صفية حليم - بريطانيا
الكتابة لليافعين: ندوة
عبور الحدود
الأطفال في المنفى وحكاياتهم
للنزاعات مظاهر مألوفة: السياسة والعنف الذي يؤثر على الناس إلى حد التحول إلى مهجرين ولاجئين أو طالبي لجوء. هذه هي الجوانب التي تركز وسائل الإعلام عليها، وتجعلنا نصدق ما تريدنا أن نصدقه.
ولكن مقابل الأخبار التي تبثها وسائل الإعلام، هناك قنوات أخرى لإيصال حكايات متنوعة: قصص إنسانية قليل منا يعرف عنها، وعدد أقل لديه الشجاعة والموارد لكتابتها.
من بين هؤلاء خمسة كاتبات وكتاب تحدثوا في ندوة أقيمت في لندن يوم الجمعة، 11 أيار (مايو) 201. وكان موضوع الندوة كيف ولماذا يكتبون شهادات الأطفال واليافعين في مناطق النزاع، بما في ذلك حكايات الأطفال الفلسطينيين والسوريين.
قال أربعة من المؤلفين، وهم أنتوني روبنسون، وآنماري يونغ، وبيفرلي نايدو وإليزابيث إنهم يكتبون من أجل إعطاء صوت للأطفال الذين لا صوت لهم.
الكاتب مايكل روزن أدار الندوة، وفي تقديمه لهم وصفهم بأنهم كتاب الإنسانية، علما بأن روزن يعمل أيضا أستاذا لأدب الأطفال في كلية غولدسميث في لندن.
ومما قاله الكتاب إن هناك وصمة ترافق صفة "لاجئ" في الغرب، والمسؤولية عن ذلك تقع جزئيا على وسائل الإعلام لأنها تقدم الوقود لنشر الكراهية.
كذلك أشار المؤلفون إلى أن أطفال كل طرف في نزاع ما، لا يكونون على علم بأوضاع نظرائهم في الطرف الآخر. على سبيل المثال، الأطفال الفلسطينيون يشعرون بالعزلة بسبب جدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية. ونظراؤهم الإسرائيليون لا علم لهم بالوضع المأساوي للأطفال الفلسطينيين على الجانب الآخر من الجدار.
وقدمت الكاتبة بيفرلي نيادو وجهة نظر مماثلة تتعلق بالأطفال البيض في جنوب أفريقيا، فهي كفتاة بيضاء في زمن نظام الفصل العنصري لم تكن تعرف شيئا عن الأطفال السود أو كيف يعيشون.
وكان ثمة اتفاق في الرأي على أن كل أنواع الكتابة، الخيالية وغير الخيالية، يمكن أن تمنح صوتا لمن ليس لهم صوت.
وقال المؤلفون أيضا إن البشر يسعون للهرب من الأوضاع السيئة. ورأى الكتاب أن حكايات الأطفال الذين يضطرون إلى مغادرة بيوتهم بسبب نزاع ما تعطي صورة حقيقية للوضع. واهتمامات اللاجئين الصغار تكون عادية. على سبيل المثال، في أحد مخيمات اللاجئين العراقيين، الفتيات المراهقات فيه كان مظهرهن مهما بالنسبة لهن.
وفي إثيوبيا، كان صبي في الثانية عشرة من العمر يريد أن يصبح مثل الممثل ولاعب الكراتيه، جاكي شان، مع أنه لم ير فيلما من أفلامه لعدم مقدرته على الذهاب إلى السينما. لكنه رأى ملصقا يظهر شان يطير، ومن هنا جاءت معرفته بجاكي شان وأمنية أن يكون مثله.
وبعد أن تحدث كل كاتب بضع دقائق، فتح المجال للأسئلة من الحضور. ومن بين الأسئلة التي طرحت إن كان التواصل مع الأطفال واليافعين بغير لغتهم الأم له تأثير. وقد أشار المؤلفون إلى أنهم يعتمدون على مترجمين. وفي بعض الحالات، يجدون أن الأطفال يجيدون الإنجليزية إلى حد ما.
تجدر الإشارة إلى الندوة نظمتها مكتبة نيوهام، التي تأسست في عام 1987 لتوفير الكتب والمواد التعليمية والألعاب للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور. وتهتم المكتبة بكتب الأطفال واليافعين. وقد عرضت المكتبة نسخا من مؤلفات الكتاب الخمسة المشاركين في الندوة. وذكر أن ريع الندوة سوف يتم التبرع به لمبادرة لتأسيس أماكن للعب الصغار في فلسطين.
|
اليزابيث بيرد وبيفرلي نايدو وآنماري يونغ وأنثوني روبنسون ومايكل روزن |
Elizabeth Laird. Beverley Naidoo. Annemarie Young. Anthony Robinson. Michael Rosen. |
|
اليافعون الفلسطينيون يتحدثون. العيش تحت الاحتلال. المؤلفان: أنثوني روبنسون وآنماري يونغ |