عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

ملف: الكاتبات الصغيرات


النصوص أدناه لطالبات تتراوح أعمارهن بين 11-16 سنة، ويدرسن في أكاديمية ليمار الدولية في عمّان، الأردن. شاركت الطالبات بهذه النصوص في مسابقة 100 قصّة وقصّة التي نظمها تجمع ناشرون (nasheron.com)، وأعلنت نتائجها في عمّان يوم السبت 2014/6/21. النصوص اقترحتها للنشر في "عود الند" الكاتبة ظلال عدنان العقلة، ولبينا الاقتراح رغبة منا في تشجيع الجيل الصاعد على الكتابة بالعربية، وتسليط الضوء على مبادرة تشجع الكتابة بالعربية.
.

النص: السمكة الحزينة

الكاتبة: جنى محمد السعودي

سألتها صديقاتها الرملات على شاطئ البحر: لماذا أنت حزينة يا صديقتنا العزيزة؟

قالت السمكة: إن الإنسان يلقي مخلفات المصانع من أوراق، وبلاستك، ومعادن، في البحر آونة، ويصبون النفط آونة أخرى، ولقد خسرت معظم صديقاتي بسبب هذه المشكلة، وعلى وشك أن أصبح مثلهن.

قالت الرملة لؤلؤة: ولكن ما أثر ذلك على البيئة؟

أجابتها السمكة: إنه خطر على البيئة، والكائنات الحية، وخاصة الغذاء، وأنتن جزء من هذه البيئة...

قاطعتها الرملة مرجانة: ولكن كيف نكون جزءاً من هذه البيئة؟

ردت السمكة: تموت النباتات البحرية وتموت الكائنات البحرية الأخرى، ويجف البحر مع التغيرات البيئية المحيطة فينا، وعندها لن يبقى أي كائن بحري.

قالت الرملة حورية: وهل سيبقى شيء في هذا النظام البيئي؟

أجابت السمكة بحزن شديد: لا، لا يا عزيزتي، لن يبقى غير الأسماك الميتة والتربة المنجرفة، وسيزول عالمنا الجميل.

وبينما هن في حديث طويل، شعرت السمكة بشيء يسحبها إلى الأعلى فعلمت أنه الصياد، قالت السمكة: النجدة أنا في طريقي إلى الهلاك.

حاولت الصديقات مساعدتها لكنهن لم يستطعن؛ لأنهن أصغر حجماً منها. فوصلت إلى القارب، وهنا تكمن المفاجأة، فقد وضعها في إناء ريثما يصل إلى منزله.

سمكةعندما وصل الصياد إلى منزله وضع السمكة في حوض ليس بالكبير، مملوء بماء البحر. قالت السمكة في نفسها: ما هذا المكان؟!

سمع الصياد السمكة تتكلم، فقال بدهشة: أنت تتكلمين؟!

فقالت السمكة: نعم، كنت أريد أن أقول لك شيئاً.

فقال الصياد: قولي ما تشائين.

فقالت: كنت أريد أن أقول لك أنكم ترمون النفايات في البحر آونة، وآونةً أخرى تصبون النفط، أنتم تدمرون عالمكم وعالمنا، بل العالم بأكمله.

قال الصياد: وماذا نفعل حيال هذا؟ هل من أفكار؟

قالت السمكة: نعم، بدلًا من أن ترموا النفايات في البحر أعيدوا تصنيعها،

قاطعها الصياد وقال لها: أنا متأسف على مقاطعتك لكن هل من دول تعيد التصنيع؟

قالت السمكة: نعم؛ دولة اليابان مثلا.

قال الصياد: والنفط ماذا نفعل به؟

قالت السمكة: تستطيعون أن تهتموا بالسلامة العامة من حيث بناء وصيانة السفن دوريا، وقد اكتشف العلماء نوعا من البكتيريا قادرة على تحليل بقع النفط المتكونة، ويمكنكم أن تنشئوا صفحة على الفيسبوك أيضا لمعرفة التطورات.

الصياد: شكراً لك على هذه المعلومات والنصائح المفيدة للعالم.

وفي اليوم التالي حث الصياد العمال، والعمال حثوا أصدقاءهم، وأصدقاء العمال حثوا أصدقاءهم، حتى انتشر في كل العالم وعاشت المخلوقات في سعادة وهناء.


