رحاب مليباري - السعودية
جزيرة أحلامي
رسمت أحلامي كجزيرة خضراء هادئة، تسمع فيها أنغام طيور تغرد ألحانا رائعة، وتسقي أنهار الحب فيها ما حولها فتزهر وروداَ ذات ألوان زاهية، ركبت سفينتي الصغيرة محاولةَ الإبحار نحو جزيرة أحلامي، كنت مرتاحة البال فقد كنت في طريقي نحو جنتي الدنيوية، وكنت أنظر إلى هدفي وقد ارتسمت على شفتي ابتسامة شوق هادئة، فكم كنت أتشوق لملاقاة أحلامي على جزيرتي الملائكية.
أغمضت عيني وأخذت أدير عجلة خيالي، فقد كنت أتخيل اللحظة التي ستعانقني فيها أحلامي، وأتساءل: هل ستتسابق دموعي مصافحة وجنتي لتهنئني على فوزي بما أريد بعد طول انتظار؟ أم ستتحرر صرخات الفرح المدوية بعد أن كانت أسيرةَ للقلق؟ وبينما أنا غارقةٌ في تفكيري كان نسيم البحر الجميل يلاعب خصلات شعري برقة فيشعرني براحة أكبر.
استمر الجو جميلا لفترة طويلة، ولكن فجأة وفي منتصف الطريق شعرت بشيء غريب يخالجني، واختفت ابتسامتي ليحل محلها خوف يكاد أن يدمر كل قواي، فتحت عيني فرأيت ما لم أجعل له نصيبا من خيالي، فقد بدأت عواصف قوية تتلاعب بسفينتي الصغيرة، ووجدت أنني كلما حاولت الاقتراب من حلمي الجميل تزداد أمواج البحر قوة وتمردا عليها حتى أصبحت بعد لحظات قريبة جدا من صخور فاقت بحجمها حجم سفينتي بآلاف المرات.
نظرت إلى تلك الصخور الرهيبة وقد أصبحت مدركة أنني على وشك الارتطام بها، أصبحت خائفة من أن تذوب أحلامي أمامي ولا أستطيع سوى النظر إليها، وسماع صوت استغاثتها مختلطا بزمجرة تلك الأمواج الهائجة.
دارت حولي أسئلة كثيرة، وفي النهاية عصاني دمعي الذي لم ينهمر فرحا، بل انهمر بحرقة ليذوب في مياه البحر، علّ حرارة دمعي تشعر البحر بصرخات أعماقي وتجعله يرفق بها، فأنا لا أريد أن أكون أسيرة لذكريات أحلامي التي انهارت أمامي.
أغمضت عيني مرة أخرى منتظرة قدري.
المفاتيح
- ◄ قصة قصيرة
- ● وماذا بعد؟
- ● النظّارة
- ● خرابيشُ خطّ
- ● بقرة حسين
- ● تاريخ