مقابلة مع الكاتبة الناشئة ربا الناصر
بدأت الكتابة في عود الند وهي على مقاعد الدراسة الجامعية. ومنذ أن أرسلت نصها الأول للنشر في العدد 17، لم تنقطع عن الكتابة في المجلة. وترسل نصوصها دائما قبل الموعد المحدد لتلقي النصوص ومن خلال موقع المجلة. كل ذلك يؤكد على احترامها لأصول التعامل مع الجهة التي ترغب في النشر فيها، وتصميمها على النجاح ككاتبة وترسيخ حضورها بهذه الصفة. ربا الناصر من مواليد مدينة العين في الإمارات العربية المتحدة. تلقت تعليمها الابتدائي والثانوي والجامعي في الأردن. حصلت عام 2008 على بكالوريوس في الهندسة الصناعية من الجامعة الهاشمية. عدلي الهواري وجه إليها الأسئلة أدناه.
ع هـ: أنت مهندسة، ولكنك تحبين الكتابة. هل هذا الشغف بالكتابة قديم أم جديد؟
ربا الناصر: في الحقيقة ثمة علاقة نشأت بيني وبين اللغة العربية بشكل عام والكتابة بشكل خاص منذ صغري. ومما عزز من تعميق حبها لدي هو دعم عائلتي وحرصها على شراء قصص الأطفال والتشجيع على قراءتها. وأول مجلة قرأتها في حينها كانت مجلة ماجد للأطفال التي صدرت ولا تزال في الإمارات. لكن بدايات كتاباتي كانت في مجلة المدرسة، وهي أولى تجاربي في الكتابة، وقد قمت بالمشاركة في مسابقات على مستوى المملكة، فزت في بعضها ونلت شرف المشاركة في بعضها الآخر. وللآن أحاول جاهدة الارتقاء بكتابتي على الرغم من عدم دراستي للغة العربية، إلا أنه بظني أن الكتابة تتوجب وجود موهبة في المرتبة الأولى، بالإضافة إلى مثابرة في القراءة ومراس في الكتابة، فالاحتراف، مهما طالت المسافة للوصول إليه ومهما تطلب من بذل جهد، فأنا مستعدة أن أمضي قدما للوصول إليه.
ع هـ: كتابتك في عود الند منتظمة، ويأتينا نصك كل شهر. ماذا يدفعك للكتابة بانتظام؟
ربا الناصر: هذه المجلة أكن لها كل مشاعر التقدير. معرفتي بها جاءت بمحض الصدفة، بعثت لها أول نص لي والقلق يساورني في أن يرفض، لكني فوجئت برسالة من الناشر تعلمني بوصول النص وتشكرني عليه. أحببت من يومها فكرة نشر قصص جديدة، كما تتطلب شروط النشر فيها، وهي مجلة تعد منبرا للكتاب الجدد ومقرا للعديد من الكتاب المحترفين، لذا أحرص في كل مرة أن يحوي نصي جماليات فنية وأفكارا جديدة تميزه، وأن يراعي أحكام الطباعة لتنسق شكله وتجذب القارئ لقراءته، أي أن يكون نصا يكون بالمستوى المطلوب وينافس النصوص الأخرى. وتوفر المجلة فرص تبادل الرسائل بين كتابها وكاتباتها مما يساهم في التعارف فيما بينهم.
ع هـ: جربت في بعض الحالات كتابة قصص للأطفال. هل ستواصلين ذلك أم تخليت عن المحاولة؟
ربا الناصر: لقد نشرت في المجلة قصتين خاطبتا فئة الأطفال، في الحقيقة الكتابة في هذا الموضوع شيق وصعب في الوقت ذاته، فشيق بقدرتك على توظيف الخيال، وصعب في أن تخاطب عقل طفل وتلفت انتباهه إلى ما تنوي الحديث عنه، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن تحقيقه، لذا الفكرة في كتابة مزيد من النصوص للأطفال لا تزال قائمة، فمن القصص يعرف الطفل تراثه ويتعلم أخلاقيات مجتمعه ودينه.
ع هـ: من الظواهر الشائعة بين شابات وشباب الجيل الجديد الميل إلى استخدام الكثير من الكلمات الإنجليزية في الحديث. ما الذي يحببك باللغة العربية والكتابة بها؟
ربا الناصر: أتفق معك في هذه الظاهرة المنتشرة بكثرة بين شباب وشابات مجتمعنا العربي فمنهم من يستخدم كلمات أجنبية ظنا منه أن ذلك يرفع قدر احترام الناس له، بل منهم من يفضل قراءة القصص الأجنبية متجاهلين إبداعات كتابهم ومهمشين لأفكار كتبهم.
تعلم اللغات الأجنبية مطلوب لكن ليس على حساب لغة الضاد، فكثير من زميلاتي يرفضن قراءة كتب تعد ثروة فكرية ككتب ابن قيم الجوزيه والغزالي بحجة أنها صعبة الفهم ومعقدة في الوصف، ومرددات أن استخدام اللغة العربية صار محصورا على طبقة المثقفين فقط. هذا مرفوض. أنا أحب الكتابة بهذه اللغة وأعتز بها فهي لغة مميزة منذ القدم وستظل، بإذن الله، طالما هناك نهوض واهتمام بالنصوص الأدبية.
ع هـ: هل ترين أن الكاتب قادر من خلال كتاباته على المساهمة في حل مشاكل مجتمعه؟
ربا الناصر: في رأيي أن القصة ما هي إلا تجسيد صغير للواقع، فالكاتب في قصصه يصور واقعه الذي يراه حوله، فهو قادر أن يطرح هموم أفراد المجتمع ويسلط الضوء عليها، فالكاتب قد يكون قوة ضاغطة على صانعي القرار في مجتمعه إن وثق في كلماته. مثلا من الهموم المعاصرة قضايا اللاجئين المنتشرين في أماكن مختلفة. الكاتب قادر أن يخاطب همومهم ويسلط الضوء على مشاكلهم تاركا القرار في يد السلطة. لذا الكتابة ليست مجرد تسلية وتوظيف صور فنية، بل هي تسليط للضوء على سلوكيات وفكر مجتمع بأسره.
◄ عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصص
▼ موضوعاتي