مكتبة وأرشيف

د عدلي الهواري

للمساهمة في التراكم المعرفي وتعزيز التفكير النقدي

ORCID iD icon https://orcid.org/0000-0003-4420-3590
 

كتاب فتح 1983: بيانات الانشقاق/الانتفاضة

بيانات حول قضايا متنوعة


9. بيان: إلى جماهيرنا في الأرض المحتلة

بيان إلى جماهيرنا في الأرض المحتلة

من أجل الدفاع عن القرار الوطني المستقل

يا جماهيرنا الصامدة في الأرض المحتلة

في الوقت الذي تتصاعد فيه انتفاضتكم في وجه الاحتلال، وتتحطم على صخرة صمودكم كل المشاريع الإمبريالية الصهيونية، وتتلاشى أمام إرادتكم معنويات المحتلين، يقوم بعض من لا يزالون يتقنّعون بقناع الثورة بمحاولات محمومة تستهدف زجكم في صراعات جانبية تصرف انتباهكم عن مقاومة الاحتلال الصهيوني، وإبعادكم عن رؤية ما يجري على الساحة الفلسطينية من مؤامرات تستهدف تصفية قضيتكم وفق مشروع ريغان، واختزالها في مشروع الحكم الذاتي المرتبط مع نظام الملك حسين في كنفدرالية غرضها الأساسي القفز من فوق حقوقكم وتبديد تضحياتكم.

لقد كنا نعي النهج الذي يسير عليه البعض، والذي قرر الانضمام إلى المحور الرجعي العربي المتورط مع الإمبريالية الأميركية في مخطط تصفية قضية فلسطين، تمهيدا لإقامة منطقة الإجماع الاستراتيجي بالتحالف مع الكيان الصهيوني في وجه الخطر الشيوعي المزعوم.

ولقد كان من أحطّ أساليب هذا المخطط إيجاد شريحة منتفعة من شعبنا داخل الأرض المحتلة تكون مكملة للشرائح المماثلة لها في الأقطار العربية، والتي خُلقت جميعها في أعقاب تدفق أموال النفط بعد حرب 1973 لكي تشكل جسرا واحدا يتحرك في خدمة [هدف] شرير يستهدف إبادة كل نَفَس ثوري في منطقتنا.

وقد بدأ مال النفطيين العرب يتسلل إلى أرضنا المحتلة باسم دعم الصمود، وبموافقة المتقنّعين بقناع الثورة وبمشاركتهم، ومن خلال أجهزة مخابرات النظام الأردني، الذي كُــرّس بموجب قرار دعم الصمود شريكا في المسؤولية والتمثيل عن شعبنا، والذي ثبّت عملاءه وأدواته على حساب المناضلين والأسرى والشهداء، مقدما للمستفيدين من الاحتلال كل أسباب القوة والثراء. وكانت النتيجة انعدام أيّ أثر للكفاح المسلح، بدلا من توظيف ولو جزء يسير من هذا المال في تصعيد الكفاح المسلح.

كما نُقل الإفساد المبرمج الذي خلقته أموال النفط في صفوف الثورة إلى داخل الأرض المحتلة، حيث أخذت تتبلور كتلة من المنتفعين المفسدين، بقيادة رموز مكشوفة ومعروفة بتواطئها مع الاحتلال والنظام الأردني، أصبح بإمكانها أن تأخذ غطاء وطنيا من خلال اتصالها ببعض الرموز في الخارج، وأن يكون لها أدوات تخريب مدفوعة الأجر، عمدت في هذه الفترة بالذات إلى استغلال عواطل جماهيرنا تحت الاحتلال عبر حملات تضليل واسعة شاركت فيها وسائل الإعلام الرجعية الموضوعة في خدمة الثورة المضادة المتقنّعة بقناع الثورة.

كما شارك فيها كل رموز العمالة في وطننا العربي الذين هبّوا للتباكي على وحدة منظمة التحرير وعلى قرارها المستقل، وهم الذين كان لهم اليد الطولى في ذبح ثورتنا وقضيتنا عسكريا وسياسيا خلال السنوات الماضية.

لقد نجحت تلك [الشريحة] المنتفعة من خلال اتصالاتها ببعض الرموز المقنعة بقناع الثورة [في] إجهاض كل محاولة لإقامة الجبهة الوطنية في الداخل، وعمدت إلى تقسيم النقابات والاتحادات العمالية والمهنية وضرب وحدتها. كما قامت بالقليل من الكفاح المسلح، وأتاحت لرموز الرجعية المدانة فرصة التحرك وتمزيق وحدة جماهيرنا تحت الاحتلال.

