عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 
أنت في : الغلاف » أرشيف أعداد عـود الـنـد » الأعداد الشهرية: 01-120 » السنة 6: 60-71 » العدد 66: 2011/12 » بحث: دواعي الإبدال في اللغة العربية

فاطنة أبو الغوث - الجزائر

بحث: دواعي الإبدال في اللغة العربية


دواعي الإبدال في اللغة العربية وأثره في تطوّر أصواتها واختلاف لهجاتها: الجزء الثاني.

تناول الجزء الأول من البحث بعض أهمّ آراء الدارسين القدامى والمحدثين في الإبدال الحاصل بين الصوامت والصوائت. وختم بالتساؤل عما يحمل اللهجات على الاختلاف، ويجعل كلّ واحدة منها تميل نحو صوت يجعلها مميّزة عن غيرها.
اضغط هنا لقراءة الجزء الأول من البحث.

الجزء الثاني أدناه يقدم الإجابة عن التساؤل.

لاشكّ أنّ هناك عوامل أخرى تنضوي تحت عاملي اختلاف اللهجات والتطوّر الصوتي، وكان لها دور كبير في حدوث ظاهرتي الإبدال وشيوعها، فما هي هذه العوامل؟

أولا: اختلاف اللهجات

من الثابت أنّ كلّ شيء في الوجود يخضع إلى حتمية التطوّر من جهة، وحتمية الزوال من جهة أخرى، واللغات الإنسانية تتباين في استجابتها لهذين العاملين، كما تختلف في مبلغ انتشارها "فمنها ما تتاح له فرص مواتية، فينتشر في مناطق واسعة من الأرض ويتكلّم به عدد كبير من الأمم الإنسانية كالعربية قديماً، ومنها ما تسدّ أمامه المسالك فيقضى عليه أن يظلّ حبيساً في منطقة ضيّقة من الأرض وبين فئة قليلة من النّاس، ومنها ما يكون وسطاً بين هذا وذاك فلا تتّسع مناطقه كلّ السّعة ولا تضيق كلّ الضيق [47].

والظاهر في قوانين اللغات، أن أيّا منها متى ساحت وانتشرت في بقاع واسعة من الأرض وتكلّم بها أجناس وطوائف مختلفة من الناس، عليها الاحتفاظ بوحدتها و أنظمتها اللغويّة الأولى أمداً طويلا، بل لا تلبث أن تتشعّب وتنشطر إلى لهجات شتّى، تسلك كل واحدة منها سبيلا أو نهجاً يواتيها."[48]

اللغة العربية لم تنجُ من هذا القانون العام، فقد أخذت تتفرّع منذ أقدم عصورها إلى لهجات كثيرة يختلف بعضها عن بعض، وتختلف عن الأصل الأوّل الذي انتسلت منه في كثير من المظاهر الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية. كما تميّزت الرقعة الجغرافية التي انتشرت فيها بالشساعة وتنوّع الأقاليم، وغلب على أهلها الترحال والتجوال.

فالجزيرة العربية كانت مسرحاً كبيراً، توزّعت العرب في أرجائه مشكّلة قبائل شتّى، تمركزت بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. واختصّت كلّ قبيلة أو جماعة متحدّة في ظروفها الطبيعيّة والاجتماعية بلهجة خاصّة، تتميّز عن غيرها بِسِمَات صوتية ونبرات خاصّة، تجعلها منفردة، إلى جانب بقائها مشتركة في بعض الأصول والأسس مع أخواتها، وإن اختلفت عن بعضها في كثير من المظاهر اللغوية.

و يمكن حصر مظاهر تغيّرات أو اختلافات لهجات اللغة الواحدة في:

 تغيّرات لفظ المصوِّت (الحركات).

 تغيّرات في لفظ الصوت الصامت.

 تغيّرات في المفردات من جهة المبنى والمعنى.

 تغيّرات في التركيب.

وتُعَدُّ الأصوات مظهر من مظاهر الاختلاف بين اللهجات، وعليه فإنّ أوّل ما يظهر من الفروقات بشكل سريع وواضح يكون في الأصوات، التي كانت ثابتة على ألسنة ناطقيها بشكل معينّ قبل أن تنفصل عن اللغة الأمّ، ثم تميل إلى النورم كما يسمّيه أحد المحدثين، وهو الطابع أو النموذج العام أو القياس المشترك، الذي تميل إليه كلّ لهجة بشكل عفوي، ويجعلها مُمَيَّزة عن غيرها، أو هو خاصيات عامّة مشتركة، مألوفة يقبلها كل ناطق بتلك اللهجة [49] ولا نشكّ أنّه أوّل ما يتجلى في هذا النورم هي الأصوات.

ويمكن إجمال الصفات الصوتية التي تجعل اللهجات تتميّز فيما بينها:

 الاختلاف في قوانين التفاعل بين الأصوات المتجاورة حين يتأثّر بعضها ببعض.

 الاختلاف في مخارج أو صفات بعض الأصوات اللغوية.

 الاختلاف في استعمال درجة الطول و القصر للمصوّتات.

 التباين في النغمة الموسيقية للكلام.

