقاومة الفلسطينية، وساد فيه جو ثقافي له جوانب سلبية بالتأكيد، ولكنه كان حافلا بالنشاط الفكري والأدبي والسياسي.
واصل وضع العالم العربي تدهوره، والعلامة الفارقة في الدخول في مرحلة تردي رهيبة هي الغزو العراقي للكويت عام 1990، وما تبعه من حرب على العراق وفرض حصار اقتصادي قاس عليه، مما أفسد صحة مقولة «القاهرة تكتب، وبيروت تطبع، وبغداد تقرأ». كأي تعميم، يفتقر هذا القول إلى الدقة، ولكن لا شك في أن العراق لم يعد كما كان بعد قرار الغزو وآثاره المدمرة على الكويت والعراق أولا، ثم تمزيقه العلاقات بين الدول العربية.
بدأت الإمارات العربية المتحدة تؤسس لدور لها كعاصمة فنية وثقافية بدل القاهرة وبيروت. وأصبح الكثير من المسلسلات التلفزيونية ينتج في الإمارات، وتم التعاون مع المؤسسة المشرفة على جائز بوكر (Booker) في بريطانيا لتقديم جائزة للروايات سميت في البداية بوكر العربية، ثم تحول اسمها إلى الجائزة العالمية للرواية العربية. وأصبحت المشاركة في الترشيح لها تسيل لعاب دور النشر والروائيات والروائيين.
كذلك سعت قطر إلى تأسيس وضع مميز لها، وكانت البداية في تأسيس قناة الجزيرة الفضائية، ولكنها أيضا تنظم مسابقة موازية لجائزة الإمارات وهي جائزة كتارا. ومن الظواهر الأخرى افتتاح فروع لجامعات أجنبية في الإمارات وقطر والأردن، ولم يعد وجود جامعة أميركية مقتصرا على بيروت والقاهرة. كذلك افتتح في أبو ظبي فرع لمتحف اللوفر الفرنسي.
الانفتاح على الثقافات الأخرى والتلاقح معها أمر جيد، ولكن الملاحظ أن هذا الانفتاح لا يشمل إطلاق الحريات في الدول العربية. دون وجود الحريات، ينحصر تطور الثقافة والفنون في أطر ضيقة، في حال حدوث تطور. ومن المفارقات أن يكون بوسع الطالب الأجنبي (الفرنسي أو الأميركي أو غيرهما) تنظيم مظاهرات في بلاده، أما الطالب العربي في فرع الجامعة الأجنبية في بلده فهو غير قادر على فعل ذلك.
عندما حدثت مظاهرات جماهيرية ضخمة في نهاية عام 2010 وأوائل 2011 ساد تفاؤل كبير بأن أوضاع الكبت والركود السائدة في العالم العربي بدأت تسير على طريق التغيير نحو الأفضل، وسادت أجواء غير مسبوقة من الحرية في تونس ومصر بعد اضطرار رئيسي البلدين للتخلي عن الحكم تحت ضغط المسيرات الشعبية التي طالبتهما بالرحيل. لكن فترة التفاؤل لم تدم طويلا، وعادت الأوضاع إلى ما كانت عليه في عام 2010، بل أسوأ من ذلك.
في الوقت الحاضر هناك دور نشر عربية كثيرة في مصر ولبنان والأردن. وهي موجودة في الدول العربية الأخرى. وبالتالي الإنتاج الأدبي، خاصة الروائي، غزير. ونتيجة هذه الغزارة، أعتقد أنه ليس بوسع القارئ أو الناقد مواكبة هذا الإنتاج، فأنت كقارئ إذا وددت أن تقرأ لأحد غير معروف بعد، تصاب بالحيرة لتعدد الخيارات.
رغم غزارة الإنتاج، إلا أن ظاهرة بروز أو إبراز أسماء وتحويلها إلى أسماء لامعة يتحدث عنها الكثيرون لا تزال ظاهرة مستمرة. لا أشكك في مواهب وقدرات أصحاب الأسماء المشهورة، ولكني أتساءل: هل يحصل كل كاتب موهوب على القدر المستحق من الاهتمام والاعتراف بحضوره الثقافي؟ في رأيي أن مسار الشهرة تدخل فيه اعتبارات أخرى. وهذه ظاهرة ليست حكرا على العالم العربي، ولكنها تبدو أوسع انتشارا فيه.
