مقابلة مع الفنانة أمل كعوش
الرسم قد يبعدني عن الغناء
فازت الفنانة الفلسطينية المقيمة في لبنان، أمل كعوش، بالمركز الأول في مسابقة لرسم الكاريكاتير نظمتها مؤسسة المورد الثقافي (مقرها القاهرة) بمناسبة مرور ستين عاما على نكبة فلسطين. المسابقة حملت اسم حنظلة، الشخصية التي تظهر في رسوم ناجي العلي، رسام الكاريكاتير الفلسطيني الذي اغتيل في لندن عام 1987.
أمل كعوش ترسم وتغني. لها ثلاث أغاني مسجلة: هلا ليا، ويا دنيا، ووضع طارئ. ولها مدونة على الإنترنت اسمها ميرون، تيمنا بالقرية الفلسطينية التي لجأ أهلها إلى لبنان، واسم لفتاة بجديلتين تظهر في رسومها.
عدلي الهواري حاور أمل كعوش في أعقاب إعلان فوزها بالجائزة وإقامة معرض لرسومها في بيروت في شهر حزيران/يونيو الماضي.
ع هـ: لديك موهبتا الرسم الكاريكاتيري (الكارتوني) والغناء. هل سيمكنك الجمع بينهما؟ إذا كان الجواب لا، لأي من الموهبتين ستنحازين؟ ولماذا؟
أمل كعوش: الفنون تكمل بعضها بطبيعة الحال. قد أفكر يوما بتجسيد لوحة كاريكاتورية مسرحيا أو صوتا. أما إذا اخترت الانحياز فعلى الأرجح أني سأكون إلى جانب ريشتي حيث إن الرسم يمنح الفنان خصوصية أكثر. وبالنسبة لي فإني أجد في عملية الخلق متعة كبيرة أكثر مما أجده في الغناء.
ع هـ: تعلمت الرسم بشكل ذاتي، ولكنك تفكرين الآن في دراسته أكاديميا. ماذا ستضيف الدراسة للموهبة؟
أمل كعوش: الموهبة مهمة جدا وهي الأساس في عملية الخلق. لكن الدراسة الأكاديمية تضيف مهارات وتقنيات لا بد منها إن أردت التوجه نحو الاحتراف. وقد لمست ذلك خلال دراستي للغناء الشرقي في المعهد العالي الوطني للموسيقى (الكونسيرفاتوار)، فالدراسة تصقل الموهبة وتثري الإبداع. وعلينا ألا ننسى دور الممارسة في تطوير الأعمال الفنية موسيقية كانت أم تشكيلية. فالموهبة وحدها أو الدراسة وحدها لا تكفي.
ع هـ: هل تستخدمين الحاسوب للرسم، أم تفضلين الرسم باليد؟
أمل كعوش: استعين بالحاسوب أحيانا، فاستخدمه لتلوين لوحة ما أو لإضافة مؤثرات ضوئية كالظل وغيرها. لكني لا ارتكز عليه وأحبذ الرسم باليد.
ع هـ: كان ميدان الرسم الكاريكاتيري قبل سنوات قليلة خاليا من الرسامات، ثم دخلته أمية جحا وسحر برهان، على سبيل المثال. هل وجدت في ذلك تشجيعا لك على دخول الميدان؟
أمل كعوش: أكن للفنانتين سحر برهان وأمية جحا احتراما كبيرا ووجودهما في عالم الكاريكاتير أعطاني ولا شك حافزا إضافيا لدخولي ذلك الميدان. إلى حد ما هنالك نوع من الإجحاف بحق الفنانات في ذلك المجال –واقصد من ناحية المتابعة لا النشر. المسألة تكمن في أن الكاريكاتير في عالمنا العربي يأخذ منعطفا سياسيا قويا قبل أن يأخذ اتجاهات اجتماعية وربما يبرر ذلك المشاركة النسائية الخجولة في الأساس. لكن الأجدر متابعة الإعمال الفنية دون تحيز "جندري" كما هو الحال مع متابعة سائر المجالات الثقافية الأخرى كالشعر والرواية وغيرها.
ع هـ: يوحي اسم المسابقة بأنها مهتمة بالكاريكاتير السياسي، ولكن يلمس في رسومك قضايا إنسانية، خاصة نسويه، مشخصة بالفتاة التي تحاول الإمساك بالقمر. كيف تصنفين نفسك كرسامة؟
أمل كعوش: لا أصنف نفسي كرسامة سياسية ولا أتعمد الرسم عن السياسة. ارسم لكي ارسم فقط. اختصر الكثير مما في خاطري بخطوط على الورق، عبر ميرون أو من دونها. لكن في نهاية المطاف من الصعب عليك أن تكون في منطقة الشرق الأوسط دون أن تتأثر بأحداث المنطقة. فإذا حملت رسوماتي طابعا سياسيا فهو انعكاس لما أعيشه كإنسانة فلسطينية في لبنان. إلا أن ميرون طفلة صغيرة وتفضل اللحاق بالقمر عوضا عن اللعب بالسياسة.
