عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

مختارات: آلان دونو

نظام التفاهة


أن تلعب اللعبة

إنه لشيء محزن حقا أن تقرأ الكثير من الكتابات حول الدراسات العلمية عديمة الجدوى والرّقابة الذاتية التي تحكمها، والإساءات المتعددة الملاحظة في الحرم الجامعي. فيما تصبح معتادا على التقارير المعاصرة والكتب والمستندات حول الأكاديميا، يمكنك أن تتنبأ، عندها، بأن المؤسسة لن تثير أي اعتراض بهذا الصدد. لقد مرّت الجامعة بتحوّل واسع وجانح. وهو تشخيص تتأكد دقته بعدم قدرة المؤسسة على الرد على منتقديها، بمن في ذلك عدد من الأساتذة الشجعان الذين يتحدثون من داخل الجامعة.

لقد صارت العلاقات بداخل الجامعة مؤذية إلى درجة كبيرة، حتّى أنّ عالم الاجتماع، ألكسىندر أفونسو، الذي يدرّس في قسم الاقتصاد السياسي في كنجز كولج في لندن، والذي درس بِنى تهريب المخدرات، لا يتردد في مقارنة الأنماط المؤسسية للجامعة بتلك الخاصة بالجريمة المنظّمة، فبحثه المعنون "كيف تشبه الأكاديميا عصابة المخدرات"، والمنشور في عام 2013 على موقع جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية على الإنترنت، يقارن بين الدخول المتفاوتة بشكل كبير في شبكات التهريب، التي يكسب فيها بائعو الشوارع "أجرا" بائسا، فيما الأرباح يحصدها الزعماء الكبار، ونظام التعويض المالي السائد في الجامعة.

[...]

وفقا لماري-ايف ماييه، التي تحمل درجة الدكتوراه في الاتصالات، فإن طلبة الدراسات العليا يتم استخدامهم كأدوات من قبل أساتذتهم الذين يكونون بحاجة إلى الاستعانة بمصادر خارجية لأعمالهم الإضافية، نظرا لقلة الراتب:

"يعمل أساتذة الجامعة بشكل كبير سلفا، وهم مطالبون بالقيام بالمزيد دائما. ينجم عن ذلك أنهم يصبحون بحاجة لقيام طلبة الدكتوراه بكتابة أجزاء كبيرة من أبحاثهم الأكاديمية التي ينبغي عليهم تسليمها كل سنة، وكأن الأمر يتعلق بمعرفة يمكن إنتاجها بذات المعدّل الذي تنتج فيه النقانق الرخيصة.

"ويحتاج الأساتذة إلى طلبة الدكتوراه أيضا في تدريس العديد من المقررات التي لا يعود باستطاعتهم تدريسها لكونهم مشغولين بحضور اجتماعات القسم ولجان الكلية وغيرها من اجتماعات كثيرة تزدحم بها أجنداتهم.

"كما يحتاج الأساتذة إلى طلبة الدكتوراه لكتابة جوانب مستفيضة من طلبات المنح التي يستمرون بتقديمها باستمرار مثل مقامرين قهريين: يجلسون أمام شاشة فيديو لليانصيب، وما إن يصلهم التمويل حتى يكون عليهم البحث عن المنحة التالية. في ظل نظام مثل هذا، ليس من الواضح متى سيكون لديهم الوقت لإنفاق كل هذه الأموال التي يحصلون عليها"[63].

= = =
[63] Marie-ave Maille, "Ma eaction a la table ronde dur le docorat a l’equipe de Mediam large", letter published on social media, 20 May 2015.


غلاف كتاب نظام التفاهة

Deneault, Alain (2015). La médiocratie. Lux Éditeur.

D 28 آب (أغسطس) 2024     A عود الند: مختارات     C 0 تعليقات