عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

تعليقات القراء


تعليقات القراء على مواد العدد السابق، 22

كانت الأغلبية الساحقة من التعليقات من النوع العام الذي يمكن الاطلاع عليه بالضغط على الوصلة أدناه.

ومن بين التعليقات التي أرسلت مباشرة إلى الكاتبات والكتاب مباشرة، اخترنا هذه المرة أن ننشر تعليقا بكامله لما فيه من فائدة مكملة لما ورد في الموضوع المعلق عليه، وهو المقارنة بين رسالة الغفران للمعري والكوميديا الإلهية لدانتي (سناء شعلان). نشر التعليق كاملا تم بموافقة الطرفين.

= = =

سلامٌ عليكِ عزيزتي دكتورة سناء شعلان

وجدت بحثك هذا رائعا جعلني أسيح معه في ملكوت السياحات أحلاما وإعراجا ورسائل غفران، ولا أستثني عالم الجحيم، جحيم دانتي.

وددتُ أن أنوّهَ إلى ما يلي:

1- الحوارات بين أهل النار والجنة فيما بينهم وبين خالقهم قديمة سبقت كما تعلمون رسالة أبي العلاء المعري وجحيم دانتي بقرون طويلة: أعني ما ورد منها في القرآن الكريم وهو كثير.

2- أعجب كيف فاتك عزيزتي أن جوهر رسالة الغفران وأصلها ولبها كامن وكائن في شك أبي العلاء في موضوعة الحياة الآخرة والبعث والنشور وقيامة الموتى. ومن قبيل التقية والاتقاء نهج أبو العلاء في رسالته هذا المنهج الساخر المبطن أحيانا دفعا لاتهامه بالزندقة والإلحاد وربما الإسماعيلية. كان شاكا مشككا ساخرا سخرية لاذعة.

3- وكجزء من شكه وهزئه بموضوعة الآخرة والجنة والنار زعم أن دخول الجنة ممكن بالوساطة وبتكليف وشفاعة ابن الرسول الوحيد إبراهيم الذي مات صغيرا كما هو معروف. نعم إبراهيم وليس أحدا آخر من بيت الرسول من مثل حمزة عم النبي أو أحد أبناء فاطمة بنت الرسول الكريم. أراد أن يقول َ إن ابنَ النبي هو الوحيد القادر على ممارسة الشفاعة عند ربه وإدخال طالبيها، بدون استحقاق، إلى ربوع جنات الخلد. دخول الجنة ممكن بالوساطة!

4- عبر الرجل بكل وضوح عن قناعته وعن يقينه أنَّ فكرة الجنة أو النار بعد موت البشر فكرة سخيفة لا من أصل لها أبدا.

رسم لوحة بالغة الدلالة إذ صمم هذه الجنة كبناء مقلوب لأرضنا التي يحيا البشر فوقها لمرة واحدة لا من رجعة بعدها. كيف؟ جعل حمدونة وهي أقبح امرأة في حياتها في مدينة حلب السورية إحدى حوريات الجنة بعد موتها. ثم جعل من توفيق السوداء امرأة بيضاء الوجه والبشرة بياض الكافور. أراد حسب علمي أن يقول إنَّ الجنة بعد الموت ما هي إلا مكان لتحقيق رغبات الأحياء العسيرة المنال على أرضهم سواء أكانوا مؤمنين أو كفرة ملحدين فالناس في أمانيهم وأحلامهم وطموحاتهم سواء.

هذا هو جوهر رسالة الغفران حسب فهمي لها وتفكيري العميق فيها، فضلا عما جاء فيها من أشعار مقصودة وأسجاع ومقابلات مع هذا وذاك وحذلقات لغوية.

كتبت ما كتبت على عجل فليس المجال مجال إطالة وتوسع ولعلي أعود لهذا الموضوع فيما لو أسعفتني الظروف الصحية الصعبة.

أخيرا، أزعم أنَّ المقارنة بين جحيم دانتي والفردوس المفقود لملتن أجدى وأكثر طرافة وواقعية من المقارنة بين رسالة الغفران وكوميديا دانتي الإلهية.

دكتور عدنان الظاهر

ألمانيا

D 1 نيسان (أبريل) 2008     A عود الند: التحرير     C 0 تعليقات