المسابقات وسيلة مغرية لجذب الكاتبات والكتاب إلى المشاركة، فهناك جانب مالي للفوز، وهو قد لا يكون الأهم بالنسبة للمشارك/ة، فمجرد الترشيح يتحول بالنسبة إلى الكاتب/ة إلى رصيد يعزز من خلاله الترويج لمكانته، وخاصة عندما يكون الترشيح لجائزة محاطة بكثير من الاهتمام مثل «الجائزة العالمية للرواية العربية»، التي يكون فيها الترشيح على مرحلتين، تبدأ بقائمة طويلة، ثم قائمة قصيرة يتم من بين المرشحين فيها اختيار الفائز/ة.
هذا الانجذاب نحو المشاركة في المسابقات له سلبيات، على رأسها أن الكتابة الآن صارت مدفوعة برغبة المشاركة في الجوائز والفوز. الشاعر مريد البرغوثي، بصفته رئيس لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية (2014/2015)، قال:
لاحظت اللجنة ترشيحات من دور يبدو أنها تأسست لهذا الغرض لا غير، ونسمع أن هناك دور نشر تتقاضى أموالا من الروائيين بطرق متنوعة. مما يمنع لجان التحكيم من افتراض المفترض، وهو أن موافقة الناشر على نشر الرواية يعني بالضرورة مقدارا أوليا من الجدارة (موقع الجائزة).
إن تظاهر اللجنة بأنها لاحظت هذا الأمر في ذلك العام غير مقنع، لأن نشر الكتب في العالم العربي يتم مقابل دفع الكاتب مبلغا للناشر، وليس العكس. ولكن المهم في الإشارة إلى ملاحظة البرغوثي أن الجوائز عنصر جذب لم يؤد تلقائيا إلى الإسهام في تحسين بيئة النشر في الدول العربية.
ومن الغريب أن تسعى أي دار نشر تعتبر نفسها تقدمية، أو كاتب يعتبر نفسه يساريا، إلى المشاركة في مسابقة تنظم في دولة لا تتوفر فيها الحريات الأساسية للشعب، وفي مقاييس التقدمية/الرجعية المتداولة في العالم العربي، ليست دولة تقدمية. بالتالي هناك عدم توافق بين الفكر والممارسة عند اليساري الذي يهاجم الفكر الرجعي، ثم يشارك في مسابقة تنظمها دولة ترعى هذا الفكر.
علاوة على ما سبق، تتغير لجنة التحكيم كل سنة بإدخال أسماء مشهورة فيها، وهكذا يسهم المشاركون من خلال الأدوار المختلفة في ترسيخ صورة منافية للواقع، فالجوائز تقدم وبيئة النشر في الدول العربية لم تتحسن، ولا معنى لكون منطقة ما عاصمة الثقافة والفن عندما تكون في الوقت نفسه ضد تمتع الشعوب العربية بحريتها وكرامتها.
من الملفت للنظر أن الجوائز وسيلة جذب فعالة حتى لو لم تكن الجائزة مبلغا من المال، بل مجرد شهادة تقدير إلكترونية، أو وسام إلكتروني، فهذه الظاهرة منتشرة، وفيسبوك مليء بالأمثلة على الحصول على وسام إلكتروني من هذا الموقع أو الشخص أو ذاك.
نتيجة الحالتين اتجاه عدد كبير من الناس نحو الحصول على نوع من الاعتراف بهم. البعض يسعى إلى هذا الاعتراف لدى مؤسسات كبرى، وعلى أساس عمل أدبي مطبوع، وآخرون يلجؤون إلى اعتراف مماثل مقابل نص قصير. كلتا الظاهرتين لها جانب سلبي.
