سليم علي الهواري - ملف: ذكريات مخيم الكرامة
الرياضة في الكرامة
مخيم الكرامة واحد من مخيمات اللجوء التي سكنها اللاجئون الفلسطينيون إثر خروجهم من ديارهم فلسطين بعد احتلالها عام 1948. والمخيم أقيم إلى الشمال من بلدة الشونة الجنوبية وعلى بعد سبعة كيلو مترات منها. وكلاهما يتبع لواء البلقاء إداريا. كما يقع المخيم على بعد كيلو مترات قليلة شرق نهر الاْردن. أقيم المخيم على ارض أميرية، والملك عبد الله الأول هو من أطلق اسم الكرامة على المخيم. ويشق المخيم طريق يربط بين العاصمة عمان ومدينة نابلس في الضفة الغربية عن طريق جسر دامية.
ضم المخيم خليطا من أهالي فلسطين القادمين من مختلف المدن والقرى فيها. وعند الشروع بتنظيم المخيم، عمد القائمون عليه إلى تخصيص مواقع محدده لكل قادم بحيث يكون هناك تجانس بين السكان، فخصصت أماكن للقادمين من اللد، واُخرى للقادمين من يافا وثالثه للقادمين من الرملة ومناطق لأهالي عجور وبيت دجن وبيت محسير والفالوجة وأبو زريق وأبو شوشه وطيرة حيفا وغير ذلك
وفي الخمسينيات، كانت الحزبية والانضمام لها أمل الفلسطينيين في المخيمات الذي يلوح لهم من اجل استرجاع وطنهم السليب. وكان لحركة الإخوان المسلمين وحزب البعث وحركة القومين العرب أنصار كثيرون في المخيم وكان التنافس بين أنصار كل حركة على أشده، فإذا نظمت حركة الإخوان احتجاجاً سعى الآخرون لتقليدهم والعمل على شاكلتهم من تظاهرات، مع ما يصاحب ذلك من صدامات دامية بين الجميع. وفي إحدى مرات الاحتجاج جرى إطلاق نار من شرطة أمن المخيم على المتظاهرين الذين قام أحدهم بسرقة بندقية من مخفر الشرطة. وكان من تداعيات ذلك تطويق المخيم وفرض منع التجول على سكانه بقيادة ضابط إنجليزي يعاونه في ذلك ضابط أردني اسمه صالح الشرع الذي كان له دور مهم في البلاد بعد تعريب الجيش. رفع منع التجول بعد استرداد البندقية.
وكالة غوث اللاجئين أقامت مراكز للشباب لشغل أوقات فراغهم وتنمية قدراتهم في كافة مخيمات اللجوء وأطلقت عليها مسمى مراكز الشباب الاجتماعية. اهتمت حركة القومين العرب إبان ذروة نشاطها في المخيم بالرياضة خاصة كرة القدم حيث بادر واحد من قيادييها بتكوين فريق لكرة القدم نال شهرة كبيرة وكانت له صولات وجولات في هذا المضمار فقد تولى الدكتور وديع حداد أحد مؤسسي حركة القومين العرب والذي عمل طبيباً بالمخيم قيادة الفريق ولعب مدافعاً فيه ولعب معه الأستاذ محمود الفجاوي المدرس بالكرامة مهاجماً، إضافة إلى لاعب أطلقنا عليه لقب الأمريكاني، ولاعبين آخرين منهم محمد الشاعر ومحمد الناطور الملقب بالضبع. وكان حارس المرمى عارف السلال. وانتهى عهد هذا الفريق وتبعثر بعد صدور أمز حل الأحزاب وحظرها في المملكة.
* * *
أشرف على مركز شباب الكرامة (النادي) في البدء الأستاذ احمد محمد خالد. ومن اهم الأحداث الرياضية في فترة الستينيات تنظيم مهرجان رياضي ومسابقات في ألعاب القوى لطلبة مدارس منطقة أريحا الذكور شملت مخيمات عقبة جبر والنويعمة وعين السلطان إضافة إلى الكرامة. وكان مدير المهرجان الأستاذ محمد مشعل.