يا جماهيرنا في الأرض المحتلة

إن صمودكم وتضحياتكم ونضالاتكم هي الأرضية التي وقف عليها النضال الفلسطيني شامخا، وعلى صخرتها تكسرت كل المؤامرات. ولعل أخطر ما في المؤامرة التي تستهدفكم، وتستهدف قضيتكم، هو أن يشارك فلسطينيون متقنعون بقناع الثورة في إشاعة مناخ التيئيس، ونشر ثقافة الاستسلام عبر إفقاد جماهيرنا في الأرض المحتلة كل أمل في أمتنا وفي أصدقائنا تحت شعار (يا وحدنا)، وعبر التخويف من حركة الاستيطان وخطر ابتلاع الأرض وتهويدها، متناسين أن الخطر هو الاحتلال نفسه، وذلك من أجل القبول بأي حل تحت شعار (تخليص ما يمكن تخليصه قبل فوات الأوان).

من أجل التصدي لكل هذا، تحرك إخوانكم في فتح، ومن أجل فتح حوار واسع في صفوف شعبنا لكي يناقش كل مواطن إلى أين تتجه الثورة، وما الذي يدبر في الخفاء. وقدمنا مطالب محددة التف حولها كل الشرفاء في حركتنا وشعبنا. وبدلا من أن يستجيب أصحاب النهج التفريطي لهذه المطالب، لجأوا إلى التقليل من شأن تحركنا، ثم لجأوا إلى محاولة قمعنا بالقوة. ولما فشلوا، لجأوا إلى نقل الصراع في إطاره الفتحوي بافتعال معركة مع سوريا، وشنوا حملة أكاذيب واتهامات باطلة استهدفت تصوير الصراع على غير حقيقته، وأنه صراع مع سوريا من أجل الدفاع عن القرار الوطني المستقل، لأنهم يعرفون مدى ضعفهم داخل فتح، وأنهم يستطيعون ابتزاز عواطف الجماهير ومشاعرها حين يعرّبون الصراع.

يا جماهيرنا في الأرض المحتلة

يحاول الذين أوصلوا الثورة الفلسطينية إلى ما وصلت إليه أن يوحوا أن منظمة التحرير في مأزق نتيجة تحركنا، وأن وحدتها ووحدة فتح في خطر. ونحن نطمئن جماهيرنا أن منظمة التحرير بخير، وأن تحركنا يستهدف تخليصها من المأزق الذي كانت تُجر إليه لتصفية [القضية الفلسطينية] على أرضية مشروع ريغان بموجب الاتفاق الأردني الفلسطيني، الذي أُجبِر المتورطون على تعليق توقعيهم عليه بسبب تصاعد الموقف الوطني داخل فتح وفي الساحة الفلسطينية.

كما نطمئن جماهيرنا إلى أن فتح بخير. وسيتكاتف كل الشرفاء لتصحيح مسيرة الحركة بما يضمن وحدتها. وسنظل أمناء على كل نقطة دم من مقاتلينا، وسنمنع الاقتتال الذي يديره البعض، ونصعّد وتيرة الحوار. وسنصعد معا كل أشكال النضال، وعلى رأسها الكفاح المسلح، من أجل تحقيق أهدافنا العادلة. ومعا سنكمل المسيرة حتى تحرير الوطن. وثورة حتى النصر.

القيادة العامة لقوات العاصفة

11/7/1983

= = =

المصدر: نشرة «التعميم». العدد 12: 11/7/1983.

::


::

10. رسالة: تهنئة المقاتلين بعيد الفطر

إلى جميع المقاتلين بمناسبة عيد الفطر السعيد

أيها الإخوة المقاتلون

مع قدوم عيد الفطر المبارك، نبعث إليكم جميعا أخلص التهاني وأصدقها، ونشد على أياديكم، التي تلتصق بأسلحتكم للوقوف في وجه كل المتآمرين على شعبنا وقضيتنا. إن ثورتنا مستمرة وإن كفاحنا المسلح لن يتوقف إلا بتحقيق أهدافنا.

لقد ظنت الولايات المتحدة وعملاؤها من صهاينة ورجعيين أن الاجتياح الصهيوني للبنان سيتيح لهم تصفية ثورتنا وبندقيتنا المقاتلة، بعد أن أعطى لهم المتورطون وعودا لسحب قوات الثورة من لبنان، بما يؤدي إلى تمرير مشروع ريغان لتصفية قضية فلسطين بالتواطؤ مع النظام الأردني، وتمرير مشروع شولتز في لبنان.

