عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

أشواق مليباري - السعودية

بـحـــارة


ما إن تعالى صوت المؤذن حتى قفزوا من أسرّتهم، منهم من نام مبكراً، ومنهم من منعته من النوم الإثارة المنتظرة، فاغتسلوا وصلوا، ثم حضروا أمتعتهم من الحقائبَ والمعاطفَ التي كانوا أعدوها بالأمس.

في المطبخ كانت الأم تجهز الشطائر والحليب الساخن، وتموين الماء للرحلة. الأم آخر من نام وأول من استيقظ لإعداد لوازم الرحلة.

كل شيء كان معداً بإتقان، مغلفاً أو معبأً في السلال.

الأب الربان وقائد الرحلة، كان في الفناء يجهز خيوط (الجلب) (1) الوترية، الخطافات، علب الطُعم، وحافظة البرودة تنوء بأكياس الثلج، بالإضافة إلى عدة الصيانة، والوقود الاحتياطي.

تضافروا وهبوا كخلية النحل يتعاونون فيما بينهم، كل يساهم بقسطه وقدرته في تحميل الأمتعة داخل السيارة، لا فرق بين صبي وفتاة، الكل مستفيد إذاً الكل سيعمل هذا قانون الرحلات والحياة، فمن لا يعمل، لا يرِّوح عن نفسه ولا يشمُّ "الهوا" أو يأكل.

صوت المحرك يدور ببطء ويطلق ضوضاء خفيفة، وأضواء السيارة أشعلها الابن الأكبر، لتبدد عتمة الحارة التي لا زالت تغط في السكينة والنوم، ما أوحى للمشاركين بسرعة الركوب.

انطلقت السيارة بهم إلى مرسى القوارب، تشارك بهديرها هتاف الأولاد وإنشادهم، دون أن يكترثوا لصوت الأب وهو يحاول تخفيف الضجة بلا جدوى.

في الطريق أقبلت تباشير الصباح، وأطلتِ الشمس من خلف جبال الحجاز، تجر ثوبها وتتهادى بنورها، تقرع أبواب البيوت وتدخلُ من نوافذها بلا استئذان، فتقلق أجفان النيام، وتمر في الطريق إلى الحدائق الخضراء توقظ عصافيرها، تستنفر نحلها، وتغازل أزهارها، ثم تصل إلى البحر العاشق الذي لا يهدأ أو ينام، ترفع ثوبا نورانيا، وتكشف عن ساقين حريريتين، تغمسهما في المياه، يشع البحر حينها ويتوهج، ويتحول إلى فضة مذابة بلون السماء.

وصلت السيارة إلى المرسى، عشرات القوارب الغافية حول سقالة خشبية (2)، وعند حافة إحداها كان ينتظرهم قارب الرحلة (الجواد الأبيض). اهتز طربا لوقع أقدامهم ، وغمز لليخت الملكي يستريح بجانبه ساكناً خاليا مما يشير في داخله إلى الحياة ، فيبادله الأخير بنظرة متعالية لا تخلو من الاستخفاف.

حَرّرُوه من قيده، فتراجع مزهواً وهدَرَ محركه.

انطلق القارب الأبيض بأصدقائه، منتشياً بالنسائم المنعشة كما العادة في كل صباح. عندما يسرع تقفز الأسماك الطائرة على جانبيه، تقذف نفسها في الهواء بحركة سريعة من ذيلها، وتفرد زعانفها كما الأجنحة، لتغيب في البحر ثانية، فيصرخ الأطفال فرحاً برؤيتها.

لم يمضِ إلا دقائق حتى ظهر قرص الشمس، فاستحالت الفضة المذابة إلى فيروز يأسر العين بهذا اللون الساحر البديع.

صورة لبحرمساحات من الزرقة طفت فوقها جزر (المانجروف الخضراء)(3)، وبعض الكتل الملونة في خط متصل، تطفو على وجه المياه تحدد معالم الطريق، وقد خرج بهم من اللون الفيروزي الضحل، إلى الأزرق القاتم العميق، هناك هدأت المحركات والقارب تتلاعب به الأمواج، ويخلو الأفق من أي علامات. وهناك فقط يُظهِر بحر القلزم العتيق جبروته وقوته أمام البحارة الذين عرفهم وعرفوه منذ الأزل، يفتح لهم باباً ضيقاً عند (المندب)، ثم يصعد بهم ليخيرهم بين (العقبة) و(السويس)، في رحلةٍ محفوفة بالمخاطر، وطرقٍ سريَّة حذرة بين ممرات الشعب المرجانية الخطرة، التي طالما فتكت بآلاف السفن والقوارب حين اصطَدمت بها أو احتُجزت وسط متاهاتها، وحدهم عرب الأنباط في الشمال، إلى الغرب في شبه الجزيرة واليمن وحضرموت تمكنوا من فكّ رموزها, وأحتكروا التجارة عبرها.

