مـحـمـد الـبـقـاش - المغرب
قراءة في نص تيزران لمحمد أهواري
نص تيزران للمبدع محمد أهواري (عود الند، العدد 14) غاطس في التجريد، وهذا الغطس مسبوق بغوص يحير قارئه عن جهة وجهة الغوص، فلا يعرف إن كانت بحثا عن لآلئ ضاعت من فاتنة الروم في بحر لجي، أم هي لعبة محصورة في مسبح مكشوف.
نص أهواري يتملك القارئ عند البداية، فيأسره، ويمسكه من يديه ليسيح معه في تصويراته الشاعرية الجميلة. تلك الصور متدثرة بإرادة السموق للتباهي، فلو قرأها الجاحظ لتخلى عن تعريته للنصوص الأدبية تقديرا لمبدعها الذي بحق لم يدفع بنصه إلى جهة يمكن أن يلحقها العفن، أو يصيبها التلف، بل دفع بها إلى جهة تحفظها حفظ زاد ((الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال أنى يحيي الله هذه بعد موتها.)) ثم أفاق ليجد زاده هو هو لم يتسنه.
إنه نص جميل جمال الذهن الذي أبدعه. نصك أيها الأهواري لم يصب من قلبي شيئا من المجاملة، بل أصاب إحساسا لمتذوق لا يستطيع تجاوز الجمال، أو التحول عنه.
دمت مبدعا متطلعا إلى اقتعاد مكانة العلم الشامخ، فكم هو جمل عالمك المادي الذي صورته تصويرا جعله أكثر من أثيري.