عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

إبراهيم قاسم يوسف

مُذهِلة حتى الانبهار


ومَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ

يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً

كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ

قفز حر بدون باراشوتفيليكس بومغارتنر (Felix Baumgartner) الاسم العصيُّ على لسان العرب، البالغ صاحبُه من العمر ثلاثة وأربعين عاماَ، مغامر نمساوي مهووس، تمكن أن يفرضَ نفسه ويستقطبَ انتباه ملايين البشر في العالم على مدى ساعتين وما يزيد. تصلبوا أمام شاشات التلفزة في خضم عالم مجنون بالتسارع والمغامرة، حينما قام بفعل خرافي يفوق الخيال، ويتجاوز قدرة العقل بقبول وتصديق صحة ما حدث، لتبقى هذه المغامرة نقطة بارزة في تاريخ البشرية وخيالٌ علمي جديد تحقق على يديّ هذا الرجل الشجاع، وترددتْ أخبارُه على كل لسان وبكل لغاتِ الأرض.

جازفَ بحياته في محاولة هي أشبه بالانتحار منها بالمغامرة، وحقق إنجازاً تاريخيا فريداً من نوعه، فلم يسبق لكائنٍ بشري حي أن تجاوز بجسمه سرعة الصوت، وتحَمَّلَ انخفاضاً هائلاً في الضغط الجوي، وبرودة كبيرة بلغتْ تسع درجات تحت الصفر، فلم يكن معلوما قبل قفزة فيليكس مدى أو قدرة استجابة الجسم البشري لتخطي سرعة الصوت البالغة نحو 1230 كيلومتر في الساعة، ما يعادل "ماك" واحد" (mach)(*)، في رقم متحرك إلى الأدنى أو الأعلى بفعل العوامل الجوية المختلفة كالارتفاع والحرارة وكثافة الهواء.

بمقتضى التسارع ومعادلة نيوتن والجاذبية، تمكن هذا المغامر من تجاوز سرعة الصوت في قفزة حرة هي الأعلى والأسرع والأخطر في تاريخ العالم، ومن المبكر القول إن قفزة فيلكس قد وضعتْ نظريات نيوتن وأينشتاين على المحك.

تردد لغط في الصحف والأخبار، حول صحة أو باطل سرعة الصوت التي بلغها المغامر. ولكن بالاستناد لقانون نيوتن الثاني (ثابت ج = 10متر/ثانية2) في معادلة التسارع، أؤكد وأنا مطمئنٌ أن "المغامر" تعدى سرعة الصوت بجسمه المكون من لحم ودم وعواطف تخاف وتطمئن.

وسرعة الصوت هذه ليست محددة بمسافة دقيقة، بفعل بعض العوامل المؤثرة كالارتفاع والضغط الجوي والحرارة وكثافة الهواء وكتلة الجسم (masse) في السقوط الحر.

حَمَلتْهُ من مدينة روسويل ( Roswell) في ولاية نيو مكسيكو الأميركية، إلى الفضاء كبسولة أو "قمرة" معلقة إلى منطاد مليء بغاز الهليوم. انطلقت الرحلة يوم الأحد في الرابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2012 في مناخٍ مؤاتٍ، بعدما تأجلت مراراً، واستغرقت رحلة الصعود نحو ساعتين ونصف الساعة فبلغ ارتفاع المنطاد، ولأول مرة رقماً قياسيا تجاوز 39 ألف متر، على حدود الغلاف الجوي للأرض (Stratosphère) في سابقة فريدة في التاريخ.

في اعتقادي بأن الرجل كان يعيش حالة من "الصوفية" أو الانعتاق المطلق، فلم يكن ليشعر بما يدور في الكون وحوله حينما بلغ الارتفاع المطلوب، وأوشك أن يرمي نفسه في الفضاء، حيث تستوطن قدرة الله المطلقة.

كان في قمرة المنطاد مكبلاً بفيض من المعدات، لعل أهمها على الإطلاق السترة المنفوخة الواقية على كامل جسمه، وخوذة تحصِّنُ رأسه وعينيه، وعبوة أوكسجين للتنفس محسوبة بدقة تكفيه وتفيض عن حاجته في الوصول إلى العلو الآمن، بالإضافة إلى تجهيزات أخرى حساسة، عالية الدقة لزوم الرحلة المغامرة.

