عــــــود الـــنـــــــد

احتفلت صحيفة المجد الأردنية بالذكرى السنوية الرابعة عشرة لصدورها. المجد صدرت عام 1994. بدأت أسبوعية، وصارت تصدر كل أسبوعين منذ نحو عام. وهي ناصرية القلب، وتوجهها قومي عربي. تنفرد أحيانا بنشر نصوص لوثائق مهمة، كان بينها وثيقة عرفت بخطة ديتون، التي أشار إليها والمجد سيمور هيرش، صحفي الاستقصاء الأميركي الشهير في تحقيق نشر في مجلة فانيتي فير (Vanity Fair).

جسد رئيس تحرير المجد مبدأ كون الصحافة سلطة رابعة، وتمسك بحق ممارسة النقد، والتعبير عن رأي لا يروق الحكومات. قُـدّم نتيجة ذلك للقضاء، وسجن بضع مرات، واعتبرته منظمة العفو الدولية سجين ضمير في تقرير صادر في شباط/فبراير 2002. قدم للمحاكمة آخر مرة بتهمتي "ذم هيئة رسمية" و"مخالفة قانون المطبوعات" بعد نشره مقالة في شهر آب/أغسطس 2007 انتقد فيها أداء الحكومة بعد تفشي حالات تسمم غذائي وتلوث مياه. برأه القضاء من التهمة في حكم رائع يحمي حق الصحافة الأردنية في ممارسة النقد. (الحكم أصدره القاضي نذير علي شحادة، وتولى الدفاع المحامي حسين مجلي، نقيب المحامين سابقا، وشهد لصالح الدفاع كل من د. هاني محمد الحمد الخصاونة ود. محمد خليل الحموري).

وبمناسبة الذكرى السنوية الرابعة عشرة لصدور المجد، كتب مؤسسها ورئيس تحريرها كلمة جاء فيها:

المجد هي أجمل "أحلام اليقظة" التي راودتها عن نفسها منذ نيف وأربعين عاما، وطاردتها ليلا ونهارا منذ تخرجي من قسم الصحافة بجامعة القاهرة منتصف عقد الستينيات من القرن الماضي، ثم فزت آخر الأمر بمعانقتها والاقتران بها ولكن بعد أن تقدم بي العمر ودخلت مرحلة الكهولة.

المجد هي الاسم العريق الذي لا أملك لدى الكتابة عنه إلا الانتقال من اللغة النثرية إلى الشعرية، ومن النكهة العادية إلى العطرية ومن الحالة الواقعية إلى الرومانسية، ذلك لأنها كانت وستبقى في خاطري قصيدة أو أنشودة تستعرض ذاتها، وترتل أبياتها، وتنثر قوافيها من أربعة عشر عاما.

(...)

طال هذا المقال بأكثر من المساحة المحددة، ولكن ما باليد حيلة، ففي عيد ميلاد المجد ينشرح الصدر، ويغتبط القلب، ويروق البال، ويصفو الخاطر، وتقر العين، وتهنأ الروح، وتطيب معاقرة الكلمات حدا الإسهاب والإطناب، ويصعب التوقف عن الكلام المباح آناء الليل وأطراف الصباح، وكل عام وأنتم بخير.

= = =

عنوان موقع صحيفة المجد

www.almajd.net