عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 
أنت في : الغلاف » أرشيف أعداد عـود الـنـد » أرشيف الأعداد الفصلية: 2016- » أعداد السنة 13 » العدد الفصلي 10: خريف 2018 » الوثيقة الموسيقية: قراءة أوّليّة في الـمُدوَّنَة الموسيقية التونسية

د. فراس طرابلسي - تونس

الوثيقة الموسيقية: قراءة أوّليّة في الـمُدوَّنَة الموسيقية التونسية


فراس الطرابلسييعتبر الحديث عن "الوثيقة الموسيقية" من الموضوعات قليلة الطّرح نظريّا في العلوم الموسيقية العربية عموما وفي تونس بصفة خاصّة، رغم أنّ أغلب الدراسات تنطلق في أساسها ومن حيث المبدأ من "الوثيقة الموسيقية" مهما اختلفت محاورها، فكلّ دارس لنمط موسيقيّ معيّن ينطلق حتما من الوثائق الموسيقية المكتوبة والمسموعة. وكل من يؤرّخ للموسيقى معنيّ كذلك بالوثائق الموسيقية.

غير أنّنا نكاد لا نعثر على مقال تونسيّ واحد يهتمّ بالموضوع من النّاحية النظرية إلاّ من جهة الحديث عن مصادر الموسيقى العربية(1) المنشورة أو المخطوطة، بل إنّ مصطلح "الوثيقة الموسيقية" لا يُستعمل في الدّراسات ذات الصّلة بالعلوم الموسيقية العربية إلاّ قليلا. ويبقى تصنيف جزء كبير من المصادر غير المنشورة ومن مسوّدات خاصّة أو وثائق مرقونة يدويا أو بآليّات رقن آلية أو حتى المنشورة منها ضمن قائمة الـ"وثائق" أمرا ضرورياّ طالما كان استقراؤها وإعادة سبر أغوارها واستخراج المسكوت عنه فيها أمرا متجدّدا وممكنا قبل كلّ شيء.

تختلف الوثيقة الموسيقية عن غيرها من الوثائق الرّسمية التي تكون عادةً في شكل معاهدات وقوانين وعقود وغيرها من أشكال التوثيق الرّسمي، لأنّها بكلّ بساطة قد تتشكّل على هيئة مخطوطات تحتوي على نصوص نظريّة حول مسألة لحنية أو إيقاعية أو شعرية، كما يمكن أن تتشكل على هيئة خواطر وألحان موسيقية تدوّن بطرق مختلفة باختلاف أنظمة التدوين الموسيقي المعتمدة.

كما أنّها أحيانا نصوص شعرية تصوّر واقعا برمّته، أو هي آلات موسيقية ذات مواد صنع محدّدة قد تحيلنا على مجال جغرافي وتاريخي محدّد، أو كذلك لوحات فنية وآثار تاريخية شاهدة على عهود مختلفة تحتوي إشارات وعناصر فنية يمكن أن تساهم بسهولة في وصف المشهد الموسيقي وكتابة تاريخه انطلاقا منها. ويرى عبد الملك التميمي أنّ «المؤرّخ يؤمن بأنّ الكلمة المكتوبة، أي المستندات والوثائق التي بين يديه، قد لا تُعطي الحقائق كما وقعت، وإنّما كما أُريد لها أن تُعرف بسياسات خاصّة أو أهواء خاصّة، ومن ثمّة فالمؤرّخ يكدّ ليقرأ ما بين السّطور، كما يكدّ ليستقرئ العوامل الخفية التي قد تُجلي الحقيقة، أنّ يخضع الوثائق والمستندات إلى نقد علمي رصين»(2).

وإن كان الأمر كذلك، فإنّ المؤرّخ الموسيقي أمام صعوبات مضاعفة مقارنة بالمؤرّخ الأدبي والسياسي، ففي المجالات الفنية والمجال الموسيقي خصوصا تكون "الوثيقة" متشكّلة في هيئات متنوّعة بعيدة عن كلّ خطاب كلامي. بل هو خطاب المادّة الموسيقية ذاتها التي يمكن أن تكون تدوينات موسيقية أو مخطوط أو وثيقة صوتية أو جرس آلة موسيقية أو مادّة صنع الآلة الموسيقية.

