رحاب الصائغ - العراق
أبو معشر الفلكي
ظهر في شوارع المدينة معلنا أن القطط والكلاب لها فروض ذهنية مرتبطة بمسألة القانون الوجداني، لذلك لن تحفل للتدحرج نحو مسألة المشاعر، أصبح أسلوبها الممتع من الداخل في التعامل مع الفئران المحتلة. أما أبو معشر، يتنبأ عن صور مستنزفة من الواقع الحاصل في عموم المدينة والبلاد. أما الفئران، كلما مشت خطوة رمت بعضا مما يزيد طحن التفاعل. من يحملها يصاب بمرض عري السيقان، مطارد من ظل الليل، متذكرا أقنعة أبو لهب. مسح الرعب المدينة وشوارعها، رعب كبير, الكل مغلق فمه لا يتحدث بغير الأمثال القديمة. الضياع يعرض بضاعته في الأزقة والأحياء. يوم فلتت القردة ونطت من الأسوار، تعمق الإحساس عند القطط والكلاب بالمسؤولية. مازال أبو معشر الفلكي يتنبأ متخفيا في تجواله، ذاكرا أبا التمن، يحذر من ظهور أبو الفتح البستي، لأنَّ غالبية الناس أبالسة في عموم عروضهم، إلا أبو معشر يشير للصور الساقطة من الفئران، أنها تفوح بروائح نتنة هو نفسه لم يتحمل جيفتها، حتى باتت حوافي الشارع متباعدة، لمن يريد العبور يسقط قبل أن يصل، أو يبقى ماسكا أنفه مما يشم، عارضاً طرف ثوبه على نصف الوجه، منكبا يتابع خطواته خوفا من ألا تصل أجزاؤه الطرف الآخر، محدثا نفسه: "هكذا الحياة في زمن الغدر."
◄ رحاب الصائغ
▼ موضوعاتي