عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

أمل النعيمي - الأردن

كراكيب


أمل النعيميأعرف أنّ تكرار حكايات الأنا مملّة، فنجيب محفوظ حصل على نوبل الأدب لأنّه سطّر تاريخ مصر عبر الحواري الضيّقة البالغة الفقر وبائعات الهوى. وفي الجانب الآخر طه حسين و"الأيام" وعتمة داخله الّتي حاصرتني يوم طلب منّي فرض مدرسيّ مقدّس تلخيص سيرته الذاتيّة.

سهل جدّا كتابة قصّة طويلة وقصيرة بشخصيّات وهميّة أو حقيقية ووصف واسم وأحداث، فقد جرّبتها مرّة وربّما مرّات، وأصعب شيء حين أحس كلماتي تروم تعريتي على الورق ثمّ يغتصبني يراعي وحبره الجاف.

حسنا، عندما ترتّبنا الأحداث نصبح قدرييّن، وهذا ما حدث معي عندما تنبّأت دائرة الأرصاد الجوّية بمنخفض ثلجي قد يستغرق أيّاما.

ذكرياتي مع المطر تراوح بين كرّ وفر، لكّنها مع الثلج ساخنة حدّ إذابة خلايا الدماغ. بعضها يغيب بلا غياب والبعض موجود بلا وجود. لا أشتاق لها كثيرا. غير انّه في اللحظة القادمة قد أموت لغيابها أكثر، فنحن أحيانا نخيط رداء الوقت ويرتديه غيرنا.

البارحة أطلّ الثلج باستحياء، واليوم أزاح نقابه وأشياء أخرى. أقف أمام نافذتي بمسكني الجديد أراقبه. إنّه يستفزّني حدّ الرغبة بالانصهار فيه. عباراتي ركيكة؟ قلت لكم إنّي لن أقف كثيرا لتزويق كلماتي، فأنا وإياها الآن كراكيب.

مع الحضور اللّجيني توقّف الحراك أو هكذا ظننت. هناك ضروريات مأكل وسواه تنقصني، وشيء ما أقوى من الاحتياج يدفعني للخروج.

لم أقف طويلا أمام المرآة كعادتي، فكلّ ما يهم أن ألتفع بما يليق بالضيف الّذي قد يتكرّر وأنا في محطة الغياب.

في الشارع الناصع البياض لم آبه كثيرا لاحتمالات انزلاقي وانكساري. تلك اللآلئ الهشّة التي تضرب وجهي حبيبة إلي. تعارفنا الأوّل كان استثنائيّا. كنت أعيش حقبة ما زلت أسمّيها (عصري الذهبي). كان هناك أهل وأصدقاء وحبيب؛ أو هكذا ظننته.

الوقت هو أفضل تحرّ خاص نستعين به ليزيح الستار عمّا كان جليّا يومها، لكنّه الإصرار ألا نراه.

آه تخرج بصمت ينسيني وجعها رؤية سيّدة تقاربني ربّما سنّا وفحوى وأولادها وقد صنعوا رجلا ثلجيّا ولا أروع.

أوّل مرّة أعرف أنّ الجزر مقوّي النظر يستعان به لأنف الرجل الثلجي، في حين احتلّ الليمون محاجر العيون. تعذّبني تلك السعادة الّتي أحسّها. ولم لا؟ فلسعادة آلام نكتشفها فجأة، ودائما هناك (أوّل مرّة ).

تبارك تلك السيّدة حضوري بابتسامة عريضة وأبادلها عرضها السخي.

"رائع سيّدتي رجل الثلج هذا. كذلك أولادك."

"شكرا، أنا (أمّ فلان) ويمكنك مناداتي فلانة."

"وأنا فلانة" (بلا أمّ فلان وفلانة). كم مرّة وقعت في مطبّ الألقاب هذا ووخز أمومتي الجدباء!

قالت لي إنّها صاحبة المكتبة المجاورة لمسكني وهي دائما في الخدمة؛ دبلوماسيّة القطاع الخاص.

أفكّر في كشف أوراق مهنتي لكنّ كراكيبي تعترض.

