عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

بهجت أبو غربية: في خضم النضال


بهجت أبو غربيةانتقل إلى رحمته تعالى المناضل الفلسطيني المخضرم، بهجت أبو غربية، يوم الخميس 26/1/2012، في عمّان عن عمر يناهز ستة وتسعين عاما. لقب المناضل الراحل بشيخ المناضلين لمشاركته في نضال الشعب الفلسطيني ابتداء من ثورة 1936. وقد تولى مناصب قيادية في منظمة التحرير الفلسطينية من بينها عضو اللجنة التنفيذية، ونائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني.

نشرت مذكراته على جزئين، الأول عنوانه "في خضم النضال العربي الفلسطيني" وغطى الفترة من 1916 وحنى 1949. الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية (1993). أما الجزء الثاني فعنوانه "من النكبة إلى الانتفاضة" ويغطي الفترة من 1949 وحتى عام 2000. الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر (2004).

أدناه مقطع من مقابلة إذاعية معه، ثم مقتطف من مذكراته. في المقطع الصوتي يعلق بهجت أبو غربية على دعوات لإصلاح الأوضاع الفلسطينية بعد استقالة نبيل عمرو من منصب وزير الشؤون البرلمانية في السلطة الفلسطينية. طول المقطع 42 ثانية. اضغط على زر التشغيل، وتـأكد أن سماعاتك تعمل.

مقتطف صوتي من مقابلة مع بهجت ابو غربية

المقطع من مقابلة أجراها هاتفيا عدلي الهواري. أذاعها القسم العربي من هيئة الإذاعة البريطانية في شهر مايو/أيار 2002.

مقتطف من الجزء الأول من المذكرات ("في خضم النضال العربي الفلسطيني").

على الرغم من قصر المدة التي قضيتها مع القاوقجي إلا أنها تركت في نفسي أثرا وخبرة جيدة ألخصها بما يلي:

1) كان منظر الشبان العرب العراقيين والسوريين والأردنيين يبعث الأمل والثقة بالمستقبل. رأيت فيهم الرباط القومي الوحدوي مجسما، كما أن منظرهم المميز يثير الإعجاب؛ فالعراقيون مسلحون برشاشات شاهدتها لأول مرة مع الثوار، وكان لها الفضل في اسقاط عدد من طائرات الجيش البريطاني في معركة بلعا الثانية. ورجال حي الميدان وجبل العرب معظمهم خيالة، وألبستهم وسلاحهم وذخيرتهم وشواربهم تثير الإعجاب. وكان معظمهم من متوسطي العمر ممن خاضوا معارك الثورة السورية ضد الجيش الفرنسي، وكان بعضهم من كبار القادة المعروفين مثل الشيخ محمد الاشمر، شيخ المجاهدين في حي الميدان بدمشق، ومحمود أبو يحيى من مشاهير مجاهدي جبل العرب، استشهد رحمه الله في معركة بلعا وسمعت الكثير من قصص بطولاته ويلائه الحسن.

أما فوزي القاوقجي فقد كان مهيبا في ثيابه العسكرية، وفي ما يبدو عليه من رجولة وثقة بالنفس. وقد احتفظت في بيتي، فيما بعد، وحتى سنة 1948 بصورة له معلقة كتب تحتها "القائد فوزي القاوقجي، رمز الوحدة العربية"، ولكني لم ابقها في مكانها بعد سنة 1948.

2) اطلعت عن كثب على التنظيم العسكري والتكتيك العسكري واسلوب حرب العصابات الذي اتبعه القاوقجي وكنت معجبا به. وسآتي على تفصيل ذلك فيما بعد تحت عنوان "المرحلة الثلانية من الثورة". وتصادف وجودي مع قوات القاوقجي بعد خوضهم معركة بيت أمرين الكبيرة والخطيرة، وسمعت كثيرا من الحديث عن تفاصيل المعركة وعن كفاءة القاوقجي في إدارتها وقيادتها.

3) لمست بنفسي دور الفلاح الفلسطيني في الثورة حيث كان معظم المقاتلين (الثوار) الفلسطينيين من أهالي القرى. ورأيت كيف كان سكان القرى يوفرون الايواء والطعام والماء والاستطلاع والحراسات وغير ذلك من الخدمات وخاصة للجرحى.

4) رأيت القرويات الباسلات يساندن الثورة بكل بسالة. رأيتهن جماعات جماعات، يحملن على رؤوسهن الماء والطعام ويتبعن المقاتلين من مكان إلى مكان. وحتى بعد منتصف اليل كنت اشاهد مجموعات منهن يتنقلن بين الثوار المنتشرين تحت اشجار الزيتون ويسألن "مين ما اتعشاش يا شباب". "مَـيّـة (ماء) يا شباب". وأخيرا سمعت الكثير من الأحاديث عن مشاركة النساء العربيات والفتيان في مساندة العمليات العسكرية حيث كان جميع سكان القرى يهرعون إلى الطرق التي تدور فيها المعارك فيغلقونها في وجه الجيش البريطاني بالحجارة لعدة كيلومترات.

حقا كان المظهر البارز اللافت للنظر في ثورتنا سنة 1936 هذه المشاركة الشعبية الواسعة. ففي المدينة تجد العمال والطلاب والموظفين والتجار، وحتى رجال الشرطة العرب يساهمون بشكل أو بآخر في الإضراب والعصيان المدني وفي العمليات العسكرية. وفي القرية تشاهد حرب العصابات، بكل ما تقتضيه هذه الحرب من مشاركة جماهيرية وبكل ما تتطلبه من أعباء. فهدم جسر من الجسور مثلا يحتاج إلى عشرات العمال لعدة ايام لعدم توفر المتفجرات، ولم تكن القيادات تحتاج إلى شيء من العناء في ذلك. فمجرد صدور إشارة عن قائد مسؤول لهدم جسر أو تخريب طريق، يتقدم العشرات بل أحيانا المئات للعمل ليلا نهارا بالفؤوس والأزاميل والمجارف وحتى بالأيدي، يعملون دون كلل أو ملل وينجزون مهمتهم في أقصر وقت.

= = = = =

المقتطف من صفحة 80 و 81.


غلاف الجزء الأول من المذكرات

غلاف كتاب بهجت أبو غربية ج 1


غلاف الجزء الثاني من المذكرات

غلاف كتاب بهجت أبو غربية ج 2

بحث