عدلي الهواري
كلمة العدد 41: من أجل ارتقاء جماعي
ثمة ظاهرة إيجابية سرت بين كتاب وكاتبات عود الند، وهي التعليق على نصوص بعضهم بعضا، والتفاعل الثنائي المباشر، بحيث تحول بعضهم إلى أصدقاء وصديقات. هذه ظاهرة صحية جميلة، ومهمة لتطوير مستويات الكتابة، فالنص الذي يعطى لكاتب آخر ليعطي رأيه فيه قبل نشره نص يخرج في حال أفضل، فالملاحظات تثري النص دائما، وتنبه الكاتب إلى نواقص لا ينتبه لها.
في المقابل، هناك ظاهرة سلبية. كثيرة هي محاولات التعامل مع عود الند كما لو كانت لوحة أعلانية، وموقعا ترسل له أي شيء، ليظهر على الموقع بعد دقائق. وكثيرة هي محاولات تجاهل سياسة النشر في المجلة، وخاصة الجانب المتعلق بعدم نشر ما سبق نشره.
هذه المجلة تصدر مستندة إلى خبرة إعلامية معمقة، ومؤهلات أكاديمية، وخبرة في التدريس على المستوى الجامعي. وصدرت لتساعد على رفع مستويات الكتابة، وتوفير منبر للنشر الراقي، ولإعطاء قدوة في تعامل الناس مع بعضهم بعضا ومع الهيئات التي تتعامل مع جمهور. نحن من الحالات القليلة التي تراجع النصوص وتنشرها في حلة أبهى من التي أتت بها، وترد على الرسائل والاستفسارات بسرعة. ولا نخشى عملية مقارنة مع المواقع الإلكترونية أو المطبوعات الورقية.
عود الند مبادرة ثقافية وليست موقعا إلكترونيا وحسب. تصدر بنظام مجلة إلكترونية تطبق معايير جودة لا تجدها إلا في المؤسسات الراقية. لا تريد عود الند أن تكون موقعا كأي موقع، ولا تريد أن تجني مالا من الإعلانات. نريد أن نكون منبرا راقيا لكل من يريد أن يكون على مستوى راق. قد يكون الانحدار الجماعي مقبولا ومستساغا، ولكن هذه وصفة البقاء في الحضيض. البديل أن يكون الارتقاء جماعيا أيضا.
مع أطيب التحيات
عدلي الهواري
◄ عدلي الهواري
▼ موضوعاتي
- ● كلمة العدد 36: هل يفسد الذكاء الصناعي التعليم العالي؟
- ● كلمة العدد الفصلي 35: التاريخ يكرر نفسه
- ● كلمة العدد الفصلي 34: أعذار التهرب من المسؤوليات السياسية والأخلاقية
- ● كلمة العدد الفصلي 33: تنوير أم تمويه؟
- ● كلمة العدد الفصلي 32: حكّم/ي عقلك وأصدر/ي حكمك
- ● كلمة العدد الفصلي 31: قيم لا قيمة لها
- ● كلمة العدد الفصلي 30: النقد والمجاملات
- [...]