وسأكتفي في هذه الورقة بالاعتناء بالوثيقة الموسيقية المُدوّنة في شكل مخطوطات أو سفائن أو كُنّاشات أو مطبوعات قديمة لها أهمّيّتها التاريخية.

في هذا الإطار، يوضّح محمّد الأسعد قريعة في هامش مقال كتبه حول كتاب مجموع في فن الموسيقى للحاج علي بن عبد ربّه الفداوي بعض المصطلحات المرتبطة بالمخطوط المتشابكة معه في بعض خصائصه غير أنّها تختصّ بمجالات دون غيرها، مثل السفاين(السّفائن) والكنّاشات، فيذكر أنّ:

«سفاين: ج. سفينة، اسم يُطلق على مجموعات الموشحات والأزجال المتصلة بسجلّ غنائي بعينه مثل مالوف الهزل ومالوف الجد، وكذلك على المجموعات الشعرية المتصلة بالطّرق الصوفية وغيرها. ويُستعمل في مصر نفس المُصطلح حيث اشتهرت "سفينة الفلك ونفيسة الفلك" للشيخ محمّد بن إسماعيل شهاب الدين المنشورة سنة 1891، والحاوية لنصوص أكثر من 400 مقطوعة غنائية بين أدوار وموشحات وأناشيد دينية وغيرها. وفي المغرب الأقصى، يُستعمل مصطلح "كُنّاش" للدّلالة على نفس المعنى، واشتهر هناك كتاب بعنوان "كُنّاش الحايك" لمحمّد بن الحسين التطواني»(3).

ونظرا لتنوّع الوثائق الموسيقية وتشابك مفاهيمها وتداخل اهتماماتها، والتزاما بالمعايير الفنّيّة التي يضبطها إطار هذا المقال، سأكتفي في هذه الورقات بالاعتناء بأنموذج "الوثائق الموسيقية المخطوطة".

أنموذج الوثائق الموسيقية المخطوطة

يعتبر المخطوط الموسيقي بالبلاد التونسية من الوثائق التي لم تحظ بالعناية والدّرس والبحث؛ ولعلّ ما يؤكّد ذلك ندرة البحوث العلمية الجامعية التي تناولت موضوعا بحثيّا يعتني بتحقيق مخطوط موسيقي، إذا استثنينا عددا ضئيلا منها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ومنها ما لم يرَ بعدُ النّور لأسباب نجهلها:

= مصطفى علولو، تحقيق قانون الأصفياء لمحمود السيالة القادري، بحث مرقون غير منشور موجود بكليّة الآداب بمنوبة تونس، نال به صاحبه درجة التعمّق في البحث.

= محمّد الأسعد قريعة، تحقيق الرّسالة الشرفية، صفي الدين الأرموي، منشورات مركز الموسيقى العربية والمتوسّطية.

= أنس غراب، تحقيق لشرح كتاب الأدوار، لمؤلف مجهول، عمل مرقون غير منشور، نال به صاحبه درجة الدكتوراه في جامعة السّوربون.

= رشيد السلاّمي، تحقيق متعة الأسماع في علم السّماع للتيفاشي القفصي، بحث مرقون مكتمل لم ير النّور بعدُ.

وعمل الباحث التونسي أَنس غراب(4) على تركيز قاعدة بيانات للمخطوطات التي اعتنت بالموسيقى في مكتبة دار الكتب الوطنية بتونس، وآلت عمليّة الجرد إلى تحديد أربعين مخطوطا رتّبها في موقعه الإلكتروني الخاص(5).غير أنّ المخطوطات الموسيقية بالبلاد التونسية تتوفّر في مؤسسات ثقافية وطنيّة أخرى نذكر منها خاصّة:

= مركز الموسيقى العربية والمتوسّطية: ويحتوي على سبع مخطوطات ذكرها الباحث أنس غراب في موقعه الإلكتروني المُشار إليه بعدُ، إضافة إلى ثلاثة عناوين نشرهما المركز على موقعه الرّسمي للعموم(6).

كما تتوفّر المخطوطات الموسيقية ببعض المكتبات الخاصّة التي لا يمكن حصرها إلاّ بقدر ما يمكن أن يتعرّف عليه الباحث أو يعترض سبيله صُدفة أو في إطار تنقيب خاصّ بالبحث حسب المجال الجغرافي القريب منه.