رغم انتشار دور النشر، وغزارة ما يطبع من أعمال جديدة، إلا أنني لا أعرف كيف تتعامل دور النشر مع الكاتبات والكتاب. تجربتي في التعامل مع بعض دور النشر العربية سلبية. أول المآخذ عدم التمكن من التواصل مع دور النشر بالطرق العادية (البريد الإلكتروني هذه الأيام) والحصول على رد. وفي حال تكرم أحد بالرد على الاستفسار، لا يوجد استعداد للرد على آخر.
لو تواصلت مع ناشر وقبل المخطوطة المعروضة للنشر، سيرسل إليك عقدا مكتوبا بطريقة تعطي لدار النشر الكثير من الحقوق، وما يعرض عليك ككاتب/ة هو الحصول على عدد محدد من النسخ. ولكن أنت من سيمول طباعة الكتاب، أحيانا تحت مسمى المشاركة في تحمل تكاليف الطباعة والنشر.
وردني مرة عقد من هذا النوع، وأردت تعديل بندين فيه، ولكن الناشر لم يعد مستعدا للتواصل معي. دار نشر أخرى بعثت إليها رسالة إلكترونية، ثم اتصلت بها لأتأكد من وصول الرسالة، وإن كنت سأتلقى ردا، فأبلغتني السيدة التي ردت على الهاتف أن الرسالة وصلت، والرد عليها سيصلني غدا. ولا يزال هذا الغد لم يأت.
دور النشر في الدول الغربية تطلب منك تفاصيل كثيرة قبل أن تنظر في طلبك نشر كتاب. ومن المحتمل كثيرا أن يرفض طلبك. لأني أحب أن أكتب بالعربية، وجمهوري المستهدف في الدول العربية، قررت أن أطبع كتبي في بريطانيا، والتوقف عن إضاعة وقتي في التواصل مع دور نشر ستنشر لك إذا كان لديك الاستعداد لدفع المبلغ الذي تطلبه، ووفق عقد تصوغه لك، وهو بالتأكيد يصادر الكثير من حقوقك.
الطباعة والنشر مسألتان منفصلتان. دار النشر قد تملك مطابع خاصة بها، وربما تطبع كتبها في مطابع لا تملكها. الكثير من الكتب تطبع في بيروت، مع أن دور النشر في الأردن. خدمة طباعة الكتب متوفرة في بريطانيا، وما عليك إلا أن تزود شركة الطباعة بملف إلكتروني له مواصفات معينة، فتطبع لك الكتاب وتأتي به إليك.
أردت أيضا أن يكون للكتاب رقم تصنيف دولي (ISBN)، وهذه الأرقام تعطى، مقابل رسم مالي، للجهة التي تنطبق عليها صفة ناشر. ولذا، تقدمت بطلب للحصول على أرقام (ISBN) باسم شركة سجلتها قبل سنوات في بريطانيا وتحمل أيضا اسم عود الند. وبدأت بعشرة أرقام، ثم طلبت مئة.
لأني أعيش في بريطانيا، طباعة عدد كبير من الكتب وحفظها في بيتي أمر غير معقول. ولحسن الحظ، أدى التطور التقني إلى انتفاء الحاجة إلى طباعة ألف نسخة من الكتاب أو أكثر. وهناك الآن الكثير من الشركات التي تطبع لك العدد الذي تريد من النسخ.
كل هذه التغيرات حررتني من ملاحقة دور النشر العربية من أجل نشر كتاب، ويتم ذلك على حسابي وبعد كثير من المرمطة والانتظار وبشروط لا أشارك في صياغتها. وعليه، بعد تجربة النشر الرقمي، خضت أيضا غمار النشر الورقي، وبشروطي، فنشرت منذ عام 2015 وحتى وقت صدور هذا الكتاب أحد عشر كتابا، تشمل طبعة ثانية من بعض الكتب.
