عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

آلاء محمد كامل - الأردن

دمعة أمل


غابت شمسُ يومٍ آخر. في صبيحة ذلك اليوم، بدا وكأنه يوم مُشرق. لم تكتمل تلك الأُمنية. لكن لا بأس، اعتدنا على ذلك. حان وقت الخروج. خرجنا ومع الخروج غابت تلك الشمس. رافقتها عيناي لمكان رحيلها، للمكان الذي احتضنت به ذلك الوادي بكل حنان وهدوء.

الناس كلٌ في عمله. وأنا بينهم ومعهم. أنظر إلى وجوههم نظرة التائهة. لا أعلم أين أنا، ولماذا أنا هنالك، ولماذا معهم. لكن فقط أعرف أني كنت معهم ولست معهم. هنا ولست هنا. بينهم ولست بينهم.

هنالك كانت نظرة حائرة. لا أعلم لماذا. اسألوها علها تجيبكم، فعلها تملك إجابة.

قابلوني ببسمات. لكن ليست كأي بسمة، بسمة تعتريها بعض الخبث.

بعد مغيب ذلك النور، نور الشمس تلك التي كانت تنير ذلك الحي بضوئها الخلاّب، أنظر للحظة إلى السماء. إلى تلك الغيوم: يا الله! ذلك اللون الذي يتملك تلك الغيوم. ذلك الشفق. ذلك المنظر الذي لن يقدر أن يصفه أحد. ولن يقوى على رسمه أحد، فهو رسمٌ رباني، ولا أحد يملك تقليد ذلك المشهد.

يا سبحان الله! مشهدٌ يخطف الأبصار. أهلل وأكبر بنفسي، وتغمرني فرحة لرؤيتي ذلك المشهد. وبعدها بلحظات، يأتي الظلام ليحتضن ذلك المكان، مع تلك النسمات الباردة، تلك الظلمة القاسية التي تعتلي الحيّ.

ما زالت بينهم. يتكلمون ويتكلمون بلا توقف. بلا تعب. يا للعجب! ماذا حدث لهم؟ لا يستمعون لبعضهم. كلٌ يغني على هواه. مُلئت نفسي بعلاماتُ تعجبٍ وتساؤلات.

ما الذي يحدث؟ تركتهم. تركتهم ومضيت وحدي، وكان ذلك الطيف الملائكي يحتضنني. بكل حنية يهمس في أذني. ويقول: "لا تخافي. لا تقلقي. أنا معك."

علمت حينها أنني هناك. ولستُ هناك. في ذلك المكان. لا يهم أين هو ذلك المكان. لا يهم. لا يهم. صمت، هدوء، دموع، ابتسامة هنالك. أستطيع القول إنني هناك.

D 1 كانون الثاني (يناير) 2009     A آلاء محمد كامل     C 0 تعليقات