وهيب وهبة - فلسطين
مشروع خيانة
ضم الطفلة، تفتحت في القلب وردة، أراد أن يبتسم. خاف أن تفضح الابتسامة سر القلب العاشق. شعر بسعادة كبيرة. حين تستطيع أن تخنق أسرار القلب في القلب، تلك معجزة.
إن أصعب حالات النفس أن تفرح، وتستطيع أن تكتم الفرح. يتلون الوجه، يتغير. تقاطيع الجلد تأخذ شكل الزهو. غريبة هي الأشياء ولكن.. ما يدور في قلبي. آسف – آسف جدا – في عقلي وتفكري، أن القلب هو المضخة، تضخ الدم إلى شبكة من القنوات تسمى الأوعية الدموية، لماذا يصر هذا الشرق، أننا عبيد لهذا القلب، لماذا في هذا الشرق نحاول إلغاء العقل كليا. هل لأننا ضعفاء؟ حتى أمام الاعتراف بالخطأ، نحاول أن نثبت أننا أقوياء، ونحنُ نسور أمام مآسي ومصائب الغير. نحنُ نملك جميع مفاتيح العالم ونجد جميع الحلول، لقضايا الغير.
لماذا أدخل مرة أخرى في تلك الدوامة من التساؤلات؟ لماذا؟ أنا وحدي هنا. وحدي أعرف، لا أحد غيري يعرف، فلماذا يسيطر العقل الآن؟ (لا أحد غيري يعرف). لماذا أخاف؟ أخاف من الاعتراف حتى بيني وبين ذاتي. هل الحقيقة خطيرة إلى هذا الحد؟ وأكثر. وأكثر. جريمة.
الحقيقة. هم هنا الابتسامات العريضة والضحكات العالية، والموسيقى، الكل يشعر أنه سيد الموقف. أضحك. ما هو الموقف في هذا الشرق الذي ما زال متعلقا بالسحر والدجل وقراءة خطوط الأصابع والأبراج؟ أتنازل عن هذا الموت القادم في مثل هذا الليل الغارق مثل الشرق بالعتمة والأقدار.
هو الآن أمامي، هو يعرف أنه عاجز تماما، وهنا تصبح الخيانة اتفاقا، الجريمة أيضا اتفاق، وأكثر. تصميم وتخطيط وقرار وتنفيذ، لماذا؟ تعود حالة الجريمة أمامي، أليس ما كان بيننا اتفاقا؟ لماذا الآن أشعر بهذا الصداع؟ أريد أن أصرخ. الصرخة عالقة في جوفي كالرصاصة.
تلك مسرحية، ما يحدث هنا مسرحية، أليست المسرحية بناء لحدث ما؟ من قال يجب أن تكون الأحداث معقولة؟
من قال تلك هي الصيغة النهائية للعالم؟
إن الأحداث مرتبة ترتيبا رائعا، جتى الإضاءة. تنازل عن الصمت القاتل كالموت، وضحك بصوت عالٍ. صخرة انزاحت عن الصدر، وقذف حمما بركانية ملتهبة من أعماق النفس، وهمس، بحنان وعشق غريب: "هي أبنتي."
الآن، هو يبتعد عنه كثيرا، ويبتعد. انتهت المهمة، العبد أنجز العمل، يستطيع العبد أن يغادر. لماذا الوقوف في هذا الحفل البهيج؟ كانت حالة من حالات الصفقات المعقودة في هذا العصر. لماذا استغرب؟ تلك الحالة أقل خطورة من الاتفاق على الحرب. هنا هو المنتصر، لقد اثبتَ للجميع أنهُ رجل. هكذا نثبت في هذا الشرق الرجولة. حتى تلك الميزة الخاصة تحتاج إلى إعلان. أنهُ هناك، يرتب ربطة العنق، ويضحك للجميع، يشعر بالفرح،والسعادة تغمر قسمات الوجه. لماذا اشعر أنني خرجتُ من الحرب خاسرا؟ دخلنا الحرب معا. كنتُ أنا المنتصر، وهو العاجز. خرجنا من الحرب، هو المنتصر وأنا الخاسر. أليست الحرب اتفاقا؟