الحسين الزين - موريتانيا
إبداع المرأة الموريتانية
أصرت المرأة الموريتانية على أن تثبت ذاتها في كل مناحي الحياة، وقد كان للأدب نصيبه الوافر من إبداعها، رغم أن الأذن العربية والموريتانية كانت معتادة على الشعر. ومع موجة المد الإبداعي الذي زحف من الشرق العربي وجدت المرأة الموريتانية نفسها وجها لوجه مع الواقع الجديد فانخرطت مثلها مثل الرجل الموريتاني في الموجة الجديدة، وبدأت تكتب القصة والمقال والرواية وكل فنون النثر.
وما تشهده الساحة الثقافية الموريتانية ليس مختلفا عما يجري في الساحة الثقافية العربية، والكاتبة في ساحتنا تشق طريق العبور في أوحال المجتمع الذي يسلط رقابته على كل مالا يستسيغ، وتخوض الكاتبة الموريتانية بحر التنافس مع الرجل. لكنها رغم كل العقبات استطاعت أن تغرس بذرة هي بحاجة لأن تتعهد ويتم تطويرها.
ونجد فيما تكتب المرأة الموريتانية أحيانا إبداعا أكثر من الرجل. لكن العزلة وعدم وجود دور نشر قادرة على طباعة ونشر وتسويق هذه الإبداعات يحول دون الحصول على نصيبها من النقد، الذي ما يزال للأسف غائبا عن مواكبة ما يحصل في الساحة الثقافية، رغم توفر البلد على نقاد لهم تجربة معترف بها ومشهود لأصحابها في المشرق العربي، مثل سيد أحمد ولد الدي والناقد أحمد حبيب الله.
وقد جمع بعض الكاتبات الموريتانيات بين النثر والشعر وأثبتن جدارتهن فيهما معا مثل مباركة بنت البراء، وخديجة بنت عبد الحي، فقد كتبتا الرواية والقصة وقصص الأطفال والشعر. وهناك أخريات تخصصن في كتابة القصة وبرعن فيها مثل أم كلثوم بنت أحمد، وجليلة بنت معلام.
ولكن كما أسلفت فإن غياب النقد الجاد وعدم وجود دور نشر متخصصة في طباعة وتسويق أدب المبدعين غير القادرين على فعل ذلك بأنفسهم يقتل آمال الكاتبات والكتاب، ويفاقم ذلك، غياب المؤسسة الرسمية المختصة بهذا الشأن. ورغم هذه العوامل مجتمعة تظل المرأة الموريتانية حاضرة في صلب الإبداع.