النص: مذكرات دودة

الكاتبة: سجى أيهم الشريف

اليوم كان شيقاً جداً؛ فقد انتقلت من عضو إلى عضو آخر في جسم هذا الإنسان. أذكر عندما كنت بويضة ودخلت إلى جسمه عن طريق العشبة التي أكلها ذات يوم صيفي جميل، حينها وصلت إلى أمعائه وكبرت هناك وبدأت أنجب أطفالا صغارا بالعشرات. كنت في غاية السعادة فطعامنا يأتي إلينا ونحن مرتاحون بلا أي جهد أو تعب.

واليوم قمت بجولة في جسم هذا الإنسان حيث خرجت من أمعائه الدقيقة وسرت عبر الرئتين ثم ذهبت إلى الكبد وتغذيت على دمه فقد كنت متعطشة لدمه تعطش مصاص الدماء لدم فريسته، وبعدها عدت إلى موطني حبيبي إلى الأمعاء، وما أجمل الوطن. ها هو المساء قد حل وأطفالي الرائعون أخلدوا للنوم، وها أنا أدون ذكرياتي ككل يوم في هذا الجسد المدهش.


النص: حرية دودة الأسكارس

الكاتبة: مروة عاطف حماشة

ها هم أطفالي المئتي ألف يقفزون حولي، ولا أدري كيف سأقنعهم بالخلود إلى النوم! فقررت أن أروي لهم مغامرتي داخل جسم الإنسان إلى أن يعود زوجي من العمل، أوه لقد خرج غاضبا حين نعته بالقصير.

بدأت مغامرتي يا صغاري عندما كنت موجودة بين الأعشاب. كنت حينها بيضة وبعد فترة أصبحت يرقة داخل تلك البيضة، كنت أشعر بالحرية في تلك الأوقات التي أرى فيها الشمس ونسمات الهواء تلاعب شعري.

وبعد مرور فترة قصيرة تناولني أحد الأشخاص خطأ بل وإهمالا منه؛ لأنه لم يغسل الأعشاب التي جهزها لطبق السلطة ذاك. المسكين لا يدري أنني دخلت أحشاءه بل أنا المسكينة التي فقدت حريتي داخل هذا الجسد النحيل، فانتقلت عبر الدم إلى كبده والرئتين ومنها إلى القصبة الهوائية وأنا أتحسر على ما أنا عليه.

دودة أسكاريسوإذ بي أصل إلى البلعوم فحاولت جاهدة الوصول إلى فمه لأخرج وأستنشق الهواء المنعش من جديد، وما أن وصلت فمه حتى أخرجت رأسي بسرعة، وإذ بي أرى كل من كان يجلس مع هذا الشخص يحدقون بي باشمئزاز واستغراب! لكنني مع ذلك كنت أشعر بشعور رائع: بالحرية، وللأسف لم يدم لي هذا الشعور إلا بضعة دقائق معدودة؛ لأنه ابتلعني من جديد دون أن يشعر.

بعد أن ابتلعني وصلت إلى الأمعاء مرة أخرى، للأسف ودعت حريتي لأقيم داخل هذا الشخص الذي مللت منه ومن الطعام الحار الذي يتناوله يوميا، ألا يؤلمه فقد احترقت معدتي الصغيرة منه! ولكن يبدو أنه علم بوجودي داخله، فربما أخبره من كان يجلس حوله ورآني.

بعد أسبوعين تقريبا استيقظت صباحا وأنا معلقة بملقط الطبيب الذي أخرجني من أمعاء ذلك الرجل ووضعوني في علبة مليئة بالديدان من فصيلتي، حينها عادت لي حريتي وتعرفت على رفيق عمري أبيكم.

وعشت معه أجمل لحظات حياتي وهكذا انتهت مغامرتي التي تعلمت فيها أنه أحيانا يجب أن نتخلى عن بعض حرياتنا وأهوائنا لنستطيع أن نعيش بحرية مطلقة.

والآن هيا إلى النوم يا صغري فيبدو أن أبيكم مشغول جدا ولن يعود باكرا.

تصبحون على حرية يا أحبتي.


النص: مغامرات دودة

الكاتبة: رغد زياد "محمد صبحي"

عزيزي زوجي أريد أن أذهب في نزهة إلى كبد الإنسان لأقوم ببعض المهمات الرائعة! فإذا تأخرت قليلا فلا تغضب لأنني سوف أذهب بعدها إلى الرئتين، سوف أجعله يعاني من مشاكل في التنفس بإمكانك اللحاق بي متى شئت لنتساعد سويا في هذه المهمات، سيكون يوما رائعا!

