ملف: القدس زهرة المدائن
القدس في قصائد
القدس في قصائد ملف نشر في العدد الخامس والثلاثين (2009/4) من مجلة "عود الند" الثقافية. نشر الملف أثناء عام اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية في عام 2009. وتضمن الملف الأصلي مقتطفات صوتية. أما هنا، فنكتفي بنصوص القصائد والمقتطفات.
(1) هي القدس: نبيلة الخطيب - الأردن
قصيدة "هي القدس" المنشورة هنا ألقيت في احتفال تضامني أقيم في عمان بمناسبة بدء فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009. وقد حصلت عود الند على النص الكامل للقصيدة من الشاعرة. الرجاء مراسلة الشاعرة و"عود الند" قبل إعادة النشر.
وللـقدس عنوانٌ تسيّجَ باللظـى = = ودربٌ مَشـوقٌ شققتـه جـروحُ
هي الوردة الزهراء حيث رياضها = = قلَتها أيادي العزق وهي تفـوحُ
تعاظمت الأشـواكُ بين عروقهـا = = فنزتْ من الورد الشذيّ قـروح
تَقلّدَهـا فـتـيـانُهـا فتأوّهـتْ = = إذا ما سقاها في الهجيـر ذبيـحُ
وما يُصْبرُ الأمّ التي في إسارهـا = = بجرحٍ له بين الضلـوع بُروحُ
ففي كل حينٍ وهي تشهدُ ثكلهـا = = تـضمّ إليهـا أهـلهـا وتـنوحُ
فهل قـدّر الرحمن أنّ بصدرهـا = = يُشقّ لمن قد أرضعته ضريـحُ؟
لعمرك والأيام تشهد صبـرهـا = = لها بين صفحات الزمـان شروحُ
وللقدس تاجٌ، قد تكلّلَ عُـرفـه = = عليه من النـور البهيّ سفـوحُ
فذا المسجدُ الأقصى تباركَ حولَه = = ونصّ كتاب الله فيـه صـريـحُ
وهنا على أرض المكارم سجدةٌ = = أقيمت لها في الخافقات صـروحُ
هي القدسُ قنديلٌ تخافقَ زاهراً = = برغم هُبوب الريـح فهوَ يلوحُ
هـي القـدسُ دار للصلاة تبتلاً = = وسـرّ يداريـه الفـدا ويـبـوحُ
وفي القدس ناقوسٌ يردّ مع النِّدا = = وللقدس في كـل اللغـات مديـحُ
فلله أرضٌ نحنُ بعـضُ أديمِهـا = = ونبضُ هواها في الخوافـق روحُ
= = =
(2) القدس: نزار قباني - سورية
صليت، حتى ذابت الشموع
ركعت، حتى ملّني الركوع
سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع
يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء
يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع
يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع
حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول
يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول
حزينةٌ حجارةُ الشوارع
حزينةٌ مآذنُ الجوامع
يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد
من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟
صبيحةَ الآحاد،
من يحملُ الألعابَ للأولاد؟
في ليلةِ الميلاد،
يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان
يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان
من يوقفُ العدوان؟
عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان
من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟
من ينقذُ الإنجيل؟
من ينقذُ القرآن؟
من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟
من ينقذُ الإنسان؟
يا قدسُ، يا مدينتي
يا قدسُ، يا حبيبتي
غداً، غداً، سيزهر الليمون
وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون
وتضحكُ العيون،
وترجعُ الحمائمُ المهاجرة،
إلى السقوفِ الطاهرة
ويرجعُ الأطفالُ يلعبون
ويلتقي الآباءُ والبنون
على رباك الزاهرة،
يا بلدي،
يا بلد السلام والزيتون
= = =
(3) في القدس: تميم البرغوثي - فلسطين/مصر
شمالاً نائياً عن بابها
والقدس صارت خلفنا
والعين تبصرها بمرآةِ اليمينِ،
تغيّرتْ ألوانها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ
إذ فاجأتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيف تسلّلتْ في الدمع
قالت لي وقد أمْعنْت ما أمْعنْتْ
يا أيها الباكي وراء السورِ، أحمق أنْتْ؟
أجنِنْتْ؟
لا تبكِ عينكَ أيها المنسيّ من متنِ الكتابْ
لا تبكِ عينكَ أيها العربِيّ واعلمْ أنّه
في القدسِ من في القدسِ لكنْ
لا أرى في القدسِ إلا أنْت.
= = =
(4) القدس عروس عروبتكم: مظفر النواب - العراق
في العلب الليلية يبكون عليك
ويستكمل بعض الثوار رجولتهم
ويهزون على الطبلة والبوق
أولئك أعداؤك يا وطني
من باع فلسطين سوى أعدائك أولئك يا وطني؟
من باع فلسطين وأثرى بالله
سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام
ومائدة الدول الكبرى؟
فإذا أجن الليل تطق الأكواب بأن القدس عروس عروبتنا، أهلا أهلا
= = =
(5) زهرة المدائن: الأخوان عاصي ومنصور الرحباني - لبنان
حين هوت مدينة القدس
تراجع الحب
وفي قلوب الدنيا استوطنت الحرب
الطفل في المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان
وإنني أصلي
الغضب الساطع آتٍ وأنا كلي إيمان
الغضب الساطع آتٍ سأمر على الأحزان
منصور الرحباني، لبنانمن كل طريق آتٍ بجياد الرهبة آتٍ
وكوجه الله الغامر آتٍ آتٍ آتٍ
لن يقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلي
سأدق على الأبواب وسأفتحها الأبواب
وستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية
وستمحو يا نهر الأردن آثار القدم الهمجية
الغضب الساطع آتٍ
بجياد الرهبة آتٍ
وسيهزم وجه القوة
البيت لنا والقدس لنا
وبأيدينا سنعيد بهاء القدس
بأيدينا للقدس سلام آتٍ
للقدس سلام
آتٍ آتٍ آتٍ
= = =
للاطلاع على الملف الأصلي، اضغط/ي على رابط العدد 35 من مجلة "عود الند" الثقافية.
|
الفنان محمد عموس |
◄ عود الند: ملفات
▼ موضوعاتي