سارة أبو مرجوب - الأردن
من أنا وخواطر أخرى
نسمات عابرة
ذبذبات هواء عليل جابت السّماء ثم حطّت رحالها تحت ظلال الأشجار، حنّت لحبّات رمل منثورات، سكنت العينين وسنا وحنينا، أنعشت قلبا تغنّى شوقا، غرّدت طيورها على حُمْرة الوجنات، همست في أذن القمر فاكتمل بدرا، أخجلت النّجمات وأفلت وراء الغيمات، سألت نفسها من أنا؟ فأجابت: أنا عطر نظريّات الجمال؛ وأنا نرجس الذّاكرة؛ فَلم التعجّب من نسمات عابرة؟
ما بين السُّطور
مُدوّنة عجّت بالحروف ارتدت قبعة الإخفاء وبرعت بالعزلة عن الظهور، أشعلت شمعة وجمعت الأحاسيس بثرثرات مع الحواس الخمس فغفت على سرير الهوامش، سّربت دموع حبرها تخللت ثناياها المعتمة، رفضت المشاركة بمنصات الخطاب، كتمت أسرارها داخل أضلع أقلامها، صعبت فهم تحقيق الرغبات، فقالت نهاية من أراد معرفة الحياة فليقرأ ما بين السطور.
انتظار
كتابٌ يُقلّب صفحاتَ الحياة يُخبّئ في طيّاته جعبة من القصص والحكايات ثقيل وزنها تحمل عناوين تحت مُسمّى لحظات على مرّ الدّهر تأتي على هيئة حبس الأنفاس بالخوف والترقب، جلوس على الجمر المُتَّقد، تطويق الأذهان بالأفكار المشوّشة من أصول الارتباك والتّشتت، بحث الأمنيات عن طُعم سنّارة الدّعوات في عمق البحر، استراحة مؤقتة لرحلات المحطات على الطريق، والعودة لبئر لا ينضب من انتظار.
ثغرٌ بسّام
دواء لميكروبات عبوس قلب منعكس على المُحيّا، صدقة تُحرك عواطف بعد أن أكلها غبار هجران عنيد، إحياء لعبير عبق زهور أهلها نسوا سُقياها، معزوفة موسيقية يدندن صداها في كل زمان ومكان، لؤلؤ مكنون ثمين مخبوء ما بين شفتين ناصع بياضه كبياض ثلج يملأ الكون نورا، حنكة بإيقاع عدو لئيم ضحية في فخ كيد سحره، رحلة إلى بلاد العجائب، تهافت الحب من كل حدب وصوب، غفوة قمر عند نومه، انتظار زقزقة طير على صحوة ثغر بسّام.
على الطريق
خطوات تتساءل والحيرة تغمرها ما الذي سيؤول بي في وسط زحام صخب هذه الحياة؟ فإذا به العقل يسمعها ويرسل الإجابة مسرعا للحناجر تصدح بالرد عليها تقول لها: ستمضي بأن تكوني مصدرا لكفكفة دموع المحاولات الأولى للتقدم ونور الإرادة، جمع التكسير لليأس والإحباط ومنتهى جموع الأهداف والاستسلام الممنوع من الصرف، فمبتدأ النهوض من الفشل لتحقيق خبر النجاح، سهاد من أجل الوقوف على ناصية حلم سيحلق وصولا إلى أعالي الغمام، تمزيق لوهن الخوف كوهن بيت العنكبوت، زرع بذور المبادئ والأفكار على الأيامن والشمائل نتاجها قوس قزح بعد مطر يروي ظمأ عناء الرحلة فتنهيها بإعلانك استراحة محارب على الطريق.
من أنا؟
أنا شخص أُدعى إنسان، أنا عقل يتدبّر، أنا ابن الأنا واللاشعور، أنا قلب ينبض حبّا من رحم شرايين الدم، أنا مشاعر مترجمة لكلمات ابتداء من تهنئة صرخة الحياة إلى انتهاء بالرثاء، أنا مزيج من عمل صالح وعمل طالح، أنا دمعة، أنا عين تبصر، أنا ابتسامة، أنا خليفة في الأرض، أنا إعجاز إلهيّ، أنا أمام عظمة خالق الكون من أنا؟
خربشات ذاكرة
ذكريات طويلة الأمد تعود لطفل عندما أمسك بقلمه لأوّل مرّة وخطّ بيديه الصّغيرتين خربشاته غير المفهومة، فوضى الكلمات الّتي تملأ الرُّؤوس، السُّطور المتناثرة على الأوراق تقرأها الشّفاه، صفقة من النسيان ما بين الماضي والحاضر ، واتّكاء على حلم خربشات ذاكرة.
حنين لغائب
دمعات حائرة تختبئ في العين مرة وتنهمر مرات إذا بها تخطف رونق بشاشة وجوه من شدة حرارتها، مثل ماء يصل أقصى درجات غليانه كلّما مرّ طيف حبيب رحل وغادر عن الوجود، تاركا أيادي تملكتها الوحدة في صراع مع حياة تملؤها الكآبة بعد أن أصبح مدونة ذكريات، كطفل تائه عن أهله في مكان مظلم موحش باحث عن أمان وبقعة ضوء للنجاة.
سفينة قلوب في صدور على شفا حفرة من أنين ذهول وصدمة، سبب غرقها فقدان بشع، لتهوي في قاع نوبات ألم، لا يتمتع أي زمان بقدرة على إنقاذها ومسح جراحها مهما طال أو قصر، إلى أن تنظر إليها عين رحيمة لا تنام بسكينة خفيّة تتنزل عليها بردا وسلاما، فمواساة ربانية تلهم ألسنا تحلق بأجنحة الدعاء من الأرض للسماء في لحظات حنين لغائب.
1 مشاركة منتدى
من أنا وخواطر أخرى, هدى الدهان | 8 حزيران (يونيو) 2018 - 07:58 1
مابين السطور
والله هذه الحياة يا ابنتي لا تُفهم،لابين السطور ولا باوضح السطور ولا باحسن الترجمات لكل السطور.دوماًتفاجئنا بكل جديد وليته مُفرِح.الا اننا يوميا نُصدم بها ومنها و من الساكنين فيها.اننا حتى احيانا نتفاجأ من تصرفات و ردود افعال لنا نحن انفسنا لم نفكر ان نخط لها سطراص يوما ما.
من انا
ليت الكل يؤمن بنفسه وكماله ويُقدّر هبة الله له بالعيش و الصحة والكرامة فلا يشكو ولا يتذمر ولا ينتقد الاخر .الكل يحس بانه الاقل فيطلب دوما المزيد و يحس ان الاخر افضل فيستمر بانتقاده عله اما يكسره او يشوه رؤية الاخرين له . لااحد يرى الانا كما خلقها الله ابداً.