زين العابدين الزيودي - الأردن
ملعون أنت يا سرطان
لو تعلم عن الجيد الذي حضنني في ليالي الشتاء. أرتشف من العروق لبن الصابرات. أستمع لدقات القلب الحنون كترنيمة، كدندنة خلاخيل قادمة من قدم حمامة في السماء طارت في شهر تموز.
ملعون أنت يا سرطان. لو تعلم عن الأنامل التي نسجت رغيف الخبز في الصباح الباكر من كانون. لم تتذوق طعم الزعتر. ولم تشتم مثلي رائحة دخان العمر في دامرها.
ملعون أنت يا سرطان. أنا وحدي استرقت النوم من جفنتها، فلماذا بعد اشتعال الشيب برأسها جئت لتتقمص شخصي بلون الخبيث؟
ملعون أنت يا سرطان. لو لم تكن ما انتشرت المباكي على أطراف سرير المرض. لو لم تكن ما تكهنوا بالذكريات.
ملعون أنت يا سرطان. الأحفاد حاضرون كالفوانيس المعلقة على عامود البيت وهي عامود البيت. من يكافئهم بعدها على لهوهم؟ من ينهرهم عن تسلق أغصان شجرة التوت؟
ملعون أنت يا سرطان. على درب عمري نثرت وردا ورشة عطر طيون.
ملعون أنت يا سرطان. دربها ورد وشوك وألغام خامدة.
ملعون أنت. لماذا ثرت اليوم في جسدها؟