ميسون حسين - العراق
عبير وعبرات
أما عبير فهي ابنة الخمسة عشر ربيعا التي اغتصبت وقتلت مع عائلتها في بلدة المحمودية في العراق من قبل جنود أميركيين. وعبير هي العراقية المغتصبة منذ بدء الاحتلال، ورمز الكرامة المداسة، والشاهدة على القهر والظلم، وشهيدة كل العراقيين، ككل العراقيين.
وعبير أيضا هي العربية المغتصبة منذ بدء زمن القوة والغطرسة، والشاهدة على انحطاط العصر، ورمز الانكسار، وشهيدة كل العرب، ككل العرب. عبير العراق أخت هدى فلسطين، أمهما جميلة بو حيرد الجزائرية، وجدتهما سمية، أم عمار بن ياسر.
أما العبرات، فكثيرة هي ومدرارة. عبرات الفتاة التي تغتصب، وعبراتها على مقتل عائلتها أمام عينيها. عبرات هدى التي صرخت بوجه العالم على شاطئ أحلامها وأمنياتها في غزة، شاطئ ظنت أنه مرسى مراكب ترحالها مع الآمال والخيال، ليتحول بصاروخ واحد إلى مقبرة جماعية لعائلتها.
وعبرات الأمهات الثكالى في كل مكان وزمان على أرضنا العربية. عبرات الرجال المقهورين، المقيدين، المعتقلين، المغتصبين، المذلولين.
وأخيرا عبراتنا نحن الأحياء بحياء، عبرات أمة وشعب كامل. نبكي حالنا حين نصحو، وتتعب أعيننا من البكاء لننام من جديد. وكأن تلك العبرات لم تعد دموعا، بل الماء الذي نغتسل به كل يوم.