عود الند في الصحافة: مقابلة
صحيفة الفجر - الجزائر
نشرت صحيفة الفجر الجزائرية في عددها الصادر يوم الخميس، 14 شباط/فبراير 2008، المقابلة التالية مع المشرف على عود الند، عدلي الهواري. وفي النسخة الورقية نشرت الفجر صورة مصغرة لغلاف العدد السادس من المجلة. أجرت المقابلة أميمة أحمد.
العنوان:
عدلي الهواري ناشر مجلة "عود الند الثقافية" الإلكترونية للفجر: نوفّر منبرا للنشر دون الحاجة إلى واسطة أو معرفة شخصية
المقدمة:
مع أن الساحة الثقافية تعج بالنشرات المتنوعة، الورقية منها والإلكترونية، إلا أن القليل بينها يتميز عن غيره من ناحية الجودة والمستوى الرفيع. والراغب في دخول ميدان الكتابة يعاني قبل أن ينشر نصه في نشرة ورقية، مثل الملاحق الثقافية، أو مجلة أدبية معروفة. وعلى النقيض من ذلك، فإن النشر على المواقع الإلكترونية في غاية السهولة، ويعتمد على النسخ واللصق، وبالتالي لا يجد الكاتب من يلفت نظره إلى أخطاء في ما كتب. جاءت مجلة عود الند الثقافية لتصدر بصيغة تسر الكاتب المبتدئ والمحترف على حد سواء، فهي وإن كانت إلكترونية، إلا أنها ليست من ممارسي النسخ واللصق، وتطبيق ضوابط الجودة قبل النشر يجعلها مضاهية للدوريات الورقية الجيدة، وهي وإن كانت إلكترونية إلا أنها تصدر مرة في الشهر، ولا يميزها عن المجلات الورقية إلا أنها تقرأ على الإنترنت، وهذه ميزة تجعل المجلة في متناول جمهور أكبر. ناشر المجلة والمشرف على صدورها هو "عدلي الهواري"، الصحفي العربي الذي عمل في الإعلام سنوات عديدة، ووضع خبرته في خدمة المجلة. التقينا الهواري في لندن، وكان لنا معه هذا اللقاء حول "ياسمينة الدار" "عود الند" كما أسماها في افتتاحية ميلادها السنوي الأول.
الأسئلة
كيف خطر في بالكم إنشاء مجلة "عود الند الثقافية"؟ وكيف كان اختيار هذا الاسم الرقيق لها؟
قبل بضعة أعوام كتبت مقالة عن الإنترنت والإبداع، وأشرت فيها إلى تمكين الإنترنت للمرأة من نشر إبداعها، وإلى عدد من المواقع الثقافية. وما لاحظته وجود ضعف في المقدرة على الكتابة، فضمير مثل (أنتِ) يمكن أن نشاهده مكتوبا على صورة (أنتي)، وبدل (هذا) نجد (هاذا). وواضح من ذلك أن المشرفين على الموقع الثقافي الذي ينشر هذه النصوص لا يكلفون أنفسهم عناء تدقيق النص قبل نشره. في تلك المرحلة تكونت لدي فكرة ضرورة وجود مجلة تهتم بالمبتدئين، فتقدم لهم المنبر الذي ينشرون فيه أعمالهم، وتدقق لهم النصوص قبل نشرها. ولكن لم أتمكن من تطبيق الفكرة في ذلك الحين، لأن ظروف العمل لم تكن تبقي لي وقتا لذلك، ولم تكن لدي المهارات الكافية التي تمكنني من الإشراف على موقع إلكتروني. بعد ترك العمل، وجدت أن الفرصة لتطبيق الفكرة قد جاءت، وفعلا بدأت بالتجريب، ووجهت دعوات لكاتبات وكتاب للمشاركة في العدد الأول، فاستجاب البعض واعتذر بعض آخر. وصدر العدد الأول مطلع شهر جوان 2006، ووضعت على غلافه صورة ياسمينة حقيقية، لتكون التحية الأولى للقراء أقرب ما يمكن من تحية عطرة. أما بالنسبة للاسم فيكفي أن أقول إنه اسم مختلف عن أسماء الدوريات، وهو جزء من تميز "عود الند".
ما الذي تضيفه "عود الند الثقافية" للساحة العربية؟
سأشير إلى بعض الإضافات. الأولى لمسة الجودة مضمونا وشكلا، فمن ناحية الشكل هناك انسجام من حيث شكل الخط المستخدم، وعلامات التنقيط، وحجم الحرف. ومن حيث المحتوى هناك تدقيق إملائي ونحوي للنص، وتدقيق للمعلومات مثل نسب بيت شعر لشاعر معين، فنحن ندقق في مثل هذه المعلومات فنحمي المؤلف والمجلة من الوقوع في خطأ أو تكراره. الإضافة الثانية تتمثل في التعامل مع الكتاب والكاتبات والقراء والقارئات باحترام، فنحن نرد على الاستفسارات التي تردنا. ونعلم من يرسل لنا نصا للنشر أن نصه وصل وسوف ينشر أم لا. والجواب على الاستفسار لا يتأخر، وأحيانا يرسل خلال ساعات، ما نستبعده على الفور الشعر والمواضيع السياسة أو الدينية، خلاف ذلك نادرا ما نحجم عن نشر نص تتوفر فيه خامة تجعله صالحا للنشر تشجيعا لكاتبه على تطوير نفسه. الإضافة الثالثة، عدم الحاجة إلى واسطة أو معرفة شخصية، فما على الراغبين في النشر إلا إرسال نصوصهم للنشر، ونحن نتولى نشرها في حالة تكون أحيانا أفضل من تلك التي جاءت بها، فتكون خالية من الأخطاء الإملائية والنحوية، وهكذا. الإضافة الرابعة أننا مجلة مفتوحة بكل معاني الكلمة، فنحن لا نشترط على أحد التسجيل في الموقع للكتابة فيها، أو قراءة أي صفحة من صفحاتها. وإضافة إلى ذلك هي مبادرة غير هادفة إلى الربح، ولا توجد إعلانات على موقع المجلة تفسد على القارئ متعة القراءة. هناك مزايا عديدة لا داعي لسردها جميعا، والأفضل زيارة موقع المجلة ومعاينتها.