ولكن التحرك الثوري الذي [بدأه] إخوانكم يوم العاشر من أيار 1983 أحبط المؤامرة الأميركية وأدى إلى حماية البندقية الفلسطينية المقاتلة من التصفية في لبنان، وإلى تدعيم الموقف الوطني اللبناني للقتال معا حتى تحرير كل لبنان ودحر الاحتلال. ولقد أخذ العدو الأميركي الصهيوني الفاشي يشعر بالمأزق الكبير الذي يشكله تحركنا، وها هي الأخبار تعكس حجم القلق الأميركي وخوف العدو الصهيوني من تحويل لبنان إلى فيتنام ثانية.

إن كل الشرفاء في فتح الذين أدانوا من بدأوا الاقتتال وسمحوا بإراقة الدم الفلسطيني يقفون معا يدا واحدة من أجل دحر المخطط المشبوه الذي يرمي إلى شق الحركة من خلال تعنتهم وعنادهم وعدم الاستجابة للمطالب التي عبرت عن ضمير فتح وإلى تعريب الصراع من خلال إخراجه من إطاره الفتحوي، واعتبار صراعنا مع سوريا وليبيا لابتزاز مشاعر جماهيرنا ومناضلينا للحد من التفافهم حول تحركنا الثوري.

إن القيادة العامة لقوات العاصفة إذ تنتهز فرصة قدوم عيد الفطر المبارك تعاهد كل مقاتلي فتح وكوادرها وكل مناضلي شعبنا ومنظماته الثورية على حماية فتح ووحدتها، ووحدة منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى تصعيد الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني حتى تتحقق أهدافنا العادلة.

وثورة حتى النصر

القيادة العامة لقوات العاصفة

11/7/1983

= = =

المصدر: نشرة «التعميم». العدد 12: 12/7/1983.

::


::

11. بيان: إلى جماهير شعبنا في الأردن

إن ثقتنا المطلقة بالحس الوطني الغالي الذي تمتلكه جماهيرنا والذي ترجمته نضالا وعطاء في خضم التجربة المعاصرة للثورة الفلسطينية يؤكد لنا أن تخوف جماهيرنا على وحدة فتح ووحدة منظمة التحرير الفلسطينية وعلى القرار الوطني الفلسطيني المستقل هو تخوف مشروع، وممكن التفسير، وإن هذه الجماهير التي صنعت بدمها وعرقها أعراس الثورة على الساحة الأردنية وغيرها من ساحات النضال لا زالت تمتلك القوة والتأثير في أن تقول كلمتها وأن يقول ممثلوها الحقيقيون كلمتهم من أجل تبديد المخاوف التي أوصلها الانحراف والتفريط إليه، ونبذ مواقف التردد والانتظار والترقب، فعندما تصبح القضية قضية الوطن والهوية والقرار والوحدة فلا طرف ثالث بين جماهيرنا.

ومن أجل وضع الحقيقة كل الحقيقة أمام الجماهير كما تعودنا، ومن أجل الرد على الحملات الظالمة التي تُفبرك بين مطارات وعواصم العرب والعالم، ومن أجل استجلاء حقيقة المأزق الذي تعيشه الثورة الفلسطينية، نضع بين أيدي جماهيرنا حقيقة موقفنا المعبر عن النهج الثوري الملتزم، بعيدين عن أيّ طرح «ديماغوجي» أو «تضليلي» لا يتناول جوهر الأزمة.

1. لقد وقعت منطقتنا في مأزق منذ عقد اتفاقيتي كامب ديفيد عام 1978، وكانت الهيمنة الأميركية واضحة. وبالاجتياح [غزو لبنان 1982]، كان المطلوب إغلاق المنطقة كليا لصالح الهيمنة الإمبريالية وإقامة منطقة الإجماع الاستراتيجي. ولم يكن هذا ممكنا إلا بانسحاب سوريا والمقاومة من لبنان. وعلى ذلك، فإن الانتفاضة لم تُدخل م ت ف في المأزق كما يُدّعى ويُزعم، بل إنها تسعى لإخراجها من المأزق الذي كانت تساق إليه للتوقيع على «الكنفدرالية» و«مشروع ريغان» بعد سحب قواتها من لبنان (إلى الأردن ومصر والعراق). وحين تشبثنا بالبقاع بعد الانتفاضة، وبقرار سوريا البقاء في لبنان، أخذ الأعداء يدخلون في المأزق الذي يتسع يوميا في حين توقف التدهور في جبهتنا.

2. إن تمرير مشروع ريغان سيؤدي إلى تصفية قضية فلسطين وحلها على الطريقة الأميركية، وبالتالي التمهيد لإقامة منطقة الإجماع الاستراتيجي ضد الاتحاد السوفيتي. ولا يمكن تمرير مؤامرة ريغان، إلا إذا انسحبت الثورة من لبنان، وصُفيت عمليا. وعليه فإن بقاء الثورة في لبنان مع بقاء القوات السورية يمنع تمرير المشروع الأميركي في لبنان والأردن. وبالتالي، فإن هناك موقفا فلسطينيا سوريا وسوفيتيا مشتركا لإحباط المشروع الأميركي، الأمر الذي لن يُحسم إلا بالحرب عاجلا أم آجلا.