يا لهذا المكان الجميل! من أين أبدأ؟ سأتغذى من هنا وآخذ بعدها قسطا من الراحة لأنتقل إلى الجزء الآخر، يا لمذاقه اللذيذ! ليتك كنت معي الآن يا أسكارس لنشارك بعضنا غذائنا لهذا اليوم يم يم يم.

= مرحبا

= أوه أسكارس، أهلا وسهلا، لم أكن أتوقع مجيئك أبدا، هيا تعال وشاركني الطعام مذاقه لذيذ جدا.

= ممم أنت محقة طعمه لذيذ جدا هذا الكبد. ما رأيك أن نبقى هنا الليلة ونستمتع في هذا المكان الرائع وفيما بعد ننتقل إلى الرئتين؟

= نعم، أنا موافقة

......

= أسكارس هيا استيقظ. هيا نريد الذهاب إلى الرئتين هيا بنا.

وتستمر رحلتنا الممتعة في هذا الجسد الممتع.


النص: ورقة اعتراف

الكاتبة: ريتا باسم أبو دية

أنا دودة اسمي دودة الأسكارس مني أنثى وذكر، أنواعي كثيرة تصل إلى 50 ألف نوع، منا من يعيش حياة حرة، ومنا من يتطفل على الكائنات الحية الأخرى كالإنسان. أنا كنت بويضة مخصبة أعيش على الأعشاب الخضراء وأكلني إنسان لايراعي النظافة فهاجمت كبده ورئتيه. كنت سعيدة جدا.

بعدها انتقلت إلى البلعوم ونزلت إلى معدته وأمعائه. هههههههههه وهنا تأتي الوجبة الدسمة غذاء الإنسان، فعلقت نفسي بها فترة من الزمن كبرت بها وأصبحت حاملا ب 200000بويضة، يا سلام سأتكاثر ههههههه وسيأتيني غذائي جاهزا. يا للمسكين! سببت له أنا وأطفالي الرائعون الكثير من الضعف وفقدان الشهية وكثرة اللعاب. لكن الجيد أنه لم يكتشف وجودي حتى الآن. هههههههه!

بعد فترة من تكاثري في جسده ضاق بنا المكان وزاد ألمه ذهب إلى المستشفى فأخبروه عن وجودي وعائلتي في جسده.

لا. لا. لا. لا. يا للذكريات المؤلمة. لقد ذهبوا به إلى غرفة العمليات فورا وقاموا بإخراجي وأنا وأطفالي المهذبين فورا. يا للأسف.

وعلى هذا أوقع.

دودة أسكارس مظلومة!


النص: ذكريات في جسد

الكاتبة: عنان معتز ديرانية

بدأت حياتي حسبما أذكر وانا على تلك التربة الرطبة المريحة، إلا أنني حينها لم أستطع اللهو كما أشتهي. كنت داخل بيضتي أجلس باسترخاء. لم أنتظر فترة طويلة قبل أن أسمع أصوات البشر، أخيرا ستبدأ رحلة حياتي. دار في خلدي الكثير من الأفكار لكنها قطعت فجأة؛ إذ تم التقاطي -غير المتعمد بالطبع- بواسطة يد تلك الطفلة التي أحمد الله أنها استهترت بالنظافة ولم تغسل يدها قبل الأكل.

التصقت بها بكل ما أوتيت من قوة حتى ابتلعتني ودخلت بها أخيرا، وحقا لا يمكنني وصف المكان بالداخل ولا حتى وصف مشاعري حينها بغير: راااااائع.

كان طريقا متعبا حتى وصلت إلى المعدة ومنها بدأت رحلتي الخاصة، خرجت من بيضتي التي ساعدتني كثيرا حتى وصلت سالمة إلى هنا. بعدها اتجهت مباشرة إلى ما يسمى الكبد والتقيت هناك بعدة يرقات غيري! ويبدو أنهم انزعجوا مني؛ حيث زاحمتهم وانتقيت لي مكانا وبدأت بمص الدم معهم أيضا يااااه كم هو لذيــــــــــــذ! شعرت به يتدفق داخلي لم أكتف منه لكنهم تركوني وتوجهوا نحو الأعلى: لحظة، لحظة، انتظروني. لحقت بهم مسرعة فاصطدمت بأحدهم، اعتذرت بسرعة لكنه قال لي: لا بأس وابتسم.

