ترجمة: الخطة الاقتصادية الأميركية لتجميل الاحتلال الإسرائيلي
صفاقة القرن
خلفية: منذ انتخاب رجل الأعمال الأميركي المليونير، دونالد ترمب، رئيسا للولايات المتحدة في عام 2016 وتوليه الرئاسة في 2017، أقدم على اتخاذ مجموعة من الخطوات الساعية إلى الإجهاز على قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه في وطنه، ومنها حق عودة اللاجئين إلى الديار التي شردوا منها في فلسطين في عام 1948. من هذه الخطوات الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل مقر السفارة الأميركية إلى القدس، ووقف الولايات المتحدة تقديم الدعم المالي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونرا) التي تقدم خدمات تعليمية وصحية للاجئين الفلسطينيين.
في موازاة هذه الخطوات، جرى الحديث كثيرا عن "صفقة القرن" دون أن يعلن عن محتواها، وتحوّلت إلى موضوع تكهنات وتأويلات سياسية تناسب أهداف القوى السياسية المختلفة في الدول العربية. ولكن تم في شهر حزيران (يونيو) 2019 الإعلان عما سمي خطة "السلام من أجل الازدهار" تتضمن تصورات لحلول اقتصادية تحسن أوضاع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من قطاع غزة، المنطقتين اللتين احتلتهما القوات الإسرائيلية في عام 1967. ولكن الخطة لا تشمل إنهاء الاحتلال، أو الاعتراف بحقوق اللاجئين الفلسطينيين الذي هُـجّـروا في عام 1948. وطرحت هذه الخطة التي اقتصرت على الجانب الاقتصادي في "ورشة" أقيمت لها في البحرين في شهر حزيران (يونيو) 2019.
تجدر الإشارة إلى أن الحديث عن تحسين الأحوال الاقتصادية نتيجة مبادرة سلام عربية إسرائيلية ما أمر ليس جديدا، فقد جرى الحديث كثيرا عن الفوائد التي سيأتي بها السلام بعد توقيع منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل اتفاقية أوسلو عام 1993، وتوقيع الأردن معاهدة سلام في عام 1994. وعقدت مؤتمرات اقتصادية على أعلى المستويات في المغرب والأردن ومصر، وجرى الحديث عن مشاريع كبرى وإقامة مؤسسات مالية. ولكن سرعان ما توقف عقد المؤتمرات، ولم يتحقق شيء من الوعود.
انطلاقا من حرص عود الند على توجيه المهتمين نحو الاطلاع على الوثائق، بدل الاعتماد على التقارير الإخبارية، نقدم ترجمة للفصل الثاني من المبادرة، الذي يتحدث عن أربعة أهداف كبرى لتحسين أوضاع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتحته رابط إلى النص الكامل للخطة (بالإنجليزية).
= = =
الفصل الثاني
تمكين الشعب الفلسطيني
أعظم مورد لكل أمة هو شعبها.
سوف تحرر المبادرة الثانية المتعلقة بخطة السلام إلى الازدهار الإمكانات الهائلة للشعب الفلسطيني من خلال تمكينه من متابعة أهدافه وطموحاته. سوف يدعم هذا الجزء من الرؤية الشعب الفلسطيني من خلال أربعة برامج أساسية.
=1= البرنامج الأول سوف يعزز جودة نظام التعليم في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويضمن عدم تضرر أي فلسطيني نتيجة فرصة تعليمية غير ملائمة. سوف يدعم هذا البرنامج تطوير وتدريب المعلمين الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه توسيع نطاق الوصول إلى الفرص التعليمية من قبل المجتمعات والفئات السكانية المحرومة من الفرص. وسوف تساعد مشاريع أخرى على تشجيع الإصلاحات التعليمية والابتكار. سوف يساعد هذا البرنامج على تحويل الضفة الغربية وقطاع غزة إلى مركز للتميز التعليمي من خلال توفير الحوافز المالية لدعم تطوير معايير ومناهج أكاديمية أفضل.
=2= سوف يعزز البرنامج الثاني برامج تنمية القوى العاملة، وخفض معدلات البطالة وزيادة التنقل المهني للقوة العاملة الفلسطينية. وسوف يساعد هذا البرنامج على ضمان تهيئة الشباب الفلسطيني بالكامل لدخول سوق العمل وتحقيق أهدافهم المهنية من خلال دعم الفرص التدريبية، والإرشاد المهني، وخدمات التوظيف. وسوف تساعد مشاريع إضافية العمال على تلقي التدريب اللازم لتعزيز مهاراتهم أو تغيير مهنهم. في نهاية المطاف، سوف يضمن هذا البرنامج وصول جميع الفلسطينيين إلى الأدوات التي يحتاجونها للمنافسة في الاقتصاد العالمي والاستفادة الكاملة من الفرص المطروحة في هذا التصور.
=3= سوف يوفر البرنامج الثالث موارد وحوافز جديدة لتطوير قطاع الرعاية الصحية الفلسطيني وضمان حصول الشعب الفلسطيني على الرعاية التي يحتاجها داخل الضفة الغربية وغزة. سوف يزيد هذا البرنامج بسرعة قدرة المستشفيات الفلسطينية من خلال ضمان حصولها على الإمدادات والأدوية واللقاحات والمعدات لتقديم رعاية عالية الجودة والوقاية من الطوارئ الصحية. وسوف تساعد صناديق أخرى على تحسين الخدمات والمعايير في مرافق الرعاية الصحية الفلسطينية. وسوف يؤدي هذا البرنامج إلى تحسن كبير في النتائج الصحية في جميع أنحاء الضفة الغربية وغزة من خلال استثمارات محددة في مرافق جديدة، وفرص تعليمية للعاملين الطبيين، والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وحملات توعية عامة لتحسين الرعاية الوقائية.
=4= سوف يدعم البرنامج الرابع المشاريع التي تعمل على تحسين جودة الحياة للشعب الفلسطيني. وسوف يساعد هذا البرنامج الجيل القادم من الفلسطينيين على استكشاف قدراته الإبداعية وصقل مواهبه من خلال استثمارات في مؤسسات ثقافية جديدة والدعم المالي للفنانين والموسيقيين الفلسطينيين. وسوف يدعم تحسين الخدمات البلدية وإنشاء مساحات عامة جديدة في مختلف أنحاء الضفة الغربية وغزة. وسوف تساعد هذه التطورات على تحويل الضفة الغربية وقطاع غزة إلى مركز ثقافي وترفيهي يستفيد منه كل الفلسطينيين.
= = =
أدناه رابط لتحميل المبادرة المنشورة في موقع البيب الأبيض الأميركي:
https://www.whitehouse.gov/wp-content/uploads/2019/06/MEP-narrative-document_FINAL.pdf
- الشق الاقتصادي من صفاقة القرن
Peace to Prosperity: A New Vision for the Palestinian People and the Broader Middle East
السلام من أجل الإزدهار: رؤية جديدة للشعب الفلسطيني وعموم الشرق الأوسط.
◄ عود الند: ترجمة
▼ موضوعاتي
المفاتيح
في العدد نفسه
■ كلمة العدد الفصلي 14: حتى لا تتكرر خيبة الأمل
■ لم يعد ثـمّة عطر إلا في القوارير
■ غياب
■ صباح