غريب أنني لم أكن قلقة على المحمول الذكي بأن يتلفه الثلج وأنا منهمكة في التقاط الصور والفيديوهات قدر قلقي ألا يؤرّخ اللحظة، فالذكاء يخذلنا في كثير من الأحيان.

أحاول نسيان كم مرّة خانني. يسعفني نداؤها بأخذ صورة جماعيّة مع رجل الثلج.

يتكرّر هذا المشهد الهزلي في حياتي. سهلة الاندماج مع الأخريات والآخرين حتّى وأنا أدرك أنّ صدفة اللقاء قد تكون الأولى والأخيرة.

واو! منذ متى لم أتنفّس بعمق هكذا؟ أكوّر حبّات اللؤلؤ بيدي لأتقاذفها مع تلك العائلة الودودة.

العائلة نعمة بديهيّة لا ندركها إلاّ حين تصبح في خبر كان.

لا يهم. قدر. نصيب. تختلف المسميّات والنهاية واحدة.

تستمر رحلتي الجليديّة الّتي أذوب في دفئها ولا أدري لماذا. ربّما أدري، ولكن...

أصل إلى أقرب مجمّع تجاري. أبوابه مشرّعة لكل شيء: خضار. قهوة. خبز. كلّ ما ينقصني. لكنّ اليوم جمعة وموعد صلاتها. أغلب أصحاب المتاجر في المساجد.

أكتشف أنّ المودّة بين الناس لا يجب الحكم عليها جغرافيّا فالسكن الجديد في حيّ راق، والمفروض أنّ من فيه مغرورون يعيشون في شرنقة خاصّة بهم. لكنّ ما حدث ويحدث اليوم لا يبرر للتعميم.

وأنا أنتظر عودة "الخضرجي" عند بائع الخبز أشمّ رائحة بديهيّات الصباح. آه، لديهم ماكنة تحضير القهوة.

أحد الشباب العاملين هناك يقدّم لي كأس قهوة كثيف الرغوة. يا للعار! من المؤكّد أننّي ضبطت متلبّسة بالنظر إلى الماكنة. لا يمنعني ذلك من احتسائها. أسأل عن الثمن فيجيب الشاب الوسيم: " لا، عيب. هذه ضيافة."

واو! جميل الإحساس بعودة الإنسانية خصوصا عند جيل متّهم بغيابها.

تأخّر "الخضرجي" في الصلاة. ينصحني الشاب بسؤال أصحاب كافتيريا الحمّص والفلافل فهم و"الخضرجي" من إخواننا "المصاروة".

يراودني الثلج عن نفسي فأستجيب. أخرج لأجلس على كرسيّ رخامي في الخارج. تصرّف عفوي طالما حلمت به. يأتي رجل ملتح فاضل يسألني إن كان بالإمكان تقديم أيّ مساعدة كإيصالي للمنزل إن لم يكن قريبا لظرف الطقس الطارئ. عادة لا أحسن الظن بعرض كهذا، لكنّي اليوم أحسّ بأنّي سفيرة النوايا الحسنة.

"شكرا سيّدي. أستمتع بالطقس. لا أجده رديئا أبدا."

قشعريرة تجبرني على العودة حيث محلات الحمص والعاملين. أحدهم يتجاذب أطراف الحديث مع رجل تناهى إلى سمعي أنّه ليبي. ما هذا السخف؟ مصري وليبي و... ألن تجمعنا الإنسانية؟

"عفوا، حضرتك من ليبيا؟"

"نعم سيّدتي."

"مقيم أو هنا للعلاج أو...؟

دائما أندّد بالفضول وأهله. اليوم أنا لست أنا. ذاك البهاء الأبيض أذاب ما بي من معتقدات، رغم انّه لم يذب بعد، قد أعود إليها حين يذوب. الآن لا يهم.

شقيقنا الّليبي مبهور بالمنظر الخلاّب. يلتقط بعض الصور والفيديوهات. أنظر إليه بحشريّتي الطارئة.

"أتودّين التقاط صورة تذكاريّة؟"

"لا، شكرا. فقط... عفوا... كنت... حسنا شدّت كاميرتك انتباهي. إنّها أصليّة. أقصد يابانيّة. تعرف، السلع الصينيّة... و...

"أحضرتها لأصّور ابنتي المريضة. نحن هنا من أجلها. أنا وهي ووالدتها فقط."

