عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 
أنت في : الغلاف » عود الند: العدد الفصلي 36: ربيع 2025 » الإمبراطورية تدمر ذاتها

ترجمات: كريس هدجز

الإمبراطورية تدمر ذاتها


أدناه مقتطف من مقالة بالإنجليزية للصحفي الأميركي، كريس هدجز، وهي بعنوان "الإمبراطورية تدمر ذاتها". نُشرت المقالة في موقع "كونسورتيوم نيوز" بتاريخ 11 شباط (فبراير) 2025.
.
.
يتكالب على التهام آليات مؤسسات الدولة المليارديرات، والفاشيون المسيحيون، والنصّابون، والمرضى النفسيون، والحمقى، والنرجسيون، والمنحرفون الذين سيطروا على الكونغرس والبيت الأبيض والمحاكم.

أصيبت كل الإمبراطوريات في المرحلة الأخيرة قبل انهيارها بهذه الظاهرة التي تؤدي إلى شل أذرع الدولة وتدميرها، ثم تنهار الإمبراطورية كبيت من ورق.

نتيجة العجز عن إدراك الإمبراطورية أن قوتها تتضاءل، ووجود غطرسة تعمي البصر، التجأ المنتسبون لإدارة ترمب إلى عالم خيالي لا تنغص عليهم فيه الحقائق الملموسة والمرة.

يتفوهون بسخافات غير منطقية، وفي الوقت نفسه يغتصبون الدستور، ويستبدلون الدبلوماسية، والتعاون متعدد الأطراف والسياسة بالتهديدات وفروض الولاء. والوكالات والدوائر التي شُكّلت ومُوّلت بقوانين سنها الكونغرس أصبحت في مهب الريح.

إنهم يزيلون التقارير الحكومية والبيانات المتعلقة بتغير المناخ. وانسحبوا من اتفاقية باريس الخاصة بالمناخ، ومن منظمة الصحة العالمية. وفرضوا عقوبات على مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت أوامر باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق، يواف غالانت، بتهم تتعلق بجرائم حرب في غزة.

كما أنهم اقترحوا أن تصبح كندا الولاية الأميركية الحادية والخمسين. وشكلوا لجنة مهمتها "التخلص من التحيّز ضد المسيحية". ودعوا إلى ضم جزيرة غرينلاند، ومصادرة قناة بنما.

كذلك اقترحوا بناء منتجعات فاخرة على شاطئ قطاع غزة بعد تهجير سكانه، ووضعه تحت سيطرة الولايات المتحدة. وهذا إن حدث سيودي إلى سقوط الأنظمة العربية التي تدعمها الولايات المتحدة.

حكام الإمبراطوريات في المرحلة التي تسبق الانهيار، بما في ذلك الأباطرة كاليغولا ونيرو، أو تشارلز الأول، آخر ملوك هابسبرغ، عانوا من اللاعقلانية التي ظهرت أعراضها على "صانع القبعات المجنون": يتفوهون بكلام غير مفهوم، ويطرحون ألغازا لا إجابة لها، ويرددون عبارات سخيفة لا معنى لها.

هؤلاء الأباطرة، مثل ترمب الآن، انعكاس للعفن الأخلاقي والفكري والجسدي الذي ينتشر في مجتمع مريض.

أمضيتُ عامين في إجراء بحوث والكتابة عن المؤدلَجين المشوهين الذين يتبعهم الذين استولوا على السلطة، وكان ذلك في كتابي "اليمين المسيحي والحرب على أميركا". اقرأوه قبل فوات الأوان.

هؤلاء الفاشيون المسيحيون، الذين يعرّفون نواة أيدلوجية إدارة ترمب، لا يخفون كراهيتهم للديمقراطيات التعددية العلمانية. لقد سردوا بالتفصيل في كتب ووثائق "مسيحية" متعددة، مثل مشروع 2025 الصادر عن مؤسسة التراث (Heritage Foundation). وهم يسعون إلى تشويه السلطتين القضائية والتشريعية ووسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية لتصبح زوائد لدولة "مسيحية" يحكمها قائد يحظى بمباركة إلهية.

وهم يبدون الإعجاب الصريح بملتمسي الأعذار للنازية، مثل روساس جون راشدوني، المؤيد لعلم تحسين النسل، الذي يدعو إلى إسناد التعليم والرعاية الاجتماعية للكنائس، ويريد أن يحل القانون الإنجيلي محل القانون العلماني، وبمنظري الحزب النازي، مثل كارل شميت.

أنهم مؤمنون بالعنصرية، وكارهون للنساء، ومعادون للمثليين، ويتبنون نظريات مؤامرة غريبة، مثل نظرية استبدال البيض، ووحش غامض يسمونه "ووك" (Woke). بعبارة موجزة، ليس لهم أساس في كون واقعي.

= = =

https://consortiumnews.com/2025/02/11/chris-hedges-the-empire-self-destructs/

D 1 آذار (مارس) 2025     A عود الند: ترجمة     C 0 تعليقات

بحث



5 مختارات عشوائية

1.  تتويج حب

2.  نصوص قصيرة

3.  إشكالية تطبيق المصطلح اللساني في الدراسات اللغوية العربية

4.  تقديم لرواية نجيب محفوظ الشحاذ

5.  دار الآداب: موقع جديد

send_material


linked image to oudnad.net pdf_xive
linked image to oudnad.net/dox