قلِّب الأب (الربان) عينيه في تلك الزرقة، فظهرت على السطح بقعة يضطرب عندها الموج ويتكسر، اقترب حذرا منها، رمى الوالد المرساة، فساعده القارب بالتراجع، لتشتبك بين الصخور القريبة من شعبة مرجانية. واحدة ضمن سلسلة ضخمة من الشعب، يقارب طولها ألفي كيلو متر على امتداد سواحل البحر الأحمر، ليس هذا فقط بل تتراوح أعمار بعضها بين خمسة آلاف، وسبعة آلاف عام.

تتنوع الحياة البحرية حول تلك الشعب، وتتجمع كائنات من كل نوع وشكل ولون، كأنها سوق شعبي في عاصمة آسيوية.

شبك الأب طعمه ويتكون من حيوان الحبّار، أو من السمك الصغير في خطاف مربوط بخيطٍ وتريّ، ملتف على بكرة، سمى بالله أولا، ثم رمى الخطاف، يساعد الطعم ثقلٌ معدني مربوط معه على النزول، حتى إذا خف الشدّ، علم عندها أن الثقل قد لامس القاع، فسحب خيطه إلى الأعلى مسافة متر، وثبته بين أصابعه.

وسط صمت الجميع وترقبهم، انصب تركيزه على الخيط، بينما ترددت نسمات البحر، ولطمات الموج، وحركة التيار البحري الداخلي تعزف لحناً على وتره، اهتزازة بسيطة مفاجئة بشّرت بسمكة اجتذبها الطعم، دارت حوله، نهشت منه، ثم فتحت فمها وأطبقت عليه، في تلك اللحظة شدّ الأب خيطه بقوة ليعلق الخطاف في فمها، فرح الأولاد، وصرخت الفتيات.

خرجت أخيراً من البحر تضرب بذيلها في محاولة يائسة للنجاة، رفعها الأب عاليا، فقفز الصغار فرحاً بالسمكة الأولى، رفع الولد قبضته بثقة:

عدمنا خيطنا إن لم تروه - - - كثير الصيد موعدنا الغداء

ردت أخته في تحدي:

بل اصبروا لجلاد يومٍ - - - يعز الله فيه من يشاء

ضحك الأب، ووزع عليهم خيوطهم.

انقسم الأبناء غريزياً، دون سابق اتفاق، فانضم الولد الصغير لأخته الكبرى، وشدت الوسطى عضدها بأخيها الكبير، ولجأت المدللة الصغيرة إلى حجر والدها لتضمن الفوز. أما الأم فنأت بنفسها عن الانقسامات لتستمتع بالقيلولة.

وبعد ساعات من الإثارة، والهتاف، والكثير من الصبر والدعوات، وبعض الخيبات، امتلأت الحافظة بالصيد الوفير، نشلت بعدها الأوتار، وسحبت المرساة بخفة وحذر، فانطلق (الجواد الأبيض) يمخر عباب الموج حتى لاحت أمامه مساحة بيضاء في قلب الزرقة، جزيرة رملية تتخذها طيور البحر سكناً وملاذاً آمناً لتبني أعشاشها.

اقترب منها، فعلقت مقدمته في بساط من الرمل الناعم الممتد.

وقبل أن تبدأ الأم بتلاوة التحذيرات قفز الجميع إلى البحر، ساعدها الأب على النزول، واتخذ له مكاناً مواجها للقارب، فاستلقى على الرمال الناعمة، ضاقت الجزيرة على الصغار، فاختاروا مكانا للعب عند قدميه، حتى إذا أتموا بناء قلعتهم، وذهبوا لإحضار الماء في أوانيهم الصغيرة، هدم قلعتهم -غير المحصنة- بقدمه وتظاهر بالنوم، ليعيدوا بناءها بكل براءة، والأم تضحك لما يحدث.

