منال الكندي - اليمن
نصان: قلمي وأقنعة
قلمي
لم الخوف منك؟ ابحث عنك. أتساءل لم الخوف منك؟ أنت شئ عظيم. استطعت أن تسطر تاريخا وحضارات. كنت الرفيق لمن أراد أن يكون خيرا لأمته. وكنت سلاحا ذا حدين. استخدموك لقوتين: الخير والشر، العدل والظلم. كنت صامدا معهم، قادرا على تسطير تجليانهم ومشاعرهم وأفكارهم.
كلما أردت الاقتراب منك أحسست ببعدك، بقوتك، ابحث عنك لأبحث عن نفسي فيك وبك. حيرة أعيشها لأجلك. أتأمل أصابعي وهي تمسك بك لتخط ما تستطيع أن تخط وتقول. ابحث عنك لأجد سلوتي فيك، ولكن خوفي منك كبير وعظيم. حاولت التخلص منك فلم استطع. حاولت القرب منك فلم استطع. حاجز وكأنه جدار الصين العظيم يقف بيني وبينك، ويحول دون أن تكون هناك صداقة جميلة. احكي لك وتكتب أنت لأرى نفسي من خلالك، ولتبدد حيرتي وخوفي.
أقنعة
بدأت الحفلة تحت أضواء خافتة وعلى دقات الموسيقى الكلاسيكية. بدأ المحترفون بالنزول للحلبة للرقص وإظهار المهارات الفنية لكل راقص. الكل ارتدى أقنعة، فهي حفلة تنكرية. بدا الراقصون كتحفة فنية بملابسهم وأقنعتهم.
توقفت الموسيقى وصفق الجميع لأدائهم المبهر في الرقص. الأقنعة جميلة جدا، وتعبر عما داخل مرتديها، كانت أقنعه لحيوانات من النوع الذي يعرف بالخبث والقدرة على اصطياد فريسته بكل ذكاء وحنكه وابتسامة باردة ودموع التماسيح.
وجوه نحاول أن نبحث عن الحقيقة من خلالها، لكن لا نجد سوى السراب. الأقنعة جميلة بألوانها وزركشتها ونقوشها لكنها مخيفة، تشبه كثيرا الذين ارتدوها، فهي تقول إنهم شي واحد، لا يختلفون عن أقنعتهم التي اختاروها.
هم منا ونحن منهم، لكن الاختلاف كبير. التعبير بارد. الإحساس ساكن. الكلمات قويه رنانة تخرج من أفواههم ببراعة مماثلة لرقصهم، وإذا كان في ما يقولون كلام حق، فهو من النوع الذي يراد به باطل.
◄ منال الكندي
▼ موضوعاتي