هدى أبو غنيمة - الأردن
رؤى عود الند
ملف: عود الند تكمل عامها العاشر
"خلال عشر سنوات، ومنذ صدور أعدادها الأولى، لم يظهر عدد يشبه الآخر في تناسق مواده على اختلاف الموضوعات، وكأن المواد ترتبط بوحدة عضوية تصدر عن إحساس وجداني واحد ذي بعد إنساني".
قبل أربع سنوات، اجتذبني عبق عود الند متضوعا في فضاء الصحافة الإلكترونية، لأكتب إليها بعد أن اطلعت على موادها الثقافية ورسالتها الحضارية الراقية، لخدمة الثقافة العربية.
حسبت حينذاك أن وراء المهنية المتميزة في تنسيقها واختيار موادها، فريقا متميزا من الصحفيين الذين يساعدون رئيس التحرير الدكتور عدلي الهواري، لأكتشف أن الفريق هو رئيس التحرير العامل بتفان ونزاهة وإخلاص لرسالته النبيلة.
لعل أبرز ميزات هذه الصحيفة أنها تعرّف القارئ بشرائح متنوعة من الكتاب في المشرق والمغرب والمهجر: هواة ومحترفون أكاديميون باحثون، وكأنها منتدى ثقافي يستضيف الكلمة العربية من كل مكان، بالإضافة إلى اهتمام رئيس التحرير بإصدار كتيبات تشكل في مضمونها ورؤاها نواة لمشاريع إبداعية، وكأن وراء تنسيقها مايسترو يقود فرقته بحس فني عال.
لم تقتصر عود الند على المواد الأدبية فحسب بل اهتمت بالفنون جميعها، كما ألقت الضوء على عمل المنظمات الدولية في العالم وقوانينها ومواثيقها ذات البعد الإنساني.
وإذا كان الحضور الفاعل هو الحركة في الزمان والمكان، كما يقول الفلاسفة، فإن عود الند لا تعرف السكون بل هي متجددة باستمرار في رؤاها تسابق الزمن في عالم أصبحت فيه الصحافة الإلكترونية هي صاحبة الجلالة في الفضاء العالمي.
خلال عشر سنوات، ومنذ صدور أعدادها الأولى، لم يظهر عدد يشبه الآخر في تناسق مواده على اختلاف الموضوعات، وكأن المواد ترتبط بوحدة عضوية تصدر عن إحساس وجداني واحد ذي بعد إنساني.
ولعل هذه الصحيفة جديرة بأن تكون جزءا من رسالة أكاديمية حول الصحافة الجادة المبدعة في تجددها، ومحاولتها الارتقاء إلى مستوى رؤيا النهوض الكامنة في الضمير الجماعي العربي، ملبية طموح الثقافة العربية بالحضور في المشهد الحضاري الإنساني من موقع المشاركة والتأثير في الثقافات الأخرى، لا من موقع المتلقي والتبعية للثقافات الأخرى.
ترى ما هو الأفق الجديد الذي تعدنا عود الند به في القادم من رؤاها؟
◄ هدى أبو غنيمة
▼ موضوعاتي