سبح الكبار سويّة، مستعينين بنظارات للعوم، وقصبات للتنفس في محاولة لاستكشاف الشعب المرجانية القريبة من الجزيرة.

ينفر سكانها من الأقدام الغريبة، لكن ما تلبث أن تعود الحياة والحركة إليها من جديد.

شعب مرجانيةالأسماك ذات الأحجام والألوان المختلفة، تسكن المرجان، وشقائق النعمان، يستلقي نجم البحر بينها كطفل يفتح ذراعيه، هناك أيضاً القشريات ذات الأرجل المتعددة، أصداف مغلقة، وأخرى مفتوحة، وقنفذ بحر يحذر تلك الأقدام بشوكه الشعاعي.

أسماك بحجم عقلة الإصبع أو أصغر، تعتبر تلك الأقدام جزءاً من الشعبة، فتسبح خلالها دون رهبة، شعرت بها البنت الكبرى، فقفزت فزعة، قفزت معها أختها وصرخت تضامنا.

ضحك الولد، وسكن حتى مرت الأسماك من خلال قدميه، التفت على جسده، اصطدمت بصدره فانقسمت إلى مجموعتين، مرت تحت ذراعيه، لتعود فتلتحم خلفه وتتابع سيرها.

عاد الجميع بعدها إلى الجزيرة استجابة لنداء الأب، ثم إلى جوادهم الأبيض، الذي شق طريقه بين شعب الجزيرة إلى الزرقة العميقة، فسلمته بعد ساعة إلى الفيروزية الضحلة.

ودعوا البحر بالأهازيج الموروثة:

يا بحر جيناك بحّارة - - - كيف حال الموج معاك
الخير فيك من الله - - - يا بحر نرمي الشباك
يا بحر مدينا إيدينا - - - نطلب الله السلام
والبحّار مغرم صبابه - - - ما على البحر من ملام

اقترب (الجواد الأبيض) من المرسى، واتخذ مكانا له على السقالة، نظر اليخت الملكي بعين الحسد إلى الحافظة الثقيلة التي حملها الولد والأب معا، ابتسم له (الجواد الأبيض) شامتاً.

بعد رحلة قصيرة بالسيارة، عاد الكل إلى البيت بصيد وفير، فشرعت الأم في طبخه بمساعدة الجميع. امتدت السفرة على الأرض شأن معظم الأسر الحجازية حتى في وجود طاولة الطعام.

تصدرتها (الصيَّادِيَّة) طبق من السمك المطبوخ بالكثير من البصل المحمر الذي يحول لون الأرز المرافق له إلى البني القاتم، مع طعم مميز.
هناك أيضا الأسماك المقلية، والكثير من الخضار الطازجة، والمخللات.

تحلق الأبناء، يمدون أيديهم في روح واحدة ويأكلون من طبق واحد، يتذوقون أصناف السمك، يسألون عن أنواعها، يتفاخرون باصطياد الأكبر والأثمن، هتف الفريق الفائز مرتجلاً:

البحر والريح والمرساة تعرفني - - - والصيد والخيط والهامور والعشمُ (4)

فرد الفريق الآخر:

لا تحسب المجد عشم أنت آكله - - - لن تبلغ المجد حتى تصطد القرشا

ويضحك الجميع.


أهازيج البحر: كلمات: أبو بكر السلوم. أداء: فيصل اللبان

(1) الجلب: وتر ملتف على بكرة، وهو خاص بالصيد من على القوارب في المياه العميقة، حيث لا حاجة لاستخدام صنارة صيد.

(2) السقالة: جسر خشبي ممتد داخل البحر تربط في أعمدته القوارب.

(3) المانجروف: نبات بحري يتجمع فيشكل جزرا وهمية طافية فوق سطح البحر وعلى السواحل بسبب جذوره الهوائية، توفر هذه الجزر المأوى والغذاء للعديد من المجموعات الحية، وتساهم في التوازن البيئي.

(4) الهامور والعشم: أنواع من السمك.


مقطع من أغنية عن البحر
D 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012     A أشواق مليباري     C 20 تعليقات

9 مشاركة منتدى

  • قادتنا الكاتبة في رحلة رائعة.
    لا مزيد عندي من الكلمات
    فقد كانت الروعة والإبداع
    والقلم يحكي تقدّمه يوماً بعد يوم ورواية بعد رواية وحكاية بعد حكاية.
    رحلة ماتعة نشكرك ونتمنى لك دوام النجاح.