"سلامتها إن شاء الله."

كي لا أخدش البراءة البيضاء وقناعاتي اليوم لم أتطرّق لسياسة وفضائيّات. فقط أبديت استغرابي من سلاسة لهجته. قال إنّه أستاذ في اللغة العربيّة وقد طاف العالم من شرقه لغربه. رجل مثقّف متحضر. أليس هذا ما يجب البحث فيه بمبادرة عودتنا إلينا؟

"أنا ذاهب الآن لابنتي في المستشفى. والدتها هناك أيضا. تفضّلي لو شئت معي للتعرّف إليهما."

"بأقرب وقت إن شاء الله. إلى اللقاء."

ربّما كنت أهرب من أنا الجديدة، ولو كانت آنيّة، وضمن كراكيب.

لا شيء غير اعتيادي عند "الخضرجي" إلاّ حين أعاد لي بضعة ليرات تعبانة، ههه. أقصد مهترئة. عادة لا أرضى بمثلها، فهي عصيّة على الصرف. لكنّي اليوم قبلت العذر: لا يوجد لديه سواها.

بعودتي يتكاثر الثلج وتتكاثر معه كراكيبي. شاب وسيم يحمل أسطوانة غاز على كتفه يمشي بمحاذاتي. ابتسمنا لبعضنا. قد تكون ابتسامة غير مبرمجة هي جواز السفر الدبلوماسي الّذي يعوزنا لاختصار مسافات همزات الوصل والتواصل.

أفكّر بالثلج ولقائنا الأوّل، أنا وهو، ومن كان حبيبي، بقصيدتي الثلجيّة. حينها وصفته بالصديق. ماض لو عاد يكون مسخا، وأنا أكره الفتق والترقيع.

هي القصيدة الثلجيّة لا تنوي التخلّي عنّي بنهاية حزينة قاشعة لغبار الأمل.


فبعد حين يطلع النهار

يموت حلمي ببزوغ الشمس

يصير ذاك الثلج كالأنهار

تشربها الأرض فيختفي كالأمس

وحينها تتفتّح الأزهار

تمسح حزنا يعتري نفسي

ايه صديقي اذا عاد المناخ

ودار في الدنيا فصولا أربعة

وولولت ذكرى ونادت في صراخ

وأنا هنا بوحدتي ملتفعة

وعدت من مجهول ذات الفترة

أردت أن نمضي معا

نجري معا

نعيد ماضينا، نعيد الكرّة

وجاءنا الأثير، قال في حسرة

لن نرجع العمر.

وضاع عنواني، صرت في حيرة

أنا يا صديقي في ثنايا الثلج دفنت السرّ.

كان ذاك أوّل فصل ثلجيّ في مسرحيّة حياتي. وجاء ثان وثالث. من يدري لو جاء رابع متى وأين سأكون.

بديهيّ ضياعنا في جدل الكلمات ودجل الكلمات وصعب جدا العيش في خضّمها.

عدد الشباب والصبايا والأطفال يتزايد. كذلك رجال الثلج بملامح ثابتة القواعد. قد أبدو تافهة لو قلت إنني تعلّمت اليوم كثيرا. لكّن أهمّ ما تعلّمت كيف أصنع رجلا واضح المعالم، ولو كان ثلجيّا يوما من الأيّام.

عند اقترابي من عمارة سكني كان مالكها يطل من شبّاكه. أشار لي بأن آتي. تذكّرت أنّ اليوم بداية شهر جديد: دفع الإيجار وفواتير الماء والكهرباء وخلافه.

أف، واقع بليد يعيد كفّي لحسابات وأرقام ماديّة بحتة. كان يجب التحضير لذلك ما دمت لا أملك سوى كراكيب.

في شقّتي قرب المدفأة شعرت بمبادرة إنفلونزا. قدري؟ ممكن. (ولا ترموا بأنفسكم إلى التهلكة). كما هو قراري بعدم الإبحار عميقا في لجج السياسة كذلك الدين. ببساطة خرجت لنفاذ خزين الدار. غدا قد يستمر الإعصار. قد ينتهي، وعدد لا ينتهي من الاحتمالات.