وليس من الضروري أن نلقى كل هذه الفروق في لهجة لغة من اللغات، بل قد يشهد بعض منها فقط، كما تتباعد اللهجات أو تتقارب على قدر اشتمالها على هذه الصّفات المذكورة، وشيوعها فيها.

ممّا سبق، يتأكّد لدينا أنّه من الطبيعي أن يكون للغة العربية المشتركة لهجات تُمَثِّل صوراً نطقية تختلف من قبيلة إلى أخرى، ويعدُّ سعة انتشارها السبب الرئيسي في ذلك، غير أنّ هذا السبب لا يؤدي إلى ذلك بشكل مباشر، بل هناك عوامل أخرى أدّت إليه ومهدّت الفرص لظهور لهجات مختلفة، يمكن إجمالها فيما يلي:

1) العامل الجغرافي:

للطبيعة الجغرافية أثر في تباين اللهجات و تعدّدها، "فإذا كان أصحاب اللغة الواحدة يعيشون في بيئة جغرافية واسعة، تختلف الطبيعة فيها من مكان إلى مكان، كأن توجد جبال أو وديان تفصل بقعة عن أخرى، بحيث ينشأ عن ذلك انعزال مجموعة من النّاس عن مجموعة، فإنّ ذلك يؤدي مع الزمن إلى وجود لهجة تختلف عن لهجة ثانية تنتمي إلى نفس اللغة، والذين يعيشون في بيئة زراعية مستقرّة يتكلّمون لهجة غير التي يتكلّمها الذين يعيشون في بيئة صحراوية بادية."[50]

وإن صحّت أقوال بعض الدارسين، فإنَّ مناخ البيئة الجغرافية، يطبع اللغة بطابعه الخاص، "فسكان السهول يمتازون بسهولة الألفاظ ورقّـة المقاطع، وسكّان الجبال يمتازون بخشونة اللفظة وقوّة المقطع لحاجتهم الدائمة إلى عنصر القوّة لصعود الجبال والعيش المنفرد فيها"[51] ، إذن، فمتى اختلفت البيئة الجغرافية اختلفت اللهجة.

2) العوامل الاجتماعية:

إنّ نظام المجتمع واختلاف طبقاته وتغيّر أحواله وظروفه، كلُّ ذلك يسبّب لهجات مختلفة "بما يوجد بين طبقات النّاس وفئاتهم من فروق في الثقافة والتربية، ومناحي الفكر والوجدان، ومستوى المعيشة وحياة الأسرة والتقاليد والعادات، وما تزاوله كلّ طبقة من أعمال وتضطلع به من وظائف والآثار العميقة التي تتركها كلُّ وظيفة ومهنة في عقلية المشتغلين بها، وحاجة أفراد كلُّ طبقة إلى دقّة التعبير وسرعته، وإنشاء مصطلحات خاصّة بصدد الأمور التي يكثر وُرُودُها في حياتهم، وتستأثر بقسط كبير من انتباههم."[52] هذا لأنّ اللغة عموماً لا تتطوّر مستقلّة عن أفراد الجماعة الذين يتكلّمون ويفكّرون بها،"وهي لا توجد خارج أهلها، وجذورها متأصّلة في عمق الفرد، حيث تستمدّ قوتها لِتُورِق وتزدهر على شفاه النّاس."[53]

3) عامل احتكاك لغة بغيرها:

يُعدّ الاحتكاك من أهمّ العوامل التي تؤدي إلى نشأة اللهجات، وهذا الاحتكاك يكون نتيجة غزو يؤدي إلى صراع لغوي "لأنّ اللغة عندما تدخل إلى بقعة جغرافية جديدة، فإنّها لا تدخل إلى فراغ لغوي، بل يجب أن يكون هناك قوم أو أقوام يتكلمون لغات مختلفة، وفي هذه الحالة يحدث واحد من أمرين: إما أن تتغلّب لغة الغازي فتحتل المرتبة الأولى وتصبح لغة البلاد الرسمية، أو أن تتغلّب لغة المغزوين وتبقى محافظة على سيادتها... وفي الحالتين يطرأ تغيير في اللغتين سواء أماتت الأولى أم انتصرت الثانية ونتيجة هذا الصراع اللغوي تظهر في اللغة."[54] وفي التاريخ شواهد كثيرة على أثر الصراع اللغوي. فاللهجات العربية التي انتشرت في البلاد الإسلامية بعد الفتح دليل عليه، فقد انتصرت العربية على القبطية في مصر بعد صراع دام ثلاث قرون، وانتصرت على الأمازيغية في شمال إفريقيا.

كما قد يكون هذا الاحتكاك نتيجة الاختلاط بين الشعوب لتحقيق المصالح الاجتماعية، فالإنسان مدني بطبعه وهو بحاجة إلى الاتّصال بغيره لتبادل المنافع "وبديهي أنّ ضرورة الاتّصال، تقتضي معرفة لغات الآخرين حتى يتمّ التفاهم وتوثيق الصلات، وهذا يؤدي إلى احتكاك اللغات بعضها ببعض"[55]، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى انحرافها (لغة الطرفين) لمحاولة الفرد إخضاعها لعاداته النطقية، فينالها الكثير من التحريف في ألسنة المتحدّثين من الناطقين بها تحت تأثير لهجاتهم القديمة وأصواتها، وما درجوا عليه من عادات في النطق.