  • أحييك أخت أشواق

    لقد حملتني أدواتك الرشيقة ليس فقط لمرافقة الأسرة في رحلتها، إنما أيضاً في مشاركة أفرادها مهماتهم.

    أما مفرداتك فقد كانت من الدقة حتى وجدتني أقرأ وأشاهد؛ شاهدت الأب منهمكاً في لملمة حباله، وسناراته، وكافة مستلزماته، وشاهدت الأم وهي تستعذب أداءها في عالمها المحبب، وكدت أستل إحدى شطائرها الشهية، وشاهدت الأبناء وقد لفتهم حالة ممتعة من المرح والتكاتف، وسمعت همساتهم وكل منهم يروي للآخر مخطط حركاته وسكناته، وانتشيت ـ كما هم ـ بنسمات الصبح الندية، وتذوقت فرحتهم مع كل سمكة يصطادونها.

    أما الصياديّة، فأهمس إليك أنني دعوت نفسي وأسرتي على غدوة صيادية عاجلة.

    أطلت، فأختم بأنك أبدعت!

    بالطبع تترقبين ملاحظاتي، فأؤكد أن ملحوظتي الوحيدة تتصل بالتشكيل، حيث إن القليل منه لم يكن دقيقاً، ولعل مرد هذا إلى تعديلات اللحظة الأخيرة.

    أسجل سعادتي بقصة مكتملة العناصر.


  • ممتعةطريقةالسردوالوصف...اجواءلم اعشها يوما ولم اخبرها ولكني وجدت نفسي وكاني احد افراد هذه العائلة...وصور ادبية اشعلت فيّ شوقا للبحر لايطفئه سوى البحر.


  • أشواق مليباري – السعودية

    ولو أن "البحَّارة" ليست الأفضل مما قرأته لأشواق.. إلاّ أنني استمتعت بلغتها تنساب رشيقة كالجدول، ولو تعثرت قليلا عند بعض المنعطفات.. إلاّ أنها سرعان ما استأنفت سيرها من جديد، لتصل النقطة التي تكونت وتصب في بحر لا يضيق بماء السماء.


  • الأستاذة أشواق مليباري

    من حق الاولاد ان يستمتعوا بصحبة أبيهم،
    و من حق الأم ان تستريح و لو لساعات من عناء البيت و التزاماته،
    ومن حق الاب ايضا ان يعيش متعة مرافقة الزوجة والاولاد في جولة بحرية ماتعة حيث ينقل لهم خبرته في الصيد، فيتداخل العمل مع المتعة والاستجمام. وبهذا قدمت الكاتبة نموذجا من التفاهم الاسري و التكاتف و بالتالي نموذجا لاسرة سعيدة.

    النص غني بالتفاصيل الدقيقة عبرت عنها الكاتبة بدقة متناهية و قدرة فائقة. أشواق تتقدم في مشوارها ككاتبة بخطى ثابتة و متزنة، ومن سار على الدرب وصل.

    أما عن اكلة الصيادية دفعني فضولي لاعرف ماهيتها فوجدتها تشبه الى حد ما البايلا الاسبانية والتي تنتشر كثيرا في المغرب و الجزائر.


    • شكرا لك زهرتنا على قراءتك المتأنية، هو كما قلت لو أن كل فرد أدى ما عليه من واجبات، ثم طالب بالحقوق لتغيرت أحوال كثير من الأسر وبالتالي تغير وجه المجتمع، ولو بحث الإنسان عن سعادته في ابتسامات من حوله لوجدها.

      أجل عزيزتي هي قريبة من البايلا الأسبانية، غير أن البايلا تحتوى على ثمار البحر المختلفة بينما تقتصر الصيادية على السمك.

      شكرا لمرورك الكريم
      محبتي

  • لوحة فنية ناطقة في غاية الروعة والجمال .. تشد الألباب وتأخذ المرء تدريجيا الى أجواء من المرح والحماس .. فعلا أندمجت مع القصة .. رائعة


  • لوحة مرسومة بريشة الكلمات والنوارس .أغنية بحرية في سرد راق سلمت أناملك أشواق وشكرا لمجلة عود الند


  • تفوح حروفك بعبق الذكريات وأحلى اللحظات التي عشناها سويا ,عدتي بنا إلى تلك الأيام الجميلة التي افتقدناها ..
    أسعدني كثيرا تواجد شخصيتي في إحدى مقالاتك الرائعة

