عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

هيام ضمرة - الأردن

تجربتي مع عود الند


هيام ضمرةلم أكن وقتها قد تسلمت سوى خمسين كتابا من مجموعتي القصصية، إنهن النساء، من دار النشر السعودية، كانت توزَّعت أغلبها على الزملاء الكُتّاب، حين شاءت الصُدف أن أتعرف بالأستاذ عدلي الهواري الذي زارني بصحبة الدكتورة سناء الشعلان في مقر منتدى الوسطية للفكر والثقافة الذي أعمل ضمن هيئته الإدارية، بناء على موعد مسبق، لإجراء مقابلة لبحثه الأكاديمي المتعلق بالديموقراطية والإسلام.

بعد المقابلة، قدمت له على استحياء نسخة مصورة من المجموعة القصصية خاصتي، فدعاني للنشر في مجلته الإلكترونية عود الند، وتبادلنا العناوين الإلكترونية.

بدأت أتابع المجلة، ثم انخرطت في إرسال مواد أدبية تنوعت بين القصة والدراسة الأدبية والخاطرة، ووجدت بمجلة عود الند واحة وارفة من أدب القص والدراسات، يلجها نوعية طيبة من أصحاب الأقلام بين كُتَّاب متمرسين وكُتَّاب واعدين، وهذا الخلط كان كفيلا بالارتقاء بالأدباء المستجدين ليكتسبوا من المتمرسين الخبرة، وأن هذه الواحة الظليلة، عود الند، كان يدخلها مطالعين من شتى أنحاء العالم، بعضهم يدخل مكتفيا بالمطالعة والبعض الآخر يمتلك القدرة على ترك تعليقه على شريط التعليقات داخل المجلة.

غلاف إنهن النساء

وجدت بالتعليقات ما يفيدني ويصحح مسيرتي الأدبية، بل إن الأجواء السليمة منحتني وغيري شعورا طيبا بالانتماء لهذا المكان، وربطتنا نحن أدباءها الذين ألفينا أنفسنا أعضاء فيها أكثر من أدباء ناشرين، علاقة صداقة ثمينة نتبادل فيما بيننا النصوص والنصائح بكل ما أوتينا من مقاصد طيبة وسليمة، فكان كل منا يقوِّم عثرة أخيه بمصداقية عالية ودون أي منن. هذه الأخلاقيات العالية ما كانت لتكون لولا أن هؤلاء الأعضاء بقيمهم الناصعة أكبر من الأنانية وأسمى أخلاقا من حب الاستئثار، وما كنا لنلتقي ونتآلف على هذا المرتقى والملتقى لولا فضل عود الند واجتماعنا ببيتها الأسري الدافئ.

تجربتي مع عود الند لم تكن تجربة عادية، فقد منحتني إلى جانب دورها الانتشاري صداقات ثمينة أعتز بها أيما إعزاز، فحضن فؤادي حب الأستاذة الرائعة منال الكندي صاحبة القيم العالية والقلب النقي الدافئ وباتت رسائلها اليومية إطلالة نور تضيء كياني بالبشر والألق، وحب الشابة المهندسة ربا الناصر صاحبة الإبداع المميز والوجه الباسم الجميل، والأستاذة الرائعة غادة المعايطة وهي بالمناسبة زميلتي في عضوية رابطة الأدب الإسلامي العالمية وكان لي شرف تقديمها خلال أمسيتها الأولى على منصة الرابطة، وإطلالة السيدة هدى الدهان التي أحب أسلوبها ومنارات حكمتها، وصداقة الأستاذ الأديب إبراهيم يوسف الذي أفضل تسميته بالأستاذ المعلم صاحب النفس المعطاءة، فما توانى عن تقديم النصح اللغوي والبنائي لنا جميعا، ووثقنا بإرشاداته وتوجيهاته رغم كوننا متمرسين أدبيا، فذلك لا يقلل من قيمتنا الأدبية لأننا سنظل نهفو للارتقاء ونطلب زيادة الفائدة، فالأديب هو صاحب بصمة خاصة لن تتأثر ملامحها باكتساب النصح من الغير، ولكن الاستفادة من أصحاب الاختصاص يزيد الخبرة وينقي العمل الأدبي من الشوائب.

أما فيما يخص شخص الأستاذ عدلي الهواري رئيس تحرير عود الند وقيمه العالية التي جعلت منه جنديا يعمل بصمت خلف الكواليس، وإخلاصه لعمله ولرسالة الأدب التي حمل لواء بعثها بين أيدي القارئين، فذلك يحتاج مني لحديث طويل قد يضيق المكان بذكره في هذه العجالة المحدودة. هذا الإخلاص جعل منه مسؤولا أخلاقيا عن إخراج النصوص بأفضل صورة، وخالية من الأخطاء اللغوية والإملائية، فيقضي الليالي بالعمل على تصحيح النصوص الواردة إلية دون أن يمس جوهرها، وهي خدمة جليلة ألزم نفسه بها تطوعا، وهو عمل لا تقوم به أي جهة ناشرة أخرى.

وأعجب لهذا السمو الأخلاقي الذي يتميز به أستاذنا الفاضل عدلي الهواري، حيث أنه لم يعتبر ذلك هدرا لوقته على حساب دراسته، ولم ينظر إليه على أنه مِنَّة من شأنه أن يمنُن بها على الأدباء، وكان مطلبُه الوحيد أنْ تنفرد عود الند بأولوية النشر ليُحافظ ليس فقط على مستوى المجلة بل وعلى مستوى الناشرين عنده من الأدباء. ولكن بعضهم نشروا نصوصهم في مواقع أخرى على نفس أخطائها الأصلية، وبفعلهم ذلك أهدروا جهده المبذول في تحسين صورة أدبهم، ولكنهم أساؤوا لأنفسهم بأنفسهم، فشتان بين الحلة البهية في عود الند والنص المنشور بحذافيره في مكان آخر.

أقل ما يمكن أن أقوله في هذا المقام هو شكرا كبيرا لك عود الند على كل فضلك الذي أذقتنا عسيله، وشكرا عظيما لك رئيس التحرير عدلي الهواري على جهودك.

D 1 تموز (يوليو) 2010     A هيام ضمرة     C 0 تعليقات