وبهذه الطريقة أطبع الكتاب في التوقيت الذي يناسبني، وأطبع العدد الذي أراه مناسبا. ومن خلال هذه الطريقة، أصبحت عود الند دار نشر مستقلة (صغيرة طبعا)، ونشرت الكتب الورقية. ولأن الكتب تطبع في بريطانيا وتحمل رقم تصنيف دولي، فإن ست نسخ من كل كتاب تذهب إلى مكتبات الإيداع القانوني، وستبقى محفوظة فيها للأجيال القادمة، وإلى أن يشاء الله.
= = =
بعد تسجيلك النطاق، يجب البحث عن شركة لاستضافة موقعك. الشركات كثيرة، وستقع في حيرة نتيجة تعدد الاختيارات. في البداية ستكون الكلفة من أهم الاعتبارات، ولكن لنفترض أنك وجدت عرضا منخفض التكاليف، ستجد بعد فترة أنك مستعد لأن تدفع أكثر مقابل الحصول على دعم فني من شركة الاستضافة. المقصود بذلك، أن تحل لك شركة الاستضافة مشكلة واجهها موقعك، ولكن شريطة أن تكون الشركة مسؤولة عن الخلل. أما إذا كنت المسؤول عن الخلل، فالحل يكون مسؤوليتك، أو يحل لك مقابل مال.
لذا مع أن التكاليف عامل مهم، إلا أن الدعم الفني لا يقل أهمية، وعليه من الأفضل أن تجد شركة استضافة تستجيب بسرعة في حال إبلاغك عن حدوث مشكلة. جودة الدعم تتضح من وجود رقم هاتف للدعم الفني، ولكن الشائع أكثر هو وجود نظام دردشة، فتتحدث مع شخص على الطرف الآخر، وتشرح له المشكلة، ويحلها لك.
هناك شركات يكون الدعم الفني عن طريق إرسال بريد إلكتروني، أو الذهاب إلى موقع الشركة ودخول قسم طلب الدعم الفني. بعض الشركات التي تستخدم هذا الأسلوب قد تقول إنها ترد خلال ساعتين أو ما شابه.
اتفاقية استضافة الموقع تكون لسنة، ويتم التجديد تلقائيا إذا أردت. بعد دفع المبلغ المطلوب مقابل استضافة الموقع، سترسل الشركة إليك خلال فترة قصيرة (دقائق أو ساعات قليلة) معلومات تتعلق بموقعك وكيفية الدخول إليه. تشمل الرسالة معلومات بشأن توجيه النطاق نحو شركة الاستضافة، تنسخ هذه المعلومات وتضيفها إلى المكان المخصص لها في الشركة التي سجلت النطاق لديها. وبعد ساعات أو يوم كامل، سيمكن الناس المجيء إلى موقعك من خلال الإنترنت.
نطاق عود الند (oudnad.net) مسجل لدى شركة مختلفة عن شركة الاستضافة، لأني أجد أن هذا يسهل عليّ الانتقال من شركة استضافة إلى أخرى، ويبقى مكان تسجيل النطاق ثابتا لعدم وجود حاجة لمتابعة شؤون النطاق كما هي الحال بالنسبة إلى إدارة موقع المجلة.
في الفترة الانتقالية قبل ظهور الموقع في الإنترنت، يمكنك تحميل مواد إليه، فيكون جاهزا فور بدء اكتشاف المتصفحات له، وإلا تظهر شاشة من شركة الاستضافة تقول إن الموقع قيد الإنشاء.
الموقع يشبه حاسوبا، ولكنه ليس أمامك. تزودك شركة الاستضافة بمعلومات عن كيفية دخول قسم التحكم في الموقع. في العادة يكون اسم المستخدم وكلمة السر من اختيارك. وتعطيك الشركة الرابط الذي ينقلك إلى بوابة قسم التحكم بالموقع. هذه الخطوة لا تختلف عن الذهاب إلى موقع بريدك الإلكتروني، أو الدخول إلى تويتر وفيسبوك.