العامل الثاني التطوّر الصوتي :

إنّ الألفاظ في صيرورتها عبر الزمن، تتعرض إلى تغيّرات شتّى تخضع لمميزات الجيل الجديد، رغم حرص صنوة القديم على المحافظة عليها كما كانت جارية على ألسنتهم.

وتعدّ التغيرات الصوتية أبرز هذه التغيرات، لأنّ اللغة مع العموم تتألّف من كلمات منسجمة الأصوات ففي كلّ لغة "ترتبط الأصوات بعضها ببعض ارتباطاً وثيقاً، فهي تُكَوِّن نظاماً متجانساً مغلقاً، تنسجم أجزاؤها كلّها فيما بينها. هذه هي أوّل قاعدة من قواعد الصوتيات، وهي ذات أهمية قصوى"[56] لأنّها تثبت أنّ اللغة لا تتكوّن من أصوات منعزلة، بل من نظام من الأصوات.

فتوخي هذا الانسجام يؤدّي بالضرورة إلى تغيرات صوتية تختلف باختلاف وضعية الناطقين والظروف المحيطة بهم، الفيزيولوجية والبيئية والاجتماعية والنفسية... وعوامل أخرى. ويقتضي ذلك كلّه خلق أصوات جديدة، تحتلّ فيما بعد مكانها بفعل الاستعمال الدائم لها مكان الصيغ القديمة.

فالتطوّر الصوتي إذن عامل أساسي ومباشر في نشأة الإبدال الذي من دواعيه في اللغة العربية ما يلي:

1. تفاعل الأصوات أو التغيّرات التركيبية:

يتجلى في تأثير الأصوات المتجاورة بعضها ببعض أثناء التأليف الصوتي، فقد يحدث في الكلام " أن تجتمع أصوات الانسجام فيما بينها، بحيث يشعر المتكلّم بثقلها على لسانه، أو يجد عسراً في تحقيقها، فيهرب من ذلك بتبديل بعض الأصوات ببعض، أو بتعديل بعض صفات الأصوات لتوفير الانسجام."[57]

وأهم قوانين تفاعلات الأصوات، قانون المماثلة الذي يدعو صوتين مختلفين إلى التماثل أو التقارب، وقانون المخالفة الذي يدعو صوتين متماثلين إلى التخالف والتباعد، بالإضافة إلى القلب المكاني الذي يدعو صوتين من كلمة واحدة أن يتبادلان مكانيهما .

أ) قانون المماثلة: يحدث أن تختلف أصوات اللغة فيما بينها في المخارج أو الصفات، "فإذا اجتمع في الكلمة صوتان من مخرج واحد، أو من مخرجين متقاربين، ويتصّف كلّ منها بصفة تناقض صفة الآخر، حدث بينهما شدّ وجذب، كلّ واحد منهما يحاول أن يجذب الآخر ناحيته، ويجعله يتماثل معه في صفاته كلّها أو في بعضها"[58] عندئذ نقول أنّه حصل تماثل بين الصوتين، نحو تأثّر تاء الافتعال دائمًا بالدال أو بالطاء قبلها، فتُقلب دالا أو طاء، نحو:[59]

ادتكر _____> ادّكر

اطتلب _____> اطّلب

ب) قانون المخالفة: يسبّبه التقاء صوتين من جنس واحد متماثلين تماماً، ولكنّ المتكلّم يجد في تحقيقهما العسر والمشقّة نفسيهما، اللذين وجـدهما في تحقيق الصوتين المختلفين محبسًا وصفات، فيسعى إلى التخلّص من هذا العسر، وتلك المشقّة بأن يبدل من أحدهما صوتًا آخر يختلف عنه في صفاته، فهذا القانون عكس تمامًا قانون المماثلة " لأنّ الصوت مع نقيضه أظهر منه مع قرينه ولصيقه."[60]

وتحدث هذه المغايرة في الكلمة المشتملة على التضعيف، فيقلب أحدهما إلى صوت آخر لتتمّ المخالفة بين الصوتين المتماثلين" وفي الغالب يكون هذا الصوت هو ياء المدّ كالأمثلة التي أوردها سيبويه (ت181هـ) نحو: "قضيت وقصيت في قضضت وقصصت."[61] أو من الأصوات المسمّاة بالأصوات المائعة ( Liquides ) وهي: اللام والميم والنون والراء" نحو: جندل* في جدّل، وعنكب* في عكّب."[62]

ج) القلب المكاني: هو العملية التي يتمّ فيها إبدال مواقع الأصوات في الكلمة، فيتغيّر تركيبها بتغيير أصواتها المقدّمة أو المؤخّرة على السواء، مع حفاظ الكلمة على معناها.[63] وقد عرف العرب هذه العملية وسمّوها القلب، يقول ابن فارس (ت395هـ): "من سنن العرب القلب في الكلمة… كجذب وحبذ، ضب وبض، بكل ولبك ، طمس وطسم"[64] ونحو قول الشاعر:[65]