وفي هذا الإطار أضع جدولا يضمّ مجموعة من المخطوطات الموسيقية التي وجدتها في مكتبة خاصّة بأحد شيوخ مدينة صفاقس(7) وأعيانها في القرن التاسع عشر، وهي مخطوطات غير مفهرسة ولا تخضع للتّرميز أو ترتيب مخصوص، محفوظة على رفوف بمنزل في المدينة على ملك أحد أحفاد الشيخ وهو السّيد خالد عمّار(8)، الذي يسعى إلى حمايتها ولكن دون توافر الآليات التقنية للحفاظ على المخطوطات.

المخطوطات الموسيقية بمكتبة الشيخ محمود عمّار بصفاقس

مخطوط سفينة الفلك(9):

مؤلفه مجهول أو يبدو أنّه نُسخ لفائدة الشيخ محمود عمّار انطلاقا من مسوّدات وأوراق على ملكه. وهو يحتوي على 236 ورقة من الحجم المتوسّط ومن بينها ورقات تخصّ فهرس المخطوط. ويشكو المخطوط عدّة اضطرابات في ترتيب عدد من صفحاته، وفيه نصوص كثيرة من أزجال وموشحات مصنّفة حسب النّوبات، مع مجموعة من الأشغال والعروبيات والشعر الملحون.

ولا يتضح أنّ في المخطوط ديباجة لتقديم المخطوط أو خاتمة له. وإنّما هي النصوص الشعرية المغناة للنوبات والأزجال والموشحات والعروبيات والقصائد في شكل متتالٍ. ولقد وردت في آخر نوبة الماية فقرة قصيرة بقلم الناسخ تبيّن اسمه وتاريخ انتهائه من كتابة نوبة الماية، إذ كُتب ما يلي: "نسخه وأعدّه محمّد بن الحاج حمودة ابن الرايس علي القصادري".

مخطوط ديوان المسرّات في علم النغمات (10) للشيخ محمود عمّار:

وهو مخطوط منقوص متكوّن من مقدّمة وثلاثة أبواب. وقد يكون هذا المخطوط قد كُتِب بعد قراءة الشيخ محمود عمّار لكتاب الأديب الحكيم أبي الصّلت أميّة ابن عبد العزيز. بداية المخطُوط: "حمدا لمن حكم على أهل الهوى بالنوى والفراق فصاروا بحيث لو صاحوا بإصبهان لأسمعوا من في العراق". آخر المخطُوط: "نصائح طبيّة(11):(...) وأمّا الوسائط التي تصلحه فهي المشروبات الحلوة الغير(12) الباردة والمربيات والحليب وزلال البيض".

ثلاث كراسات بخط الشيخ محمود عمّار

تحتوي على عدد من نصوص نوبات المالوف وعددها ثلاث عشرة نوبة، وعلى مجموعة من الأشغال والموشحات. مع الإشارة إلى أنّ كلّ كرّاس يبتدئ مباشرة بتصنيف القطعة حسب الطبع والإيقاع (حسب النوبة).

أوراق ومسوّدات متناثرة

وهي نصوص شعرية لموشحات وأشغال متفرّقة بخطّ الشيخ محمود عمّار قد تكون أجزاء من كتابه "ديوان المسرّات في علم النّغمات"(13) ومن بين أهمّها: دائرة النّوب ودائرة الموشحات.

من جهة ثانية، قادني البحث الميداني إلى الاطلاع على رصيد نادر من المخطوطات خاصّ بالسّيّد رضا القسّيس بمدينة صفاقس، وهو أحد ممارسي فنّ "الحضرة" الطّرقي . ويملك مخطوطات نادرة لرصيد السّلامية الغنائي ومالوف الجدّ، التي ورثها عن أبيه حمّودة القسّيس ووالد أبيه من قبله.

هذه المخطوطات التي لديه لا تخضع لتوثيق مخصوص أو فهرسة، وهي موضوعة في صندوق خشبيّ يسعى صاحبها للحفاظ عليها فيه، ولكنّها للأسف بصدد التّآكل ويتعيّن الإسراع في حمايتها ورقمنتها ودراستها. وتنفرد هذه الدّراسة بنشر محتويات هذا الصّندوق لأوّل مرّة باعتبارها وثائق موسيقيّة فريدة يمكن أن تكون منطلقا لبحوث علميّة جادّة باعتماد منهج المقارنة والتحقيق بالأرصدة الغنائية المحفورة في الذاكرة أو المرقونة نصوصها في وثائق أخرى وبجهات أخرى من البلاد التونسية.