في اللحظة الحاسمة لتركه الكبسولة كان عليه أن يفتح الباب المفضي إلى الفضاء المخيف، وكان عليه بالتالي أن يخفِّضَ ضغط خليَّة "القمرة" ليتقاربَ مع الضغط المحيط في الفضاء الخارجي، وإلاّ كان من المستحيل أن يتمكن من فتح الباب.

السيدات في البيوت يعجزن غالباً عن فتح المعلبات الزجاجية المضغوطة، ما لم يقمن بتنفيسها، فما بالك بباب تزيد مساحته مئات المرات عن غطاء كبرى المعلبات، ويزيد ضغط القمرة في الداخل عشرات المرات أكثر!

في درجة حرارة منخفضة، بلغتْ تسع درجات مئوية تحت الصفر، تعثرتْ سقطته في ثانيتين أو أكثر وجزعتُ للحظات أقل من الثواني. ولكن سرعان ما اطمأن قلبي وأنا أرى كبير المراقبين يبتسم من غرفة العمليات المواكبة للحدث على الأرض. في الثواني العشر الأولى بلغت سرعته سرعة الصوت، أو لنقل سرعة رصاصة تنطلق من سلاح حربي.

تجاوز منطقة الضغط المنخفض بسرعة قياسية تعدت سرعة الصوت. هكذا تجنب ما كان محتمَلاً أن يصيب جسمه ورأسه من التلف أو التخريب، لو قضى وقتاً أطول في المناطق الحرجة، بسبب السرعة والضغط المنخفض والبرودة العالية. وهنا يأتي دور السترة الواقية والخوذة ومدى قدرته الجسدية وتحمله، فلو كان جسمه ورأسه على تماس مباشر مع الفضاء الخارجي، كان لينتفخ ويغدو حجم جسمه أضعاف ما هو عليه: بحجم سيارة أو شاحنة صغيرة ربما، ثم ليغيب عن الوعي وينزف الدم من عينيه وأذنيه وفمه حتى الموت، لو أسقطنا مسألة التنفس والأوكسيجين من الحساب.

استغرقت رحلة العودة إلى الأرض ثماني دقائق أو أكثر بقليل، أربع منها أو أكثر في سقوط حر، حيث فتحت مظلته بصورة تلقائية (كما أعْتقد) بفعل الضغط الجوي الذي بلغه على علو منخفض محدد بـ 1500 متر عن سطح الأرض أو البحر. والأربع دقائق الأخرى استغرقه الهبوط الآمن بالمظلة.

وحينما بلغ الأرض لم يقع على جنبه كما يحصل عادة لهواة الهبوط بالمظلات. لكنه تمكن من التوازن بعد بضعة خطوات سريعة قبل أن يستقر في الوقوف، وعندها فقط تأكدتُ أنه عاد بالسلامة. كانت المغامرة مذهلة حتى الانبهار. قال للصحافة: "عندما نقف هناك عند قمة العالم، نشعر بتواضع شديد."

وبعد، فينبغي أن أشهد لوجه الحق، أمام أمهات العالم بأسره أن "آڨا بومغارتنر" (Felix Baumgartner) عافاها ربها، امرأة عظيمة بحق. استطاعت أن تروض عواطفها وتحكِّمَ عقلها، وتكبح دموعها وأن تنتصرَ على نفسها وتربي رجلاً يليق به الانتساب إليها.

ستنحسر المفاجآت لوقت طويل بعد قفزة فيليكس، حتى يأتي بطل آخر. من جهتي أتمناها بطلة "كآڨا" الأم، تفاجئنا بمغامرة أجلُّ وأعظم.

= = = = =

حواشي:

في حرارة 15 درجة مئوية، وعلى مستوى البحر، تبلغ قيمة الضغط الجوي 76 سم زئبق تقريباً، أي ما يوازي 1.033 كلغ من الضغط على مساحة كل سم مربع. وبناء عليه يتحمل الجسم البشري من الخارج ضغطاً هائلاً يبلغ الأطنان، يوازنه ويوازيه ضغط مماثل في جسم الإنسان من الداخل، وإلاّ كنا لننسسحق ونتحول إلى حجم تفاحة لا تزيد.