وكلّ خليل راءني فهو قائل من أجلك هذا هامة اليوم أوغد*

في هذا يقول سيبويه: "إنما أراد "رآني" ولكنّه قلب وإن شئت رءاني"[66]

وقد عرفت اللهجات العربية القديمة القلب المكاني، فهذا الشاعر ابن أحمر، وهو شاعر ينتمي إلى قبيلة باهلة يقول:[67]

ومنحتها قولي على عرضيّة عُلُط أُداري ضغنها بتودُد

يعلّق ابن فارس على هذا البيت قائلا: "عُلُط، وإنّما ذاك مقلوب والأصل عُطُل، وهي المرأة التي لا حلى لها."[68]

تعدّ هذه القوانين: المماثلة، المخالفة، والقلب المكاني، من القوانين الأساسية التي تحكم سلوك الأصوات في اللّغات عامّة، وتختلف اللغات في توظيفها أو الخضوع إليها أثناء كلامها، أمّا اللغة العربية فهي تجنح لها كلّها.

هذه التغيّرات التركيبية أو التأثيرات التي تصيب الأصوات، من حيث الصلات التي تربط بعضها ببعض في نسيج لغوي كالكلمة، وتؤدي إلى إبدال الأصوات لا تحدث بين الأصوات الصامتة فحسب، بل يتعدّاها إلى الصائتة مّما يؤدي إلى قلبها.

فالمصوّتات أيضًا يتأثّر بعضها ببعض في حالة التأليف الصوتي، فتجنح إلى شيء من المماثلة أو المشابهة لتحقيق "الانسجام المدّي الذي يُفَسّر أنّه جنوح أصوات المدّ المتجاورة في الكلام إلى الانسجام فيما بينها، حتّى لا ينتقل اللسان من ضمّ إلى كسر إلى الفتح أو العكس في أثناء الأداء تسهيلا."[69] وعرف اللغويون العرب القدامى هذا القانون وسمّوه "التناسب" أو"المشاكلة."[70]

وهناك نوعان من التأثر الناتج عن قانون المماثلة:

1. تأثّر رجعي ( Régressive ): يتأثّر الصوت الأول بالصوت الثاني نحو تأثّر الضمّة في بعض القراءات القرآنية في الحمدُ لِلّه بالكسر فتنقلب هي أيضًا إلى الكسر الحمدِ لِله[71].

2. تأثّر تقدّمي ( Progressive ): ويتأثّر فيه الصوت الثاني بالصوت الأول نحو تحوّل بهُ وعليهُ في العربية إلى بهِ وعليهِ.[72]

كما نجد المصوّتات أيضًا تجنح إلى المخالفة، التي هي جنوح أحد الصوتين المتماثلين في الكلمة إلى أن ينقلب إلى صوت مغاير، فهي تعديل في الصوت الموجود بتأثير صوت مجاور، ولكنّه تعديل عكسي يؤدي إلى زيادة مدى الخلاف بين الصوتين."[73]

ومن أمثلتها في العربية، المخالفة بين حركتي الفتح المتتاليتين إذا كانت الأولى منهما طويلة؛ إذ تتحوّل الثانية منهما في هذه الحالة إلى الكسرة، فالأصل في نون المثنى هو الفتح كما يؤكّد ذلك ابن مالك في قوله:

"ومثال فتح نون المثنى قول حميد بن ثور:[74]

على أحوذِيَّيْن استقلَّت عشيّةً فما هي إلّا لمحـــــة وتغيـــبُ

ويزيد في التأكيد على أنّ الأصل هو الفتح فيقول: انشده الفرّاء بالفتح، وليس موضع ضرورة"[75] أي ليس موضع الفتح في هذا البيت ضرورة شعرية يقتضيها، فالفتح في نون المثنى قُلب كسراً، تبعًا لقانون المخالفة.

2. التغيّرات التاريخية:

وهي تلك التغيّرات التي تحدث من "التحوّل في النظام الصوتي للغة، بحيث يصير الصوت اللغوي في جميع سياقاته صوتاً آخر"[76] فهي تغيّرات مطلقة؛ بمعنى إذا أصابت صوتاً ما، فإنّها لا تصيبه في سياق دون غيره، بل تصيبه في كلّ أحواله، وذلك مثل التغيّرات التاريخية التي طرأت على صوت "القاف" في البلاد العربية. فهو في كلام كثير من أهل مصر والشام همزة، كما يُنْطق في السودان وجنوبي العراق غيناً، وعامّة الجنوب الجزائري يعكسون فيبدلون الغين قافا... وكذلك التغيّرات التي طرأت على الثاء والذال والظاء اللواتي أصابهنّ التبدّل في اللهجات الحديثة، إن لم نقل اختفين كُليّا من جميع تراكيب اللغة، وحلّت محلّهن أصوات أخرى هي التاء والسين والدال والزاي.[77] وليست التغيّرات التاريخية للأصوات قوانين تحكمها، ولا يمكن أن ندرك كيف يتم هذا التغيير أو التطوّر؟ وما هو الشكل الذي سوف ينتهي إليه؟ لأنّ الأصوات تتعرّض لذلك أثناء صيرورتها عبر الزمن، وعلى امتداد أجيال، ونتيجة عوامل كثيرة ومتداخلة، يمكن أن نلخّص أهمّها فيما يلي:

‌أ) العوامل النفسية: قد يكون لها تأثير بالغ الأهمية في تغيير الأصوات، إذا صحّت أقوال بعض

الدارسين، فقد نصّ أحدهم أنّ إصدار الصوت بحسب الحالة النفسية التي تكون عليها الشعوب، فهي تميل إلى الأصوات الرخوة، إذا كانت تعيش الاستقرار، و أنّ الشعوب التي تعتزّ بالقوّة والجبروت تميل إلى الشدّة "[78]. لكن من المؤكَّد أنّ للكيان النفسي تأثير في اللغة ولاسيما النبرة الصوتية، فشتّانَ بين نبرة الهدوء ونبرة الانفعال، فكلّ حركة خاصّة انفعالية أو هادئة تعبير خاص ينسجم والحالة النفسية للمتكلّم، التي تظهر جلياً في رنين الصوت من حيث علوّه أو عدمه.

‌ب) عامل السهولة والتيسير: يميل المتكلّم في نطقه لأصوات لغته، إلى التخلّص من الأصوات العسيرة

واستبدالها بأخرى سهلة لا تتطلّب مجهوداً عضليًا كبيًرا، ويتلمّس أيسر السبل لإبراز المعاني. وهناك من الدارسين من يرى" أنّ كلّ ما نكتشفه من تطوّر في اللغة، يؤكِّد نزعة اللغات إلى توفير المجهود الذي يبدل في النطق. وأنّ هناك استعداداً للاستغناء عن أجزاء الكلمات التي لا يضُرّ الاستغناء عنها بدلالتها."[79] وممّا ينطبق عليه هذا الرأي، ظاهرة الهمز في اللغة العربية، ومحاولة بعض القبائل العربية القديمة التخلّص منه، كما تخلّصت منه معظم اللهجات العربية الحديثة، لأنّ صوت الهمزة عسير النطق.

‌ج) عامل أعضاء النطق: قد يكون سبب هذا التطوّر الصوتي، أي تغيّر الأصوات من جيل إلى جيل،

راجعا إلى أعضاء النطق "التي تختلف درجة مرونتها باختلاف البيئات والأزمنة.[80] أي أنّ أعضاء النطق تختلف عمّا كانت عليه في الجيل السابق من حيث استعدادها للنطق وتبعًا للبيئة التي تنمو فيها، وأيّ تغيير في الاستعدادات النطقية لأعضاء التصويت في بيئة معيّنة، يحدث تغييرًا في الأصوات. يقول علي عبد الواحد وافي: "إن البيئة الفيزيولوجية للإنسان تتطلّب نموًّا مطّردًا لأعضائها وفي استعدادها ومنهج أدائها لوظائفها."[81] وبالتالي تحيد الأصوات في حالة نطقها عن الصورة الأولى إلى صورة أكثر ملائمة مع الحالة التي انتهت إليها أعضاء النطق، وثبتت عليها. وعلى هذا الأساس يرى بعض الدارسين أنّه "من تعوّد على نطق لفظة بصيغة معيّنة، لا يمكنه في أي حال من الأحوال أن يصرف نطقه إلى صيغة أخرى"[82]؛ أي الذي فطِر على أصوات معيّنة لا يمكن أن ينصرف عنها، فالذي يقول مدحه لا يمكن أن ينطلق لسانه فيقول: مدهه والعكس صحيح"[83]، والذي تعوّد على نطق (بهِ) بالكسر، لا يمكن أن ينطلق لسانه و يقول: (بهُ) بالضم... هذا لأنّ "النظام الصوتي يستقرّ منذ الطفولة، ويستمر طول الحياة. فالإنسان يحتفظ حتىّ آخر حياته بمجموعة الحركات التي تعوّدت عليها أعضاؤه الصوتية منذ طفولته.[84]

‌د) عامل الذيوع والشيوع: يرى بعض الدارسين أنّ من بين الأسباب التي تؤدّي إلى إبدال الأصوات

وقلبها "ميل اللغة أو اللهجة إلى الإكثار من تردُّد صوت بعينه، وأنّ الأصوات التي يشيع تداولها في الاستعمال، ويكثر ورودها في الكلمات تكون أكثر تعرّضًا للتطوّر من غيرها."[85] والأصوات الأكثر تداولا هي المصوّتات والأصوات الشبيهة بها، وهي المسمّاة بالأصوات المائعة (الراء-اللام -النون والميم)، ورأينا ذلك في كثير من مفردات العربية، إذ أنّ الكلمة ترِد بالضمّ وأخرى بالكسر وثالثة بالفتح من غير أن يؤثّر ذلك في المعنى، ورأينا أيضًا كيف أنّ قانون المخالفة الذي يعمد إلى صوتين متماثلين تماماً في كلمة، فيغيّر أحدهما إلى صوت آخر يغلب أن يكون من المصوّتات الطويلة، أو من الأصوات المائعة[86] التي تعدّ من أكثر الأصوات شيوعاً في اللغات السامية.