المخطوطات والمطبوعات النادرة ذات العلاقة بالمجال الموسيقي في رصيد السّلاميّة الخاصّ بالسّيّد رضا القسّيس بصفاقس

مخطوط سفينة أولى في أشعار السُّلامِيَّة: مخطوط يحتوي في أوّله على 7 صفحات مخصصة لفهرس المخطوط. يحتوي المخطوط على310 صفحات. الحجم 23سم*16.5سم. بداية المخطوط: "هذا الديوان حبس على جماعة سيدي عبد السّلام لسمر في زاوية سيدي عبد الرحمان الطبّاع بصفاقس"(كُتب ذلك بخط مخالف لما كُتبت به نصوص الأشعار).

أوّل نص شعري في المخطوط هو: "يا ربّ غيرك ما يرتجاشي = = ما جاك سائل وروّح بلاشي". آخر المخطوط: "من يلذ بحماه يوم الوحلى منّا لا يضام".

مخطوط سفينة ثانية في أشعار السّلامية: يحتوي على 613 ص. ويبدو أنه منقوص في آخره. له فهرس في البداية ومتكوّن من سبع صفحات. الحجم 23سم*16.5سم. بداية المخطوط: "بسم الله الرحمان الرحيم وبه نستعين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وسلّم" وأضيفت لها بلون أرجواني هذه الجملة: "وهذا نظم من كلام الشيخ سيدي عبد السلام لسمر نفعنا الله ببركاته آمين". آخر المخطوط: "وقد أقام عشر السنين في عدد الأوتاد أيّ سنين".

مخطوط سفينة ثالثة في أشعار السّلامية: يحتوي على 586 صفحة، وهو منقوص منقوص في آخره، إذا ما قورن بالفهرس المكون من إحدى عشرة صفحة. الحجم: 22.5سم*16سم.

بداية المخطوط: بسم الله الرحمان الرحيم صلّى الله عليه وسلّم كتبه علي الخرّاط لذمّة علي بن الأجلّ أحمد السّلاّمي غفر الله له"، وأضيف لهذه الديباجة عبارات أخرى باللون الأرجواني كالتالي: "هذا ديوان من كلام الشيخ الإمام الغوث الهمام صاحب المقام الأبهر والعلام الأخضر سيدي عبد السّلام بن سليم الأسمر رحمه الله ورضي عنه ونفعنا به آمين". آخر المخطوط: "يا خير من يمم العافون ساحته(...)".

مخطوط سفينة رابعة في أشعار السّلامية: مخطوط مشوش مبتور الأوّل والآخر، يبتدئ من ص 61 وينتهي عند ص .478. الحجم: 3سم*16سم.

بداية المخطوط: "وما نفزعي (كذا) نالوا :: والرب عالم بالأسرار :: واعلا على الحساد مقامو :: والحاسد تيغوه ما يذكار".

آخر المخطوط: "في كل مليحة تقاعه (كذا) تبعت هواها والشيطان لفعل الصّلأّح دشاعة (كذا) وللعيب تغوي الإنسان".

مخطوط سفينة في مالوف الجد (من رصيد الحضرة): هو مخطوط مبتور الأوّل والآخر يبتدئ من ص 44 وينتهي عند ص215. الحجم: 23سم*16سم. يحتوي على نصوص شعرية مختلفة ملتصقة بمصطلحات موسيقية مثل: خفيف؛ صيكة؛ مصدّر؛ مزموم؛ شغل. بداية المخطوط:

إذا عطشت هو يسقيني = = أعطيت الفرد الستّار

يا عبد الكافي داويني = = واحمي ولادي يا نغّار

آخر المخطوط:

واولادك العشرة == اخدمت سيادي في الدنيا وصفان

يا عبيدي يا زوّاي == هز الشوشة وانصب الديوان

المطبوعات النّادرة

كتاب تنقيح روضة الأزهار: عنوانه الكامل "تنقيح روضة الأزهار ومنية السادات الأبرار في مناقب سيدي عبد السلام الأسمر لـكريم الدين البرموني المُسمّى كذلك: مواهب الرّحيم في مناقب مولانا الشيخ سيد عبد السّلام بن سليم لصاحبه الشيخ محمّد بن محمّد بن عمر مخلوف: يحتوي على 350 صفحة، ويشكو اضطرابا في أوّله. الحجم: 23سم*16سم. طبعته مطبعة بكّار وشركائه، د.ت.