خرجت لاكتشف صدفة تناثر بقاياي هنا وهناك، وقص ولزق وإعادة ترميم، وأعود. ربّما كما كنت... وربّما...

لا أدري، الآن أنا منهمكة في تدوين يومي. لست مدوّنة. لنقل وصف اليوم، لا يهم. هي فقط دعوة منزّهة عن أيّ غرض ليعيش كلّ منّا يوما مكركبا. صدّقوني، لا أحد سواكم سيعلم محتوى تلك الكراكيب.

D 25 آذار (مارس) 2012     A أمل النعيمي     C 18 تعليقات

9 مشاركة منتدى

  • لم أوَفَّقْ كثيراً يا سيدتي في فهم مفردة "كراكيب" ولا في مصدرها واشتقاقها وأصلها وفرعها وعلاقتها بالموضوع..!؟ لعل الكراكيب لزوم ما لا يلزم من متاع بائس وتعيس، يشغل حيِّزاً في مكان ضيِّقٍ ومحدود في حالٍ من الفوضى العارمة..؟ أو أنها عمل مهمل ومتروك قبل أن يكتمل..؟ ربما كانت في الكراكيب لوحة فنية رائعة تركها راسمُها قبل أن تكتمل، أو أهملها مالكها لجهله باللوحات الفنية النادرة، فلم أتمكن من رؤية الإبداع فيها لقصور في نظري..؟

    ما من شك يا سيدتي أن نجيب محفوظ نال جائزة نوبل بجدارة يستحقها فعلاً، وربما رافقتْ جدارتُه تلك معطيات أخرى لها علاقة بسياسات بعض الدول الكبرى النافذة..؟ مهما يكن الأمر فينبغي للجائزة الحدث أن تكون من دواعي اعتزازنا نحن العرب، وينبغي للعروبة أن تجمعنا أولاً قبل أن تكون الإنسانية هي الجامع، كما تفضلت بقوله في سياق النص، فمن يعجز عن فعل المحبة لأهله وأحبابه..؟ فلن يكون في مقدوره محبة الآخرين. من لا يحب أهله فلن يحبَّ الناس جميعاً.

    ألفقرات التمهيدية الأولى في بداية النص، ليست مبررة كثيراً، ولو اكتفيت بالنثر دون الشعر لكان للنص مصحلة أكبر، ولا أريد هنا أن أدخل معك في البحث عن متاهة الشعر الرائع أو القاصر فأفتح حواراً لا أظنه ينتهي على خير.

    ألنص أصابني بالإرتباك، فلست أدري كيف يكون حال الذكريات عندما تلتقي النار بالثلج..؟! لِمَ لا تختارين أسماء كيفما اتفق لفلان وفلانة..؟! يمكن للذكاء أن يتعبنا ويصدمنا أن يسعدنا أو يشقينا ويضنينا..! لكنه لا يخذلنا أبداً..! "يراودني الثلج عن نفسي" فيها ومضة من "عزازيل" ليوسف زيدان في حكاية الراهب والبحر حينما يتعرف إلى جسد الراهب للمرة الأولى. ألآه في المبدأ تبعث على الراحة يا سيدتي ولا تؤذي..! أما الآه في النص فإنها دليل انتحابةٍ في القرار لم تحسني نقلها جيداً إلى القراء. تبقى الإشارة إلى بعض المفردات التي لم تأتِ في مواقعه.


