بـشـيـر عـمــري - الـجــزائر
ســر وثـعــالــب
=1=
فاجأني بعدما كشفت له لأول مرة عن موطني بأغرب سؤال سمعته وأنا أودعه مع أول صيحة لديك الجيران:
"ما رأيك في بلد بلا ثعالب؟"
"بلد بلا ثعالب، بلد بلا نفط."
أصعب ما في الإنسان غموضه، وأصعب منه تعابير لحم وجه الراقصة، إذ ولم أهتد لفهم سبب ابتسامة الرجل لما أجبته، أسخرية من إجابتي التي لم تكن طبعا أقل غرابة من سؤاله؟ أم من لون بشرتي؟ فهو يراني إذ أحدثه عبر شاشة الكمبيوتر فالأكيد ليس من الطاقية البيضاء التي أضعها على رأسي، ثم قال لي:
"إنها ثروة لكن نسر المحيط الأطلسي الذهبي خطر عليها اليوم لو أنكم حقا تدركون."
"خطر؟"
خشيت أن أظهر أمامه بمظهر البليد، لذا لم أشأ أن أسأله أخطر على الثعالب أم النفط؟ ثم لمَ عساي أسأله فالمنطق هنا واضح وجلي.
ماذا تساوي الثعالب أمام النفط؟ لا سوق دولية للثعالب ولا أسعار لها صاعدة هابطة وفق حال السياسة، في حين يظل النفط الدم والهم الأقذر الأقدر على قلب العالم رأسا على عقب. ثم إن الثعالب يحميها مَـكـرُهـا في صراع البقاء بالصحارى والغابات، بيد أن النفط تحميه البوارج والطائرات.
غير أني زعمت أنني فهمت رسالته وأن معركة التوازن البيئي خارج الاتفاقات الدولية هي من انشغالاتي أنا أيضا، فقلت في نفسي " أسلوب الجواسيس في الحديث." سأجاريه.
ثم كيف لا أفهم ذلك؟ فأنا بالرمز تعلمت الحياة وقرأت كتابها، صراع الخير والشر اكتشفته في حكايات الغابات وحدائق الحيوانات، ومارسته على ركح مسرح الأطفال وأنا صغير بالمدرسة الجزائرية.
كنت صموتا نحيفا، خفيف الوزن، غائر العينين، بارز الفكين، منتصب الأذنين، لا أكلف معلمي الكثير من عناء التفكير ووضع الألوان والمكياج لأفوز بدور الثعلب.
واليوم بعد إذ كبرت وسمنت وبرزت عيناي واختفى تحت الشحم فكاي، لم يعد المسرح حرفتي ولا هوايتي حتى. ولو عدت إليه اليوم لانتزعت وباستحقاق دور الفيل: فقط يهش بأذنيه الكبيرتين ليطرد الذباب عن وجهه.
حتى الأدب لم يعد ضالتي، بل الصحافة. أجل الصحافة. أجادل الكل في المقاهي بإحدى مدن الجزائر البترولية الفقيرة في شأن المأزق الأمريكي في العراق وأفغانستان. وأجزم، والسامعون من حولي يشتكون من رذاذ الحكي المتطاير من فمي، بنهاية جنون رعاة البقر هناك.
=2=
أحس من طريقتي في التجاوب مع حديثه الحذر، وأراد أن يخفف عني بعضا من وطأته فترك الكلام عن ثعالب الجزائر المبادة. ومثله فعلت أنا مع حكاية النفط المنهوب فقال لي:
"ما أطرف التجوال صباحا في أزقة العالم عبر الساتل في موقع (view street)، أليس صحيحا؟ وليتك تدري أيضا كم أنا مأخوذ بسحر ظاهر صحاريكم العربية الغنية لا باطنها. أهرام الثلث الخالي والربع الخالي الرملية، وأهرام الجيزة الفرعونية وهي تغازل قُرص الشمس شروقا بعد غروب و...، و..."
