عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

جليلة الخليع - المغرب

بوح على ضفاف أغنية


.

جليلة الخليعبوح على ضفاف أغنية

::"J’y crois encore":: [1]

يكفيني صمتا ثرثراتها في صفي الأغنية المتقابلين، لأستعيد صوتا ينطق بلسان حالي، وينشدني ضعفا، ويضاعف كتلة الكلام المحجوزة في قفصي الصدري.

هل سأظل على عهد الاعتقاد الساذج، أم أنني في عهد ثورة جديدة على ما تبقى من مواريثي القديمة؟

هي تلك الرسائل التي أقتلع فيها كل الأشواك المغروسة بمساحات عمري التي زرعتها حبا وحصدتها شوكا، وملأت بها أكياس لغتي علها تطعمني من دقيقها ذات مجاعة.

ولأترنم في صمتي: :[2]:"pas sans toi":: غافلة عن ظلي المقابل لي في اختلاس الضوء.

أجفف دمعا هنا، ذرفته عيون أغنية تبكي أشيائي في انتفاضاتها، في تقاعسها، في انطلاقاتها إلى حيث هي.

بين الحلم والأغنية، ذاكرة تقتص من الحاضر، تلصق لحظاته المبتورة على أوراقها المنثورة هنا وهناك، تملأ فراغاتها بكلمة من معجم قديم ورثته أعمارها.

يستفيق السمع الغافي في الربرتوار الفرنسي، لينقر عودا إسبانيا، فيعيدني لقرارة الروح، لبعضي الموزع على سلم الحنين، يشرد فيها سمعي، وينغلق صوتي على حبالي الموصولة بأوتار التمني.

::"vete ya":: [3]

أخلد في سهو عميق، أحاصر أنفاسي بتذبذبات الصوت، فيقشعر بدن ذاكرتي عند هبوب اللحن من باب الأذن اليسرى.

أقف عند عتبة الصوت المقبل من جهة الشوق، تحمر وجنتا الكلمة وتأخذني بمسارات الأشعار الموشومة بها سنواتي، والمتعامدة مع خط الغياب.

ليستمر العزف يدغدغ القيثارة بأصابع امتدت نحو الجرح ففعلت عراباته.

لحن على مقام الحنين

يرتد طرف حلمي، أغمض عين الورقة، تنسكب الأمنيات من مداد تعثر في الهطول.

يهطل الحرف من سحابات مجتمعة أغرقت اليباس بوابل من بوح.

لم يبصر حلمي النور، وشمسي متوارية خلف ركام من غبار.

ضباب بصيغة الوهم، يلاحق أشعة النور المتقطعة، لتكتظ بي في لحظة نقاء.

هي الشمس المحدقة بعيني فكري، تعتنق حلمي من جديد، أو حلمي يسترجع الألوان المتداخلة، ليبث الشفافية على أثيره الممتدة أمواجه، والتي تعبد الترددات على شبكة المسافات العالقة في الأفق.

وأفقي، بعناوين الزهر، بطريق النحل، بالمسافات الفاصلة في ترانيم:

"Les amours lointaines"

في المساحات الصوتية لآلات الحنين المسترجعة لذاكرة الأوتار في صخب العمر.

وحيرة خطى الزمن بين الكمان والبيانو، أسئلة تبحث عن إجابات بقلب النوتات. والنوتة الغافية هناك مازالت تنقر على وتري المنزوي في كمشة الورق.

أية مسافة تلك التي تظل فيها الخطى متوقفة عند حدود النور، لتظل الشمس هناك، في مكانها؛ زمانها؛ قرصا مضيئا بقطر من حلم وأشعة من خيال.

= = = = =

D 25 كانون الأول (ديسمبر) 2014     A جليلة الخليع     C 8 تعليقات

5 مشاركة منتدى

في العدد نفسه

تهنئة بالعام الجديد 2015

كلمة العدد 103: تقييم الشعراء والأدباء

جمالية السرد في "هكذا حكم ..." لياسين باهي

الحياة في عتمة شمسٍّ لا تغيب

أدب الرحلات بين الجغرافيا والإبداع