بعد دخول قسم التحكم، تجد أمامك خيارات عديدة. الأهم بينها بالنسبة لي ولك هو خيار إدارة الملفات: تحميل، تنزيل، تعديل، حذف. وخيار البريد الإلكتروني: عمل حساب أو أكثر حسب حاجة إدارة شؤون المجلة، وكذلك الاطلاع على الرسائل الواردة بعد إنشاء الحسابات. الخيار الثالث هو قسم قواعد البيانات، وذلك لإنشاء واحدة، أو معاينة محتوياتها أو حذفها. مجلتك تحتاج قاعدة بيانات واحدة، ومن الضروري أن تعمل نسخة احتياطية من قاعدة البيانات، إما بشكل يومي أو أسبوعي. كذلك يجب عمل نسخة احتياطية من ملفات برنامج إصدار المجلة، وخاصة الصور والملفات الأخرى التي تحمّلها للموقع. شركات الاستضافة تقول إنها تعمل نسخا احتياطية، ولكن يستحسن ألا تعتمد عليها. اعمل نسختك بنفسك.
تحميل الملفات وتنزيلها يمكن أن يتم من خلال قسم التحكم، أو باستخدام برنامج يعرف اختصارا بـ اف تي بي (ftp). أما معاينة الإحصاءات وقاعدة البيانات فتتم في الموقع نفسه. البريد الإلكتروني يمكن إرساله واستقباله من خلال الموقع باستخدام برنامج على حاسوبك، وهذا يسهل عملك.
لنفترض أنك ستستخدم برنامج وورد برس لمجلتك. لتثبيته في موقعك، تذهب أولا إلى موقع وورد برس وتنزل البرنامج إلى حاسوبك. يكون البرنامج محفوظا في مجلد مضغوط. الخطوة الثانية هي فك الضغط، فينتج عن هذا مجموعة كبيرة من المجلدات والملفات.
الخطوة الثالثة هي نقل وورد برس بعد الفك إلى موقعك، ويكون ذلك باستخدام برنامج اف تي بي، وتضعها في مجلد مخصص للمواد التي تريد أن يراها الجمهور (public_html). قد يكون لهذا المجلد اسم آخر لدى شركات الاستضافة، وهذا سيكون ضمن المعلومات التي ترسل إليك. من الممكن تحميل ملف وورد برس المضغوط إلى الموقع، وفك الضغط هناك إذا أردت.
بعد تحميل ملفات وورد برس، تذهب إلى الموقع وتنشئ قاعدة بيانات. عملية الإنشاء تشمل إعطاء اسم لقاعدة البيانات، وإضافة اسم مستخدم لها، واختيار كلمة سر لهذا الشخص ليمكنه التعامل معها.
الخطوة التالية هي استخدام المتصفح لفتح صفحة تثبيت وورد يرس في موقعك، فتظهر لك صفحة تطلب منك المعلومات المتعلقة بقاعدة البيانات. بعد ذلك، يقوم البرنامج بعملية التثبيت، التي تشمل اختيار اسم مستخدم وكلمة سر لدخول قسم التحكم بوورد برس.
بعد أن تتم عملية التثبيت بنجاح، تكون أنشأت المبنى الذي ستعيش فيه مجلتك. سيكون لوورد برس قسم تحكم خاص بها، الدخول إليه منفصل عن دخول قسم التحكم بالموقع. ولكن لو واجهتك مشكلة في عمل وورد برس كما ينبغي لها، قد يكون حل المشكلة في الذهاب إلى قسم التحكم بالموقع ومعاينة قاعدة البيانات.
يوحي الشرح أعلاه بأن العملية معقدة، وهي في الحقيقة ليست كذلك، ولكنها مهارات تكتسب بالممارسة، ومشاهدة فيديوهات على يوتيوب، أو بالبحث عن دروس وحلول في مواقع
الإنترنت، وعملية الشرح تكون عادة مع صور. المشكلات لا تحدث كثيرا، إلا إذا كنت دائم التجريب لتغيير شكل الموقع مثلا، أو إضافة مزايا جديدة له. أما إذا اكتفيت بما يلبي حاجاتك، وتقوم بالمغامرات والتجريب في موقع آخر، فقد تمر شهور دون أن تحتاج لزيارة قسم التحكم في الموقع.
