عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

رها الخرابشة - الأردن

ست خواطر


كم هو جميل فصل الخريف

كنت دائما أقول كم هو جميلُ ذلك الخريف أو لربما كل خريف. تتناثر الأوراق الصفراء لتفرش ثوبها على الرمال، تلك الرمال التي تبعثرت هنا وهناك. تطايرت من قسوة الرياح لها ولكنها سرعان ما عادت لتحتمي بتلك الأوراق. في فصل الخريف عندما تتساقط الثمار، ربما للوهلة الأولى نحزن، ولكننا لا ندرك تماما أنها في سقوطها تفرح الأراضي التي طالما عانت من الجوع والألم. نعم إني أتكلم تماما عن أولئك الذين يفكرون دائما بأنفسهم وينسون الآخرين. لا يمدون يد المساعدة لهم. دعونا لا نكون تلك الرياح التي لا تكتفي بأن تبعثر الرمال بل إنها تمنع الأوراق من أن تغطيها وتحميها، بل دائما نكون كتلك الثمار التي تستمر بالحب والعطاء.

عبارات جميلة

جميلة تلك العبارات التي تتردد على مسامعنا دائما، تلك العبارات التي تضفي على الحياة طعما ولونا، عبارات الأمل والتفاؤل والسعادة الحقيقية. نعم ربما تكون بسيطة جدا لكنها تبعث في القلب أجمل معاني الحب والتفاؤل، نتذكرها مرارا وتكرار ا. نتأمل دائما ألا تمحى من ذكرياتنا، أو أن الظلام الدامس يطفئ رونقها وجمالها، أو أن تقسو عليها الحياة وتحولها لعبارات لا معنى لها، تلك العبارات كالنجوم الصغيرة ربما تبدو صغيرة لكنها تزين السماء بثوب جميل، أو قد تكون تلك العبارات كزهور الربيع بمجرد ظهورها تفوح رائحتها الزكية لتملأ أرجاء المكان، أو قد تكون كنسيم عليل نتنشقه كل صباح، ننعش به قلوبنا وأرواحنا. لا، لا بد أنها كقهوة الصباح، أو هي قطرات الندى التي تزيد القلب نقاء ونشوة، تلك النشوة التي نحتاج إليها دائما لنكمل مسيرة حياتنا.

من أسرار البحر

يروى أنه كان هناك بحر كبير واسع مظلم، كان دائما ينتظر النجوم لتفرش ثوبها اللامع البراق على أمواجه المتلاطمة. كما أنه كان أحيانا ينتظر القمر ليضفي جوا من السحر والخيال على أرجائه. في النهار كان يبلل تلك الرمال الذهبية التي سرعان ما يتراكض الأطفال حولها ليبنوا قصورا ذهبية كانت قد رسمت بخيالهم الواسع المليء بالفرح والسعادة والسرور.

كان ذلك البحر الهائج يلجأ إلى سكونه عندما يظهر قوس قزح ليعكس ألوانه عليه لعله يضفي جوا من السكينة والهدوء. كان ذلك البحر يشعر بأصوات الناس من حوله أحيانا كانوا يضحكون وأحيانا يبكون، لكنه دائما كان يسحرهم ويملأ أنفاسهم بعبير نسيمه المدهش. إنها قصة بحر. بحر هائج. بحر حزين. بحر سعيد. بحر يملأه التفاؤل والفرح. إنه البحر.

عندما زارنا الربيع

نفرح دائما بقدوم الربيع. إنه الربيع المزهر بأوراقه اليانعة الخضراء الجميلة، الرقيق بنسماته. رائحة عبيره تنشر الابتسامة والفرحة في أرجاء المكان. أصوات الأطفال يلعبون هنا وهناك. يرتشفون العسل تماما كنحلة فرحة بقدوم الربيع. وتلك المرأة العجوز تجلس على كرسيها الهزاز العتيق تنسج أجمل الملابس لأحفادها. وتنساب خيوط الصوف تماما كألوان قوس قزح لتصنع فستانا جميلا أو وشاحا يقي برد الشتاء. وتلك الأم التي تحضر مزهريتها المفضلة وتقطف الأزهار من حديقتها الصغيرة. ويأتي الوالد بابتسامته يلاعب الأطفال ويجلس على كرسيه ليبدأ العزف على آلته الموسيقية بأعذب الألحان وأجمل الأنغام. إنه الربيع فأهلا بك زائرا وأهلا بك عائدا إلينا في السنة القادمة.

ذكريات الطفولة

تلك صور باتت في عين الماضي ذكريات، ذكريات تلمع في الذاكرة تماما كضوء القمر، ذكريات جميلة تفرحني. طفولة بريئة. أصوات الأطفال يلعبون هنا وهناك. ينبضون بالحياة. يرسمون الابتسامة على وجوه الناس وبأصواتهم يعزفون أحلى الأناشيد، تضفي على القلب أروع الذكريات. نعم أتذكر تماما قطرات المطر وهي تتساقط، تروي الأرض، ويتهامس الأطفال بين حين وأخر. يبللون ملابسهم. يفرحون لمجرد سقوطه. يلعبون بالطين. يتسخون به. بضحكاتهم يلونون أطياف الحياة. ذكريات الطفولة. ذكريات. ذكريات. ذكريات تروي عطش أفكاري. تجعلني دائما أتساءل. ربما نحن بحاجه لأن يعيش أطفالنا تلك اللحظات التي عشناها. فما رأيكم؟

في ليلة من ليالي الصيف

في ليلة من ليالي الصيف والسماء صافية، أمعنت النظر إلى السماء وإذا بنجمة تتلألأ في وسطها. تلمع. تزين السماء. بجانب القمر الذي أتاح لها بأن تظهر جمالها بالرغم من جماله. أمعنت النظر بها فإذا بها تحاكي النجوم، تخبرهم عن قصة طفل عاش حياة تملؤها السعادة حيث أنه كان كلما ينظر إليها يتمنى أمنية بريئة. كان دائما يتمنى أن يعيش العالمُ دون حروب أو ألم أو حزن. كان هنالك حلمُ كبير من طفل صغير. أبسط أحلامه أن يعيش لغد مزهر. أن يرى السماء في كل ليلة تزدادُ تألقا وجمالا. أن يرى نسيمها الخفيف يلفح وجهه برائحة عبير الياسمين. أن يجعله يتأمل بأن حلمه سوف يتحقق في يوم من الأيام. تلك هي خاطرتي.

D 1 تشرين الأول (أكتوبر) 2009     A رها الخرابشة     C 0 تعليقات