عدلي الهواري
كلمة العدد 40: العرب ورئاسة الهيئات الدولية
كان وزير الثقافة المصري، فاروق حسني، قاب قوسين أو أدنى من تولي منصب مدير عام يونيسكو (منظمة التعليم والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة)، ولكنه خسر في الجولة الخامسة والأخيرة مقابل البلغارية آيرينا بوكوفا.
هناك كلام كثير ملأ الصحف والمواقع قبل التنافس على المنصب وبعده، ولكنه كلام لا يسمن ولا يغني من جوع، فحتى لو تولى فاروق حسني المنصب لما كان بوسعه فعل الكثير، فالمؤسسات الدولية لا تدار كدائرة حكومية في دولة نامية. وذات يوم غضبت الولايات المتحدة على مدير عام يونيسكو، السنغالي أحمدو مبو، وانسحبت منها.
لدينا مثالان على أن تولي شخص عربي رئاسة هيئة دولية لا ينعكس إيجابا بالضرورة على قضية عربية، فبطرس غالي أصبح أمينا عاما للأمم المتحدة، وغادر دون أثر ملموس على حل الصراع العربي الإسرائيلي أو غيره من قضايا المنطقة. وعلى الدرب نفسه، سار محمد البرادعي عندما كان مديرا عاما للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولذا لو حصل فاروق حسني على منصب مدير عام يونيسكو، لكان قضى فيه بضع سنوات، وغادره وأحوال عالمنا العربي التعليمية والعلمية والثقافية كما هي.
كل ما جرى زوبعة في فنجان. الدول العربية بحاجة إلى مسؤولين يحسنون إدارة الوزارات والمؤسسات بنفس العقلية الدولية التي نشهد لها حماسا من حين لآخر، ولا حاجة إلى تجاهل واقعنا، وترشيح أشخاص لنقول إن بيننا أشخاصا لهم المقدرة على إدارة مؤسسات دولية.
مع أطيب التحيات
عدلي الهواري
◄ عدلي الهواري
▼ موضوعاتي
- ● كلمة العدد الفصلي 34: أعذار التهرب من المسؤوليات السياسية والأخلاقية
- ● كلمة العدد الفصلي 33: تنوير أم تمويه؟
- ● كلمة العدد الفصلي 32: حكّم/ي عقلك وأصدر/ي حكمك
- ● كلمة العدد الفصلي 31: قيم لا قيمة لها
- ● كلمة العدد الفصلي 30: النقد والمجاملات
- ● كلمة العدد الفصلي 29: عن الذكاء الصناعي (والغباء الطبيعي)
- ● كلمة العدد الفصلي 28: الورق والتمويل: وصفة الانتحار البطيء
- [...]