(*) الماك: وحدة قياس سرعة الصوت. "ماك" واحد يساوي سرعة الصوت.

قفز حر بدون باراشوت

D 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012     A إبراهيم يوسف     C 15 تعليقات

12 مشاركة منتدى

  • أدهشني الشغف والانغماس النادر الذي كتبت به هذة المقالة الوصفية الرائعة والتي حولها الكاتب ببراعة لقصة خيال علمي : الغريب ان كاتبة عربية مغمورة كتبت مقالا ’غير منطقي’ أنكرت فيه حدوث التجربة وفندت بدقة معظم الحيثيات والتفاصيل، مدعية بحماس غير مفهوم انه مجرد ’فرقعة اعلامية كاذبة ’! كما أن معظم المقالات والتعليقات العربية الاخرى التي تعرضت لتجربة ’فيليكس’ انغمست في جلد الذات، وفي مقارنات ساخرة لا معنى لها مع أكبر أكلات عربية حطمت الأرقام القياسية لموسوعة ’غينيس’ في مجال الفلافل والتبولة والكبسة والمسخن...الخ!


    • إنّ السبب الأساسي أستاذ مهنّد في عدم تمكّننا من إذهال العالم هو عدم احترامنا لقدرات غيرنا والتّعلّم من خبرات من يستحقون كلّ الاحترام. نحن ننظر بتعال وتكبّر إلى الخبرات النّاجحة وذلك لأننا نشعر بالنّقص ولا نثق بمقدراتنا. كما أننا ننبهر بأمور سخيفة ونتلهّف للانبهار بالسّطحيات... فكيف لنا يا سيّدي أن نتقدّم؟

  • مقالة مدهشة سيدي، تمنح القارئ لذّة غريبة

    تقبّل مروري أستاذي الكريم
    محبتي وتقديري


  • مادونا عسكر – لبنان

    مرورٌ عاطر؛ وصباحٌ سعيد يا سيدتي، وملكة أدبية رفيعة تضاف إليها ذائقة علمية ملحوظة.

    خالص محبتي وشكري وإعجابي..


  • مهند النابلسي – الأردن

    مكرٍ مفرٍ مقبلٍ مدبرٍ معاً
    كجلمود صخرٍ حطَّه السيلُ من علِ

    ألا يوحي لكَ امرؤ القيس بقوله هذا ودقة ملاحظته في وصفه الفرس "الجلمود"، ما سنَّه نيوتن في قانون التسارع Accélération ..؟ أم هو تعصب للعرب من أبناء جلدتنا وخلط بين العلم والأدب..؟

    في الواقع وضعت يدي علي قلبي، وكتبت مقالتي في وقت قصير للغاية، بعد مواكبتي للحدث بكل التفاصيل، وابنتي أو "مستشارتي" أبدت تحفظا على نشر الموضوع في مجلة تعنى بالدرجة الأولى بالشأن الأدبي.

    ما لم أشر إليه بوضوح في سياق النص..؟ إيماناً مني أنه تفصيل علمي لن يدركه الجميع من غير المهتمين، ذكرتني به أشواق مليباري مشكورة في رسالة خاصة، أوضحت فيها أن سرعة الهبوط تبلغ سرعة الصوت في الأعالي حيث لا يتواجد الهواء إلاّ بكثافة نادرة. أما في الأعالي المنخفضة نسبياً فتعود كثافة الهواء إلى الارتفاع وتزداد مقاومة الهواء إلى أن تبلغ وزن الجسم "أو الجاذبية".. فيتوالى الهبوط بعد ذلك بسرعة ثابتة Constante .. وهذا أمر بالغ الدقة.


  • أجل يا أستاذ حين قفز فيليكس من ذلك الارتفاع الشاهق لم تكن هناك قوة تذكر لمقاومة الهواء، بينما تزداد سرعته9.8 م\ث مع مرور كل ثانية! فمن البديهي أن تصل سرعته إلى أعلى من سرعة الصوت! هذا حسب قانون نيوتن الثاني، ثم وصوله كما تفضلت إلى سرعة ثابتة عند انخفاضه، ثبات سرعة الأجسام يتوافق مع قانون نيوتن الأول
    استغرب فعلا من الذين يقولون ببطلان قوانين نيوتن بسبب هذه القفزة. ألم تعتمد هذه القفزة في الأساس على تلك القوانين؟
    ربما يكون فيلكس قد حطم ثلاث أرقام قياسية، لكنه لم يحطم الرقم القياسي للسقوط الحر لأنه قام بفتح مظلته مبكرا حفاظا على سلامته...وأنا لا ألومه.
    أشكرك على هذا النص الغني بالشروح والتفاصيل والأهم المنسوج بعناية وبلغة سهلة، وأسلوب مشوّق.
    الآية (125) من سورة الأنعام


