ناجي علوش: الماركسية والمسألة اليهودية
مقتطف من كتاب للمناضل والمفكر الفلسطيني، ناجي علوش، الذي انتقل إلى رحمته تعالى في عمان، يوم الأحد، 29 تموز/يوليو 2012، عن عمر يناهز سبعا وسبعين سنة. له مؤلفات فكرية عديدة، وبضعة دواوين شعر. وشغل مناصب قيادية في حركة المقاومة الفلسطينية.
عنوان الكتاب: الماركسية والمسألة اليهودية.
الناشر: درا الطليعة، بيروت (1980). الطبعة الثالثة.
المقتطف أدناه من الصفحتين 6 و 7 من الكتاب.
.
إن راكاح [الحزب الشيوعي الإسرائيلي] مصنف لدى معظم القوى الديموقراطية العربية على أنه حزب تقدمي. وهناك من يدعو على الصعيد العربي عامة، والفلسطيني خاصة، للتحالف معه. فهل نعتبر ذلك أمرا مفروغا منه، ونسير في الركب كما تسير القوى المختلفة؟ أرى أن نقف هنا وقفة، فنحلل نهج هذا الحزب، ونحدد موقفنا منه على أساس دراسته وفهمه.
إنه يؤيد احتلال فلسطين، ضمن إطار حدود الخامس من حزيران [يونيو] ، ولا يقبل المناقشة في ذلك، القضية هنا مقضية. وكل ما يجب أن يقال يتلخص في رفض احتلال الضفة الغربية وغزة، والمطالبة للعرب المقيمين في ظل الاحتلال بحقوق المواطنة، وحقوق الأقلية العربي (1).
وينسى راكاح هنا عملية الاحتلال التي بدأت بالاستيطان، ثم بعمليات الاحتلال والتهجير سنة 1947-1948، ثم بعدوان الخامس من حزيران. وإذا كانت حدود الخامس من حزيران هي حدود دولة "إسرائيل"، فلماذا هذه الحدود؟ وهل يرسم الخامس من حزيران بداية تاريخ جديد؟
ثم كيف نطالب لشعب بحقوق أقلية قومية في ظل احتلال، ونعطي لقوى غازية حقوقا قومية كاملة على أرض ليست لها؟ إن راكاح هنا لا يريد أن يعرف التاريخ، ولا أن يلتزم بالماركسية، ولا أن يهتدي بموضوعة ماركس: "أن شعبا يستعبد غيره من الشعوب لا يمكن أن يكون حرا".
وهو يلتزم بالحقوق القومية وحقوق تقرير المصير مقلوبة. ذلك أن الغزاة لهم حق تقرير المصير، والحقوق القومية، وللشعب صاحب الحق حقوق أقلية قومية. وهنا يعود راكاح إلى جذور الحركة الشيوعية في فلسطين: "الصهيونية البروليتارية" اسما، والانتهازية الفكرية والسياسية فعلا.
وهكذا نجد أنفسنا أمام مفارقة: الدفاع عن الاحتلال، والدفاع عن حقوق الذي يقعون ضحيته؛ تكريس القوى الغازية أمة، والمطالبة بحقوق الأقلية القومية لأصحاب الأرض؛ تجاهل العدوان الكبير، وتنظيم الحملات ضد الاعتداءات "الصغيرة".
= = = = =
(1) الحزب الشيوعي الإسرائيلي، المؤتمر الخامس عشر.
◄ عود الند: التحرير
▼ موضوعاتي
1 مشاركة منتدى
ناجي علوش: الماركسية والمسألة اليهودية, موسى أبو رياش / الأردن | 27 آب (أغسطس) 2012 - 07:15 1
حزب راكاح لا يستطيع أن يتخلص من جلده الصهيوني ... وتبقى الماركسية رداءً قابلاً للخلع عند الضرورة...
رحم الله المناضل الفكر ناجي علوش.. أدرك ما لا يريد أن يدركه البعض.