إنّ عوامل التطوّر التي تخضع لها الأصوات اللغوية كثيرة، ولا يمكن أن نلمّ بها جميعا أو نقف عند كلّ واحدة منها بشكل مستفيض، فقد اكتفينا فقط بذكر العوامل التي كانت لها يد بأيّ شكل من الأشكال، وأثر في ظهور الإبدال، وأنّهم أكثر العوامل أهمّية في ذلك من غيرها.

وبالإضافة إلى تلك العوامل والأسباب التي من أجلها يحدث الإبدال، هناك عوامل أخرى يصعب الجزم في تصنيفها ضمن عوامل التطوّر الصوتي، أم يمكن عدّها دوافع قوّية، وعوامل فعّالة تؤدي بشكل مباشر إلى خلق الإبدال؟ وأوّل هذه العوامل نذكر التصحيف الذي يعدّ من الأسباب القوّية في حدوث الإبدال خاصّة، وينقسم بدوره إلى تصحيف الخط وتصحيف السمع.

فالأوّل يكون نتيجة الخلط بين الحروف المتشابهة في الرسم، ونجده مستفحلا لدى نسّاخ المعاجم من نحو (الكرب والكرت)* ، (الدبر والدثر)* ، (رغاث ورغاب)*"... أمّا تصحيف السّمع، فيأتي من الخلط في نطق الأصوات المتقاربة في المخارج والصّفات، وذلك مثل قولهم: (لا بَلْ ولا بَنْ)، وقالوا: "قام زيد فُمَ عمر كقولك ثمّ عمر"،... هذا وإن كان بدلا فإنّه ضربٌ من التحريف."[87]

هذه التغيّرات الصوتية التي تنتج أخطاء السّمع، غالباً ما تبدأ من الطفل الذي يكتسب لغته عن طريق المحيطين به، بتقليده لهم فيما يسمعه منهم، معتمداً في ذلك على حاسّة السّمع، "ولما كانت هذه الحاسّة عرضة للزلل في إدراكها للأصوات، ولاسيما تلك الأصوات المتقاربة في المخارج، كان من الطبيعي أن يجانب الطفل السّداد في بعض ما ينطق به، محاكياً من حوله."[88] وبعد انتهاء مرحلة التقليد، سوف يستقرّ النظام الخاص به ويستمرّ طول حياته، وإلى هذا السبب- وهو الخطأ السمعي- يرجع في نظر بعض الدارسين المحدثين معظم النماذج التي صنّفوها ضمن ظاهرة الإبدال، كالفصل الذي عقده القالي في كتابه الأمالي، في الإبدال بين الفاء والثاء، نحو "جدف وجدث" للقبر، "الحثالة والحفالة" للرديء من كلِّ شيء، "الفناء والثناء" لفِناء الدار، "الفوم والثوم."[89] وقد عدّ بعض القدامى من اللغويين العرب هذه الأمثلة وما شابهها من المترادفات وهي في الواقع –كما يرى بعض المحدثين- " ليست من الترادف بمعناه الحديث في شيء، بل نشأت من الأخطاء السمعية لشدّة تقارب هذه الأصوات، وعدم وضوح الفرق بينها في السمع تماماً."[90] وحتّى من القدامى نجد من يرفض هذا الترادف المزعوم، فابن جنّي لا يرى أن "الفوم" هنا بمعنى "الثوم" وبالتالي لا إبدال بينهما، فهو يقول: "وذهب بعض أهل التفسير في قوله تعالى: فُومِهَا[91] إلى أنه أراد الثوم فالفاء على هذا بدل – عنده - من الثاء، والصواب عندنا أن الفوم الحنطة وما يختبز من الحبوب يقال فوَّمت الخبز: أي خبزته، وليست الفاء على هذا بدلا من الثاء."[92]

ثمّ يأتي الاشتقاق الذي يفسِّر الكثير من الحالات التي أدخلها بعضهم ضمن الإبدال، إذ تبدو بعض الكلمات مشتركة في جميع الأصوات، إلاّ في واحد منها ويكون مردُّ هذا الاختلاف إلى الاشتقاق وحده دون الإبدال- والمقصود هنا الاشتقاق الأكبر- والفرق بينهما يبدو واضحًا، فالإبدال أن يكون بين اللّفظين تناسب في المعنى ومخارج الحروف المختلفة، مثل "نعق ونهق" فالمعنى متقارب إذ هو في كلّ منهما الصوت المستكره، وليس بينهما تناسب في اللفظ، لأنّ في كلّ من الكلمتين حرفاً لا يوجد نظيره في الآخر، غير أنّهما متناسبان في المخرج. لكن، لابدّ من التأكيد أنّ هذا الرأي لا نسلّم به، إلاّ إذا ظهر التغيير عند فرد دون سواه، ففي هذه الحالة فقط، نقول أنّه لا يمتُّ إلى الإبدال بصلة، وإنّما هما من عيوب النطق، أمّا إذا ظهر هذا التغيير على ألسنة جماعة من المتكلّمين، فهو إذن من قبيل الإبدال.