3. ليست الانتفاضة انقلابا عسكريا، وإنما هي دعوة للبدء في عقد مؤتمر شامل لقواعد الجماهير للحوار حول قضيتهم وللإجابة على أسئلة إلى أين؟ ما الذي يجري؟ ومن المسئول؟ وذلك تمهيدا لبداية نهوض في الوضع الفلسطيني يترك انعكاساته على الواقع العربي.

4. إن الانتفاضة تمثل صراعا بين نهجين، أولهما «تفريطي» والثاني «ثوري ملتزم». والقضية هنا قضية وطنية وليست طبقية وليست هي يسار ولا يمين، وإنما هي قضية حماية القرار الوطني الفلسطيني المستقل من الانحراف، وأداة القياس منها البرنامج السياسي والنظام الأساسي لحركتنا. ولما كان الصراع بين نهجين، فإنه ليس صراعا بين أشخاص، وليست القضية هي القيادات والكراسي والامتيازات.

5. إن ماكنة الإعلام وماكنة المال وماكنة الكذب التي تُسخّر في خدمة النهج المنحرف، وإن إطلاق الشائعات عن التحرك وقياداته، والعلاقة فيما بينهم لا تغير من حقيقة أن موازين القوى بدأت تخذل الطرف الآخر على الأرض وبين الجماهير التي باتت تدرك أن ربط قضية الرمز [عرفات] بالوطن [كلمة ما ناقصة؟] وهي عملية خطيرة بعد التجربة العملية.

6. إن تجنيد الوساطات السعودية والكويتية والجزائرية واليمنية والجامعة العربية والهند وكوبا والمؤتمر الإسلامي (الحبيب الشطي) والاتحاد السوفيتي، إضافة إلى وساطة اللجنة السداسية من قبل الطرف الآخر، وإن كل محاولات التعريب والتدويل، لا يمكن أن تؤدي إلى القفز عن حقيقة الأزمة داخل حركتنا، والمتمثلة في الانحراف عن الخط السياسي والتسيب التنظيمي والمالي وغياب التقييم والمحاسبة، ولا يمكن أن يلغي حقيقة أن الأزمة لا تـُحل إلا في البيت الفتحوي وضمن تحقيق وحدة فتح أولا وعقد المؤتمر الحركي العام.

7. إن موقف التحرك هو الالتزام بأسلوب الحوار الديمقراطي ورفض الاحتكام إلى السلاح. ولقد أُبلغ الإخوة اليمنيون والكوبيون واللجنة السداسية بمطالبنا العادلة. ولم يرد الطرف الآخر بأية مواقف محددة، وعمد إلى التمييع وكسب الوقت والإعلان عن فشل المحادثات لإخفاء حقيقة موقفه.

8. إننا نثق بالمواقف العادلة والصريحة التي أعلنها شركاؤنا في منظمة التحرير، وممثلو قطاعات شعبنا في المجلس المركزي. وعلى كل الإخوة والرفاق في وفد المجلس المركزي أن يترجموا وقوفهم مع المطالب العادلة بإيجاد الضمانات الملزمة الكافية لإجراء عملية التصحيح، بما يحقق طموحات جماهيرنا ووضع أصابعهم على جوهر الأزمة حتى لا يأتي أيّ حل فوقيا لا ينسجم مع طبيعة الأزمة وضرورة التصحيح.

9. إن الحديث عن القرار الفلسطيني المستقل ودون أن يكون هذا القرار قرارا وطنيا فلسطينيا مستقلا هو ذر للرماد في العيون، فوطنية القرار هي استقلاليته. وعلى عكس ذلك، فإن هذا القرار قد يصنع في عاصمة عربية أو غربية ما، وعلى أرضية التوجه الأميركي، ويسمى قرارا مستقلا.

10. أما الحديث عن الاقتتال وتوقع حدوث مجزرة في البقاع، فقد بدا واضحا من هو الطرف الذي يقوم بإعداد بنية عسكرية للاقتتال ويهرّب السلاح الثقيل إلى البقاع، ويقوم بنقل القوات من الشمال، ومن الذي يجنّد (جند الله) و(التوحيد الإسلامي) للاقتتال، ويصر على تكريس بنيتهما تكريسا انشقاقيا، ولا ينوي الاستجابة للمطالب ليقلب التحرك إلى عمل محدود لا أثر له على الساحة الفلسطينية مستقبلا.