حركت أنا الآخر لحم وجه مبتسما ومكتفيا بالموافقة على الجزء الأول من رأيه. أما أنا، فمذ هداني هذا الصديق الإليكتروني إلى الموقع أدرجت زيارته في قائمة عوائدي السرية، لا لأرصد نسور الأطلس الذهبية الطائرة في السموات، أو أحرس ثعالب الجزائر اللاهثة في الصحارى، أو أتسلق أهرامات العرب الرملية والفرعونية على المباشر مثلما يفعل صديقي الروسي هذا، بل لأضحك كثيرا فجر صباح كل يوم وأنا اطل على الجيران من حولنا وهم بجثتهم الممدة كالحوت الضال عن الماء نيام ملء الجفون على السطوح الطوبية تقية الحر، كعادة كل أهالي مدن الجنوب الجزائري النفطية الفقيرة، وأقول في نفسي: "لو علمت النسوة من جاراتنا بالذي أفعل لا تهمنني بقلة الذوق والأدب، وبالتجسس على بيوتهن أو عوراتهن حتى."
أبشع ما قد يصيب المرء أن يُُخترق سره، ويكشف الناس عاداته. الاستمتاع بلذة ممارسة عوائدنا السرية يقتضي مهاجمة أسرار الآخرين، والكر والفر في حرب حفظ أو خرق الأسرار حكاية طويلة يعيش عليها الإنسان.
هوس اختراق العوائد والأسرار سكنني هاته الأيام إلى درجة أن أخفيت عن صديقتي اللبنانية ريتا اسم الموقع خشية أن تكتشف عادة عيني ولساني أمام حُسن الفتيات في قلب الجزائر العاصمة وهي تقتفى آثاري على المباشر عبر الساتل في موقع (view street). أضع قبعة شبه مكسيكية على رأسي وأغطي بصري بالنظارات الأمريكية السوداء لئلا ترى ريتا ما أرغب أنا أن أراه، وأضللها عبر الموبايل حين تسألني عن مكان تواجدي. وأتوارى في مشيي عن عيون الساتل خلف جدران العمارات السامقة وفي صدري قليل من خصيص أشيائي التي لم يستطع حبي لريتا أن يكشفه لها، وأحمد الله في نفسي على أن صدر الإنسان أقهر لعيون الساتل وأقوى من اسمنت الجدران في حفظ الأسرار والعوائد.
من الهبل التفكير في أن ريتا وهي الخبيرة في الجراحة التجميلية بقلب باريس تترك طاولة عملياتها الجراحية لتمضي كل نهارها قاعدة أمام الكمبيوتر تتعقب صولاتي بشوارع الجزائر العاصمة، أو تلاحقني عبر الأزقة الطوبية الضيقة بالجنوب الجزائري النفطي الفقير. لكنها متعلمة، والمتعلمون يغطسون دوما في توافه الأشياء. فهذا صاحبي خبير البيئة الروسي يتعقب النسور والثعالب والأهرامات الرملية والفرعونية في صحارى العرب. وريتا خبيرة الجراحة التجميلية تطارد ولهانا بحسنها آت من الجنوب الجزائري النفطي الفقير في شوارع العاصمة. لكن والحق يقال كم سيروقني لو اكتشف أن هذا ديدن ريتا حقا!
لكني مع هذا شعرت في المدة الأخيرة أن بعضا من عوائدي السرية بات عرضة للاختراق، والبخور الذي صار يصعد إلى خياشيمي كل صباح وأنا طائر عبر بساط الإنترنت فوق سطوح الجيران أكد لي هذا، والمصيبة ابتدأت يوم حدثت ابن الجيران عن ألوان أغطية الليل التي يلتحفونها وهم نيام على السطوح، حتى قال لي ذات مرة وهو يسائلني بنبرة تأنيبية:
"أليست البيوت تؤتى من أبوابها؟"
أخبرت والدتي بهذا، فرفعت من درجة الحيطة والاستعداد.
