عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 
أنت في : الغلاف » عود الند: العدد الفصلي 37: صيف 2025 » كلمة العدد الفصلي 37: تطبيقات الذكاء الصناعي: استخدامات مفيدة للكتاب والكاتبات

كلمة العدد الفصلي 37: تطبيقات الذكاء الصناعي: استخدامات مفيدة للكتاب والكاتبات


عدلي الهواري تطبيقات الذكاء الصناعي متعددة، وما يدفعني إلى الحديث عنها في افتتاحية جديدة تسليط الضوء على بعض الاستخدامات المفيدة للباحثات والباحثين، والكاتبات والكتاب.

الحريص على جودة بحثه ومقالاته يهمّه أن يكون لديه معلومات صحيحة، وأن يتعمّق في الموضوع الذي يكتب عنه، وألا يخلو البحث أو المقال من التعامل النقدي مع وجهة نظر أوردها فيما كتب. ولكن لم تعد المكتبة العامة أو الجامعية المكان الوحيد الذي يلجأ إليه الكتّاب للحصول على المعلومات من الكتب والدوريات. وبعد أن أصبحت الموارد الإلكترونية هي الوجهة الأولى للبحث عن معلومات، أو الحصول على كتب بصيغة رقمية، تقدمت التكنولوجيا أكثر بظهور الذكاء الصناعي وتطبيقاته.

البداية مع تجريبي التطبيقات كانت لاختبار بعض مما كان يقال في مرحلة التهويل في الحديث عن قدرات الذكاء الصناعي. وقد انتقدت وقتها التهويل، وأشرت إلى وجهات النظر الناقدة لبعض ما يتعلق به. بناء عليه، لا أضع كل ثقتي في الذكاء الصناعي وتطبيقاته، بل استخدمه استخداما انتقائيا للتأكد من بعض المعلومات أو البحث عن مراجع. وبناء على هذه التجربة، أضع هنا للكاتبات والكتاب والباحثات والباحثين بعض الملاحظات المفيدة لمن ينوي استخدام التطبيقات لإنتاج بحوث ومقالات ذات جودة.

التطبيق الصناعي يحاكي الحديث مع شخص آخر. تقول له صباح الخير فيرد عليك بتحية. لذا يمكنك "التحاور" مع هذا الشخص الافتراضي. على سبيل المثال، لنفترض أن لديك فكرة ضبابية عن مفهوم "المجتمعات المُـتَـخَـيّـلة". تبدأ الحوار بسؤال عام عن المفهوم. وبعد دقائق سيكون لديك الكثير من المعلومات التي توضحه لك، مع بعض أسماء من كتبوا في هذا الموضوع أو أسسوا له وعناوين بعض الكتب، فتكون بذلك أمسكت بطرف الخيط. وإذا قررت أن تكتب عن "المجتمعات المُـتَـخَـيّـلة" ستختار المسار الأنسب لما تريد أن تكتبه.

قد تكون ملما بنظرية متعلقة بالأدب أو السياسة، ومن المحتمل أن تكتب عنها بطريقة تجعل الموضوع الذي اخترت للتحليل متوائما مع هذه النظرية، مغفلا أن لكل نظرية جوانب قصور، وأن لها منتقدين. لذا، من المفيد لك أن تتعمق فيما كُتب عن النظرية التي تستند إليها، فتبحث ليس فقط عن أدلة تؤكدها، بل على ما كُتب عنها من ملاحظات، والأسس التي استند إليها النقد. لذا، إذا أخذت ذلك في عين الاعتبار يكون بحثك أو مقالك خاليا من التطبيق الآلي لنظرية أدبية أو سياسية.

فائدة أخرى تتعلق بالتعامل مع المراجع بلغات غير العربية، فالاستعانة بمراجع أجنبية لا غنى عنها لأحد اليوم. ولن يتقن أحد لغة ما اتقانا تاما في فترة قصيرة، ولن يتقن كل اللغات. لذا تأكد من بعض ما ترجم من كتب أجنبية إلى العربية، أي يمكنك السؤال عن محتوى الكتاب كما كتب بالإنجليزية قبل الاعتماد على النسخة المترجمة. ويمكنك طبعا ترجمة بعض الفقرات التي تهمك، فترجمة تطبيقات الذكاء الصناعي أفضل من التي كانت تنتجها ترجمة غوغل في الماضي.