وحظي المهرجان برعاية ملكية، وقام الملك الحسين بتوزيع الجوائز على الفائزين. وكان من ثمار هذا المهرجان قبول كل من محمود النصراوي وخالد الدجاني في سلك الأمن العام الأردني.
ثم بدأ جيل آخر ينمو ويمارس نشاطه في المركز بعد أن أنيط الإشراف عليه للأستاذ الشاعر خليل زقطان حيث شهدت فترة إشرافه إقامة ملعب قانوني لنشاط كرة السلة والطائرة. وكان من ابرز من مارس هذا النشاط كل من: حسن جمعة، وإبراهيم الزقرطي، ويحيى حسين أبو حرب ، وعزمي نمورة ، وجبر أبو نِـمْـرة ، ومحمد المغربي، وسليم الهواري، وعبد العزيز أبو حشيش.
- سليم علي الهواري ولاعبو كرة سلة
وكان يمارس في مركز الشباب لعبة كرة الطاولة ورفع الأثقال. أما ممارسة كرة القدم فكانت على ملعب صغير. وكان من أبرز اللاعبين في حينه سعد الرُّزي، الذي كان مدافعا صلبا في الفريق.
ومن أبرز النشاطات التي جرت على ملعب كرة السلة استضافة فريق كرة سلة السفارة الأميركية في الأردن، وجرت المباراة بحضور السفير وجمع غفير من وجهاء المخيم.
* * *
كان من أبرز أهداف المشرفين على المراكز إعداد كوادر تدريبية من شباب المراكز يتولون تدريب زملاءهم بعد العودة. وتم تنظيم دورة تدريبيه لرواد المراكز شملت ألعاب كرة السلة والطائرة وألعاب القوى. وتولى مهمة التدريب وإعداد هذه الكوادر نخبة من أفضل الرياضيين في الساحة الأردنية، وهم الأستاذ محمد خير مامسر الذي أصبح وزيرا للرياضة في الحكومة الأردنية وتولى التدريب في مجال كرة السلة؛ والأستاذ محمد يوسف بزادوغ وتولى التدريب في مجال كرة الطائرة؛ والأستاذ نظمي السعيد وتولى التدريب في مجال ألعاب القوى. أقيمت الدورة على ملاعب مدارس الفرير برام الله.
وتم تنظيم دورة تدريبية في التحكيم في كرة القدم أشرف عليها كل من الأستاذين فوزي معتوق وريمون زبانة. وجرى عقد اختبار تحكيمي في كرة القدم أشرف عليه الأستاذ سليمان طبل عضو الاتحاد الأردني لكرة القدم. وقد مثلت مركز شباب الكرامة، وكانت نتيجة الاختبار نجاحي كحكم مبتدئ في كرة القدم معتمد لدى الاتحاد الأردني.
- سليم علي الهواري ولاعبو كرة قدم
ومن شباب المخيم الذين كانت لهم مساهمات واضحة في الرياضة الأردنية الأستاذ سعد الرزي الذي تخرج من كلية الرياضة في بغداد ومن ثم أصبح عضواً في اتحاد ألعاب القوى الأردني. وكذلك الأستاذ يحيى حسين أبو حرب الذي تخرج من كلية الرياضة في بغداد وأصبح عضوا في اتحاد كرة السلة الأردني.
أما بقية من مارس الرياضة في مركز شباب الكرامة فقد توزعوا في مناحي الحياة، فغدا منهم الطبيب والمهندس والأستاذ الجامعي والمدرس والمهني وغاصوا في مناحي الحياة.
من قضى منهم لروحه الرحمة. ومن بقي منهم كان التوفيق حليفه، فهم الآن على عتبات الشيخوخة. حفظهم الله جميعاً.
سليم علي الهواري: إخصائي اجتماعي سابقا، ولاعب كرة سلة وغيرها في الكرامة.
ملاحظة من هيئة التحرير: سيتم استبدال صورتي الرياضيين أعلاه فور الحصول على نسخة أوضح.