    • مرحبا أستاذ ابراهيم وشكرا لتعمقك في قراءة النص ولو كان النقد سلبيا بمجمله فهو يستفزّ مشاعرنا وقلمنا للرد أو لنص جديد أتمنى أن يكون أفضل , سأبذل قصارى جهدي بعدم الاطالة وأبدأ بكراكيب ماذكرت عن معنى الكلمة الحرفي قد يكون صحيحا لكنني وغيري على ما أظن نستخدم بعض المفردات أحيانا كرمز كما تعلم ونترك للمتلقي قراءة السطور وما بينها وكراكيب النفس البشرية بالغة الثراء والعطاء لمن يحسن استثمارهاأما دفاعك عن نجيب محفوظ فلم أفهم لم تصورت انني قللت من شئنه ورغم اني ذكرت انني لااريد الخوض في دهاليز السياسة والدين أجدني مضطرة للدفاع عن وجهة نظري وليس النص بالقول ان أغلب المثقفين والمثقفات يدرك ماوراء (نوبل نجيب محفوظ )واعتبره رايي الشخصي لك ان تتفق او تختلف معه فالاختلاف بالرأي لايفسد للود قضية وينطبق ذات المنطق على التأوّه وسواه مما عقبت عليه تبقى المسمّيات على ما أذكر لن أكتب وجهة نظري التي ربما لن تأخذها محمل الجد أقول لك فقط انني كتبت مرة نصا مفعما بالاسماء وجاء تعقيب أساتذة كبار في مضمار الأدب ان النص ممتاز ومكتوب بحرفية عالية لكن استخدام الاسماء أضغفه قليلا !! وجهات نظر هل يعني ذلك انني لن استخدم بكتاباتي المستقبلية اسماء لو رايت في ذلك خدمة للنص؟!! أخيرا وليس آخرا الكتابة نثرا وشعرا وجهان لعملة واحدة كل يراها من وجهته وليتك كتبت تعقيبك على المقطع الشعري الذي هو مقتطف من قصيدة عرضتها يوما على شاعر له باع طويل وجوائز عدة لآخذ رايه وقلت انني في الشعر بنوعيه مازلت طفلة أحبو وعندما ارتسمت ملامح غير مطمئنة على محياه سالته هل كان شعري رديئا لهذه الدرجة قال: بالعكس صدمتني بقولك انك طفلة تحبو في هذا المضمارففي النص الشعري قوة وعمق لدرجة احرجت من ان اسالك هل هو نصك فعلا ام ؟؟!!! اجبت هذه اروع شهادة سأظل اعتز بها من شاعر مخضرم مثلك .
      سيدي قل ماشئت عنه وعن النص صدقا كل ذلك يسعدني كثيرا الآن ومستقبلا شكرا مرة أخرى مع التقدير والاحترام.

  • ثلج ... في حضرة نقائه وبياض براءته لا استطيع الا ان اعود طفلا كما كنت عند اول لقائي به. اعود طفلا بلعبي به حتى تتجمد اصابعي، استرق ما علق منه فوق السيارات وآكله دون ان يراني احد سوى اخي الصغير الذي يشاركني الاكل. نعود للبيت ونجدهم قد حصدوا بعض من الثلج وصنعوا الليموناضة التي نشربها بنهم حتى تؤلمنا عيوننا.

    عاصفة الثلج تحمل معها عاصفة ذكريات وما كراكيبنا الا كورق شجر تجمع في زاوية مهجورة بعد هذه العاصفة.

    أمتعتني وأخرجت بعض كراكيبي كذلك.


  • أختي وصديقتي أمل: تعرفين دايما باغبطك لقدرتك على الكتابة والتعبير ويمكن مرح أقدر أكتبلك كما كتب الغير بس رح احكي شي اعتقد انّو مهم تعرفي احنا يوم الثلج ظلينا بالدار والدفا وروتين كل يوم وانت حولت اليوم لاحداث كثيرة ساعدتني لخروج كراكيبي وهاد الفرق بين اللي الله انعم عليه بالقدرة على التعبير واللي مايقدر بس استغربت في واحد كاتبلك مافهم الكراكيب وشكلو يكتب مثلك طيب كيف انا فهمت وهو لا وكيف اقدر اوصللو هالحكي والله مو لاني بعرفك بس جد كتير عجبتني الافكار المكتوبة اللي يقراها بتمعن يتعلم كتير وينبسط وسامحيني وادارة المجلة مبقدر اكتب بالعربي الفصيح هيك مثلكم يمكن ماينشروا اللي كتبتو المهم كنت متضايقة نفسيا لما قريتها حسيت الكلاكيع اللي بظن انت اعتبرت جزء منها كراكيب طلغت وارتحت بتمنالك التوفيق عقبال ما تنشري كتاب قصص وكتاب شعر


  • السيدة أماني زعرب: أنا هو الغريم يا سيِّدتي، الذي يجهل ما تكون الكراكيب.. لكنني معجبٌ واللهِ بالبساطة والعفوية والصدق الذي تميَّز به تعليقكِ الكريم، ويسعدني أيضاً أن تبدي رأيك بما أكتب.