    أختي الكبرى كم أنا فخورة بإبداعك
    بالتوفيق وإلى الأمام دوما 3>


  • نص البحارة، نص جميل مشوق، خاصة وأنه يصور رحلة بحرية ممتعة لأسرة سعودية، امتزجت ببعض الأهازيج الشعبية المرتبطة بالبحر. وحقيقة أن مثل هذه النصوص تثري الإبداع العربي لندرتها أو قلة احتفاء الأدباء العرب بها، على الرغم من البحار التي تحيط بالعالم العربي، والأنهار التي تمتلئ بها أرضهم.
    وثمة ملاحظات على النص أرجو أن تكون خفيفة لطيفة:
    1- هناك خلل في وصف شروق الشمس وعودة إلى النص توضح ذلك.
    2- أشعة الشمس عندما تخالط ماء البحر هل يتحول إلى فضة أم ذهب؟! ... أنا شخصياً لا أدري فلم أحظى بمشاهدة ذلك بعد.
    3- مع التأكيد على حق الكاتب في أن يكتب ما يشاء، إلا أن رحلة بحرية، تستوجب وجبة بحرية، فكان من الأجمل أن تكون الجزيرة الرملية مكاناً لوجبة شهية من الأسماك المشوية. أما إذا كانت الوجبة بيتية، فجلب السمك من السوق أسهل!
    وأخيراً، يبقى النص قريباً من القلب، يشعر القارئ أن عضو مشارك في الرحلة، وأنه ساهم في صيد الأسماك. وهذا يسجل للأخت أشواق أن نجحت في نقلنا إلى هناك بأسلوبها الجميل الممتع.


    • الأستاذ الفاضل موسى أبو رياش
      أشكرك على مرورك وملاحظاتك القيمة، وتثمينك لما كتبت.
      بالنسبة للخلل في وصف الشروق، بودي لو قمت مشكورا بتوضيحه.
      أما إذا كنت تقصد شروقها من خلف الجبال، فذلك لأن المدن على سواحل البحر الأحمر محتجزة بين البحر من الغرب، وجبال الحجاز من الشرق.
      ظهور خيوط الشمس الأولى يبدد سواد الليل، ويحوله إلى لون رمادي (فضي) فيعكسه البحر.
      وفي المغيب تنغمس الشمس داخل البحر فتحول لونه إلى الذهبي.
      المطبخ الحجازي بالغ التعقيد، والأطباق المرافقة للسمك كثيرة ومتنوعة، ومع ذلك فالفكرة جميلة إن كان غيري سيشوي السمك!
      شكراجزيلا لك أستاذنا الفاضل
      تحيتي وتقديري

    • الأخت الفاضلة أشواق
      بداية أؤكد أن الملاحظة لا تعني الصحة، وإنما هي رأي يحتمل الصواب والخطأ وما بينهما.
      بالنسبة لشروق الشمس فقد ورد في البداية : ((في الطريق أقبلت تباشير الصباح، وأطلتِ الشمس من خلف جبال الحجاز)) وبعد مسافة لا أدري طولها، والوصول إلى المرسى، وركوب القارب، ثم الإبحار ((لم يمضِ إلا دقائق حتى ظهر قرص الشمس، فاستحالت الفضة المذابة إلى فيروز يأسر العين بهذا اللون الساحر البديع.)) هذه الصورة قد تسبب خلطاً للقارئ. وأنا أدرك أن وجود الجبال قد يكون سبباً في هذه الحالة، ولكنها كما قلت تبقى مشوشة بالنسبة لي على الأقل.
      بالنسبة لشروق الشمس فأنا أشكر لك المعلومة فنحن محرومون من هذه الظواهر الطبيعية الساحرة، فلدينا خليج صغير لا يتسع إلا للحيتان الكبيرة.
      كل الشكر والتقدير

    • الأستاذ موسى أبو رياش
      معك حق فربما كان من الأفضل الحديث عن خيوط الشمس في البداية.

      البحر واحد، والبلاد واحدة، ونحن نرحب بالجميع في أي وقت.

      لك كل الشكر على مرورك الكريم، وملاحظاتك القيمة.

في العدد نفسه

كلمة العدد 78: غزة: الضحية تقلب معادلة الصدمة والترويع

عن مبدعة الغلاف

نهى جريج وداعا

مـنـفـيـــون

القيم الأخلاقية في القصيدة الجاهلية