توثيق المراجع بصورة منهجية: مع أن لفعل ذلك مواقع مجانية، يمكنك الطلب من تطبيق الذكاء الصناعي المساعدة على توثيق ما استعنت به من مراجع، فيعطيك المرجع موثقا بالطريقة التي تحدد، فأساليب التوثيق متشابهة، ولكنها غير متطابقة.

هذه ملاحظات عامة حول فوائد خاصة بالباحثين والباحثات والكاتبات والكتاب، تسهم في رفع مستوى الجودة في بحثك أو مقالك.

حديثي عن تطبيقات الذكاء الصناعي تقتصر على ستة منها فقط، وهي جميعا متاحة بخيار استخدام مجاني مقابل تسجيل حساب فيها، وهي: شات جي بي تي؛ كلود، كوبايلوت؛ جيميناي؛ ديبسيك؛ ميسترال.

بعد مرحلة التهويل عند الحديث عن الذكاء الصناعي، ستلاحظ إذا استعملتها أن التطبيقات تحذر مستخدميها بتذكيرهم باستمرار بأنها ترتكب أخطاء. لذا الجدل على مدى "ذكاء" الذكاء الصناعي حُسم مبكرا لصالح أن الذكاء الصناعي ليس عصا سحرية تهبك بسرعة كل ما تتمناه نفسك. لذا لا تجعل استخدامها ينسيك أنك صاحب العقل والذكاء الطبيعي. ما قد تشعر أنه ذكاء هو في الواقع نسخة تحاكي تفكير الإنسان ولكنها لا تتفوق عليه.

لاستخدام التطبيقات ظواهر لا تختلف عن التعامل مع الإنسان، أي أنه يسيء فهم ما تقول له أحيانا. وهذا ليس مستغربا، لأن كل ما يقال أو يكتب عرضة لأن يساء فهمه أو تأويله. الاختلاف في حالة البشر أن بعض سوء الفهم أو التأويل يكون متعمدا أحيانا.

المحادثات مع التطبيق يمكن أن تتوقف فجأة إذا بلغ عدد الحروف المستخدمة في الحوار عددا محددا لكل محادثة. سيعلن لك أن المحادثة اقتربت من التوقف أو تتوقف فعلا. ظننت أن ديبسيك ليس لديه حد أقصى، ولكن وصلت معه إلى مرحلة أعلن أنه من غير الممكن للمحادثة أن تستمر، ولكن في سياق التعامل معه في مسألة متعلقة بإدارة موقع مجلة عود الند، تم فيها تبادل أسطر عديدة من لغات البرمجة. لذا ليس غريبا أن تكون محادثة عن موضوع كهذا أطول من ناحية عدد الحروف اللازمة في محادثة حول نظرية أدبية أو سياسية.

لكل تطبيق ميزة، فقد تجد أحدها الأفضل لمحادثة عن موضوع ما. لذا قد تتنقل بين التطبيقات لهذا السبب، إضافة إلى التوقف المفاجئ، فعندئذ ستذهب إلى تطبيق آخر لتكمل الحديث عن الموضوع.

المفاضلة بين استخدام التطبيقات والبحث باستخدام غوغل وغيره خلاصتها أنك سوف تستخدم الاثنين، ولكن أتوقع أن يقل استخدامك لمحركات البحث، لأن هذه تأتي لك بالكثير من الروابط، وتقترح عليك مواقع للحصول على المعلومات منها. وكل موقع تفتحه يواجهك بطلب موافقة على كوكيز وإعلانات. أما التطبيق فيعطيك معلومات فقط.

في كل الأحوال لا تنس أنني أحدثك عن عامل مساعد، وليس عن بديل يريحك من الكتابة والبحث والتوثيق المنهجي. وبقدر ما أحدثك عن فوائد محتملة، أحذرك من التخلي عن المسؤولية النهائية عما تنتج من بحث أو مقالة.

2 مشاركة منتدى

في العدد نفسه

عشتار والغرباء: مسرحية

فلسفة النقد الأدبي لـنظريات الفن: "الطقوس" لسينثيا فريلاند مثالًا

عرض لكتاب "النحو العربي والدرس الحديث: بحث في المنهج" لعبده الراجحي

قطوف من المسيرة الأدبيّة لعبد القادر بن الحاج نصر

قطاري في بغداد

بحث


مـواد الـعـدد الـجـديـد