عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

هدى الكناني - العراق

كعكة أمنية ونصوص أخرى


كعكة أمنية

في ليلة مقمرة غُسلت نجومها بخصلات من ضياء القمر وغيمة رُشَت عطراً في وقت السحر وأقمار ضجت وجوهها استدارة في ليلتها الخامسة عشر، خبزت كعكة أمنية بدعاء أمي، فطمعت بالمزيد فخبزته بدعائها وفوج الملائكة حولها.

مليكة قلبك

تريد مني أن أكون مليكتك الهامسة الهادئة الرزينة، كيف ذاك وأنا أذوب كقطعة كراميل تحت حرارة عينيك؟ كيف إذا كانت رؤياك تفقدني توازني وتجعل إحساسي بكل ما حولي يتلاشى؟ إلا جمرات وجدي لا تمل اشتعالا، لا تطفئها دموع قصائد ولا نزيف قواف، أُسطّرها لتترنم باسمك.

لا تقترب مني أكثر، فتتوهج خلاياي حد التسامي الذي بتوقي لك قد تضمّخ.
ولا تبتعد أكثر فأنسى كم هو دافئ قلبك؟

عذرا حبيبي، إذ خيبت ظنك فقلبي طفل جائع يرقص لحلواه عشقا.

سهم مرتد

أيقنت إن سهم حبي لن يصيبك، فما أن سدد كيوبيد قوسه ليُصيب قلبك؛ انقطع الوتر، فأصابني السهم المرتد وسكن قلبي، فأحببتك أكثر.

يا من عشقت أنفاسي ذبذبات قلب شاخ عطرا ونزف قصائد وكثبانا من الأقحوان عبّق الجو في ليلة ضجت بالحنين كالمطر.

ما ذنبي إذا كنت أذكى طالبة لأغبى أستاذ في الحب؟ ما ذنبي وقد شربت كل إيماءة وكلمة من كلماتك وحفظتها عن ظهر قلب؟ ما ذنبي إذا خفق القلب بعد طول انتظار وأمل؟ ما ذنبي إذ سكنت النايات الحزينة أناملي فانبجست منها كلمات تأن حنيناً وشعراً؟ ما ذنبي وقد خلقك الله ذئبا بهيئة رجل؟

أحبك

خلتني أول من سمعت نسختك الأصلية لكلمة أحبك، فاتقدت أيامي جمرا وغَمرتني بدفء، لو وُزِع خزينه على سكان القطبين، لفاض. ولو حط على المحيط الهادئ، لهاج موجه وتفجر باطنه بركاناً يرسل شرراً يمطرْ صوراً، لدار صغيرة وموقد وأطفال حولك تحكي لهم حكاية ووليد غاف في أحضاني.

لو كانت القصائد تنجب أطفالا، لأنجبت لك العشرات منهم، لكنني تزوجت أوراقي وكتبي ونحن عقيمات لا ننجب بشرا بل مشاعر، تُغرس في قلب كل من يتلمسها بعيونه وحنجرة روحه.

أتساءل: تُرى لِم ما أن يُبصر الحب النور تولد معه توأمه الحسرة؟ لِم لَم أرتدِ فستان عرس حين تزوجت أنّة وحسرة؟ لِم قصة حبي معك كَر وفر؛ إن تقدمت خطوة نحوك أرجعتني للوراء ألف خطوة؟ لِم حياتي رصّعت ألما كثوب مليء بالبقع، ما أن أزيل واحدة تظهر بدلها عشر؟

لِمَ قلبي كرداء رث يخبئ تحته رماد جمرات أيامٍ، كانت متقدة وانطفأت، يوم غادرتني؟ لِم الناس تفرح بنهاية عذاباتها؟ وأنا من تراه سيقص بمقص رحمة؛ شريط افتتاح مشروع أفراحي؟ علني أفرح.

D 25 نيسان (أبريل) 2014     A هدى الكناني     C 18 تعليقات

9 مشاركة منتدى

في العدد نفسه

كلمة العدد 95: "عود الند" تتم سنتها الثامنة

عبد المجيد يوسف: السّيرة والمسيرة

الآخر في الرّواية الفلسطينيّة

القراءة ودورها في العملية التربوية

الصوائت في التراث العربي