عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

منال الكندي - اليمن

سَـــكـيـنـتـي


أعلم أني فقدتك، أضعتك من يدي. في لحظه أصبحت سرابا لا أرى منه غير بريقه. أحببتك حتى الثمالة ولن أنكر أني أموت كل لحظه وأنتِ بعيدة عن شاطئ. اعترف بأني كنت غبيا معك، رغم ما تعلمته على يديك بأن المرأة تعني الحياة. كنت أظن كل النساء مجرد كتلة لحم تشبع جوع صاحبها ولهفته. ولكن نقاءك، صفاءك، عطر روحك، وعذوبة طفولتك جعلتني أحلم أن أكون فارسا عاشقا يكتب تاريخ الحب على يديك، ويعلم الرجل ما معنى أن يحب امرأة ليست مجرد امرأة. سامحتني، غفرت لي كل زلاتي وجنوني وأخطائي. أردت أن تكوني الأخيرة في حياة رجل أراد أن يكون الأول في حياتك. لم أستطع أن اغفر لك حبا صادقا بحياتك انتهى بجرحك، وتمنيت أن أكون دواءك، وكنت الخنجر الذي أنزفك دموعا لأعيش ندما، حالما بلحظة أعيشها بين أحضانك، استرجع معك طفولتي وصدقي ووضوح الألوان التي وضحت على يديك، وجعلتِ من حياتي ورودا وكأن كل الفصول تجمعت لتكون عقدا جميلا من الربيع.

سمعت أنينك، توسلاتك كأبيات شعرا لنزار القباني تقول: كن صديقي ولا تفخر ببطولاتك فليست هي غير شتات إنسان يصارع نفسه ونزواته. أناديك: "ارجعي، اصفحي عني." أعلم أن الفرص لم يعد لها مكان في زمن لا تأتيك الفرصة غير مره واحدة، ولكن كنتِ كبيرة في كل شيء، قلبك أحتوى جنوني، غيرتي، نزواتي، ضياعي. كنتِ دائما مرفأ الأمان الذي ترسو فيه سفينتي مطمئنا. أعلم أن جرحك كبير ولكني ضياعي بدونك أكبر. لو علمت كم أعشق تراب وطنك، وكم أعشق الرحم الذي حملك وأنجبك، لأحسستِ بمدى ندمي ودموعي ووحدتي وتوبتي، فكل هذا أضعه أمام عينيك الصافيتين كصفاء السماء لتكون سببا لغفرانك وتسامحك.

D 1 آذار (مارس) 2008     A منال الكندي     C 0 تعليقات