عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 
أنت في : الغلاف » أرشيف أعداد عـود الـنـد » الأعداد الشهرية: 01-120 » السنة 2: 13-24 » العدد 18: 2007/11 » كلمة العدد 18: لا لـلـنـسـخ والـلـصـق

عدلي الهواري

كلمة العدد 18: لا لـلـنـسـخ والـلـصـق


الحاسوب آلة رائعة، متعددة الاستخدامات، ومن اعتاد عليها يصعب عليه فراقها أكثر من ساعات قليلة. وجاء لنا الحاسوب ببرامج لتنسيق النصوص تشمل اختيار حجم الحرف ولونه، وغير ذلك كثير. وجاء لنا بخيار التدقيق الإملائي بما في ذلك النصوص العربية. ومن المزايا التي شاع استخدامها النسخ واللصق، التي وضعت لكيلا يضطر الكاتب لإعادة طباعة ما طبعه بسبب تعديل طفيف، كما كان يحدث في عصر الآلة الكاتبة.

لكن ميزة النسخ واللصق أصبحت وباء. الآن كثيرون يكتبون النصوص بحروف ملونة، ويختارون حروفا كبيرة، ولكن لا يهتمون بتدقيق النصوص إملائيا أو نحويا. ثم ينسخون النص ويلصقونه داخل رسالة إلكترونية ويبعثونه إلى موقع ما. على الطرف الآخر، ينسخ أحدهم النص، ويلصقه داخل إحدى صفحات الموقع. بل قد يظهر النص بعد عملية نسخ ولصق واحدة إذا كان الموقع من مستخدمي قالب معين، وما على الكاتب إلا نسخ نصه داخله، فيظهر لكل العالم بعد الضغط على خيار الحفظ.

لن يتطور كاتب أو كاتبة، ولن تتطور ثقافة قائمة على النسخ واللصق. النص يجب أن يمر في مراحل قبل أن يرى النور. بعض المراحل يجب أن يتولاها الكاتب، ومراحل أخرى يجب أن يتولاها الناشر. يجب أن يراجع الكاتب نصه أكثر من مرة قبل أن يرسله للنشر، ويستحسن أخذ رأي صديق/ة فيه قبل الإرسال للنشر. ويجب على الناشر أن يراجع النص قبل أن ينشره، فيطلب تعديلات أذا شعر أن النص بحاجة إليها، والكاتب الجاد يتقبل الملاحظات. والشهرة واللقب الأكاديمي ليسا رخصة لغض النظر عن عدم مراعاة النص لأحكام الطباعة، أو علامات الترقيم، أو توثيق المعلومات حس أصول متعارف عليها، بل تزداد المسؤولية على المشاهير وأصحاب الألقاب الأكاديمية.

كن عزيزي الكاتب، عزيزتي الكاتبة، على مستوى مسؤولية كتابة نصوص ليقرأها الآخرون، أينما أخترت أن تنشر. وكن عزيزي الناشر الإلكتروني المصفاة التي تنقي النصوص مما بقي فيها من شوائب قبل النشر. ولنبتعد جميعا عن النسخ واللصق.

مع أطيب التحيات،

عدلي الهواري

D 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007     A عدلي الهواري     C 0 تعليقات