بهذا نأتي على ذكر أهم الأسباب والدواعي الرئيسيّة الكامنة وراء ظاهرة الإبدال، ويمكن أن تكون بعض هذه الآراء التي عرضناها عند طائفة من الدارسين القدامى والمحدثين، أساساً صحيحاً لتفسيره إلى حدّما، ولكي نلمس مدى صحّتها وسلامة اتجاهها، لا بدّ من محاولة استقرائها في لهجة من اللهجات العربية الحديثة، وذلك بتتبّع أهمّ التبدّلات الشائعة التي لحقت بأصوات هذه اللهجة، واستقرّت على ألسنة المتكلّمين بها، بإبراز صور الإبدال الحاصل بين الصوامت والصوائت، مع التحليل المبني على ما صحّ من المقاييس التي وضعها القدامى والمحدثون من علماء اللغة.

الهوامش

[47] د عبد الواحد وافي، نشأة اللغة عند الإنسان و الطفل، مطبعة العالم العربي القاهرة، ص107-108 .

[48] عبد الواحد وافي، علم اللغة، دار النهضة . القاهرة .د ط، ص 156 .

[49] مثلا هناك نورم اللهجة الجزائرية التي لها خاصيات عامة مشتركة مألوفة يقبلها الجزائري و اللهجة السورية نورم خاص و كذلك اللهجة المغربية، فإنك إذا سمعت جزائريا أو سوريا أو مغربيا يتكلم قلت حالا هذا من الجزائر و هذا من سوريا و ذاك من المغرب لأن كل لهجة نورمها الخاص و يظهر النورم في اللهجات العربية القديمة في تلك التلقيبات أو الأسماء التي لقبت بها اللهجات لتمايزها: كعنعنة تميم و كشكشة أسد، طمطمانية حمير، عجعحة قضاعة، فحفحة هذيل، وقطعة طيء وتلتلة بهراء،... ينظر أنيس فريحة: اللهجات وأسلوب دراستها، ص 87 و91.

[50] عبده الراجحي: ص 43-44 .

[51] ماجد الصايغ: الأخطاء الشائعة و أثرها في تطور اللغة العربية ، إشراف: د/ عفيف دمشقية، دار الفكر اللبناني: ط 1 1990م، ص 14.

[52] عبد الراحد وافي: نشأة اللغة بين الإنسان و الطفل : ص133 .

[53] جرجي زيدان – مراد كامل: مقدمة كتاب اللغة كائن حي : ، ط 2، دار الهلال : ص 12

[54]. مثل الاحتكاك بين اللغة العربية و اللغة الفارسية الذي يظهر في المقتبسات من المفردات التي تدل على نوعية التفاعل .فالعربية مثلا اقتبست كلمات عديدة لها علاقة بالمطبخ و فن الطبخ ، وبالمنزل و أثاثه و بالدواوين الحكومية و مصطلحاتها، بالنظام الاقتصادي والعسكري وكذلك أخذت الفارسية عن العربية فهي تعج بالمفردات العربية الدينية و الفلسفية و غيرها. ينظر أنيس فريحة: اللهجات وأسلوب دراستها، دار الجيل بيروت ط . 1409 هـ - 1989 م، ص89

[55] عبد الغفار حامد هلال: اللهجات العربية نشأة و تطورا، 1410 هـ-1999 م. ط 2 . ص 43 (متصرف فيه)

[56] لفندريس جوزيف : اللغة، تعريب الدواخلي و القصاص مكتبة الأنجلو المصرية. مطبعة لجنة البيان العربي. د ط. د ت.

[57] محمد الأنطاكي: الوجيز في اللغة، مكتبة دار الشرق، ط 3، د ت، ص 270 .

[58] رمضان عبد التواب: التطور اللغوي علله و قوانينه ومظاهره، مكتبة الخانجي بالقاهرة، دار الرفاعي بالرياض، ط 1، 1404 هـ - 1983م، ص22 .

[59] هناك عدة أنواع للتأثر الناتجة عن قانون المماثلة، فإن أثر الصوت الأول في الثاني (فالتأثر مقبل) و إن حدث العكس (فتأثر مدبر) و إن حدثت مماثلة تامة بين الصوتين (فالتأثر كلي) و إن كانت المماثلة في بعض خصائص الصوت ، (فالتأثر جزئي). ينظررمضان عبد التواب: التطوّر اللغوي علله وقوانينه ومظاهره ص22 وما بعدها، ومحمد الأنطاكي: الوجيز في فقه اللغة: ص270 وما بعدها.

[60] ابن جني: الخصائص، حققه محمد علي النجار ، دار الهدى للطباعة و النشر ، بيروت ، لبنان ، د ط . د ت 2/140.

[61] سيبويه : الكتاب، لطبعة بولاق 1317 هـ : 2/401 . وبنظر ماريو باي : أسس علم اللغة، ترجمة د/ أحمد مختار عمر القاهرة د ط 1983م، ج2 ص 147.

[62] غالب المطلبي: دراسة في أصوات المد العربية : ص283 .
• جندل وجدل : الواحدة "جندلة" ج جنادل : الصخر العظيم .
• عنكب وعكب : دخان النار.

