عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 
أنت في : الغلاف » أرشيف أعداد عـود الـنـد » الأعداد الشهرية: 01-120 » السنة 5: 48-59 » العدد 54: 2010/12 » كلمة العدد 54: عبرة من سحب جائزة

عدلي الهواري

كلمة العدد 54: عبرة من سحب جائزة


عدلي الهواريخبر سحب جائزة الشيخ زايد للكتاب من متلقيها، الناقد الجزائري حفناوي بعلي، خبر قديم وليس موضوع هذه الكلمة. كان سيمكن المؤلف الاحتفاظ بالجائزة لو أنه أحسن توثيق الأفكار والآراء والمعلومات الواردة في الكتاب، فعندئذ لا يمكن الاعتراض على الجائزة لاختلاف الرأي على قيمة وأهمية الكتاب، فهذه مسألة يختلف الناس عليها دائما.

هناك كفاءات كثيرة في العالم العربي، وهناك قدر كبير من الإبداع، ولكن هناك مشكلة واسعة الانتشار، وهي عدم اكتراث الكتاب والكاتبات والناشرين والناشرات، والباحثين والباحثات (على المستويات الجامعية الثلاثة) بأساسيات الكتابة، وعلى رأسها إجادة أحكام الطباعة (الكتابة باليد نادرة هذه الأيام)، وعدم اهتمام باستخدام علامات التنقيط، أو استخدامها للزينة، لا للدور الذي تؤديه كل علامة، من نقطة وفاصلة وغيرهما من علامات.

دقق النظر في كثير مما هو منشور ورقيا أو إلكترونيا ستجد فاصلة قبلها فراغ، وستجد نقطه ليس بعدها فراغ، وستجد حرف واو العطف منفصلا عن الكلمة التي تليه، وهناك أكثر من علامة سؤال في مكان واحد، وهناك تزيين للنص بنقاط ثنائية وثلاثية وأكثر، حسب ما يحلو للكاتب/ة.

وهناك عدم إلمام عند كثير من الباحثين والباحثات بأساليب توثيق المعلومات ومصادرها، علما بأن هناك أكثر من أسلوب، وقد تطلب الجامعة من طلبتها كتابة بحث ما وفق أسلوب معين، وكذلك الأمر بالنسبة للهيئات التي تعنى بنشر البحوث.

لأني كنت ألمس عدم الاكتراث بأحكام الطباعة وعلامات التنقيط، وعدم الإلمام بأساليب التوثيق، وضعت منذ العدد الأول معلومات أساسية عن أحكام الطباعة وعلامات التنقيط، وبعد أشهر أضفت معلومات أساسية عن أساليب التوثيق. وهذه المعلومات الأساسية تنشر كل شهر، فلا يضطر الراغب في الاطلاع عليها للبحث عنها في عدد قديم. ولكني أقول آسفا إن من يرجع إليها قبل إرسال مادته للنشر فئة قليلة، ونتيجة ذلك أن الكثير من الوقت الذي يبذل لإصدار عدد جديد تستهلكه عمليات وضع النصوص والبحوث في حال تراعي أحكام الطباعة وعلامات التنقيط وأحد أساليب التوثيق.

من لا يصدق أهمية ممارسة كل هذه الأساسيات أمامه الآن الدليل القاطع على أهميتها. قد تخسر جائزتك إذا أهملت التوثيق. قد تخسر في التنافس على وظيفة. قد تخسر ترقية. عندما تكتب وتنشر كما يحلو لك، فإنك تقدم الدليل الملموس، ولكن ليس على مقدرتك فحسب. هناك أساسيات إن أغفلتها تنقلب دليلا ضدك. لا تبخل على نفسك ببذل جهد إضافي. أحكام الطباعة وعلامات التنقيط وتوثيق البحوث من أساسيات الكتابة. هي البداية الصحيحة على طريق الكتابة.

مع أطيب التحيات

عدلي الهواري

D 1 كانون الأول (ديسمبر) 2010     A عدلي الهواري     C 0 تعليقات