    • السلام عليكم أخي ابراهيم سألت عن معنى الغريم أو الخصيم طلعت المنافس أنا مبعرفك أخي بس بعرف أمل طيّوبة كتير وشغلة المنافسة والحرب لو على كتابة مو موجودة عندها عيب هون نعمل دعاية لحدا وحدا تاني لا هيك بظن قريت اللي كتبتو حلو بس مافهمت شو الفايدة من قراءتو يعني ست هبلة الله عطاها جوز لو أطرش بس متلاقي أحسن منّو وحياتها معوصارت كتير منيحة فجأة صارت طماعة وبشو ببقرة كانو امها مثلا حرضتها وحلها المختار شو استفدنا من القراءة؟ الله يخليك ماتزعل وتقول تحيز انا عندي شغل عيلة لما افضى رح اقرأ قصص غير واحكي اللي حاساه متل ماحكيت معك وبتشكر لطفك بمدحي انت اخوي الله معك

    • أعجبني جدآ تحليل الست أماني عن سعديه الغبيه في قصه الأستاذ إبراهيم ,التي كانت كما قالت الست أماني منيحه وفجأه صارت طماعه ! ؟يمكن تكون والدتها التي حرضتها .!.؟ وكأن أماني تشير إلى نقطه جوهريه وهي أثر الأمهات في حياه بناتهن الزوجيه. كثيرآ من الأمهات لهن الفضل الكبير في الحياه الزوجيه السعيده التي تحياها بناتهن ..تقابلهن أمهات ينغصن حياه بناتهن ويكن سببآ في تعاستهن ..أخذنا في المدرسه ونحن صغار( وصيه أم لأبنتها في ليله زفافها) ومنها :كوني له أمه يكن لك عبدآ ,إحفظيه في ماله وبيته وعياله,لا يشم منك إلا أطيب ريح ....إلخ
      _أعتقد ببساطتك وعفويتك استطعت أن تفهمي شيئآ من النص دون أن تدري .؟
      _كما أعتقد أن لك أمآ رائعه لأنك ميزتي بين الأم المحرضه والأم التي تعين ابنتها على مصاعب الحياه
      _

  • الست أمل ..أعتقد أنك كنت على طبيعتك وسجيتك دون تكلف ومغالاه في كلامك .. فأنت في حضن الطبيعه الخلابه بمناظرها وبين ناسها الطيبين .. إحساسك بجمال الثلج المتراكم جعلك تنقشين صوره فنيه من كلماتك وعباراتك ,حملت القاريء لمشاركتك والإندماج معك في فرحك واستمتاعك .. وإن وجدت الكراكيب هنا وهناك ,فهذه طبيعتنا وهذه حياتنا


    • الأخت الفاضلة ليلى شكرا على الكلمات الرقيقة واستمتاعك بالموضوع هو كما تفضّلت جاء عفويا وبلا تزويق لفظي. مذاق الفرح شابه حزن دفين لذكريات لاتريد النسيان ,حكمنا المسبق على الناس من محل سكناهم مثلا ,الدعوة الى محبة بعضنا البعض كبشر وعرب واسلام لو شئت مع ان منظوري الانساني أجده أكثر شموليّة وأميل الى محاباته أكثر ,كيف توقظنا ماديّات الحياة القاسية من لحظاتنا العفوية كحكاية المالك والايجار ,فقدان المعنى الحقيقي للرجولة غالبا هذه الأيّام مما يدفع للتفكير بصنع رجل ثلج !!!المهم يكون زلمة كما يقال وسواه من الطروحات الكثير. باتمنّى عليك قراءة باقي نصوصي والتعقيب عليها سلبا أو ايجابا فبك وسواك من الاخوات والاخوة نزداد طموحا لتقديم الأفضل مما يساعدنا كذلك على تطوير الذات مع فائق التقدير والاحترام