[63] أنظر محمد الأنطاكي: الوجيز في فقه اللغة، 274 و محمد علم الدين الجندي: اللهجات العربية في التراث، 2/647.

[64] ابن فارس: الصاحبي، 208 وينظر: أبي منصور الثعالبي (ت 430 هـ) فقه اللغة و أسرار العربية: ص247

[65] سيبويه: الكتاب، ج3 ص467-468.

[66] م س ص.

[67] ابن فارس: معجم مقاييس اللغة، تحقيق عبد السلام هارون ، دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع 1979 م، 4/ 125.

[68] م.س.ص

[69] محمد رشاد الحمزاوي: المصطلحات اللغوية الحديثة في اللغة العربية : ص75.

[70] ابن يعيش: شرح المفصل ، طبعة المنبرية ، د ط . د ت .ص 1258
• هامة اليوم أو غد : سيموت اليوم أو غد : سيموت اليوم أو غدا ، و ذلك من تأثير الشوق والحزن فيه والهامة : طائر يخرج من رأس الميت كما تزعم العرب (ينظر ابن منظور: مادة –هوم-).

[71] غالب المطلبي: دراسة في أصوات المد العربية : ص51. وينظر: محمد رشاد الحمزاوي: المصطلحات اللغوية الحديثة : ص22.

[72] سيبويه: الكتاب 2/293 –294. وينظر: ابراهيم أنيس: الأصوات اللغوية، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ط3، ص139. ومحمد رشاد الحمزاوي، المصطلحات اللغوية الحديثة : ص22.

[73] أحمد مختار عمر: دراسة الصوت اللغوي، توزيع عالم الكتب ، ط 3 1405هـ -1985 م، ص 330. وينظر ابراهيم أنيس: الأصوات اللغوية، ص139.

[74] ابن مالك: تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد،المطبعة الميرية الكائنة بمكة المحمية، 1319 ه، ط1ـ ص12. وشرح التسهيل: تحقيق:محمد القادر عطا - طارق فتحي السيد: دار الكتب العلمية، 1422 – 2001، ط1، ص 1/65 وينظر: رمضان عبد التواب: التطور لغوي مظاهره وعلله وقوانينه، ص42.

[75] م س ص

[76] رمضان عبد التواب: التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه : ص22.

[77]. فقد تحولت هذه الأصوات في اللهجات المشرقية إلى أصوات شديدة الرخاوة، الثاء أصبحت سينا. و الذال زايا، و الظاء زايا مفخمة (ز) . كما تحولت هذه الأصوات في اللهجات المغاربية أصوات شديدة (ت، د، ض) و لم يحتفظ بالنطق الفصيح لهذه الأصوات إلا بعض المناطق البدوية في الخليج و المغرب العربيين .

[78] محمد الأنطاكي: الوجيز في فقه اللغة، ص279.

[79] عبد الرحمن أيوب: اللغة والتطور: ص32 .

[80] م س ص.

[81] عبد الواحد وافي: علم اللغة، دار النهضة، مصر للطبع والنشر، ط 7، ص286 .

[82] ابراهيم السامرائي: التطور اللغوي التاريخي : ص108.

[83] م س ص.

[84] رمضان عبد التواب: التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه: ص11.

[85] غالب المطلبي: دراسة في أصوات المد العربية : ص55.

[86] رمضان عبد التواب: التطور اللغوي مظاهره ، علله وقوانينه : ص37. وفي البيان والتبيين هناك ملاحظات إحصائية للأصوات والحروف تظهر جليا، بيّن فيها الجاحظ مدى شيوع الراء في لغة العرب وأنه كثير الدوران في الكلام . و في موضع آخر يبين أن الياء و اللام و الألف و الراء أنها أكثر ترددا من غيرها و الحاجة إليها أشد (ينظر الجاحظ: البيان والتبيين: طبعة القاهرة د ط، 1311 هـ. 1/16 و22.)

[87] السيوطي: المزهر : 1/537.
• الكرث: كرثه الأمر يكرثه وأكرثه ساءه واشتد عليه وبلغ منه المشقة ينظر ابن منظور: مادة (كرث). والكرب: الحزن والغم الذي يأخذ النفوس
• الدثر: الدروس، اندثر: قَدُمَ ودرس، ينظر ابن منظور: مادة (دثر). والدبر: نقيض القبل، ودبر كل شيء: عقبه ومؤخره.
• رغاث: جمع مُرْغِث ورّغوت: وهي المرأة المرضع. ينظر اللسان مادة (رغث). ورغاب: يقال أرض رغاب؛ أي الأرض الليّنة. ابن منظور: مادة (رغب(

[88] عبد الواحد وافي: علم اللغة، ص 296.

[89] أبو علي القالي: الأمالي، القاهرة، ط3، 1344هـ - 1926م، ص 2/63 .

[90] رمضان عبد التواب: التطور اللغوي، علله وقوانينه ومظاهره: ص109.

[91] البقرة: الآية 61.

[92] ابن جني: سر الصناعة 1/251 .

D 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011     A فاطنة أبو الغيث     C 0 تعليقات