11. يتهمنا الطرف الآخر بالارتباط بسوريا تارة، وبليبيا تارة أخرى. وهذه التهمة تسقط بمجرد أن نعرف الأوضاع المنحرفة القابلة للتفجر داخل الحركة، وبمجرد أن نعرف أن مهمتنا العمل بموجب المادة 23 من النظام الداخلي، التي تنص بإقامة علاقة مع الأنظمة العربية بهدف تطوير الجوانب الإيجابية في مواقعها [مواقفها؟] وبشرط ألا يتأثر بذلك أمن الكفاح المسلح وتصاعده. ولأن مهمتنا حماية الظاهرة المسلحة، وذلك بالتشبث بالبقاع، فإن ذلك لا يتم إلا بإقامة علاقة وثيقة مع سوريا وتطوير هذه العلاقة، وليس بالتهجم عليها، وبإشاعة مناخ التيئيس عبر شعار (يا وحدنا) لكيلا يكون في الإمكان أبدع مما يريده الأميركان.

يا جماهير شعبنا العظيم في الأردن

إن الإيمان بعدالة المطالب إنما ينطلق من الإيمان بالثوابت النضالية التي انطلقت ثورتنا على أساسها، وإن الكيان السياسي الفلسطيني معجزة الثورة الفلسطينية لا يمكنه أن يتطور إلا بالالتفاف حول البندقية المقاتلة ضد العدو الصهيوني، والأخذ بأسلوب الحوار الديمقراطي والالتزام بخط الجماهير. وإنها لثورة حتى النصر.

القيادة العامة لقوات العاصفة

أواسط آب 1983

= = =

المصدر: نشرة «التعميم». العدد 23: 30/8/1983.

::


::

بيان سياسي صادر عن القيادة العامة لقوات العاصفة

12. مزيدا من التلاحم الوطني اللبناني السوري الفلسطيني

يا جماهير شعبنا العربي الفلسطيني

أيها الإخوة المناضلون في قوات العاصفة

تأتي الأحداث المتلاحقة على الساحـة اللبنانية لتـثـبـت أن الصمود الوطني اللبناني-السوري-الفلسطيني استطاع أن يلجم المشروع الأميركي فوق الساحة اللبنانية، وضد منطقتنا العربية، ولتثبت أن العدو الإمبريالي-الصهيوني-الرجعي عجز عن تحقيق أيّ من أهدافه التي أراد تحقيقها نتيجة اجتياحه للبنان رغم ما ألحقه بجماهيرنا الفلسطينية من آلام ودمار.

وبعد أكثر من عام على الاجتياح، نجد أن الحكم الكتائبي الفاشي في لبنان يتهدده السقوط والانهيار، ويقبع معزولا في بعبدا. ونجد أن العدو الصهيوني يجتاز أكثر مآزقه صعوبة نتيجة الأزمة السياسية والاقتصادية والعسكرية الناجمة عن فشل الجيش الصهيوني في تحقيق أيّ شيء مما أراده قادته من الاجتياح، الأمر الذي أجبر جيش الاحتلال على الانكفاء جنب نهر الأولي، دون أن يملي شروطا كما تعوّد أن يفعل، وليخفف من خسائره البشرية الكبيرة التي لا يستطيع الاستمرار في تحملها، ومن النفقات الباهظة التي أثقلت اقتصاده، وليتخلص، ولو جزئيا، من أخطار بحر الرمال المتحركة في لبنان.

ولا شك أن الإدارة الأميركية هي أكثر من يعاني من المأزق الذي وصلت إليه التطورات في لبنان، فهي تخشى التورط في لبنان، متذكرة هزيمتها في فيتنام التي ما تزال ماثلة في أذهان الأميركيين. وهي لا تستطيع أن تحتمل سقوط مخططاتها ضد سوريا ولبنان وفلسطين وعموم المنطقة، والتي استهدفت إزالة آخر العقبات أمام إحكام الهيمنة على أمتنا وإقامة [منطقة] «الإجماع الاستراتيجي» ضد الخطر الشيوعي المزعوم. وإننا نستطيع أن نقول، وبقدر كبير من الثقة بالنفس، إننا ساهمنا بانتفاضتنا ضد نهج الانحراف في الساحة الفلسطينية بدور كبير في تحقيق التلاحم الوطني اللبناني-السوري-الفلسطيني الذي صنع هذا الصمود العظيم في وجه المشروع الأميركي ضد وطننا وأمتنا.