"قصير" هذه أول ملاحظة خطرت ببالي عندما نظرت إليه، وتعارفنا ثم رافقني "أسكارس" حتى وصلنا إلى الرئة الجميلة زاهية اللون فاتخذت لي مكانا مريحا وقضيت هناك عدة أيام رائعة برفقة صديقي وخاطبي "أسكارس" ولو لم تزعجنا تلك الأكياس الغريبة التي أحاطتنا لقلت أنها كانت أياما مثالية سعيدة!

لم ألبث طويلا حتى أصبحت جاهزة تماما وقوية أيضا ذات طول وجمال لأزف إلى "أسكارس" العزيز والذي للأسف لم يزدد طوله كثيرا كان زفافا رائعا في البلعوم والمريء وانتهى بنا المطاف في المعدة لنعيش حياة سعيدة مع أطفالنا المئتي ألف.


النص: غرفة العمليات

الكاتبة: دجى مهدي الخظر

أنا الآن في غرفة العمليات لست وحيدة فجميع صديقاتي بجانبي فقد وعدنني ألا يتركنني. وأنا الآن خائفة جدا.

حاولت أن أهدئ نفسي بتذكر تلك اللحظة التي دخلت بها إلى هذا الجسم الجميل وكيف قضيت فيه حياة سعيدة.

بدايتي كانت يرقة صغيرة داخل بيضة استقرت في مكان أخضر جميل اللون ناعم الملمس بقيت هناك أنتظر نموي ونضجي. في يوم صحو جميل سمعت صوت أطفال يلعبون ويمرحون فأدركت أنها فرصتي الكبرى لكي أنتقل إلى حياتي الجديدة. كان هنالك فتية يلعبون ويبدو أنهم يحبون النباتات وتذوقها مباشرة دون غسل.

شعرت بشيء يدغدغني كان قد اقترب مني وبعدها حاولت أن أنظر ولكن اسودّ كل شيء أمامي. ها أنا قد بدأت أرى شعاعا من الضوء يتسلل للمكان الذي أنا فيه. فتحت عيوني ببطء وحاولت معرفة أين أنا؟! وما هو هذا المكان الذي دخلته؟ أوه هناك بعض الحجارة البيضاء وكأنها حبات لؤلؤ ناصعة، بعدها شعرت وكأني قد ذهبت إلى الهاوية؛ فقد انزلقت بقوة وسرعة من مكان مرتفع، سقطت وفقدت الوعي.

لا أذكر ما حصل بعدها لكنني استيقظت بسبب حرارة عالية لسعت جسدي. وكم تفاجأت حين أصبحت يرقة جميلة وتحررت من تلك البيضة. أوووه هذا السائل الحار الذي دخل المعدة رفع حرارتي. لكنه مفيد جدا سأمتصه مباشرة لأتغذى وأعوض عدم وجود أمعاء عندي.

كانت شهيتي مفتوحة وكنت أتناول جميع الأطعمة اللذيذة التي يبتلعها ذلك الطفل. مرّ على وجودي هنا بضعة أيام نضجت خلالها وكبرت ولم أرغب بالتجول وتغيير مكان إقامتي فطبيعتي أنني شخصية خجولة وانطوائية. لكنني وفي أحد الأيام قررت المغامرة وتجولت في هذا المكان الجميل ففوجئت بوجود ديدان أخرى تشبهني مشغولة هي الأخرى بامتصاص والتهام الطعام السائل تعارفنا وتعاهدنا على التعاون.

اليوم نحن في غرفة العمليات. يريدون إخراجنا من موطننا. يا للظلم. ودااااعا.


النص: يوْمًا سَنَكونُ

الكاتبة: رند محمد كمال رشيد

جهاد: إلى متى؟ إلى متى ونحن صامتون هكذا! إلى متى وحقوقنا تسلب ونحن ننفذ أوامر من باعوا كرامتهم مقابل مال الدنيا، يظنون أننا بلا رأي وبلا كرامة!

يزن: صدقت يا جهاد، قالوا سيموت الكبار وسينسى الصغار، مرت ستة وستون عاماً، وما زال الكبار يحفرون فلسطين في ذاكرتهم، من مات منهم يورث ذكرياته لأبنائه وأحفاده حتى بات الصغير قبل الكبير يعلم أن هناك وطننا مسلوباً وحقاً ضائعاً وبلاداً لا بدَّ أن تعود.

صهيب: كل هذا قول، برأيي أن نرضخ لهم، فهم أقوياء، ألم ترو أسلحتهم ودباباتهم على شاشات التلفاز، لا تتعبوا أذهانكم وتقولوا ما هو أكبر من طاقاتكم.