لما تستثني عود الند باب الشعر؟
استثناء الشعر راجع إلى أنه من غير الممكن لنا تنقيح نص شعري، خلافا لأمر النص النثري، فإذا توفرت الخامة في النص النثري أمكن تشذيبه ليصبح نصا أفضل. لا يمكن تطبيق ذلك على الشعر. أيضا لاحظت أن الكثير من الشعر مؤلفوه غير متمكنين من اللغة، وبالتالي رأيت أن الأولى هو تشجيع الكتابة بشكل سليم قبل محاولة نظم الشعر.
ما هي الخطوط الحمراء لدى "عود الند"؟ وكيف تتعاطى مع الثالوث المحظور: الجنس والدين والسياسة؟
لكي تكون "عود الند" مختلفة عن الشائع، كان لا بد لها أن تحدد ما الذي ترغب في نشره وما لا ترغب، المواقع السياسية كثيرة على الإنترنت، وكذلك الدينية، ولذا أقول إن المسألة ليست مسألة خطوط حمراء، بل مسألة إعطاء شخصية معينة للمجلة. لذلك ركزنا على الثقافي وبشكل مختلف عن المواقع الثقافية، فسواء اعتبرناها كثيرة أم قليلة، إلا أن التصور الذي كان في ذهني لـ"عود الند" مختلف عنها، فـ"عود الند" مجلة تصدر في الأول من كل شهر، بينما المواقع الثقافية تتجدد في كل لحظة أو هي منتديات. وبالنسبة للجنس، أجد الحديث الصريح عنه غير مناسب في مجلة ثقافية في متناول الصغير والكبير، فتصوري لعود الند أن تكون مجلة يقرأها كل أفراد العائلة، وألا يشعر أحد بالحرج في مناقشة موضوع فيها مع أخ أو أخت. ولي رأي في مسألة الكتابة عن الجنس، فأنا لا أعتبر ذلك خوضا في محظورات، بل هروبا سهلا من الكتابة في موضوعات أخرى.
ما هي الخريطة العمرية والجغرافية لكتاب وكاتبات عود الند؟
لا نسأل أحدا عن عمره، وقد وضعت المجلة شعارا هو أنها "للشابات والشباب من مختلف الأعمار" لأنه لا يمكن وضع حد قاطع لتصنيف الشاب عن غير الشاب. وأعتقد أن الخريطة تشمل كل الأعمار، من سن المراهقة وحتى سنوات النضج. أما الخريطة الجغرافية فهي في العالم العربي أولا، وأوروبا ثانيا، وبشكل أقل في الولايات المتحدة، هناك رسم توضيحي في العدد الأخير يوضح مكان تواجد قراء المجلة، ويعطي صورة واضحة عن الخريطة الجغرافية.
كيف تعاملت الصحافة العربية مع عود الند وقد قارب عمرها العامين؟ أقصد الصحافة الورقية فهي الأكثر وصولا للقارئ من الصحافة الإلكترونية التي لا تزال حصرا على فئة محدودة في المجتمع العربي.
عند صدور عدد جديد نعد خبرا معززا بصورة مصغرة للغلاف، ونرسله إلى ما هو متوفر لدينا من عناوين لصحف وصحفيين. أحيانا نجد الخبر منشورا في بعض الصحف، وحتى الآن نشر خبر صدور أحد أعداد "عود الند" في صحف صادرة في اليمن والسعودية وقطر والأردن وفلسطين ولندن. أيضا كان النشر الإلكتروني وتجربة "عود الند" موضوع مقابلة تلفزيونية على قناة الحوار الفضائية قبل نحو عام.
بإيجاز، ما الذي تقوله عن واقع الثقافة العربية من خلال تجربة عود الند الثقافية؟
لا أدري إلى أي مدى يمكن لتجربة عود الند أن تدفعني للتعليق على واقع الثقافة العربية، أفضل ألا أصدر حكما يوقعني في شرك التعميم، تجربة "عود الند" هدفت إلى تحقيق بعض القضايا الأساسية جدا، ومنها اتباع أحكام الطباعة عند كتابة النصوص، وتدقيق النصوص إملائيا ونحويا قبل نشرها، والاستخدام الصحيح لعلامات التنقيط "الترقيم"، أيضا أردنا أن نوفر منبرا للنشر دون الحاجة إلى واسطة أو معرفة شخصية، منبر لا يكثر من استخدام الألقاب. والتجربة تدل أن هناك تقبلا لذلك، فلا نزال منتظمين في الصدور، وبين كتابنا وكاتباتنا أساتذة جامعيون وآخرون نشروا نصهم الأول في "عود الند".
= = =
عنوان صفحة المقابلة في موقع صحيفة الفجر:
http://www.al-fadjr.com/ar/culture/716.html
- عود الند في الصحافة
◄ عود الند: التحرير
▼ موضوعاتي