يا جماهير شعبنا العربي الفلسطيني

في الوقت الذي كانت فيه قوى الصمود تعزز من تلاحمها واستعدادها لمواجهة المخططات المعادية، كانت رموز القيادة المنحرفة تؤكد إصرارها على السير على نهج الانحراف، وترفض أية خطوة تدفع تجاه حل الأزمة داخل فتح أو باتجاه تحقيق الإصلاح السياسي التنظيمي في الساحة الفلسطينية، فقد اتخذت رموز القيادة المنحرفة قرارا يقضي برفض مذكرة وفد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتي رحبنا بها، وقررت ألّا تعلن عن قرارها هذا، لما سيلحقه الرفض من أضرار، وقررت أن تستدعي أعضاء الوفد إلى تونس للعمل على خلخلة موقفهم والالتفاف على المذكرة عبر تمييع الوضوح الوارد فيها [كلمة ناقصة؟] وعلى رفضهم لما ورد في مذكرة وفد المجلس المركزي، وعلى إمعانهم في تجاهل ما أجمعت عليه الساحة الفلسطينية عبر موقفين خطيرين:

الأول: موقف ياسر عرفات في جنيف بكل ما يعنيه هذا من خيانة وانحراف.

والثاني: موقف صلاح خلف في حديثه إلى إذاعة مونتي كارلو الذي زعم فيه أن شعبنا الفلسطيني تعب من النضال، وتنصل من التزاماته النضالية مع القوى الوطنية اللبنانية في مواجهة المشروع الأميركي ضد لبنان وفلسطين، وأن دور شعبنا يقتصر على ملاحقة شؤونه الاجتماعية تحت الحذاء الكتائبي-الصهيوني.

ولم ينس صلاح خلف أن يمتدح صديقه أمين الجميل، وينتقد الأخ وليد جنبلاط لتصديه للمخططات الأميركية الصهيونية الكتائبية في لبنان. كما أسبغ صفات الوطنية والعروبة على الجيش الكتائبي الفئوي، وطالب بدخوله إلى كل المناطق اللبنانية. ولم يفت صلاح خلف أن يشتم مناضلي فتح في الانتفاضة، وأن يزعم أننا غير قادرين على القيام بالتزاماتنا النضالية تجاه جبهة الخلاص في لبنان.

ولقد جاءت التطورات السريعة لتضع المنحرفين [كلمة ناقصة؟] وتوضح حياله موقفنا وجدية دورنا، ولتعري تورطهم في المشروع الإمبريالي-الصهيوني-الرجعي، بل ولتثبت عجزهم عن التراجع عمّا تورطوا فيه، لتؤكد ما أوضحناه من أسباب لانتفاضتنا ضد نهج الانحراف.

يا جماهير شعبنا العربي الفلسطيني

أيها الإخوة المناضلون في قوات العاصفة

إن إصرار المنحرفين على تعريض قضيتنا وثورتنا لأبشع المخاطر، يدعونا جميعا لمواصلة الضغط بكل أشكاله على المنحرفين، [كلمات ناقصة] وإلى أن ترك المناضلون الشرفاء، الذين كانوا يأتمرون بأوامر المنحرفين، مواقعهم والتحقوا بإخوانهم المقاتلين الحقيقين، تعبيرا عن رفض اللقاء مع الصهاينة، وعن رفض ما ورد على لسان صلاح خلف، وعن الإصرار على مواصلة الثورة والنضال، وإلى تأييد ما ورد في مذكرة وفد المجلس المركزي الفلسطيني من تشكيل «قيادة مؤقتة» لحركة فتح تقوم بإعادة الوحدة إلى صفوف الحركة، وتشرف على أموالها وسلاحها وقيادة قواتها، وتمهد لانعقاد مؤتمر عام للحركة يكرّس وحدتها، ويرد لها اعتبارها طليعة لنضال شعبنا الفلسطيني من أجل التحرير والعودة.

= عاشت منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا لشعبنا.

= عاش التلاحم الوطني اللبناني-الفلسطيني-السوري.

= المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

وإنها لثورة حتى النصر

القيادة العامة لقوات العاصفة

9/9/1983

= = =

المصدر: نشرة «التعميم». العدد 25: 10/9/1983.

::


::

13. بيان: تأجيج القتال في الشمال

في الوقت الذي يجمع فيه شعبنا على عدم الاقتتال وعدم إراقة الدم الفلسطيني إلا من أجل حقوقه وأهدافه، وفي الوقت الذي رفعت فيه اللجنة المنبثقة عن المجلس المركزي الفلسطيني التوصيات الداعية إلى الالتزام بعدم القتال، وفي الوقت الذي تحقق فيه جبهة الخلاص الوطني الانتصار تلو الانتصار ضد القوات الإمبريالية والصهيونية الفاشية في الجبل وبيروت وكل المناطق اللبنانية، إلى جانب الانتصار الذي حققه الفلسطينيون بعدم الانسحاب من لبنان بالرغم من المحاولة المحمومة التي قام بها المنحرفون لسحب قوات الثورة الفلسطينية من لبنان تمشيا مع المشروع الإمبريالي الأميركي، في هذا الوقت أقدم ياسر عرفات وخليل الوزير [على] تجنيد عدد من اللصوص والمشبوهين في الشمال اللبناني ودفعهم لاقتحام أحد معسكرات الجبهة الشعبية-القيادة العامة في محاولة يائسة لجر الساحة الفلسطينية إلى مجزرة بشعة تزهق خلالها أرواح المناضلين الفلسطينيين للتغطية على المواقف المشبوهة التي يقفها عرفات والوزير ومن معهما على الساحة اللبنانية.