معدات وبرامج ومهارات
لكي تتمكن من إدارة شؤون مجلة إلكترونية ستكون بحاجة إلى بعض المعدات والبرامج والمهارات الحاسوبية. كل هذا على افتراض امتلاكـك المهارات اللغوية والصحفية، التي تشمل المقدرة على اختيار المناسب، وممارسة التصحيح والتحرير إلى آخره.
لا يمكن إدارة موقع شبيه بـ«عود الند» باستخدام هاتفك الجوال. قد يمكنك فعل ذلك في حال إدارتك لموقع شخصي لا يكتب فيه سواك. لا بد من امتلاك حاسوب، ويستحسن أن يكون لديك حاسوبان، فأحيانا يصاب الحاسوب الأساسي بخلل دون سبب واضح. امتلاك حاسوب آخر سيعينك أولا على مواصلة العمل على إصدار العدد عندما تكون على وشك إصداره، وسوف تحتاجه للبحث عن حل لمشكلة الحاسوب المعطوب، إذا قررت حلها بنفسك.
تحتاج أيضا إلى خدمة إنترنت، ويستحسن أن تكون خدمة سريعة، لتتم عملية إنزال الملفات وتحميلها بسرعة. ولا غنى عن وجود جهاز مسح ضوئي (سكانر) وطابعة. قد تحتاج لعمل مسح لغلاف كتاب قديم مثلا، وقد تحتاج لطباعة وثيقة منشورة كصورة، وتريد طباعة نص مكتوب عليها، ولذا تطبع الصورة على ورق، ثم تطبع المحتوى على الحاسوب من الورقة المطبوعة، فهذا أسهل للعينين.
مراجعة النصوص تحتاج إلى برنامج حاسوب لمعالجة النصوص مثل وورد، والبديل لوورد هو برنامج أوبن أوفيس. احرص/ي على وجود مدقق إملائي عربي في الاثنين لأن ذلك يسهل عملية التدقيق. المدقق الإملائي لا يكفي وحده، ولكنه يساعدك كثيرا. من البرامج الأخرى التي لدي ولها استخدامات مختلفة برنامج تحرير النصوص مثل نوتباد وبرنامج تصميم باستخدام اتش تي ام ال (html). نوتباد متوفر على كل أجهزة وندوز، وهناك الكثير من برامج تحرير النصوص المجانية.
الصور
برنامج تحرير الصور ضروري جدا، إما لقص الصور أو تصغيرها أو تحسين جودتها. أو لتغيير نمط صورة إلى نوع آخر يناسب المجلة أكثر. من أشهر أنماط الصور jpg, png, gif. إذا لم تكن لديك فكرة عن هذه الأمور، من المرجح أن ترهق صفحات المجلة بصور كبيرة الحجم.
بعد قص الصور أو تصغير أبعادها إلى الحجم الذي يناسب صفحة الموقع، يمكنك خفض حجم الصورة أكثر دون أن تفقد وضوحها. أستخدم برنامجا مجانيا (Image Optimizer) يضع ختما في أسفل الصورة إذا كان ارتفاع الصورة أكبر مما تسمح به النسخة المجانية، لكني في العادة لا أستخدم صورا كبيرة، ولذا لا يظهر هذا الختم.
الكتابة على الصورة أو طبع صور مائية عليها مهارة مفيدة، فقد تكون لديك صور خاصة، ولا تريد أن تنشر في مكان آخر دون أن يكون واضحا أنك أو موقعك صاحبها الأصلي.
الصوت والفيديو
من المحتمل أن تحتاج يوما إلى استخدام ملف صوتي، ولذا ثبت على حاسوبك برنامجا لتسجيل الصوت وتحريره (مونتاج) مثل برنامج أوداسيتي (audacity) المجاني أو ويف باد (WavePad). كذلك قد تحتاج يوما إلى استخدام مقطع من فيديو، ولذا ثبت على حاسوبك برنامج تحرير فيديوهات، وحاليا أستخدم موفي ميكر (Movie Maker) أو شوت كوت (ShotCut)، الأول متوفر مع أجهزة وندور قبل الإصدار العاشر، والثاني مجاني وأكثر تطورا من الأول.