  • يا إلهي يا أمل ماذا فعلتِ بي هذا الصباح..
    لقد نقلتني من هنا من مكتبي الممل هذا الصباح إلى عالمك الثلجي الجميل في صباحك ذاك..
    لكأنني كنت رفيقة نزهتك تلك، لكاني التقيت بكل اولئك الذين صادفتهم ..
    تلك الكراكيب التي تحدثت عنها شعرت بها تحتلني بتلقائية عجيبة، شاركتك بكل شيءْ ، حتى في احتساء تلك القهوة التي وصلتني رائحتها إلى هنا، رغم أني لست من محبيها ، ومع ذلك لم أقاوم رائحتها كما لم أقوم دعوتك للتنزه فوق تلك المساحات البيضاء..
    الثلج كائن مدهش حقاً يجعلنا كما وصفت تماماً ننصهر فيه وفي كل شيء حوله ونتحول إلى جزيئات صغيرة ، ننسى كل شيء في حضوره ونتوحد جميعنا تحت راية بيضاء تجمعنا..
    أحببت هذه الكراكيب، وأحببت كل ما مر ببالي وانا اعبر هذه المساحة الكتابية الجميلة..
    لكِ مني كل الود..وتقبلي اعجابي الشديد بقلمك..


    • عزيزتي غاليا الغالية: سعيدة لأنّي أدخلت الفرح الناصع البياض ليومك وقلبك وروحك ذات صباح وأتمنّى أن يكون القادم أروع وأنقى, أقولها بصدق انني أؤمن ان مايصدر من الوجدان يصل الوجدان بلا مطبّات اذا كان الداخل نقيّا وناصعا كالثلج و واروع اللحظات هي اللحظات البسيطة الّتي نحياها بلا تكلّف وبعفويّة مطلقة وهذا بالضبط ماكان وراء كراكيبي ,لك مني دعوة مفتوحة بكل حبّ واعتزاز لفنجان قهوة في كلّ موسم وزمان ومكان ويشرّفني أن نتواصل كصديقات وتطّلعي على باقي نصوصي التي أرجو أن ترقى الى مستوى احساسك المرهف وشفّافيّة أعماقك و أن أكون ويراعي المتواضع عند حسن ظنّك دوما مع جلّ احترامي.

  • يا سيدتي لقد كنت ناصعة كالثلج نقية كنقائه . طرحت موضوعك بيسر ولكن له معان ابعد من ذلك . لبست عباءة الماضي وطوقك عقد من الألم والحسرة الخفية. طرحت مشاهد ولم تعط لنفسك فرصة لحلها . استخدمت بعض الكلمات مثل (واااو ) للتعجب والاصح ان تكتبي مقالا لنقدها لا لاقحامها في قصتك. جملة ما طرحت هي مشاهدات بشكل قصصي ولكن ينقصها الكثير من العناصر واهمها العقدة. جميل ما كتبت والاجمل ان تكون في قالب نقدي واضح. مع اعجابي وتقديري.


    • حظرة الأستاذ الفاضل فهمي: شكرا جزيلا للقراءة والتعقيب, شكرا لأنّك استطعت استشعار مالم يكتب أو قراءة مابين السطور من الواضح انّ لك المام كبير في لغة الضاد واشاطرك الرأي ان كلمة واو ليست من مفرداتها لكننا أحيانا نتجاوز المعروف لنعبّر بطريقة فضفاضة لو جاز التعبير , سيّدي تعلم رثم العالم وايقاعه المتسارّع بشكل غير مسبوق وكيف غيّر ويغيّر الكثير فلو قارنّا مثلا المعلّقات السبعة أيّام الجاهلية بما يكتب اليوم ربّما لشطب مالايقل عن 99% منه ناهيك عن انني رجوت كل القارءات والقرّاء الكرام ببداية النص أن يعذروني لو كان فيما كتبت ركاكة لغوية لأنّها كراكيبي تتناثر بلا ترتيب مسبق , هذا لايمنع طبعا من الاصغاء الى النقد البنّاء سلبا كان أم ايجابا والاستفادة منه فبه وبكم نزدهر ونتوق الى تقديم الأفضل مع جلّ تقديري واحترامي.

