رزق فرج رزق - ليبيا
وظيفة شاغرة
في عشية كل يوم من أيام البحث عن عمل، أعود إلى البيت في شوق يجدده الإنهاك الذي يتملكني أثناء البحث المتعب وما أن ادخل غرفتي الصغيرة حتى أشعر براحة يملأها شهي الصفاء ولذيذ الاسترخاء.
ومع بداية يوم جديد قرأت على صفحات جريدة، خبر عن وظائف شاغرة، والمطلوب بعض الإجراءات.
وفي فترة زمنية ضيقة، حملت نفسي إلى العنوان المذكور. طرقت الباب. استقبلتني موظفة. بابتسامة خافتة، قالت:
"تفضل."
قلت: "أبحث عن عمل، وقرأت في ..."
"هل سبق لك التقدم إلى وظيفة؟"
"طرقت أبوابا عديدة. مقابلة بعد مقابلة. رسالة تلو الأخرى. مكالمة هاتفيه تليها مكالمة. الجواب الوحيد: لا توجد وظائف."
"للأسف كانت هناك وظيفة ... ولكن ... المهم، استلمنا أوراقك وسنتصل بك قريبا."
الوقت يمر. يوم. يومان. أسبوع. أسبوعان. شهر. شهران.
لا توجد وظائف شاغرة، ولكن سوف نُجري لك مقابلة، وإذا تجاوزتها بنجاح سوف نستدعيك العام القادم.
* * *
(المقابلة)
"هل تعرف مسك الدفاتر والمحاسبة؟"
"لا."
"للأسف نحن نبحث عن خريج يعرف مسك الدفاتر والمحاسبة."
"ما هو مؤهلك العلمي؟"
"خريج من جامعة عربية."
"للأسف نحن نريد خرجين جامعات أوروبية أو أمريكية."
(سؤال في الجغرافيا)
س: كم تبلغ مساحة اليابسة؟ وكم عدد سكان العالم، مع ذكر أسماءهم وأعمارهم وهواياتهم ودياناتهم، وإذا أمكن أرقام هواتفهم وأفكارهم المستقبلية؟
ج: . . .
(سؤال في التاريخ)
س: الإسكندر المقدوني من العصر الهيلينستي، هل تحدثت إليه شخصياً؟ إذا كانت إجابتك (نعم) فاذكر طبيعة الحديث الذي دار بينكما. وإذا كانت إجابتك (لا) فاذكر المانع؟
ج: لا لم أتحدث إليه، لأنني كنت مشغولا بالبحث عن عمل.
(سؤال عام)
س: هل الفيل يقفز أم يطير؟
ج: الفيل لا يقفز، ولكنه يبحث عن عمل، لعله يطير.
◄ رزق فرج رزق
▼ موضوعاتي