بداية الكتاب: "الحمد الله الذي خصّ أولياءه بالكرامة وجعلهم خلفاء لنبيّهم المخلوف ...". آخر الكتاب: "وكُتب في 30 مُحرّم الحرام سنة 1325 خادم العلم الشريف علي الشنوفي وفقه الله".

وذكر الباحث أنس غراب أنّه يوجد على ذمّة إحدى المكتبات الخاصّة بالقيروان (مكتبة صالح كركود) مخطوط واحد ذو علاقة بالغناء وهو ديوان للعوامرية، لسيدي عامر بوشامة، ويحتوي على نصوص شعرية مهمّة لرصيد الحضرة-العوامرية.

وتجدر الإشارة أنّ المدوّنة التّونسيّة تحتوي على بعض المخطوطات التي تمّت طباعتها تصويرا عن المصدر الأصلي لتسهيل الوصول إليها من قبل الباحثين مثل:

= الحاج علي بن عبد ربّه الفداوي: كتاب مجموع في فن الموسيقى، تونس، وزارة الثقافة، المطبعة الأساسية ببنعروس، 1998(14).

= الحاج أحمد الڤريتلي خليل، الطّاهر بن محمّد الطيب غيلب: غاية السرور والمنى الجامع لدقائق رقائق الموسيقى والغناء، 1872م. مخطوط المعهد الرشيدي، نشر مصورا تحت عنوان: فن الموسيقى، سفاين المالوف التونسي، وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، الدار العربية للكتاب، تونس 2005.

لا أدّعي أننّي في هذه الورقات قد أتيت على مُجمل الوثائق الموسيقية أو ذات العلاقة بمجالات الموسيقى (غناء؛ شعر؛ سماع) المتوفّرة في البلاد التّونسية، ولكنّني حاولت رصد أبرز المراكز الحاضنة لهذه النّوع من المخطوطات بما فيها السّفائن والكراسات والأوراق والدواوين بالاستنارة بمجهودات الباحثين السابقين مع ما أمكن للعمل الميداني من مزيد التّعرّف إليه في إطار ما اعترض سبيلي في صلب البحث.

وأظنّ أنّ العديد من الأفراد والعائلات في البلاد التونسية بمختلف جهاتها ما زالت تحتفظ بأرشيفات خاصّة بما فيها من مخطوطات ومذكرات شخصية وكنانيش قد نعثر فيها على "وثائق" تخدم مجال التّأريخ والتوثيق في العلوم الموسيقية.
= = = = =

الهوامش

=1= انظر مثلا: قطاط، محمود، «مصادر الموسيقى العربية المخطوطة والمطبوعة حتى المؤتمر الأوّل للموسيقى العربية»، مجلة البحث الموسيقي، الأردن، المجمع العربي للموسيقى، جامعة الدّول العربية، مج.4، ع.1، شتاء وخريف 2005، ص.ص.129-185. أو كتابه باللغة الفرنسية:

GUETTAT, Mahmoud, Musique du monde arabo-musulman, Guide bibliographique et discographique :approche analytique et critique, Paris, Dar al –‘Uns editions, 200, p. 463.

=2= التميمي، عبد الملك خلف، «الشّكّ في الوثائق الرّسميّة»، عالم الفكر، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، العدد3، المجلّد36، مارس 2008، ص.27. عن: سعدان، أحمد سليم، «مقدّمة في تاريخ الفكر العلمي في الإسلام»، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، نوفمبر 1988، ص.13.

