عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

إصدارات جديدة - عدلي الهواري

طبعة ثانية من بيروت 1982: اليوم ي


عدلي الهواريصدر لرئيس تحرير مجلة "عود الند" الثقافية، د. عدلي الهواري، طبعة ثانية من كتابه بيروت 1982: اليوم «ي». الناشر: دار عود الند، لندن، 2018.

يعنى الكتاب بمرحلة الحصار الإسرائيلي لبيروت في صيف 1982، الذي استمر أكثر من شهرين، ويركز على الجانب المتعلق بالجهود السياسية والدبلوماسية التي جرت من أجل الاتفاق على تفاصيل خطة لخروج قوات وقيادة ومكاتب منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها من بيروت.

تجدر الإشارة إلى أن للكاتب مؤلفات أخرى، من بينها "اتحاد الطلبة المغدور" (2015)؛ "غسان يبتسم" (2016)؛ "الحقيقة وأخواتها" (2017)؛ "الديمقراطية والإسلام في الأردن: 1990-2010 (2018).

أدناه مقتطف من مقدمة ملحق الطبعة الثانية.

تضمنت الطبعة الأولى من كتابي هذا، بيروت 1982: اليوم «ي»، مقتطفات من شهادات لأشخاص كان لهم علاقة بما حدث في لبنان عام 1982، وأدى إلى خروج م ت ف وقيادتها ومقاتليها من بيروت. لم أتمكن في الطبعة الأولى من نشر مقتطفات من رواية نبيل شعث بشأن الاتصالات التي أجراها في الولايات المتحدة أثناء الحصار الإسرائيلي لبيروت بتكليف من عرفات. واقتصر ذكر شعث على ما ورد في أحد التلكسات المنشورة في الكتاب.

بعد صدور الطبعة الأولى في العام الماضي، تمكنت من الحصول على نسخة من كتاب شعث: «حياتي: من النكبة إلى الثورة». قرأت باهتمام الجزء المتعلق بدوره في الاتصالات الأميركية-الفلسطينية أثناء حصار بيروت. وعليه، أضفت للطبعة الثانية مقتطفات مما كتبه في الفصل الرابع عشر: «ملحمة بيروت: حزيران (يونية) 1982» (ص 493-540).

قبل عرض المقتطفات والتعليق عليها، أود أن أشير إلى نقاط تتعلق بالمذكرات.

أسمع وأقرأ كثيرا انتقادات لروايات بشأن أمر ما ورد في ذكريات أشخاص كتبوا عن دورهم في مؤسسة فلسطينية ما أو النضال الفلسطيني بشكل عام. كلما سمعت رأيا كهذا من شخص أعرفه أشجعه على كتابة روايته، وهكذا تتعدد الروايات، ويتمكن المهتمون من الحصول على صورة واقعية لما كانت عليه الأمور.

دون تعدد الروايات، ستظل الرواية المنشورة هي المرجع الوحيد للمهتمين بشأن ما. ومع مرور الزمن، تصبح هذه الرواية التي قد تكون مفتقرة إلى الدقة، أو بعيدة عن الواقع، الرواية المرجعية المتداولة. في نهاية المطاف، عندما يكتب أحد عن موضوع ما، ولم يكن طرفا فيه، أو شاهدا عليه، سوف يستعين بما هو منشور، فإذا كان المنشور رواية واحدة، في كتاب أو مقال، ستظل المرجع الوحيد الذي يستعين به المهتمون بالكتابة عن مسألة ذات صلة.

رغم أهمية المذكرات كمصدر للمعلومات ووسيلة للتوثيق، إلا أن التعامل معها يجب أن يكون بتمحيص المعلومات والآراء. من المحتمل كثيرا أن يبالغ كاتب المذكرات في دوره في الأحداث، أو أن يتعامل مع الحقائق بانتقائية، فيغفل ما لا يتوافق مع روايته، أو يقلل من أدوار الآخرين، وهكذا.

هناك اهتمام أكبر في السنوات الأخيرة بكتابة مذكرات ونشرها. تشتهر مذكرات أصحاب الأسماء المعروفة الذين تسعى بعض المؤسسات إلى تبني مذكراتهم لنشرها والترويج لها والرواية التي يراد ترسيخها كرواية مرجعية وحيدة.

أتمنى أن أرى مقابل رواية كل اسم مشهور أكثر من رواية لنفس الحدث لأشخاص أقل شهرة، ولكنهم عايشوا التجربة وكان لهم دور فيها. في أوج النضال الفلسطيني، قبل الخروج من بيروت، كان نكران الذات صفة شائعة. الأغلبية كانت تعمل وتضحي بصمت. لذلك نحن بحاجة لروايات إضافية بخصوص كل حدث.

الذكريات فقط مهمة وخاصة عندما يكون كاتبها منخرطا في التجربة وأمينا في الكتابة عنها. لكن الروايات التي نحتاجها أكثر من غيرها هي الروايات الموثقة. نريد أن نرى مصادر أولية يمكن دراستها وتحليلها.

JPEG - 46 كيليبايت
غلاف كتاب لعدلي الهواري بيروت 1982
D 1 أيلول (سبتمبر) 2018     A عود الند: أخبار     C 0 تعليقات