  • شكراً للصديقة أشواق مرة إضافية.. حين حددتْ بدقة قيمة التسارع البالغ 9,8 بطريقة شديدة الدقة وأنا اعتبرتها عشرة Chiffre rond


  • لقد علمنا فيليكس فنين معا: فن الطيران و فن السقوط، و أعطتنا آغا بومغارتنر درسا في الصبر و الشجاعة و قوة الاعصاب، فذلك الشبل من تلك اللبؤة.

    لقد حللت القفزة أستاذنا باقتدار كبير. فائق تقديري لقلمك الراقي


  • أستاذي الفاضل :لا يبقى الخيال العلمي دائمآ خيالآ، ففي كثير من الأحيان يتحول إلى حقيقة واقعية، فكما تحقق حلم الطيران، والاتصالات والقليل من منجزات الطب ذات الأهمية وغيرها؟ فقد تتحقق في المستقبل أحلام أخرى لم تكن في الحسبان. يقول بعض العلمانيين ربما يأتي يوم يعيش الإنسان فيه إلى الأبد!

    هذه المرة انتهج الكاتب أسلوبآ جديدآ في عرضه لمقالة علمية خلافاً لما تعودناه.. وهذا جانب واضح في ميله العلمي، وركونه ألى العقل قبل العاطفة؟ وكما عودنا المفاجأة في نهاية مقالته أو قصته، فإنه هذه المرة تجاوز القاعدة إلى شهادته أن "الأم (أفا بومغارتنر) امرأة عظيمة كبحت دموعها وروضت عواطفها وحكمت عقلها حين ربت رجلآ يليق به الإنتساب إليها"، على أن الأم الفلسطينية خصوصا والعربية عموما تحتاج وتستحق دعماً واحتراما أكبر، وهي تقدم أبناءها فداءً للأرض والمقدسات. (فآفا بومغارتنر) وجدت من يدعم إبنها للقيام بمغامرته التي لم تخدم قضية من القضايا الإنسانية، واقتصرت نتائجها على إفادة علمية محدودة. أشكرك


    • بصراحة لا اوافقك الرأي اطلاقا فالمرأة العربية لم تفعل الكثير لتحرير نفسها ومجتمعها والأمثلة كثيرة وقاهرة ، لذا فالانسان العربي لا يميل بطبعه للمغامرة والاكتشاف ، بل تجد أن من لديه نزعة قوية لذلك يوسم بالسذاجة والهبل ! لذا فمعظم المغامرين والمكتشقين الرواد هم حاليا من ابناء الحضارة الغربية ، حتى موضوع المغامر النمساوي فقد تم انكاره والتشكيك به من قبل البعض !العقل العربي ما زال للأسف حبيس الانغلاق والروح النفعية كما أن المرأة العربية لم تفعل الكثير لتحرير نفسها من القيود والأغلال فما بالك بتربيتها القاصرة التي تدور حول المصالح الشخصية وروح الأنانية المزروعة في نفسيات معظم العرب ، ولنا أمثلة سلبية كبيرة معبرة من واقع ارهاصات الربيع العربي ، ربما النموذج الفلسطيني في مقارعة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم مشرف ولكن لنتامل بحيادية عدد الجواسيس والمخبرين في غزة اللذين سهلوا للعدو عمليات الاغتيال والقتل والفتك بالمقاومين الأبطال! مقالة ابراهيم قاسم رائعة وهو محق تماما بتقديرة لام المكتشف النمساوي أو حتى لأبيه لأنهما يستحقان بحق كل التقدير والاجلال ، والحق يجب ان يقال !