ع هـ: كلمات أغنية "وضع طارئ"، شديدة السخرية، وكلمات "يا دنيا" مختلفة تماما. ولكنك تكتبين كلمات أغانيك وتلحينها، وتغنيها بالعامية. هل ستغنين يوما بالفصحى أشعارا لك أو لغيرك؟
أمل كعوش: عندما تغني باللهجة العامية تكون الكلمات اقرب إلى القلب لأنك تغني "لغة يومك". لا أمانع الغناء بالفصحى حينما تتوضح معالم مسيرتي الموسيقية. هناك مشاريع أغنيات-قصائد مع أصدقاء شعراء كالفلسطينيين مازن معروف وسمر عبد الجابر وكلاهما يكتبان الشعر الحديث.
ع هـ: في بعض أغنياتك نسمع الآلات الشرقية، وفي أخرى كأغنية "وضع طارئ" (سلملي) نسمع النغمة الغربية. لماذا هذا الاختلاف؟
أمل كعوش: تتغير الموسيقى تبعا للون الأغنية. ببساطة ليس هناك من قاعدة.
ع هـ: هل أنت فنانة متمسكة بنوع معين من الغناء يتناول قضايا تهتمين بها، سواء سياسية أم إنسانية، أم لديك الاستعداد للغناء التجاري الهادف إلى بيع أسطوانات والمتداول في الإذاعات أو الفضائيات؟
أمل كعوش: لا أفكر أبدا بالغناء التجاري. عندما اغني فإني افعل لذلك لإيصال فكرة معينة. ليس بالضرورة أن تغني القضية والسياسة لكي تكون فنانا ملتزما طالما أنك تغني في الفضاء الإنساني. وفي الوقت ذاته بمقدورك أن تكون تجاريا عبر أغنية سياسية. كله يعتمد على الهدف من إنتاج العمل الفني، اهو بهدف البيع قبل هدف مشاركة الناس ما تملكه أم العكس؟
ع هـ: هل يمكن للفنون —الغناء أو الرسم أو غيرهما— أن تغير في الواقع شيئا؟
أمل كعوش: أؤمن بقدرة الفن على تغيير المجتمع وإن كان التغيير بطيئا. فالفن الجيد هو الذي يترك بصمة تدوم طويلا وهو الذي يعيش فينتقل من جيل إلى جيل. إن أغنية تهذب إحساس طفل أو لوحة تحرك حواسه تبقى معه طوال العمر. هكذا يضع الفن الحجر الأساس في بناء جيل واع. وهنا علينا التمييز بين الفن والترفيه. فمجمل ما تعرضه الفضائيات في أيامنا هذه يغير سلبيا لا إيجابيا.
ع هـ: هناك مبادرات تلجأ إلى الفن لمحاولة المساعدة على تحقيق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كالرسم من اجل السلام والموسيقى من اجل السلام. ما رأيك في ذلك؟
أمل كعوش: لا سلام دون إيفاء أصحاب الحق حقهم. رفضت مؤخرا المشاركة بورشة عمل موسيقية في أوروبا لسبب مشاركة موسيقيين إسرائيليين فيها. لا أتخيل نفسي أغني السلام ولا حتى الحرب مع إسرائيلي من جذور أوروبية يسكن بيتي في صفد بينما أعود أنا إلى منفاي في لبنان. قد يختلف الأمر مع الفلسطينيين في أراضي 48 حيث إنهم مضطرون للتعايش مع المحتل كشعبين على ارض واحدة. أما بالنسبة لي فان ميرون ستسير دوما على خطى حنظلة ناجي العلي.
= = =
اضغط على الصورة الصغيرة لمشاهدتها بحجم أكبر.
الرسمة الفائزة بجائزة حنظلة: رأيت رام الله:::عنوان كتاب لمريد البرغوثي اثر زيارته رام الله بعد غياب طويل |
الفتاة ميرون |
نعود بعد قليل معلقة على خريطة فلسطين |
الفتاة ميرون |
الفتاة ميرون |
::
أغـــــانـــــي
استمع لأغنية يا دنيا (بصحبة فرقة هدنة)
اضغط على زر التشغيل وتأكد أن السماعات تعمل.
استمع لأغنية "وضع طارئ"
اضغط على زر التشغيل وتأكد أن السماعات تعمل.
عنوان مدونة أمل كعوش