هيام فؤاد ضمرة - الأردن
بمناسبة بدء السنة السابعة
أهدت الكاتبة هذا التص الشعري النثري لـ "عود الند" بمناسبة دخول المجلة سنتها السابعة. شكرا لها.
سَقانا الإلهُ لوَاحِظا للحرفِ
زُلالهُ أوثقُ
يَصفو في الدُجى نقاءاً وارتقاء
يُستنطقُ
كي يَبدُو بهيأتهِ صناعةً أجودُ
في قليلهِ عُقودُ مَعاني
وفي كثيرِهِ ملامحٌ أجملُ
تسامى النسجُ في المِخيالِ
كأجزاءِ الرنيمِ يُبدي لحنَ وتر يُرْبَدُ
عودُ الندِّ جناحان تقاويَا
يرتقي بهما الأديبُ الحَصِيفُ
إنْ جانبهُ النزقُ والكدرُ
كلما فاحَ بهِ عِطرٌ
مَلأ شذاهُ الآفاقَ
كأنما في حوضهِ زنابقٌ تورقُ
تُطلقُ للأدبِ الرفيعِ عذبَ المحاورِ
يُختزَنُ في قولِها السِفرُ
سُؤدَدُ
في مُروجها الخُضْرُ أكثرَ الزرعُ
وأوْغلَ النقدُ سَبْرَ المُنى
ترفرفُ في بيارقهِ أرقى السُبل
تُبْدى لقامةِ اللغة العربية حُسنها ورَوْنقها
ويَمتلئ الفحوى مكيناً بشعلةِ الأرب
تسكنها القلوبُ باسماتٌ
حيث الجود في مقامِها الأنسبُ
تُحرِّكُ فينا ساكِننا
ليستعيدَ الطِّرسُ نقوشاً للعُلا تترصدُ
والنُطق يُفجِّرُ في سَناهُ
بوحَ القص الأعذبُ
ما يُروى ويُحْتذى إبداعٌ
نعيشُ في مشاغلاتهِ للوطن الأنبلُ
كلمةً قد تُحركُ فينا مَعْلماً
وأخرى قد تزيحُ إرجافاً كادَ يَسْتفحِلُ
كم بَنتْ سَطوةَ الحرفِ صروحٌ
وكم رفعتْ للحقِ لواءُ النِّعم تسمقُ
كلما اشتدتْ ظُلْمةٌ
أوقدنا للغدِ شُعلةً في نورِها الأملُ
وهبَّ اليراعُ يُنيرُ ذؤابةَ
في وهجها تدورُ كوكبةُ الأنجم
بها تُبْصِرُ العيونُ
روحَ الأماني
في خِضمِ الزمان
وتُشيِّدُ فِكراً
يَشقُّ السماءُ ويُعَرْبدُ
وكلَّ صُنوف الأدب فيه بيانٌ يُجسَّدُ
يُحْدِثونَ حِرَاكاً للثقافةِ والفكرِ
لليوم والغد يَشهدُ لهُ القوم النُخب
فما هُضِمَ حَقٌ
ولا شوِّهَ للناطقين معالم تتمنطقُ
هي عودٌ للبخور يَجودُ طيباً
وينشرُ في فحواهُ عابقُ عِطرٍ يُخلدُ
خُزاما ومِسْكا وعَنبرا
في سناءِ الحرف يَتطوقُ
فاذكروا عُودَ النِدِّ كُلما
شاعَ في السُراةِ حِسَّهُم
وارتفع الحُسامُ مُلوِّحاً
مُسْتتبعاً صَهيل الأحرف
مُزخرفاً شكل نبراس يُؤتلفُ
◄ هيام ضمرة
▼ موضوعاتي
2 مشاركة منتدى
بمناسبة بدء السنة السابعة, مهند النابلسي-كاتب فلسطيني مقيم في الاردن | 25 حزيران (يونيو) 2012 - 10:11 1
شدتني بصراحة لدرجة الابهار اللغة التي تستخدمها الكاتبة فهي تجمع بين النمط الكلاسيكي والحداثة التعبيرية والاعجاز اللغوي ، وعندما تقرأ نصا كهذا تستمتع بالسرد الشعري-النثري ، وتعود مرة اخرى لكي ترتشف المعاني الخفية ، بصراحة لقد وصلت الكاتبة لتخوم العبقرية اللغوية وربما من الصعب استنساخ نص متميز كهذا مرة اخرى ! أتذكر ككاتب و ناقد سينمائي الممثل العبقري مارلون براندو بعد ان أبدع في تمثيل الدور الرئيسي بفيلمه الشهير (وغير المعروف )" التانغو الأخير في باريس "، فقد قال معلقا بعد انتهاء التصوير ان الفيلم قد استنفذ كل طاقاته التعبيرية -التمثيلية ، ولم يعد قادرا غلى استنساخ اداء مماثل ، الا ان الممثل المبدع استطاع ان يتفوق على نفسه مرة اخرى في اداءه المبهر في فيلم العراب الشهير ! يجب ان نحسد عود الند لأنها عصرت قدرات الكتابة الفذة لدى الكاتبة القديرة هيام ضمرة !