=3= قريعة، محمّد الأسعد، «مقدّمة كتاب مجموع في فنّ الموسيقى للحاج علي بن عبد ربّه الفداوي»، مجلة دراسات أندلسيّة، تونس، العدد 41، محرّم-جُمادى الثاني/جانفي-جوان، 1430هـ، ص.86. ويمكن أن نضيف لهذه المصنفات كتابا صدر بالمملكة العربية السعودية يحمل عنوان: السفينة: مجموع أدبي من الشعر الملحون وبعض الفصيح للأغاني القديمة وبعض الحديثة، لصاحبه أنس محمّد سعيد كمال، جدّة، مكتبة المعارف بالطّائف، دون تاريخ، 144ص. وهو مصنّف يأتي ليبرهن على استعمال مصطلح "سفينة" في عديد الأمصار العربية.

=4= مدير مركز الموسيقى العربية والمتوسّطيّة سابقا وأستاذ مساعد بالمعهد العالي للموسيقى بسوسة

=5= http://www.saramusik.org/3/bibliotheque/

=6= أنقر الرابط الإلكتروني المتجدّد التالي:
http://archives.cmam.tn/collections/browse

=7= هذا الموضوع المتعلّق بمكتبة الشيخ محمود عمّار كنت تحدّثت عنه في مقالين صدرا لي في كلّ مجلة "صفاقس المعالم والأعلام" بتونس وكذلك في مجلة "الرّافد2" الصّادرة بالشّارقة ضمن مجلّة الرّافد. راجع:

= الطرابلسي، فراس، «الشيخ محمود عمّار: صورة من المشهد الثقافي لمدينة صفاقس في القرن التاسع عشر»، مجلة معالم وأعلام، صفاقس، منشورات منتدى الفارابي للدراسات والبدائل، العدد 1، أفريل 2015.

= الطرابلسي، فراس، «الوثائق الموسيقية المخطوطة في تونس: مكتبة الشيخ محمود عمّار نموذجا»، مجلة الرافد2، الشارقة، عدد سبتمبر2016، ص.ص42-47.

=8= أصدر السّيّد خالد عمّار، وهو فلاّح شغوف بالتاريخ والتراث، كتابا سمّاه: «علمان من صفاقس القرن التاسع عشر مَحمَّد ومحمود عمّار: نموذجان من المشهد الثقافي والاجتماعي»، تقديم فراس الطّرابلسي، صفاقس، مطبعة قوبعة، 2016.

=9= راجع: الطّرابلسي، فراس، «الشيخ محمود عمّار: صورة من المشهد الثقافي لمدينة صفاقس في القرن التاسع عشر»، ص45.

=10= راجع: عّمار، خالد، علمان من صفاقس القرن التاسع عشر مَحمَّد ومحمود عمّار: نموذجان من المشهد الثقافي والاجتماعي، تقديم فراس الطّرابلسي، صفاقس، مطبعة قوبعة، 2016، ص 38.

=11= المقصود بها النصائح الطبية التي تهمّ صوت المغنّي للحفاظ عليه من التعب والإبقاء على مستواه وقوّته

=12= الأصحّ لغويّا: غير.

=13= الحشيشة، علي، «المرحوم الشيخ محمود عمّار»، مجلة الفكريّة، تونس، المغربية للطباعة والنشر، العدد السابع عشر والثامن عشر، نوفمبر-ديسمبر 2014، ص.15.

=14= يمكن العودة إلى بحث نشر بمجلة دراسات أندلسية، تناول فيه صاحبه تحقيق مقدّمة هذا الكتاب الذي خاض باستفاضة في مستوى تفسير المصطلحات وثبت المراجع والمصادر:
قريعة، محمّد الأسعد، «مقدّمة كتاب مجموع في فنّ الموسيقى للحاج علي بن عبد ربّه الفداوي»، مجلة دراسات أندلسيّة، تونس، العدد 41، محرّم-جُمادى الثاني/جانفي-جوان، 1430هـ.

صورة 1: قصيدة حول الوليّ الصّالح الشهير سيدي منصور. تأليف الشيخ محمود عمّار. من رصيد مكتبته في صفاقس.

JPEG - 21.2 كيليبايت
مخطوطة موسيقية تونس

صورة 2: جزء من قصيدة من تأليف محمّد طريفة، من أحد مخطوطات السّلامية المحفوظة لدى السيّد رضا القسيس.

JPEG - 17.4 كيليبايت
مخطوطة موسيقية تونس
D 1 أيلول (سبتمبر) 2018     A فراس الطرابلسي     C 0 تعليقات