=3=
مذ زغردت يوم أدخلت كمبيوتر أول المرة إلى البيت، وأخبرتها عن لون أغطية الأسرة الجديدة للجيران، لم تعد أمي تقصد عيشوش العرافة، بل صارت ترمي إلي بنصف ما كانت تدفعه لها وتسألني أن أعطيها دروسا عن كيفية استعمال الكمبيوتر وهي التي لم تجلس يوما على مقاعد الدراسة.
أمي فلاحة. لم تخش يوما قط ثعلبا يجري على الأرض، أو نسرا يحلق بالسماء، قدر خشيتها من أسرار الجيران. لا يجدر بي أن أبوح بهذا عن أمي للروسي طبعا. هي أمي. سرها شرفي.
لكني حكيت له قصة تحول أمي، وهي الأمية، إلى الكمبيوتر واعتزالها مجالس العرافة. وتحت إصراره قبلت طلبه، لكنني أرجأت هذا اللقاء عبر ساتل إلى ما بعد انتهائها من الرد على البخور الذي أطلقه الجيران للتو بالبخور كذلك. قلت في نفسي لعلي بلقائهما أفلح في صرفه عن هاجس الخوف من إبادة نسور الأطلس الذهبية لثعالب الجزائر، وولعه غير المفهوم بأهرامات العرب الرملية والفرعونية، حتى أني أذكر سؤاله:
"لست أفهم كيف لم تلحق أهرامات الرمال بأهرامات الطوب كإحدى عجائب الدنيا السبع؟"
"لأن أهرامات الطوب نحتتها إرادة الفراعنة."
"وأهرامات الرمل؟"
"..."
والأصعب من هذا وذاك هو أن تشرح عبر الإنترنت لجاسوس روسي سابق يزعم أنه انتقل من الجيش الأحمر إلى الجيش الأخضر، وهو الآن عميل لصالح السلام الأخضر، ما البخور.
قلت حينما سألني عنه:
"سلاح الشرق المضاد للأفراد والجماعات من الأشباح والأرواح الشريرة."
"أين يصنع؟"
"طريق العرب في حيازة الأسلحة التجارة لا الصناعة. والبخور السلاح الوحيد الذي تسمح الحكومات العربية للمواطن وكبرى شركات الاستيراد والتصدير بإدخاله من وراء الحدود.
عاد وسألني: "أين يصنع؟"
"غالبا ما يستقدمه الحجيج معهم."
فأصر على سؤاله فقلت في نفسي قبل أن أجيبه: جاسوس بحق.
"في الهند والصين."
ضحك الرجل ثم قال:
"رذاذ الوحوش نشتريه من محلات بيع لعب الصغار، وننفثه نحن الروس بالليل تحت أسرة أطفالنا الجدد المهوسين بسينما الرعب الأمريكية، ليذهب عنهم الخوف والفزع فيخلدون إلى النوم.
الأطفال الجدد! ما أغرب عبارة الروس هاته!
أما متعة الخوف ولذة الفزع اشتريتهما مرارا من شبابيك السينما وأنا فتى بحي شعبي آهل بالسكان بإحدى أفقر المدن النفطية الجزائرية في السبعينات. ضؤل الضوء داخل وخارج العرض، وخسوف القمر داخل وخارج العرض، ومص الدماء من ظهور الحمير داخل وخارج العرض، كل ذلك يشعرني بالسعادة والمرح، تبدأ معي نشوته حين تشرق الشمس ويطل يوم جديد.
خرجت من البيت بالضحى وخوف الروسي على ثعالب الجزائر من نسر الأطلس الذهبي يحيرني، بينما قلبي لم يزله منذ أيام منشغلا بمؤشر نضوب نفط في الثلاثين عاما القادمة الذي تتحدث عنه دوائر غير رسمية.