1. بمناسبة بدء السنة السابعة, 25 حزيران (يونيو) 2012, 17:25, ::::: هيام ضمرة - الأردن - عمان
الله أستاذ مهند النابلسي.. الله ما أكرم وأروع ما منحت نصي من جود تعليقك ومن شهادة باذخة هي بمثابة النيشان الذي يعلق فخراً على الصدور.. وشهادتك وحدها تكفيني وتتخم انتشائي فأترنح للفرح سكراً.. ولا أبالغ بذلك حيث رأيي الناقد بألف رأي وهو الذي يملك مفاتيح التفكيك والتركيب والتحليل واختراق الرموز والولوج إلى حقيقة المخفي.. إن حرفي ليتوهج بهذه الشهادة.. وما أنهيت به تعليقك كفيل بأن يمنحني العزم للارتقاء.. فشكراً كثيراً أستاذ مهند بذخ شهادتك ومنح النص هذه السمة المتفردة
2. بمناسبة بدء السنة السابعة, 26 حزيران (يونيو) 2012, 01:45, ::::: مهند النابلسي-كاتب فلسطيني مقيم في الاردن
الأديبة الفاضلة هيام ضمرة : أنت تعرفين اني لا اجامل أبدا ونصك بالفعل خارق واستثنائي ! شكرا لتقديرك ودمت مع خالص الود والاحترام .
بمناسبة بدء السنة السابعة, هدى قمحيه _فلسطين | 25 حزيران (يونيو) 2012 - 13:31 2
ألكاتبه والشاعره المتألقه الست هيام
لقد جمعت ما بين خصوبه الشعر ورقته ورونق القلم وبراعته, فكنت شاعره مبدعه وكاتبه ساحره.وهذا نابع من عقليه أحسن الله تكوينها,وأبدع تقويمها,وعمق تثقيفها,فكان عطاؤك غنيآ ,وأدبك نفيسآ.
أنت مدرسه في الأخلاق ومذهب في الحكمه
تميزت كتاباتك وأشعارك بطعم خاص,وذوق منفرد ,ومذاق متميز, وفكر عميق, في إطار من البلاغه وسحر البيان
لك كل الإحترام والتقدير ,وللمجله "عود الند"تهنئه بمناسبه دخولها السنه السابعه
1. بمناسبة بدء السنة السابعة, 25 حزيران (يونيو) 2012, 17:43, ::::: هيام ضمرة - الأردن - عمان
الصديقة الحبيبة هدى قمحية.. ما أروعك من متذوقة للأدب تمتلكين حساً فنياً راقياً، وتميزين بكفاءة الأديبة المتذوقة الغث من السمين.. كما تملكين ذوقاً عاماً سامياً لا ينبض فيه إلا الخلق الراقي، فلا يخرج ماراً على حنجرتك إلا أحسن وأرقى الكلام، ما يمنح الدافعية للعطاء والارتقاء عند الكاتب.. فشكراً غاليتي هذه العبارات الفياضة التي عزفت أجمل ألحانها على أوتار قلبي، وشكراً لكل عطر تنثريه في أعطاف نصوصي.. أفتخر بك صديقة صادقة أعتز كثيراً بها وباقترابي منها.. دمتِ الأحب إلى قلبي