برامج نقل الملفات
يمكنك نقل الملفات إلى الموقع وتنزيلها منه دون الحاجة إلى برنامج نقل ملفات (ftp)، ولكن في بعض الحالات قد تحتاج إلى نقل ملفات كثيرة، لذا سيكون من الأسهل استخدام أحد برامج اف تي بي، خاصة وأن بعضها مزود بخيارات إضافية. أستخدم شخصيا برنامج (WinSPC)، المزود بخيارات التصفح الآمن الذي يمكنك من تنفيذ مهام تحتاج إلى مهارات متقدمة جدا. على سبيل المثال، يمكنك تحميل برنامج وورد برس من موقعه إلى موقعك وإنشاء قاعدة بيانات وتثبيت وورد برس باستخدام هذا البرنامج. ولكن امتلاك هذه المهارات غير ضروري، والبرنامج يمكنك من تحميل وتنزيل الملفات كأي برنامج اف تي بي آخر.
برامج مشاهدة ملفات بي دي اف وضغط الملفات
أفترض أن حاسوبك مزود ببرنامج لمشاهدة ملفات بي دي اف، وأشهرها هو أكروبات ريدر، ولكنه ليس الوحيد. ستواجهك كثيرا حاجة لفك الضغط (unzip) عن ملف مضغوط، ولذا يجب ألا يخلو حاسوبك من برنامج أو أكثر لفعل ذلك. ستجد الكثير منها مجانا. وندوز سبعة فصاعدا يفك الضغط دون الحاجة إلى برنامج خاص، وذلك بالضغط على الزر اليمين من المؤشر (الماوس)، واختيار فك الضغط من القائمة التي تظهر لك.
البريد الإلكتروني
سيكون بوسعك إرسال بريد إلكتروني من حاسوبك مباشرة، مرورا بموقعك، باستخدام برنامج مجاني هو ثاندربيرد (Thunderbird). هذا البرنامج يمكن إضافة مدقق إملائي عربي إليه. استخدام عناوين إلكترونية تابعة للموقع أفضل في رأيي من استخدام العناوين الإلكترونية المجانية، لأن العنوان المرتبط بموقعك يعطي انطباعا أفضل. لا بأس في امتلاك حسابات مجانية، فحساب من جي-ميل ضروري لاستخدام يوتيوب، وللاستفادة من مساحة التخزين المجانية على جي-درايف.
برامج تصميم المجلات والكتب
إذا كانت المجلة تصدر بصيغة بي دي اف أيضا، يستحسن أن يكون لديك برنامج تصميم. يمكنك استخدام بابلشر وهو ضمن حزمة برنامج أوفيس، وهناك برنامج مجاني صار يدعم العربية هو سكرايبس (Scribus). البرنامج الأشهر هو انديزان (InDesign) ولكنه ليس مجانيا.
من المؤكد أنه سيكون بوسعك تنفيذ كل ما يتعلق بالمجلة باستخدام برامج مجانية، وهذا يقلل تكاليف إصدار المجلة. كذلك، إذا توفر البديل المجاني لبرنامج مدفوع الثمن، فإن استخدامه يمثل دعما لجهود مطوري البرامج المفتوحة المجانية، بدلا من دعم الشركات التجارية الكبرى.
توثيق المقتطفات من الكتاب في الهوامش (أسلوب شيكاغو):
النسخة الورقية:
1. عدلي الهواري، المجلات الثقافية الرقمية. تجربة عود الند: 2006-2019 (لندن: عود الند، 2019)، ص - -.
توثيق النقل من الموقع:
يحذف من التفاصيل أعلاه رقم الصفحة، ويضاف إليها رابط الصفحة المنقول منها.
توثيق الكتاب في قائمة المراجع:
الهواري، عدلي. المجلات الثقافية الرقمية. تجربة عود الند: 2006-2019. لندن: عود الند، 2019.
عنوان الكتاب يكتب بخط مائل أو يوضع تحته خط.
- غلاف كبير: المجلات الثقافية الرقمية