يزن: ما بك يا صهيب! كيف تقبل على أرضك بأن تغتصب. أيرضيك هذا؟!

مراد: أم يرضيك أن يبقى الأسرى بلا طعام، بالتأكيد سمعت بمعركة الأمعاء الخاوية! كل هذا يحدث وأكثر منه !نحن هنا نستمتع ونلهو!

صهيب: أعلم أعلم، لكن اتركوا الميدان لأهل فلسطين، اتركوا فلسطين وشأنها، اتركوها إنها عاقر! انتهت مدة صلاحيتها كدولة يحبها الجميع، الآن لا يوجد شيءٌ يسمّى فلسطين، إنها إسرائيل. كفاكم، واقبلوا بالواقع.

جهاد: كيف لك أن تتفوه بمثل هذه الحماقات! فلسطين ستبقى فلسطين.

مراد: انظروا يا رفاق كيف تغيرت أفكار صهيب، كلّ هذا بسبب الألعاب !الأفلام التي يقضي يومه يتابعها.

جهاد: وما دخْلُ ذلك يا مراد؟

مراد: أتذكر عندما كنت أشارك في دورةٍ عن صناعة الأفلام، قالوا لنا إنه بإمكاني عند صناعة أي فيلم إدخال بعض الأفكار بين المشاهد تؤثر على العقل الباطن دون إحساسٍ من المشاهد، وهذا هو ما يفعلونه بنا اغتَنموا الفرصة ليغيِّروا أفكارنا، ولِيُنسونا وطننا وكلَّ معتقداتنا، ليوهمونا أننا فاشلون ولا نستطيع فعل أي شيء!

يزن: لكنني لا أستطيع العيش بلا تكنولوجيا، بلا تلفاز، بلا هاتف، وبلا إنترنت!

مراد: ولا أنا! ربما أنا أكثركم حبًّا !عشقاً لها، لكنني سأجعلها سلاحي.

يزن: سلاحك؟! لكن كيف؟

مراد: إن الحياة حالاً متوقِّفةٌ على التكنولوجيا والبرمجة. وأهمها التعليم، علينا تقوية المناهج! سردها عبر طرق ممتعة عبر الحواسيب! عن طريق الألعاب! الأفلام الكرتونية. أتعلمون، أتمنى أن تتحقق أمنيتي بأن أصبح مبرمجاً لأستطيع برمجة منهاج تعليميّ كامل لجميع المراحل !سأبدأ بالموادّ التي نملّها، سأسرد مادة التاريخ والتربية الإسلامية عن طريق القصة.

جهاد: إن شاء الله ستحقّق أمنيتك يا مراد. ستحدث تغييراً كبيراً في الجيل القادم.

يزن: والآن يا صهيب، أما زلت على أفكارك تلك بأنّ فلسطين لن تعود؟

صهيب: بالتأكيــد سأفرح إن حُرِّرَت فلسطين، لكنه حلم صعب المنال!

جهاد: لا، إن توحدنا أنا! أنت وهي وهم، إن توحدنا كلنا.

صهيب: وكيف سنتوحد وطناً، وبين كلّ اثنين خلاف، كيف سنتوحد وفي العائلة الواحدة خلافات عديدة، كيف سنتوحد !في كلّ صباح نسمع أو نشهد خلافاً في الجامعة، أصبح سفك الدماء شيئا روتينيا؟ هيا قل لي؟!

جهاد: معك كل الحق يا صهيب، لن نستطيع أن نتوحد طالما لا نحب الخير لغيرنا.

مراد: إننا لن نستطيع الآن وبهذا السنّ تحرير فلسطين، ولن نستطيع إحداث فرق شاسع في المجتمع، لكننا سنحاول.

صهيب: اتفقنا إذا، لنجعل شعارنا عبارة قرأتها تقول "كن التغيير الذي تريد رؤيته في هذه الحياة".


غلاف مئة قصة وقصة

D 26 حزيران (يونيو) 2014     A عود الند: التحرير     C 21 تعليقات

13 مشاركة منتدى

في العدد نفسه

كلمة العدد 97: العقلية التجارية والمناسبات الدينية

تَعالق المؤَلف بالسَّارد والشَّخْصية

مصادر وأهمية الشاهد النحوي

يخيل إليّ أنني مثقف

إبراهيم المصري: بين العصامية والإبداع