    • الأستاذ مهند

      إن لم تفعل المرأة العربية الشيء الكثير؟ فلأن الرجل هو الآخر لم يفعل الشيء الكثير! كان وما زال حائلاً وقمعيا معها. وما حدث في غزة أخيراً كان صدمة وصحوة للرجل والمرأة على السواء، والخيانة بكل أشكالها ليست مبررة أبداً، لكنها كانت موجودة عبر كل المجتمعات في التاريخ. حتى السيد المسيح نفسه تعرض للخيانة، وهي بلا شك من أسوأ طبائع البشر. أنا أوافقك الرأي أن الإنسان العربي يميل إلى الخمول بعيداً عن حب المغامرة والاكتشاف، ولم يكن كذلك في الماضي البعيد، وأن المرأة الغربية خدمتها ظروفها ونهضة بلدانها لتتجاوز الأم العربية في تحكيم العقل قبل القلب، والخلاف بيننا لا يتعدى خلط العلم بالوجدان.

      مع خالص محبتي وتقديري وإعجابي

  • مريم - القدس: ما زالت البشرية في بداية البدايات.. فلم يغطِ ما اكتشفته حتى اليوم خلية كاملة من خلايا الجسم البشري، لو عرفنا أسرارها، لضاقت بها كل الكتب التي علمتنا على ما يقوله باحث وطبيب في هذا المجال،. وأما ما أشرتِ إليه عن أمهات الشهداء في فلسطين، وفي بقاع الأرض..؟ فيشرفنا تقبيل أقدامهن، وأبصم يا سيدتي على ما تفضلتِ بقوله بالأصابع العشرة، وها هو الشاعر حسن عبد الله والفنان مرسيل خليفة، خير شاهدين على أجمل الأمهات..
    (أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها…
    أجمل الأمهات التي انتظرتهُ
    وعادْ…
    عادَ مستشهداً.
    فبكتْ دمعتين ووردة
    ولم تنزوِ فيثياب الحداد)

    وأم المعتقل في السجون الإسرائيلية، "يحيى"، غادرت الدنيا قبل أربع سنوات بعد مشوار طويل من العذاب استمر عقوداً، قدمت خلالها صفوة عمرها في مواجهة عدو امعن في الانكار والتنصل ومخادعة الرأي العام لطمس قضية ابنها، وماتت دون أن تعرف حقيقة ما جرى له.


  • زهرة يبرم - الجزائر

    أجل.. فيليكس علَّمَنا كيف تكون الشجاعة، من خلال ثقته بنفسه، وبمن أعدَّ لهذا الانجاز الكبير، في مبادرة فريدة شغلتْ نتائجها العلمية الكثيرين.. لكنها لم تَحْظَ بما تستحقُ من المتابعة والاهتمام في عالمنا العربي، وبعضنا ذهب إلى التشكيك أو الاستخفاف والتنكر لهذا الانجاز المجيد.


  • نص جميل محلق كما حلق فيلكس... ولعل تحويل حدث كقفزة فيلكس المذهلة بحق إلى نص سردي إبداعي جميل هو من الأعمال الرائعة التي تستحق الاحتفاء، فهذه الأعمال التي يمتزج فيها العلم بالأدب تدخل القلب بسلاسة، وتخاطب العقل بلطف.
    وهذا النص يؤكد على طول باع الرائع إبراهيم يوسف الذي يثبت لنا في كل عدد قدرة إبداعية متجددة في مجال جديد. فله كل التقدير والثناء على ما أتحفنا وأمتعنا.


  • الأخ الكريم موسى أبو رياش – الأردن

    لو كان الحظ حالفني فعلاً في مقالتي..؟ فإنما السبب أنني تعلمتُ "دينامية" الطائرات والعوامل الجوية المؤثرة، فأحببت عملي ونجحت فيه والحمد لله إلى جانب اهتمامي ولو مُقَصِّراً بالشأن الأدبي.

    مع شكري ومحبتي لكَ ولأسرة المجلة الكريمة كما للمشاركين والقراء، آملاً للجميع بعام مقبل لا أطمع فيه ولستُ متفائلاً أن نتخلص من الحرب والمرض والأمية والجوع.. يكفي أن تتحسن فلا تسوء فيه فرص المحبة والسلام.


في العدد نفسه

كلمة العدد 78: غزة: الضحية تقلب معادلة الصدمة والترويع

عن مبدعة الغلاف

نهى جريج وداعا

مـنـفـيـــون

القيم الأخلاقية في القصيدة الجاهلية