  • عزيزتي أمل ...قلبك أكثر نقاء وأشدبياضآ من الثلج !تحدثت وتجليت في الحديث ونسيت نفسك مع الطبيعه التي شدتك وأخرجت مكنونان نفسك , تعريت من أوراقك وكنت على حقيقتك ,ظهرت بساطتك وحسن معشرك, كنت رائعه في اختيار عباراتك التي تدل على بلاغتك في الكلام ..أأخرجتِ أمل من زنزانه ذكرياتها إلى ساحه فسيحه تتنشق فيها هواء باردآ يلسع وجهها ويوقظها ويعيدها لحاضرها ...
    أبدعت ياصديقتي في وصف يومك ووصف مشاعرك ..آمل أن تصفي يوما ربيعيآ تسموفيه النفوس مع إزهاره وروده وطيب رياحينه ..آمل أن تصفي أمل بدون كراكيبها ..!


    • عزيزتي هدى: ربّما لن تصدقي ان غلالة دمع عانقت مقلتيّ وانا أقرأ كلماتك فبقدر ماظننت ان كراكيبي تعرّيني على الملأ كان فيض مشاعرك يعرّي تواصلا انسانيّا استثنائيّا بيننا قلّ وجوده بأيّامنا هذه, الف شكر لك وللنص الّذي عرّفني على ذاتي أكثر من خلالك أولا ومن بعض الفضليات والأفاضل ثانيا وأعدك انّ الربيع قادم لامحالة ليس مجرّد فصل موسمي فقط بل أحلام تتحقق وظلم ينقشع وأزهار من كلّ شكل ولون تأتي من كلّ حدب وصوب شاء من شاء وأبى من أبى ليس لمعنى اسمي فقط سبب لقدومه انّما هي الحياة وغريزة البقاء والتوق للافضل والأجمل لعالم فيه أنت وأنا وكلّ أنصار المدينة الفاضلة ولو بعد حين طال أم قصر ,مع كلّ الحب والتقدير والاحترام.

  • لا اعرف كيف اكتب عبارات منمقه ومرتبه ولكني سأكتب كلماتتجول في خاطري الان بعد قرآتي ليومك.
    لقد سافرت معك وعشت لحضات يومك لم احس بجمال الثلج هكذا الا بعد ان قرأت ماكتبتي عن يومك وكيف كنتي سعيده بدون اي إضافات وترتيبات .... الخ.

    جميل هو الضيف الابيض والاجمل منه رؤية الابتسامه على وجوه الصغار وحتى الكبار واحساس الفرح في القلوب حيث يكون كل منهم مشغول بعمل رجل ثلجي يتصورون معه ليتحفظوا بالذكريات. عندما يتساقط الثلج اتمنى لو كنت طفله صغيره استطيع الركض واللعب في الثلج بدون كلل وملل.

    شكرا على مشاركتك لنا بيومك فقد كان يوما رائعا وستظل ذكرياته محفوره في ذاكرتك.


    • عزيزتي تمارا: جزيل شكري لما كتبت وعبّرت بعفويّة وبلا تكلّف , سأقول لك شيئا: في الشعر الّذي اقتبست جزءا منه في النص هناك مقطع يسبقه قلت فيه(صديقي البعيد والقريب لو كنت معي .. نجري معا فوق البساط اللامع الناصع.. وذلك الاحساس اننا نغوص أعماق لاندري مداها ونسرق الدفء كأننا لصوص فالبرد في الأجواء بلّد النفوس واحتواها..!!) ليس ضروريا ان نكون صغارا بمنظور العمر لكي نفسح المجال لأرواحنا أن تتنفّس وثقي ان بداخل كلّ منّا طفل لكنه العرف وثقافة العيب.. الخ كل ذلك يتركه مسجونا في وقار العمر وخوف نقد الآخر .. بالثلج أو بدونه صديقتي البعيدة القريبة سآخذك معي لنجري اينما شئنا فطفلتي تمرّدت وخرجت تعبث بعفويّة لتحرّرني من كراكيبي وكما قلت وأقول دوما انّ أجمل اللحظات الّتي نعيشها هي اللحظات البسيطة ولو رفضت المجئ سآخذ الطفلة الّتي بداخلك معي ونسمع معا عذب ضحكاتها تعانق مقلنا براءة محيّاها.. مع كلّ الحب والتقدير والاحترام.

في العدد نفسه

عن مبدعة الغلاف

كلمة العدد 70: الإعجاب الإجباري

ابنُ الخَطــيب الأندلسي وإحاطــته

الارتحال عبر ذاكرة الاعتقال...

الشخصية في صيادون في شارع ضيق