أشواق عمر - السعودية
كل عام وشمعتك متقدة
بعد حصولي على جائزه في الكتابة، وصلتني دعوة من أحد المقاهي لعمل لقاء تعريفي بالرواية الفائزة، وشعرت أثناء اللقاء بمبالغة المضيفة في حفاوتها بي وبالرواية مما أربكني فعلا. أنا لم أولد كاتبة كما يولد بعض الشعراء، ولم أكتب منذ نعومة أظافري، فقد ظهرت موهبتي على كبر، ودخلت هذا المضمار منذ عدة سنوات فقطـ وكنت كمن يتعلم قيادة الدراجة الهوائية لأول مرة، فيتعثر حينا، ويسرع حينا، ويصطدم في أغلب الأوقات.
أبحرت عام 2010 في المواقع على شبكة الإنترنت، أبحث عمن أعرض عليه كتاباتي ليعطيني رأيا فحسب، وإذا بي أعثر على تقديم الدكتور عدلي الهوّاري في مجلته العزيزة "عود الند" يفيد باستعداده لمساعدة الكتاب الشباب، ونشر نصوصهم أيضا.
بعثت إليه بنصي الأول، وجدته يومها نصا يستحق القراءة، شيء من وحي الخيال، وشيء من روحي، خلته نصا مكتملا مبهرا. وإذا به يعود ببعض الملاحظات وضعها الدكتور عدلي كي أقوّم النص، مع الموافقة على نشره بعد الأخذ بالملاحظات.
وهكذا احتضنت عود النت قلمي، واكتملت فرحتي عندما نشر نصي بل بنشره على صفحاتها، مع أسماء كتاب وكاتبات بارزين لهم وزنهم ومكانتهم، واكتشفت عالما جديدا: بيتا يضم كتاب وكاتبات وقرّاء وقارئات من مختلف دول العالم العربي والمهجر، يجمعهم القلم وحب واحترام هذا البيت وأفراد عائلته، والأكثر جمالا هو عطاؤهم الغير مشروط، فتتلمذت على يد الدكتور عدلي، وعلى أيديهم، وتعلمت منهم بجانب فنون الكتابة، وأساسياتها، النقد البناء والانفتاح، والعطاء والاحترام المتبادل، وحسن الظن بالآخر.
بعد نشر مجموعة من النصوص بانتظام، توقفت عن الكتابة الدورية، واتجهت إلى الدراسة بحضور الدورات، وقراءة الكتب المتخصصة في مجال الكتابة، واشتركت في عدة مسابقات كانت آخرها فوز روايتي "الثقب الأزرق" بالمركز الأول في مسابقة نظمتها مكتب جرير (السعودية) عام 2022.
أنا اليوم مدينة لمجلة "عود الند" ورئيس تحريرها، وكل من قابلته هناك فعلمني وأرشدني أو حتى علّق على نصي فشجعني. وأهدي نجاحي البسيط في ميدان الكتابة ونجاحاتي المقبلة لهم. كل عام والدكتور عدلي الهواري، وأصدقاء الفكر والقلم بألف خير، كل عام وشمعتك متقدة مجلتي العزيزة "عود الند".
◄ أشواق مليباري
▼ موضوعاتي