اشتريت مظروفا أصفر وثلاث أوراق بيضاء مقاسها واحد وعشرون وسبع وعشرون سنتمترا، وجلست بمقهى "حسي" بالقرب من السوق الشعبية أكتب تحقيقا صحفيا، أرسم عبره خطة للخروج من هذا المأزق. لكني احترت في مسألة إنقاذ من: النفط أم الثعالب؟
=4=
ليس فقط لم يستأذن حين جلس بقربي ينظر إلى ما أخط بالأحمر على الورق وهو يرتشف فنجان قهوة بدون سكر بيمينه، ويحمل كيسا بلاستيكيا أسود بيساره، بل زاد عنه أن كسر صمت لحظة تخطيطي تلك وسألني:
"ما الذي تراك تخطط له بالأحمر؟"
"برنامج أحلام هاته الليلة."
"ولم العجلة؟ بعدنا في الصبيحة، إلا إذا تعلق الأمر لديك بأحلام اليقظة، أو شدك الحنين إلى جسد زوجتك، لأننا لا نملك أن نخطط برامج أحلامنا بالأحمر وقبل النوم، نفاجئ بسرائها وكوابيسها في العادة.
الرجل على سماجته وثقل دمه كان محقا فيما قال، أما أنا فمنذ سنوات ضُبطت أحلامي على الكوابيس غير المبرمجة فقط، ولولا كثرة انشغالاتي هاته الأيام لأدرجت قضية البحث عن ضابط الكوابيس في منامي على رأس جدول اهتماماتي. أما الحنين إلى جسد خطيبتي اللبنانية ريتا الذي يفرق بيني وبينه البحر الأبيض فلم يفارقني قط حتى يشدني من جديد، مثلما يقول هذا المتطفل الذي تنبعث من هندامه رائحة المذبح.
لم يرق لي مجالسة هذا السمج بالمقهى. وضعت الأوراق الثلاث داخل المظروف ثم خبأته بحقيبتي وهممت بالانصراف إلى قاعة التحرير بالجريدة قبل أن يستوقفني قائلا:
"رأيت صورة لك بإحدى الصحف وأنت تُنظّر بها في أدب الجريمة."
ثم شرع يبحث فيما بين أشياء كيسه البلاستيكي الأسود القديم وهو يقول:
"أريد أن أطلعك على مسودة رواية كتبتها مذ زرت هذا المقهى أول مرة عنوانها "سيادة رئيس التحريض"، ولم تجد سبيلها إلى النشر أو الطبع بعد."
"آسف لن أنفعك في شيء. لست ناقدا."
"ولأنك كذلك هربت إليك. تصور أن أحد النقاد رفض روايتي البوليسية لأنها بدون مجني عليه واحد. النقُاد ليسوا ضباط لغة. ومع هذا أنظر معي كيف يتحولون في الكثير من المناسبات إلى فقهاء الكلام وقضاة الغيب."
يا إلهي ما هذا اليوم الذي لا أظنه سيمر بسلام: خطر نسر الأطلسي الذهبي، ومعضلة انقراض ثعالب الجزائر، ونضوب النفط الجزائر، والآن خلو رواية كلها أفعال من فاعل واحد! استدرت نحو هذا المبدع بخيال جزار:
"وها أنا أيضا انتقد روايتك لكونها مليئة بالفاعلين فقط."
"كيف وأنت بعدك لم تقرأ جملة مفيدة منها؟ "
=5=
اللعب الجيد بالفأرة أسرع ما تعلمته والدتي من بعد إشعال الكمبيوتر. أذكر كم ضحكت عندما نطقت أمامها باسم الفأرة! وسرعان ما ضاقت أمي ذرعا بدفع وجذب الفأرة على الطاولة، ومن رؤية صور الجيران فوق السطوح على شاشة الكمبيوتر دون أن تسمع أصواتهم.
