آلاء محمد كامل - الأردن
كنا أربع فتيات
كان اليوم جميلا، والشهر لا أروع. قابلت الحياة بفصل من فصولها الجميل فصل المحبةِ والعطاء، فصلُ الربيع. حضرت إليه والصمت يتملكها فصرخةٌ فبكاءٌ تعتريها بسماتٌ خفيفة تكادُ أن تكون ظاهرة أبحث فيها عن أمي الحنون. كبُرت وكبر الزمن معها وأصبحت من عمر الورد.
في بيتي كُنا أربع فتيات
هنالك قبل كل شيء، كنّ أربع فتيات وما يزلن. عشن في عشٍ صغير مليءٍ بالحبِ والحنان، كن يلهون ويلعبن مع بعضهن البعض، ضحكاتهن لم تكن تفارق العُش أبداً، كبرت الأخوات وقدرُ كل منهن مكتوبٌ على جبينها، على أن تكمل كل فتاة حياتها وترى ماذا يوجد خلف ذاك الجدار والذي يسمى بالمستقبل. كُنا أربع فتيات وفرقتنا الحياة.
في مدرستي كُنا أربع فتيات
كالأطفال كنّ لا يكترثن لشيء، لا يهمهن غير الدراسة واللعب والضحك، يشاركن بعضهن البعض بالفرح والحزن والبكاء، لم يتركن بعضهن وقت الحاجة. كُنا أربع فتيات وفرقتنا الحياة.
في جامعتي كُنا أربع فتيات
أجمل الفتيات وأذكاهُن، كنّ مثلاً لمن يريد أن يعتبر، كالفراشات يجددن ويجتهدن للحصول على الأفضل، والجميل في كل هذا حينما يتلاقين تحت شجرتهن مع ضحكات يستقبلن اليوم بأجمل طلة وفنجان من القهوة ليضيف نكهته الخاصة. كُنا أربع فتيات وفرقتنا الحياة.
في عملي كُنا أربع فتيات
الفارق العمري كان بينهن ليس بالكثير، لكن لا يهم، الأهم أن التفاهم بينهن كان متواجداً والمحبة والأُلفة. كانت بينهن من تنصحهن وتعطيهن أفكاراً ناضجة لخبرتها بالحياة، كانت تحثهن على ما هو الأصح من الصحيح. كانت بمثابة الأخت الكبرى لهن. جو العمل كان مليئا بالمرح، كل فتاة كانت لها قصتها، والقصة تماثل أختها، والأخرى تبكي للأخرى. ولكن هل من جدوى؟
على كلٍ لم تنجح أي قصة. تأثرن؟ نعم. حزنّ؟ بالتأكيد. لكن ما جعلهن يقفن من جديد هو الأمل بالحياة، وعلى الأمل بأن يعشن بسعادة والبسمة لا تفارقهن.
كن أربع فتيات وفرقتهن الحياة.
المفاتيح
- ◄ قصة قصيرة
- ● وماذا بعد؟
- ● النظّارة
- ● خرابيشُ خطّ
- ● بقرة حسين
- ● تاريخ