إن هذه الجريمة التي راح ضحيتها 12 شهيدا و19 جريحا فلسطينيا تدعو جميع القوى الوطنية الفلسطينية واللبنانية إلى وقفة جادة لمنع جر طرابلس والمخيمات الفلسطينية إلى مزيد من المجازر والدماء. وتدعو جميع كوادر ومناضلي حركة فتح للتصدي إلى المنحرفين والمشبوهين وإيقافهم عن التمادي بالاستهانة بدم شعبنا ومناضليه.

إن هذه المجزرة التي اتُخذت بقرار من عرفات والوزير يتحمل مسؤوليتها فاعلوها. وإن حركة فتح غير مسؤولة عن هذه الجريمة النكراء التي لا تخدم إلا إسرائيل والأهداف الأميركية في المنطقة. وإن هؤلاء المنحرفين لا يمثلون حركة فتح ولا الثورة الفلسطينية.

إن حركة فتح وهي تأسف أشدّ الأسف على الشهداء الذين سقطوا ضحية هذه الفتنة النكراء تعاهد جماهير شعبنا أنها ستعمل بسرعة للقضاء على رموز الفتنة والمنحرفين في الساحة الفلسطينية الذين لن تمر جريمتهم دون عقاب. وتحذر من مغبة الاستمرار في هذا المخطط الإجرامي الموجه ضد شعبنا وضد الوفاء للشعب اللبناني الذي قدم لنا التضحيات الكبيرة.

القيادة العامة لقوات العاصفة

[البيان منشور بلا تاريخ]

= = =

المصدر: نشرة «التعميم». العدد 28: 1/10/1983.

::


::

14. بيان: شجب الغزو الأميركي لغرينادا

لقد أقدمت الإدارة الأميركية [على] دفع قوات مشاتها البحرية لاجتياح جزيرة غرينادا لفرض هيمنتها الإمبريالية على شعبها، دون مراعاة لأبسط مقومات حقوق الإنسان، وحق الشعوب في تحررها وتقرير مصيرها وسيادتها على أراضيها. إن الولايات المتحدة الأميركية بعدوانها الغاشم على غرينادا تدل على المأزق الاستراتيجي الذي تتخبط فيه بعد الفشل اللامتناهي لسياستها في الشرق الأوسط في ظل إدارة ريغان.

إن القيادة العامة لقوات العاصفة التي تتصدى بقوة للمؤامرات الأميركية في المنطقة، من خلال دعمها المباشر والكامل للعدو الصهيوني، ومن خلال التدخل العسكري المباشر لقوات البحرية الأميركية بهدف القضاء على قضية شعبنا، وبهدف السيطرة على مقدرات أمتنا العربية، وبهدف إجهاض رغبة شعبنا وأمتنا في تحرير أرضه وتقرير مصيره، تعلن عن تضامنها وتأييدها المطلق لجمهورية غرينادا، ولجمهورية كوبا الاشتراكية، اللتين تخوضان نضالا لا هوادة فيه ضد أطماع الإمبريالية الأميركية، وتطالب بالانسحاب الكامل والفوري للقوات الأميركية. كما تطالب جميع القوى المحبة للسلام، وقوى حركة التحرر العالمي، بتشديد المواجهة وتعزيزها لهزيمة الأطماع الإمبريالية لتمكين الشعوب من تقرير مصيرها وتحقيق سيادتها على أراضيها.

وإنها لثورة حتى النصر.

القيادة العامة لقوات العاصفة

= = =
المصدر: نشرة «التعميم». العدد 32: 1/11/1983.

::


::

15. بيان: الغارات الجوية الأميركية على سوريا

لم تكد الولايات المتحدة ودولة العدو الصهيوني توقعان اتفاق التعاون الاستراتيجي الجديد بينهما حتى شرع الطرفان في تنفيذه فوق الساحة اللبنانية، من خلال الغارات التي شنتها الطائرات الأميركية أمس، هذه الغارات التي ووجهت في حينها بالتصدي الشجاع من قبل القوات السورية، حيث تم إسقاط عدد من الطائرات والطيارين الأميركيين الذين أسر أحدهم.