أما أنا، فمع مرور الوقت اقتنعت حقا بكلام صديقي الإليكتروني. عدت وأجلت لقاء والدتي براعي ثعالب العرب الروسي عبر الساتل إلى حين عودتي. حملت النبال والقوس على كتفي الأيمن بينما على الأيسر حملت حقيبتي وبها خطة لترويع نسور الأطلس الذهبية واستعادة الثعالب الجزائرية. درست فعالية القوس والنبلة في كتب تاريخ الأسلحة فوجدتها أذكى من صواريخ العراق المعدلة في مديات رميها فقط. احترت في البدء فيمن أجرب رمي النبال، وبدافع الإنسانية ترددت كثيرا. لكني تذكرت الهولي الإسبانية ونهاية البقر الدموية بالسيف في حلبة الترويض والرقص على ظهور "الطورو." وتحت وطأة الحاجة، حسمت الأمر وأطلقت اثنين وعشرين سهما في جسد حمار أحد الجيران، فبكى صاحبه زوال رزقه كثيرا فجر ذاك اليوم.
تعجب عبر الشاشة صديقي الإليكتروني إذ رآني أفعل، فسألني:
"ولم القوس والنبال؟"
"التوازن البيئي."
"ولمَ لا تستعمل الذخيرة غير الحية؟"
"الجزائر بلد نفطي فقير وغير سينمائي، لذا فهي لا تملك إلا الذخيرة الحية."
فخرجت بقوسي وسهامي في رحلة صيد بإحدى فيافي مدن الجزائر النفطية الفقيرة، بينما أمي التي لم تسطر يوما لا على الورق، ولا على الرمل، حرفا واحدا، صارت على مرمى حجر من موقع صديقي الإليكتروني لتحوم في أجواء سطوح الجيران، شغلها الشاغل يعني.
قرفصت فوق هُريم رملي صغير لم يكتشفه صديقي الإليكتروني بعد أرقب عبر المنظار مرة النسور الأطلسية في عباب السماء، وفي أخرى أنزل إلى بعيد اليابس لأصطاد ثعالب الجزائر المنهوبة.
اعتراني شيء من اليأس من الفراغ الواسع في دائرة المنظار الكبير، خطرت لي فكرة أخذ المبادرة والقيام بالضربة الاستباقية في الهواء. رميت المنظار على الرمل، أخذت القوس ووضعت نبلة بينه وبين الحبل، جذبت الحبل باتجاه قرص الشمس. تذكرت أني جربت الرمي على حمار يمشي على الأرض في حين كان يجدر بي وأنا استهدف النسور أن أفعل ذلك مع طائر يحلق في السماء. فجأة انزلقت بعد إذ انغمست قدمي اليمنى في الرمل فاختلط الحبل بالنبلة. تدحرجت من أعلى الهُريم الرملي الصغير قبل أن تتخطفني مخالب نسر من ذهب. ولم أر وأنا طائر في عنان السماء أهرامات الثلث أو الربع الخالي الرملية، ولا الأهرامات الفرعونية، بل طواحين النفط تنفث نارا ودخانا، وقطعان ثعالب تجري تحتي راكضة فوق ظلي، لم أفهم أطمعا في سقوطي أو خوفا على مصيري؟
وفي عش من حديد نتن، بالقرب من خليج الخنازير، أخذت درسا معمقا في فلسفة المكوث طويلا في رحاب السكوت. ومن يومها وأنا آمل في أن تنتهي أمي بسرعة من مداعبة الفـأرة والخروج من سطوح الجيران لتطل عليّ عبر الساتل حتى لو لم تسمع صوتي.
في صباح الغد فتحت عيني في غرفتي على والدتي وهي تتمتم وتدير مبخرتها سبع مرات حول رأسي، بينما بدت لي طاولة الكمبيوتر فارغة، وعيشوش العرافة إلى جنبي تبارك لأمي عودتي من أذية بخور الجارات، وتذكر لوالدتي وهي تمسح على رأسي:
"قلت لك إنه من كيدهن."
رن للتو جرس الموبايل. صوت ريتا من باريس وهي تود معرفة مكان تواجدي اللحظة. نظرت من نافدة الغرفة إلى زرقة السماء البريئة وقلت في نفسي: هل هي المناسبة أيضا كي أضلل خطيبتي اللبنانية ريتا عن مكان وجودي مرة أخرى؟ سررت.
◄ بشير عمري
▼ موضوعاتي