عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

ترجمة: الأوروبية المركزية وتاريخ الديمقراطية

جذور الديمقراطية ليست غربية حصرا


أدناه ترجمة لخلاصة مقالة أكاديمية تخالف الرأي الشائع بشأن جذور الديمقراطية. ويرى المؤلف بنجامين آيزاكان (Benjamin Isakhan) أن كل مناطق العالم شهدت في زمن ما شكلا من أشكال ما يسمى هذه الأيام الديمقراطية، ولكن دون استخدام هذه الكلمة اسما لها. لذلك، فإن جذور الديمقراطية ليست غربية حصريا، وهي أيضا ليست ملكا للغرب وهو بالتالي الذي يعطيها للدول الأخرى. للاطلاع على المقالة الأصلية بالإنجليزية، انظر/ي توثيق المرجع في ختام المقتطف.
.

إن تاريخ الديمقراطية، كما يصفه معظم العلماء السياسيين والمؤرخين السياسيين المعاصرين فيه خلل عميق لبضعة أسباب رئيسية.

أولا، كان هذا التاريخ مليئا بفترات وجه المفكرون البارزون أثناءها انتقادا للديمقراطية، وهي فترات كان معظم السكان مستبعدين فيها من ممارسة السياسية، وفترات معززة بخطابات هيمنة النخبة والسيطرة الذكورية الأنجلو-أميركية.

ثانيا، غالبا ما يربط ربطا خاطئا بين الديمقراطية وأصل الكلمة نفسها، مما يؤدي إلى حجب التواريخ التي ربما مارس الناس فيها ممارسة قريبة من الديمقراطية، ولكنهم لم يستخدموا الكلمة الإغريقية [أي الديمقراطية] لوصف ترتيباتهم السياسية.

والسبب الأخير، ولعله الأكثر إشكالية لمعظم من يدّعون أنهم درسوا تاريخ الديمقراطية، أنها [أي الديمقراطية] تعتبر مرادفة للحظات مهمة في الحضارة الأوروبية.

لذلك، تقدم هذه الورقة نقدا طموحا للقابلين بتكرار "التاريخ المعياري للديمقراطية". وثّقت الورقة الجذور العميقة لهذه السردية الأوروبية المركزية، وأشارت إلى عنصريتها وغطرستها الأصيلة، وعدم دقتها التاريخية، وميلها إلى جعل الديمقراطية مبدأ حصريا لا صلة تذكر له بتواريخ المناطق الأخرى من العالم خارج الحيز الأنجلو-أميركي. وكما قال إدوارد سعيد قبل وقت قصير من وفاته في عام 2004:

"لم يوجد قط تفسير خاطئ لا يمكن مراجعته أو تصحيحه أو قلبه. ولم يوجد قط تاريخ لا يمكن إلى حد ما استرجاعه وفهمه بكل معاناته وإنجازاته فهما متعاطفا" (سعيد 2004: 22).

إن الطرح المركزي لهذه الورقة هو أن تاريخ الديمقراطية أسيء تفسيره إساءة عميقة، ويجب أن "يراجع، أو يصحح أو يقلب"، وأن تواريخ الديمقراطية البديلة يجب أن "تسترجع، وأن تفهم فهما متعاطفا بكل معاناتها وإنجازاتها". ولذلك، فإن مهمة العلماء السياسيين المعاصرين والمؤرخين السياسيين المهتمين بالديمقراطية هي أن يسترجعوا بعناية التواريخ التي كتمت واللحظات الديمقراطية المنسية التي تكمن وراء دوي القوة الغربية.

ومع انتشار الديمقراطية هذه الأيام في مختلف أنحاء العالم، فإن هذه المهمة أصبحت عاجلة. نحتاج إلى توسيع نطاق السردية المتعلقة بالديمقراطية وتحطيم المعتقد التقليدي الذي يعتبر أن جذورها غربية حصرا. وهناك حاجة ماسة لأن يقوم الباحثون الذين سيوثقون بعناية التواريخ المنسية والسرديات الأخرى إلى إظهار مدى حضور الديمقراطية في أزمنة مختلفة، وفي بعض الأحيان بطرق غير معتادة في التواريخ المعقدة والتقاليد الثقافية المتنوعة لمعظم الناس في العالم.

نحتاج إلى نقاش متنوع حول مسألة تاريخ الديمقراطية، ونظرة واضحة لكيف يمكن تسليط الضوء على تواريخ بديلة، وكيف يمكن استخدامها لمساعدة الناس في جميع أنحاء العالم للحصول على شعور أكبر بملكية الديمقراطية، والافتخار بممارساتها وإعادة إنشائها لتناسب عصرهم ووضعهم وأغراضهم.

أخيرا يجب أن نتذكر أن الديمقراطية ليست "ملكنا" لنعطيها للعالم. إنها نظام حكم ديناميكي معزز بالقيم والممارسات التي لها أسلاف شرعية في كل زاوية وثقافة في العالم.

= = = = =

Isakhan, B. (2016). Eurocentrism and the History of Democracy. Politische Vierteljahresschrift, 51, 56-70.

JPEG - 17.6 كيليبايت
أيادي
D 1 أيلول (سبتمبر) 2018     A عود الند: ترجمة     C 0 تعليقات