إن تلك المعركة تشكل علامة بارزة في مواجهة المشروع الأميركي في المنطقة، ذلك أن قرار مواجهته ليس قرارا عسكريا بمقدار ما هو قرار سياسي ذو أبعاد هامة ستأخذ مداها على خريطة المواجهة في الشرق الأوسط.

إن الغارة الأميركية تعني ترجمة عسكرية لإصرار الولايات المتحدة على فرض مخطط كامب ديفيد في المنطقة، ولمواجهة أطراف الصمود على الساحة اللبنانية وسوريا والثورة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية.

ولكن المواجهة السورية بالمقابل هي تعبير عن الاستعداد الكامل والتصميم القوي على التصدي للتحالف الصهيوني-الإمبريالي في أعلى مراحله بسائر الوسائل المشروعة. ولقد كانت المعركة لذلك صفعة واضحة لكل المنحرفين في الساحة الفلسطينية والعربية والذين ما زالوا يعملون في خدمة الحل الأميركي لتصفية القضية الفلسطينية وفرض الهيمنة الأميركية على المنطقة. كما كانت ردا قويا يدحض كل حملات التضليل التي دأبت القوى العميلة والمنحرفة على إثارتها حول مدى استعداد أمتنا وقدرة سوريا والثورة الفلسطينية [على] المضي قدما في مواجهة المخطط الأميركي.

لقد أهان هذا القرار الشجاع الولايات المتحدة بما له من الهلع [؟]، وأثار موجة من الفزع في صفوف أطراف المؤامرة في العالم العربي، وخاصة أطراف كامب ديفيد، لأنه كان تعبيرا عن الإحساس والمسؤولية القومية في الدفاع عن الثورة الفلسطينية واستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية.

كما كان إعلانا عن تحمل كامل المسؤولية في الدفاع عن سيادة الأمة واستقلالها. كما أكدت هذه المعركة على أهمية حماية الساحة اللبنانية، حيث إنّ الصمود والمواجهة فوقها سيؤدي إلى هزيمة الإمبريالية والصهيونية في المنطقة، الأمر الذي يبرز بوضوح دلالات القرار السوري وأبعاده القومية، وآثاره على مجريات الصراع العربي-الصهيوني-الإمبريالي.

لذلك لم تكن سوريا يوم أمس وحدها في هذه المعركة، بل كانت جماهير أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج تقف معها، وهي تعبر عن إرادة الجماهير وتطلعاتها، وتعزز ثقتها بحتمية النصر، من خلال المواجهة المباشرة. كما أن المعركة قد جسدت وبوضوح صلابة التحالف العربي مع الاتحاد السوفيتي في مواجهة اتفاق التعاون الاستراتيجي الأميركي-الصهيوني الجديد.

وإذا كانت القذائف الأميركية يوم أمس تشكل ضمن بعدها السياسي وسيلة لضرب قوى المواجهة العربية فوق الساحة اللبنانية تمهيدا لتنفيذ الاتفاق الإسرائيلي-الكتائبي، فإن الرد عليها يؤكد على صحة وضرورة استمرار وتعزيز التحالف السوري الفلسطيني الوطني اللبناني لتكون معركة أمس خطوة على طريق التطور النوعي في سبيل النصر والتحرير.

إننا نحيي القيادة السورية، وعلى رأسها الرئيس حافظ الأسد، على قراراها السياسي التاريخي. ونحيي النسور السوريين، أبناء هذا الشعب العربي العظيم، على بسالتهم الفذة. وثورة حتى النصر.

القيادة العامة لقوات العاصفة

= = =

البيان بلا تاريخ. أسقط الجيش السوري طائرتين أميركيتين في 4/12/1983.

المصدر: نشرة «التعميم». العدد 38: 13/12/1983.


توثيق المقتطفات من الكتاب في الهوامش (أسلوب شيكاغو):

النسخة الورقية:

1. عدلي الهواري (محرِّر)، حركة فتح 1983: الانتفاضة/الانشقاق: التعاميم والبيانات الأولى (لندن: عود الند، 2023)، ص - -.

توثيق النقل من الموقع:

يحذف من التفاصيل أعلاه رقم الصفحة، ويضاف إليها رابط الصفحة المنقول منها.

توثيق الكتاب في قائمة المراجع:

الهواري، عدلي (محرِّر). حركة فتح 1983: الانتفاضة/الانشقاق: التعاميم والبيانات الأولى. لندن: عود الند، 2023.

عنوان الكتاب يكتب بخط مائل أو يوضع تحته خط.

فتح 1983: بيانات الانشقاق/الانتفاضة

بحث